تصوروا وتأملوا ماذا فعل إبليس ليضحك علينا حتى لا نستعمل عقولنا، لقد ابتدع مقولة شيطانية صار السادة الفقهاء يتناقلونها وكأنهم وجدوا ضالتهم في عدم استخدام العقل. لقد قال أحدهم لأحد أصدقاء الصفحة إذا كان الدين بالعقل لكان مسح باطن القدم أولى من مسح ظاهرها....فرددت عليه بما يلي: قل له بدلا من السفسطة يا هذا... اعلم بأن باطن القدم لا يتم مسحها لأن الأرض طهور وسنصلي عليها. وقل له بأن من علموك الدين قد اختلفوا فمنهم من قال بغسل الرجلين باطنا وظاهرا ومنهم من قال بمسحها على ظاهرها فقط...لكنهما لم يختلفا في أن الأرض طهور فلا يشغلك باطن القدم ...بل انشغل بكتاب الله في تحكيم الأمر...أيكون الدين بالعقل أم بالنقل؟. وقل له لو كان الدين بالنقل بلا عقل ما قال الله تعالى 1. ....إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الرعد4 2. ....إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل12 3. ....إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل67 4. {وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }العنكبوت35 5. ....إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الروم24 6. ....كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }الروم28 وذم الله الذين لا يعقلون فقال سبحانه وتعالي الآتي:::- --- 1- {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }الأنفال22 2- {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً }الفرقان.44 3- ( .....تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ }الحشر14. وتعجب الله بأكثر من آية ممن لا يعقلون فقال [أفلا تعقلون ....وأفلا يعقلون ....وأفلا تتفكرون]. وهناك آيات تتناول الآتي: ---------- 1- [إن في ذلك لآيات لأولي الألباب]..... 2- (....... َاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الأعراف176. 3- ( كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }يونس24.. 4- ( .... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3. 5- ( ...... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44 وغير ذلك كثير لكننا نستكثر على الله أن نفكر. بل يكاد الفقهاء يحرّمون علينا أن نتفكر رغما عن أنف كل الآيات المذكورة هنا والمذكورة بكتاب الله مما لم نذكره. ونادى الله بالقرءان ألو الألباب وأنزل الدين لقوم يتفكرون بينما أنت لا يعجبك كل هذا وترمي عقلك في أحضان باطن القدم وتظن بأنك صاحب علم....وتقلد الجاموس البشري القائل [لو كان الدين بالعقل لكان المسح على باطن القدم أولى من المسح على ظاهرها. بل يشتد الغباء أكثر حين نكرر قول الأبالسة. [وكيف كنا سنعرف عدد الصلوات وكيف نصلي إن لم تكن هناك كتب للسنة]. .بينما لا يدري صاحب تلك المقولة بأن المسلمون ظلوا يصلون مئات السنين قبل أن يخترع البخاري كتابه. وأنه لما تم اختراع كتابه لم تكن هناك نسخ وأوراق ولم تكن هناك طباعة. فلتسأل نفسك أنت كيف كان الناس يصلون بغير كتاب البخاري الذي تحتج علينا به في أيامنا هذه.. فبئس القوم الذين ينقلون ويكذبون بآيات الله ويفضلون مقارنة باطن القدم بالنقل ليعادوا العقل. ------------- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض ومحكم دولي وباحث إسلامي