لا شك أن الكشف والبينة والوضوح شرط من تمام معرفة الشيء أى شيء وإلا كنا كمن يضرب بحور الظلمات بلا مجداف أو شراع ؛ بغير هدى ، فيقع فى دياجير الزيف والضلال ، فتضيع مراسم الحق وقوائم العدالة ، فيضرب أهلنا فى مصر نهب الفتن والمخاوف والقلق ؛ وما هو أشد خطرا من الحروب الكلامية المعلنة ، فهو ما نسمعه ونراه فى وسائل الإعلام هذه الأيام ، فليس إلا ضرب أهوج من الأخبار والتعليقات الصبيانية المتعمدة ، فلا تفيدنا فى معرفة الحق ، ولا تسعفنا فى إقامة العدالة، ولا تفسح لنا المجال لتطبيق القانون على الناس سواء بسواء ، فالعدالة والقانون لا تعرف إلا الحق ، فلا تقبل التمييز بين الناس لا بالمنصب أو الجاه أو السلطان أو الغنى والفقر ، أو الدين أو العرق ، أو غير ذلك مما يريد الناس أن يتميزوا به ، فالحق أحق أن يتبع ، فكانت شريعة الله حاكمة على كل العقول علا منها من علا وتسفل منها من تسفل ، فالبينة والوضوح شرط أصيل فى معرفة الحق والحقوق وما يقابلها من التزام قانوني وواجبات عملية وخلقية فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا وإلا فسدت الأرض وعمت الفوضى ، فيختل ميزان الكون وتضطرب حياة الناس00 ! ومن هنا أقول : الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله تعالى رحمة للعالمين خاتما ومعلما وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ؛ بعث بمكارم الأخلاق ليتمها ، فأتمها على أكمل وجه ، فكان كما قال ربنا سبحانه وتعالى " أسوة حسنة " ، فكشف الحق وبينه وأظهر العدل وحكم بشرع من أرسله ؛ بشيرا ونذيرا كافة للناس فى الزمان والمكان ؛ ومن بعده الخلفاء الراشدين المهديين ، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ؛ فقد عملوا بسنته ، فلم يخف عنا شيئا ولم يبخل علينا بخير " وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ " ( التكوير : 24 ) لقد عم نوره المكان والزمان فنشر الخير والبركات وأضاء جنبات الكون بنور النبوة والرسالة والكتاب المنير هداية ورحمة ، فبدد ظلمات الكون ، وأضفى على العالم نور اليقين وبرد اليقين ، فلم يعد هناك شيئا غامضا لا من خبر الدنيا ولا من خبر الأرض والسماء ، ولا من أخبار الدنيا والآخرة ، فكل شيء معلوم لمن طلب العلم واليقين " حكمة بالغة " ولعل تلك كانت مقدمة طويلة أضطررنا إليها بسبب حيرتنا فى فيما أصاب أمتنا العربية والإسلامية من ضعف وتردي فى مهاوي الباطل والركون إلى التبطل والسلبية مع أننا ندعو صباح مساء فنستعيذ بالله من العجز والكسل بل ونطلب منه العون والنصر على الأعداء فإذا بحكامنا وكأنهم للعدو أولياء ! وهاهي الفوضى الخلاقة التي حظر منها الرئيس حسنى مبارك قبل تخليه تضرب أركان الحكم والحياة فى بلادنا العربية والإسلامية وتهدد كل من تسول له نفسه أنه فى بلده مستقل و حر ! ***** لقد سبق لى أن حظرت من مجرد فكرة الثورة وطالبت مع البعض من عقلاء الكتاب الغيورين بضرورة التغيير السلمي للسلطة وإصلاح منظومة الفساد وإقامة الدولة العادلة ورفض فكرة الثورة وفكرة التوريث! ***** كان ذلك في مقال لى بعنوان : )أما الثورة فلا00! ) نشر فى جريدة المصريون بتاريخ 18/8/2008م وتكرر نشره عدة مرات مع بعض الإضافات أو الحذف تبعا للمناسبة - في أكثر من موقع لكن – ولا حياة لمن تنادي ! ***** وهاهو سيناريو ما يسمى زورا بثورات الربيع العربي يتكرر فى الجزائر والسودان وهلم جرا! ***** والعاقل من وعظ بغيره ! ) والله غالب على أمره ( ***** دكتور / عبد العزيز أبو مندور [email protected]