فجأة بينما كنت جالسة أشاهد التلفاز انقطع النور ، الصمت ساد ، والظلام حالك ، اسمع صوت أنفاسي تدوي بأذني. في البداية استهوني الجلوس في الظلمة ، دقيقة تلو الأخري لكني لم أعد أحتمل . بحثت بين الأدراج عن شمعه تضيء ظلمتي ، الدرج الأول .. الثاني .. الثالث أخيرا وجدت الشمعة . انرتها وجلست ، ما هذا الصمت ، أليس له من نهاية ، أمسكت هاتفي وشغلت الأغاني لعلها تخفف من هذا الصمت الكئيب . لكنها لم تجدي ، مازال الصمت والظلمة هما السيدان ، وأنا عبيدة وقعة تحت سيادتهم . بدأت الأوهام تجتح كياني ، بدأت مخيلتي في توهم الكثير من الأشياء . حينما كنت صغيرة كنت أخاف الظلمة ، أخاف ثعبان الظلمة ، سيظهر وسط الظلام ويلتف حولي ويقتلني . حاولت تخطي هذا الوهم الذي مازال يتعقبني ، حملت الشمعة وذهبت لغرفة النوم لأريح جسدي ، لعلي أرتاح من هذا الوهم ، أغلقت الباب وجلست علي السرير . لمم أتصور يأتني خوفي الأكبر ، وحش الدولاب ، أيعقل بعد كل هذه السنين مازالت أخافه ترك باب الدولاب مفتوح . أتخيل مصاص الدماء سيخرج منه ، سيسلبني روحي لأكون عبيدة له ، مخاوف لا تنتهي . لا تخافي سيأتي النور في أي لحظة .. سيأتي . فجأة سمعت خطوات أقدام ، تقترب شيء فشيء ، تتقدم نحوي في ثابت . أنفاسها تعلو ، أسمعها بوضوح ، لا شيء احتمي خلفه ، أيعقل تتحول مخاوفي لحقيقة . فجأة توقفت ، يد تدير مقبض الباب ، يا إلهي ، يديره ببطء ، فجأة انفح الباب ، اغمضت عيني وصرخت بصوت عالي : لا .. لا تقترب .. لا .. دقات قلبه اسمعها ، أنفاسه تقترب ، حاولت تهدأت نفسي ، 1-2-3-4-5. منة ماذا تفعلي في الظلمة ؟. ماذا ؟. فتحت عيني لأجد مازن زوجي . ياالله .. كدت أموات من شدة الرعب والخوف .. اخفتني .. لما تجلسي في الظلمة ؟. انقطع النور بينما كنت أشاهد التلفاز ، أنرت الشمعة وجئت للغرفة لأريح جسدي . من الواضح أنك نسيتي تفتحي نور المصباح . ماذا ؟ ! ........