الحسين عبدالرازق عقب إندلاع ثورة يناير2011 شهدت الساحة الإعلامية في مصر حالة من الضبابية , خرجت علي أثرها مجموعة من الوجوه الشابة لتتصدر المشهد بكامله, منهم من بزغ نجمه وتسابقت القنوات من أجل استضافته , ومنهم من أخذ في الإنزواء شيئاً فشيئاً إلي أن غاب تماماً عن المشهد وكان نسياً منسيا . كان أحد تلك الوجوه " شيخاً شاباً " واغفروا لي استخدامي لجملة قد تبدو للوهلة الأولي متناقضه , فالشيخ في اللغة هو رجلٌ إستبانت فيه السن وظهر عليه الشيب , ولكن جري إطلاق لفظ الشيخ إصطلاحاً علي من زاد علمه وكثر تفقهه فلا مانع إذاً من استخدامه , وكما يقولون " خطأ مشهور خيرٌ من صحيحٍ مهجور " وإن كان صاحبنا هذا لا علم لديه ولاهو من أهل الفقه ! علي أية حال .. راح شيخنا الشاب هذا في التنقل بين القنوات , والتي كانت حريصة علي الفوز بإجراء المقابلات مع ذلك الذي نعت نفسه "بخطيب الثورة" , ربما كان دافعهم بالدرجة الأساس هو الزي الأزهري والعمامة البيضاء التي تحظي باحترام عموم المسلمين , فضلاً عن انتسابه إلي الأزهر الشريف كأحد علمائه التنويريين كما كان يصف نفسه !! لكن وبمرور الوقت أخذت فترات ظهوره علي الشاشات في التباعد التدريجي , بعد أن بات واضحاً للجميع مدي ضحالة فكره وعدم إلمامه بالعلوم الدينية , إلي جانب إفتقاره لحفظ آيات القرآن وهو مالم ينكره الرجل وبرر موقفه قائلاً " لقد أمرني الله بتدبر آياته ولم يأمرني بحفظها " !! بدأت الأضواء تنحسر عن خطيب الثورة كما أسلفنا , فلم يعد يظهر لابوصفه خطيباً ثورياً , ولا عالماً دينياً أوحتي أحد دعاة الثورة والمنادين بها . وهنا جن جنون الشاب جراء تلك الحالة من التجاهل وهو الذي ذاق حلاوة الشهرة , ومن ذاق عرف !! فراح يتفنن في الإتيان بكل ماهو شاذٌ من الفتاوي بهدف لفت الإنتباه اليه من جديد . فأطلق لخياله العنان وصار يفتي ويصرح, يلمح ويوضح .. وكأنه بالونة مملوءة بالفتاوي انفثأت فجأة في فضاء ذلك العالم الإفتراضي . كانت البداية عندما أفتي بأن الجنة ليست فقط للمسلمين , ولكنها لكل من لم يفسد في الأرض مسلماً كان أو من غير ذوي الديانات , أتبع فتواه تلك بأخري تفيد بأن نكاح الرجل غير المتزوج بفتاة غير متزوجة ليس زنا , بل أحد أنواع البغاء .. فخبرني بالله عليك يامولانا العالِم العلاَمة , ماهو الفرق بين البغاء والزنا ؟؟؟ ثم طالب بإدخال الرقص الشرقي إلي مناهج التعليم , ومن قبلها كان قوله بأن الإسلام ليس به آية تدل علي قطع يد السارق ... إلي آخر كل تلك الترهات التي لم يمل من تكرارها , ثم زاد الطين بلة .. عندما وصف أصح كتاب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري بأنه مسخرة !! خرج ذلك الرجل مؤخراً , والذي تعمدنا عدم ذكر إسمه الذي أشتهر به , لا لشيئ .. سوي إمتثالنالأمر ربنا بألا نتنابز بالألقاب . خرج ويبدوا أنه قد تناول وجبة دسمة ثم نام بعدها بدون غطاء فاستيقظ ليزف إلينا البشارة بأنه هو المهدي المنتظر , من خلال ما أسماه بالبيان الهام والذي قال فيه نصاً . "بيان هام.. أعلن أنني أنا الأمام المهدي المنتظر (محمد بن عبد الله) الذي جائت به النبوءات وجئت لأملأ الأرض عدلًا وأدعوا السنة والشيعة وشعوب الأرض قاطبة لمبايعتي ... إلي آخر ماقاله وادعاه عبر صفحته . قبل ظهوره في اليوم التالي ليتراجع عما قاله زاعماً بأن الأمر لم يكن جدياً وانه مزحة أراد بها إثبات زيف بعض كتب التفاسير . لنقوم بدورنا بطرح السؤال من جديد ... إلي متي ستظل شاشات بعض الفضائيات والمواقع تبث لنا سموم هؤلاء الأدعياء بدون وازع أو رقيب ؟؟ وهل سيصمت الأزهر علي تكرار مثل هذه الأكاذيب وتلك الترهات ؟؟ وفي حال اتخاذ الإجراءات القانونية تجاهه , فهل سيطالب البعض بإصدار عفو رئاسي عنه ؟؟ أسئلة تنتظر الإجابة . وأخيراً نقول ... إذا كان ذلك الرجل مؤمناً بماقاله فالأمر ليس بالجديد , فقد سبقه إليه كثيرون وذهبوا بعد ذلك إلي حيث ألقت , و إن كان الأمر لا يعدو عن كونه مزحة أو تهريجا .. فأسكتوا الشيخ المهرج .