من ادبيات المخطأ الحقيقية ان يعترف بخطأه دون مكابرة او صلف – بل أن يكون طيعا متواضع معترفا بخطأه وان يقدم اعتذاره علانية وان كان ما اقترفه من سوء ظنه سرا . منذ سنوات مضت وفي ظل ظروف مجتمعيه معروفه للجميع وعالمية يعرفها العالم اجمع حاولت ان اعقد مقارنة بين المرأة العربية . ومن ثم لم تظهر امام عيني سوى تلك المرأة العربية في قطاع غزة الصامدة التي علي مدار الايام تفقد شهيدا ربما يكون زوج او أبن او اب او اى من الاقرباء ونجدها تعيش بابتسامة راضيه صامدة تعيش حياتها وكفاحها دون ان يؤثر ذلك علي مجريات الامور – قد تلطم الخدود احيانا لكنها لا تستمر طويلا وتترك ليدها الحريه بعد ذلك في البناء والزراعه وتربية الاولاد . هكذا كانت نظرتي الي المراة العربيه في قطاع غزة. لذلك انحزت اليها وفضلتها علي كل نساء هذا العصر وعلي اقرانها جميعا في العالم العربي . وبعد ذلك ظهرت مقدمات لانتفاضات مصرية في حركة كفاية وتصدر المشهد بضع نساء ومع ان عددهم قليل لكنهم اضاف وجودهم شأنا كبيرا للمرأة أشعل الحماس في قلوب كل النساء بل واشعلت ايضا نيران الغيره في قلوب الاخريات وتساؤلوا ايست سيدة مثلهم فأين نحن من خريطة الوطن. ثم راينا تعدى البلطجيات اللاتي تعدين بالقول والفعل علي سيدات فضليات امام نقابة الصحفيين ايام الاستفتاء مما اثار حفيظة بقية النساء واضمروها في قلوبهم ووجدانهم في انتظار لحظة حاسمه يعبرون فيها عن غضبهم وبدأت حركة 6 ابريل التي انضم اليها الكثير من بنات ونساء مصر وتوالت الحركات السياسية فكانت نساء ضد التوريث بداية ايضا لعمل وطني جديد . وهكذا توالت الاحداث سريعه ومتلاحقه وكل يوم نرى وجوه صبايا علي قدر ميسور من الجمال والمال والعلم بل ويمكنك تميز هذه الطبقة الراقيه في الشارع و وقد خلعت عن نفسها ترف الحياه وعيشها وتعالي صوتها في الميدان منذ أواخر 2010 الي ان اكتملت الصورة فأمتلات الشوارع بنساء وفتيات مصر من جميع الطبقات والفئات العمرية تنادى بسقوط النظام , وأتعجب من بعض التيارات التي تريد ان تلزم البيت منزلها وهي اكثر من 50% من تعداد الشعب المصرى ويريدون عودة نظام الجوارى والعبيد الي المنازل . المهم في الامر رأينا بنات وفتيات ونساء مصر الذين اطلقوا بجانب اخوتهم من الشباب والرجال صيحات الغضب وقد نفضوا عنهم غبار الذل والخضوع والخنوع فكانت صيحاتهم في الميادين تقود المظاهرات وامتثل لها الشباب ترديدا ولم يكن هناك مجتمع ذكورى او مجتمع انثوى بل كانت مصر هي التي تتحدث عن نفسها في هذه اللحظات . وفي 25 يناير هذا العام وفي احياء ثورتنا المجيد لعامها الثاني مطالبين باستكمال الكفاح ومطلب الثورة لم تتواني النساء عن المشاركه بل كانوا في قيادة وطليعةة المظاهرات في الاسكندرية واعتقد ايضا بانهم كانوا في كل ميادين الحريه بمصرنا الحبيبة . ولاول مرة لا نرى نساء تبحث عن احدث الموديلات في فاترينات العرض – ولكنهم يطلبون من الاخرين التخلي عن السلطة وصيانة العرض والشر ف وكبرياء الشعب – الكل كان يدافع عن حقوق الغير فكلاهما شركاء في هذا الوطن – لم نرى في الميادين او نمييز اى عرق او اى طائفه هؤلاء بل هم ابناء هذا الوطن خرجوا ليعطونا نسيم الحريه ولاجيال قادمة عليها أن نعترف بفضلها الذى اشعل في القلوب حماسة ونخوه وحب للمبادى . اني اعتقد بان من ينادوا او صرحوا بأن ميادين التحرير قد انتهي دورها فهم واهمون ويضللون انفسهم , فجميع بناتنا وامهاتنا واخواتنا سوف يجدون قصص كثيرة تحكي لابنائهم قبل النوم , لن يقصوا عليهم قصة الشاطر حسن او امنا الغوله او ابو رجل مسلخوه لكن سوف يقصون عليهم ما يرسخ القيم والمبادىء وقيمة الحرية وفضل الشهادة في سبيل القضية والوطن . سوف يحكون لهما قصة الشيخ عماد – ومينا دنيال واحمد جمال وغيرهم من شهداء ثورتنا , بل وسوف يرون باعينهم دليل ذلك مما وفرته لهم التكنولوجيا الحديثة من توثيق لكل تلك الاحداث . سوف يرون ويسمعون ويشاهدون في كل عيد للثورة ان امتد بهم العمر أباء وامهات الشهداء ومصابي الثورة وهم يفتخرون بما نالهم من عاهات في سبيل اعادة الحقوق في هذا الوطن لي مستحقيه . لذلك سيدتي المصرية اعترف بانك سيدة نساء هذا الزمان فتقبلي تحياتي