أصبحنا الآن في عصر مفتوح بفضل الفضائيات والانترنت والموبايل وما إلى ذلك من وسائل التكنولوجيا الحديثة والتي جعلت العالم كله بمثابة قرية صغيرة ولكن اسمحوا لي أن أترك كل هذا وأدخل إليكم في صلب الموضوع مباشرة الذي يخص بصفة مباشرة بلدنا الحبيب مصر وخصوصاً بعد أن أصبح لدينا أكثر من قمر صناعي مصري وكل واحد منهم يبث العديد والعديد من القنوات منها المشفرة التي لا يسمح لأحد مشاهدتها إلا بجهاز استقبال من ذا الذي يفك الشفرات وأكثرها القنوات المفتوحة التي يمكن أن يشاهدها الغالبية العظمى من الناس والتي لا تحتاج إلى تلك الأجهزة ....وخصوصاً أن معظم هذه القنوات تم بثها في أعقاب ثورة 25 يناير حيث أصبح –كما يقول البعض – هناك قدر كبير من الحرية والديمقراطية التي أتيحت بفضل هذه الثورة كما يقول الغالبية العظمى من الناس ولكن مع الأسف تلك الغالبية العظمى من الشعب المصري على وجه الخصوص ممن يستخدموا هذه الحرية والديمقراطية بشكل خاطئ. حيث أنني أكتب لكم مقالي هذه عن بعض القنوات التليفزيونية التي تم بثها مؤخراً عبر القمر الصناعي المصري نايل سات وأخص بالذكر قنوات بعينها وهي قنوات المولد,شعبيات, المصراوية .... وقناة"التت" وهي أول قناة مصرية مفتوحة متخصصة في الرقص الشرقي وهنا اسمحوا لي أن أقول لكم كفتاة مصريةو شرقية قبل كل شيء تحترم عادات وتقاليد بلدها مصر وبالرغم من احترامي وتقديري للرقص الشرقي ولكن أعتبر أن هذه القناة تعتبر بمثابة إهانة للرقص الشرقي لما تعرضه هذه القناة لأني أخجل من مشاهدتها فهي قناة تبث إلينا بعض الفتيات العاريات وهم يتمايلن ويرقصن ومع كل ذلك أرى أنه لابد أن يتم تشفير هذه القناة حيث أنني لم أعرف من صاحبها بالظبط ومن أين جاءت له الجرأة أن يفتح مثل هذه القناة الغريبة وبثها بشكل مفتوح هكذا في هذه الفترة العصيبة التي نمر بها ويمر بها بلدنا الحبيب.... فمن وجهة نظري المتواضعة أرى أن هذه القنوات لا تمت للأعلام بأي صلة لأنها لم تقوم بأي وظيفة من وظائف الاعلام التي نعرفها عن ظهر قلب وحتى لو ظننا أنها تقدم لنا بعض الترفيه والتسلية....قأي ترفيه وأي تسلية في هذه القناة التي تعمل على إثارة الفتن والشهوات لدى رجال وشباب مصروخصوصاً في هذا العصر الذي نعيش فيه الآن وخصوصاً في هذا الوقت الذي يحتاج رجالنا وشبابنا كل دقيقة فيه للبحث عن أي وسيلة لتقدم وازدهار بلدنا الحبيب ولكن وكأن صاحب القناة استغل أن هناك نسبة عالية من البطالة بين الشباب هذه الأيام ولا شيء يهم الشباب أو يشغل بالهم سوى الجلوس على المقاهي وتناول كميات كبيرة من المدخنات المختلفة ومشاهدة مثل هذه الأشياء وللعلم....هذا ليس رأيي أنا وحدي بل رأي الكثير من الناس الذين تم سؤالهم في أحد البرامج التليفزيونية عن هذا الموضوع وليس هذا فقط بل عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي انتشرت في الأونة الأخيرة مثل "الفيسبوك" و "التويتر" حيث نجد أن هذه القنوات تنتشر في البيوت المصرية بشكل سريع وملحوظ ولكن أنا مشكلتي الأساسية مع هذه القنوات أن هناك أطفال صغار لا يعرفوا شيئاً في هذه الدنيا ولكن لديهم حب الاطلاع في مشاهدة كل ما هو جديد فيشاهدوا مثل هذه القنوات ويقلدوا كل ما فيها بل ويحاولوا ينطقوا بعض الكلمات التي تقال في الأغاني الشعبية التي تذاع عبر تلك القنوات أعرف أن هناك اختراع حديث نجده مع كل جهاز استقبال لهذه القنوات المختلفة اسمه"الريموت كنترول" أو باللغة العربية جهاز التحكم عن بعد بمعنى أننا يمكننا نتحكم فيما نشاهده عن بعد كما يمكننا منع أطفالنا من مشاهدة تلك القنوات بأبسط الطرق وهي تغيير القناة ولكن عندما نتجول ما بين القنوات الأخرى نجدها قنوات أفلام عربية لا يجوز أن يشاهدها الأطفال أو أفلام أجنبية معظمها أفلام رعب وعنف وهذه أيضاً لا يجوز أن يشاهدها الأطفال أو قنوات دراما تعرض مسلسلات عربية وتركية حالياً ....ولكن ما يعيب كل هذه القنوات هو كم الاعلانات المختلفة والمستفزة التي تتسلل إلينا رغم أنفنا عبر تلك القنوات مما تجعلنا نصاب بالملل ...ناهيكم عن أن تلك الاعلانات تقطع علينا متابعة أحداث الفيلم أو المسلسل وننسى أحداث الفيلم فنغير القناة دون أن نتابع بقية أحداث الفيلم أو المسلسل أيضاً نجد أن أطفال وشباب هذا الجيل لا يطيقوا الأفلام والمسلسلات بل يحبوا الأشياء ذات الايقاع السريع فيمسكوا بالريموت كنترول ويذهبوا إلى تلك القنوات التي أتحدث عنها ومعظمها من تلك القنوات الشعبية التي تبث أغاني شعبية لوجوه غريبة قد نشاهدها لأول مرة ...وجوه من تلك الفئات الشعبية لا نعرفها من قبل وأصوات تشبه بعضها البعض وحتى كلمات الأغاني من ذلك الكلام الشعبي الذي لا يصح أن يتغنى به أحد ولا ينطقه أحد وبالطبع طالما أننا الآن في عصر الحرية والديمقراطية كما يقول البعض وخصوصاً بعد هذه الثورة المصرية أصبح كل فرد له الحق أن يعمل ما يشاء وقتما يشاء دون خوف أو حياء من أحد....وطالما أنه ليس هناك لا ظابط ولا رابط كما يقول البعض فلا أحد يقول لملاك تلك القنوات " ماذا تفعل يا فلان..؟" فكما نشاهد أن هذه القنوات تم بثها دون أن يكون عليها رقابة وخصوصاً تلك القنوات محور مقالي هذا حيث أن أصحاب هذه القنوات قرروا بث هذه القنوات ونسوا تماماً أن هذه القنوات يشاهدها العالم أجمع وحتى في أوروبا وأمريكا ....ترى ماذا سيقول العالم عن مصر وعن الاعلام المصري ففي ظل الظروف التي تمر بها البلاد ونحن نترك كل شيء ونشاهد أشياء ليس لها أي فائدة غير أن أصحاب تلك القنوات لديهم ما يكفيهم من النقود الخاصة بهم يدفعونها ويصرفوا على أشياء بلا أي فائدة لبث هذه القنوات فلابد يدفعوا لإدارة شركة النايل سات كي يتسنى لهم بث هذه القنوات ناهيكم عن كم الاعلانات التافهة التي تساهم في استمرارية هذه القنوات التي ليس لها أي فائدة سوى إثارة الفتن والشهوات وهذه ليست من وظائف الاعلام ولكن هذه القنوات بلا شك تؤدي إلى تخريب عقول شبابنا واتجاهم لطرق مسدودة... للأسف أشعر يا سادة يا كرام أن الاعلام المصري أصبح في خطر وأرى أن هذه القنوات تحتاج إلى إعادة نظر من السادة المسؤولين وعلى رأسهم السيد وزير الاعلام حيث أنني أشعر أن هذا الاستهتار والاستخفاف بعقول الشعب المصري المطحون سيؤدي بالاعلام المصري إلى طريق مسدود بفضل هذه القنوات التي تعتبر"مالهاش لازمة"