الأهرام المسائى 17/10/2007 الصبر نعمة كبري لا يعطيها الله عز وجل إلا لمن أحبه, الصبر يعتبر مطهرا لأعضاء الجسم والعقل ضد الاندفاعية والتسرع وإتباع الهوي فالتفرد والنجومية والشهرة تحتاج إلي صبر جميل حتي تحافظ علي بريقها فالصبر قيمة اخلاقية وتربوية يجب علي الأسرة أن تعلمها لأبنائها في مرحلة الطفولة فيصيرون رجالا ونساء يستطيعون تحمل ما يقابلونه من عقبات وصعاب عند مواجهة مطالب الحياة المعقدة في هذا القرن21 كما أن الصبر يجعل الإنسان المعاصر يتسامي بدوافعه الغريزية والجنسية والعدوانية( النفس الأمارة بالسوء أو الفاجرة). ويحولها إلي دوافع للإنجاز والعمل أي في صورة يقبلها الآخرون في المجتمع أو في صورة إبداع لإنشاء حضارة في شتي مجالات الحياة أو العلم, الصبر نصف الايمان, فإذا كان الايمان100% فإن الصبر يمثل50% والعبادات50% لكي تكتمل صورة الإيمان الكاملة فلا ايمان لمن لا صبر له. فلكي يكون الإنسان مؤمنا يجب ان يكون لديه الحد الأدني أي بلغة علم النفس الفيزيائي( الحد الأدني من مستوي العتبة) الايمانية وهو25% من الصبر,25% من العبادات كما انه لا تنعدم ضفة الصبر لدي البشر, فاعتمادا علي المصطلح الإحصائي الصفر الصبري أي عدم انعدام سمة الصبر لديهم فكل واحد من البشر لديه نسبة معينة من الصبر ولكن بدرجات متفاوتة, فقد يقل الصبر عن25% وقد يزيد وهذا يعتمد علي القدوة الصالحة والنموذج الصالح للصبر في الاسرة والمجتمع فتحقيق الذات في المجتمع يعتمد علي الصبر والمثابرة فلولاهما لما وجدنا الفنان المبدع والعالم الفذ والشاعر الكبير والأديب والصانع الماهر فكل مهنة تحتاج إلي: نسبة معينة من الصبر وقد تزيد وتنخفض هذه النسبة حسب مقومات كل مهنة فالتفرد والنجومية تحتاج إلي نسبة عالية من الصبر والمثابرة. الصبر يعني قوة التحمل لدي الانسان فهذه القوة إذا لم تجد من يساندها فإنها سوف تنهار وانهيارها مصيبة للفرد والمجتمع فهذا يعني انتشار الإغتصاب والسرقة والقتل بصورة مخيفة في المجتمع كما أن السلام والحروب يحتاجان إلي نسبة عالية من الصبر حتي يتحقق النصر بإذن الله تعالي فالإندفاعية والتسرع فيهما خراب للمجتمع فإذا مكر بك أحد فاصبر وإذا رزقك الله تعالي بولد معاق فاصبر وإذا مرضت فاصبر وإذا ابتلاك الله تعالي بجار سيئ فاصبر فالصبر مفتاح الفرج وانظر أيها القارئ الكريم ماذا فعل الله تعالي بالانبياء الذين لم يصبروا علي قومهم مثل سيدنا يونس, جعل الحوت يبلعه, والأنبياء الذين صبروا كانت نتيجة صبرهم النجاة والنصر مثل سيدنا أيوب وسيدنا يوسف وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب وفي الأثر يقول الله عز وجل إذا اعددت لعبد من عبادي منزلة خيرا كثيرا أو رزقا ولم يبلغها بعمله ابتليته بمصيبة فأعطيته الصبر عليها فنالها بصبره. وصدق الله العظيم إذ يقول يا أيها الذين آمنوا إصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون سورة آل عمران آية200