قال الله تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ سورة البقرة آية (45) وقوله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تفْلِحُونَ ﴾ سورة آل عمران آية (200) حديثنا اليوم هو عن الصبر وأنواعه ودرجاته فقد ذكر الصبر فى مواطن مختلفة فى القرآن الكريم.. أما كلمة الصبر فقد ذكرت حوالى (102) مرة.. فالصبر نعمة من الله على العباد.. الصبر على المرض.. على الاحزان.. على مصائب الطاعات.. فمن تحلى بالصبر فقد فاز.. لقوله تعالى "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ" الزمر ( 10 ) فنجد الصبر مصاحب للانبياء.. فصبر سيدنا أيوب على المرض (ابتلاء من الله) .. وصبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على ايذاء قومه حتى نصره الله وأظهر الدين الاسلامى.. وصبر سيدنا يوسف حينما وضع فى السجن.. والامثلة كثيرة. فسبحان الله عندما نرى حالنا فى الصبر على المرض نجد أنه رحمة برغم ما به من ألم ولكنه رحمة وتخفيف من الذنوب .. فالمرض رحمة من الله بنا فيخفف ذنوبنا وهو ابتلاء لمدى صبرنا.. فمن صبر وجد الله معه كما قال سبحانه وتعالى في سورة الأنفال الآية 46: " واصبروا إن الله مع الصابرين". ولنا فى قصة صبر المرأة التى أصيبت بالصرع وقصتها الشهيرة.. عن التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس: ألا أُريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت: بلى قال:هذه المرأة أتت النبي عليه الصلاة والسلام فقالت: يا رسول الله إني أصرع فادعُ الله لي أن يشفيني قال: إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله لك أن يعافيك قالت: أصبر. فاذا نظرنا الى المرض على أنه تخفيف من ذنوبنا وهو رحمة من الله لاستبدلنا نظرة الحزن بالأمل فى الله.. والدموع بالابتسامة.. ابتسامة الرضا لقضاء الله. والصبر على الجوع والعطش (الصوم) هو صبر على الطاعات وتدريب للنفس البشرية.. وصبر الأم على وليدها.. والصبر عند الغضب (والكاظمين الغيظ).. كل هذا وغيره من أنواع الصبر.. وللصبر مراتب خمس.. الصابر والمصطبر والمتصبر والصبور والصبار، وهي درجات من حيث درجة الاحتمال . والصبر الجميل الذى لا شكوى فيه هو نوع من أنواع الرضا.. أن تصبر وأن مبتسم وتعلم أن الله ما خلقك ليشقيك ولكن اعتبره اختبار لقدرتك على الصبر الجميل بدون شكوى.. اعتبره تكفيرا للذنوب التى نقترفها.. اعتبره تطهيرا للنفس البشرية وترويض لها.. فلنتعامل من هذا المنطلق وليس كما نرى من أصابه المرض يشتكى.. ومن أصابه الحزن والهم يشتكى.. ومن أصابه الفقر يشتكى .. فلمن نشتكى الا عباد أمثالنا.. قال الله سبحانه وتعالى: "وبشر الصابرين ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " سورة البقرة (175) فمن صبر فاز ببشرى من الله فسبحان من منحنا نعمة الصبر فليتنا نستفيد منها ونصبر ونحتسب صبرنا عند الله سبحانه وتعالى .. ولنتذكر ان كا ما يحدث لنا له حكمة عند الله سبحانه وتعالى ولو صبرنا لعلمنا الحكمة ولرضيت أنفسنا.. أذكر نفسى وإياكم بنعمة الصبر.. وأدعوا الله أن نكون من عباده الصابرين .. الراضين بقضاءه.. اللهم أكرمنا بنعمة الصبر.. اللهم أجعل قلوبنا تمتلأ بالرضا.. اللهم بلغنا لية القدر اللهم إنك عفوا تحب العفو فأعفوا عنا