مقوله شهيرة "الست خلقت للمنزل" و كلمة تتردد على أسماعنا كثيراً خاصة من أم مغلوب على أمرها تحاول إقناع ابنتها بقبول العريس "الجاهز" ، والرضا بالأمر الواقع ؛ لتتخلي عن حلمها بما هو أهم كالتعليم أو العمل أو السفر، أما الأب فقد يقول هذه الجملة التى عفا عليها الزمن لزيادة نفقات الحياة أملاً في " ستر" ابنته. لم تقتصر مشكلة هدم طموحات المرأة فى الريف فقط ، ولكن حين يتقدم الشاب للفتاة الحاصلة على أعلى الشهادات ، يبدأ فى " اللعب على الوتر الحساس " لها ، وهى أن المرأة مخلوق رقيق ، مسئول من الرجل لتلبية كل رغباته ، وكلمة .. فكلمة ، تبدأ الفتاة فى التخلي عن أحلامها فى العمل ، ليمر الوقت والزمن وتندم أشد الندم على قرار اتخذته نتيجة لتأثيركلام معسول ليس له أساس من الصحة . ويأتى السؤال هل تصبح المراة فاشلة أسرياً إذا نجحت فى مجال العمل أو في أي مجال آخر إذا كانت زوجة وأم ؟ وهل بالضرورة لتنجح المراة كزوجة لابد و أن تتفرغ تماماً لرعاية أسرتها ؟ يقول محمد الخضري 30 سنة " انا لا أوافق على عمل المرأة بعد الزواج ، لأنه من الممكن أن يؤثر على اهتمامها بزوجها وأولادها بعد الزواج ، لأن صاحب " بالين كذاب " ، والأفضل أن تتفرغ لما هو أسمي ، فالمرأة ليس لها سوي بيتها وزوجها
أما سمرمحمود 22 سنة تقول " بالنسبة لي ، أنا لن أتخلي عن طموحاتي من أجل زوج أناني لا يحب سوي نفسه ، لأن الزوج الذي يطلب من شريكة حياته ترك عملها ، زوج ليس له أمان وغير واثق من نفسه أو في زوجته " ، وتضيف ايضا أحب الزوج المتعاون الذي يدفع زوجته إلى الأمام ، ويساعدها للوصول إلى ما تحلم به ، والمرأة الناجحة فى العمل تكون ناجحة في بيتها أيضاً وتكون نشيطة. يؤكد أحمد 23 سنة على أن الزوجة العاملة فخر لزوجها ويقول " أنا لست مع مقولة ان "المرأة آخرها الزواج والبيت " فإذا كان الوضع كذلك ، فلماذا تتعلم المرأة وتدخل المدارس والجامعة ؟ ، بالنسبة لى أنا اؤيد أي امرأة طموحة تسعي للأحسن في مجال العمل أو الدراسة ، طالما أنها غير مقصرة في بيتها ، وعلى الزوج أن يكون فخور بالمرأة ذات الطموحات العملية لأنها لا ترتقي بنفسها فقط بل بأسرتها أيضاً. وتوضح شيماء البدوي 21 سنه، للأسف هناك الكثير من بنات الريف لديها طموحات واهداف تفوق طموحات اى بنت اخرى ولكن مجتمعها والبيئه التى تعيش فيها تجبرها على التخلى عن طموحاتها واهدافها مقابل خوف اباءها من العنوسه .. غالبا مايكون لديها طموحات وتتشبث بها توجه اليها انظار وكانها متهمه بشئ لا يقبله المجتمع وهى لاتدرى لماذا، لكن انا كبنت لا اقبل اى شئ يوقفنى عن طموحى وتحقيق اهدافى ، وان اكون مجرد لتحقيق رغبة أحد والزوج الناجح دائما هو من يساعد زوجته وينمى طموحها وغير ذلك يكون انانى وانا لا اقبل اى شخص انانى بحياتى؛ لاننى بلا اهداف لا اساوى شئ فى تلك الحياه ولا اقبل ان اعيش فى تلك الحياه بدون تحقيق ذاتى. كما يشير د. أحمد المجدوب الخبير بمركز البحوث الاجتماعية بالقاهرة " أن غيرة الرجل من كفاءة المرأة هو نوع من الغيرة اللاشعورية لأنه لايزال يعيش في أفكار وعقليات الماضي بالنسبة لوضع الرجل في المنزل والحياة الزوجية وليس هو المسئول الأول عن ذلك، فالرجل يقضي طفولته وشبابه محاطا بتقاليد قديمة تؤمن أن المرأة كائن أقل قيمة لذلك يوجد لدى الرجال شعور دائم بالتفوق لمجرد كونه رجلا ويكره أن تتفوق عليه المرأة في أي مجال ، وهو في الغالب يحجم عن الارتباط بالفتاة الطموحة أو الناجحة في عملها ويفضل المرأة الضعيفة الكسولة لأنها ترضي غرورة وتشعره دائما أنه الأفضل ". يرى د.محمود غيث أن المرأة الناجحة في عملها، ناجحة أيضا في بيتها لأن نجاحها هذا يشعرها بكيانها ويمنحها الثقة بنفسها وينعكس ذلك بالضرورة على أطفالها الذين تغرس فيهم بذرة الثقة في أنفسهم ليشبوا وهم أكثر صلابة في مواجهة المشكلات، وذلك على اعتبار أن فاقد الشئ لا يعطيه فإذا شعرت الزوجة أنها تابع لن تستطيع أبدا أن تعلم أولادها الاستقلالية والاعتماد على النفس، وذلك عكس الأم العاملة التي تمنح أولادها الفرصة للاعتماد على النفس والسير في طريق النضج بسرعة، وللأسف هناك كثير من الأمهات يؤمن بأن رسالتهن وأهدافهن في الحياة هي تربية أبنائهن، وأن هذه الرسالة تنتهي بانتهائهن من تربيتهم وخروجهم من البيت مستقلين بحياتهم، وتعتقد أنها بذلك تمنحهم الاهتمام والرعاية. ولكن بغض النظر عن هذا مقوله الست مالهاش غير بيتها لابد ان تتغير وتتغير نظره المجتع ككل والريف كجزء من المجتمع.