المرأة المصرية التى استطاعت أن تثبت نجاحها فى البيت وخارجه، وشهادات واقعية حية لسيدات ناجحات فى مجالات متعددة ومتنوعة يقدمن عصارة تجربتهن الإنسانية، وكيف تعاملت كل منهن مع واقعها واستخدمته لتحقق أهدافها وتصل لطموحاتها، أولى النصائح أن تحدد المرأة هدفها ولا تتخلى عن أحلامها، مهما كانت المعوقات، وأن تكون فى منزلها الزوجة والأم التى تطلب العون من أسرتها: الزوج والأبناء فكلهم شركاء فى نجاحها، لكن على المرأة أحياناً أن تتحلى بالفطنة وتدرك أن الجميع يتوقع منها الكمال، فلا تحبط ولكن تتعامل بذكاء مع تلك الرؤية، وأن تعرف أنه أحياناً يغير الزوج من زوجته لو تفوقت عليه وتقدمت عنه، فى الصعيد التجربة مختلفة والنجاح ممكن وفى النهاية النصيحة المستترة: لا ترددى مع جدتك مثل ضل راجل ولا ضل حيطة فلم يعد مقبولاً فى هذا الزمن. فاطمة مظهر: الرجل يحارب المرأة إذا تفوقت عليه من حسن حظى أن مجتمعى العائلى كان راقياً وديمقراطياً، ولم يدفعنى لابتكار حيل وأساليب أدافع بها عن نفسى، بالطبع تمثل أحيانا بعض اشتراطات المجتمع تحديات شخصية بالنسبة لى، فأود أن أثبت نجاحى فيها لنفسى أولا ثم للمحيطين، كأن أسعى لأكون امرأة ناجحة وقادرة على المنافسة الحقيقية بعملى، وربة أسرة جيدة، ولكن أحقق هذا وفق معايير عادلة وواقعية أحددها لنفسى، وأتحرر تماما من المبالغات الخيالية الشائعة، التى تطالب المرأة بأن تكون «سوبر وومن»، وتمتلك الأفضل من كل شىء على الإطلاق، وتطالبها أيضا بأن تكون بلا عيوب، وتقمع نفسها وأحلامها لصالح الذكر. أما بالنسبة للعمل، فالاجتهاد والعناد هما حيلتى لمقاومة إرادة المجتمع الذكورى فى تهميشى، فهو لا يتقبل أن تكون المرأة متفوقة على الرجل ويحاربها إذا حققت ذلك، مثلا عانيت كثيرا داخل مجلس إدارة نقابة الممثلين، كان الرجال الزملاء يتعمدون التعتيم على جهودى ومع ذلك لم أتخل عن خوض الانتخابات كل عام وعادة أشغل موقع أمين الصندوق. أسست جمعية سيدات الجيزة وأرى من خلالها مآسى السيدات المصريات اللائى يعانين الجهل والفقر ويتكفلن بأسرهن وبزوج عاطل عن العمل وهؤلاء وسيلتهن للتكيف مع المجتمع هى الصبر والأمل والاستمرار فى العمل والعطاء. رولا خرسا: ضل حيطة ولا ضل راجل «خايب» الإعلامية رولا مصطفى خرسا ترى أن عدو المرأة الأول هى المرأة نفسها وأن أكثر ما يسىء للمرأة هو نفسها بسبب تنازلها الشديد عن حقها بشكل فظيع وطواعية بما يسمح لها بأن تتخلى عن إنسانيتها بسهولة!. وتقول رولا: حتى وصولى لسن ال20 كنت أؤمن بالمساواة بين الرجل والمرأة فى كل شىء ولكن بعد الزواج تأكدت أن الرجل رجل والمرأة امرأة ولكن فيما يختص بالأعباء الملقاة على عاتق المرأة لكونها أماً، فلا أستطيع مثلا أن أترك طفلى وأخرج من المنزل ولكن أستطيع التوفيق بين مهامى كأم ومهام عملى، خاصة مع وجود التفاهم الكبير بينى وبين زوجى. لم أشعر يوما بالندم لكونى امرأة ولكنى أشعر بالحزن لحال المرأة الآن التى يجب أن تتعلم حقوقها وتدافع عنها حتى تحصل عليها، فاليوم تعيش المرأة وضعا مغايراً تماماً لما كان عليه وضعها منذ 100 عام عندما كانت لديها رغبة فى التحرر والتغيير للأفضل ونيل حقوقها المسلوبة.. الآن السيدات ينتجن رجالا يتحكمون فيهن وينتجن نساء يتنازلن عن حقوقهن. وبالرغم من الجهود المبذولة فى مجالات حقوق المرأة فإنها تنظر للعمل كمصدر دخل وليس طموحاً أو تحقيق نجاح لذاتها وبالتالى تتخلى عنه إذا توفر لها دخل مادى من جهة أخرى. المرأة فى الأحياء الشعبية ترضى بأن تعيش مع مدمن مخدرات يفرض عليها العمل ويستولى على أموالها ويضربها وتقول: «ضل راجل ولا ضل حيطة» رغم أن هذا المثل خاطئ لكنه شائع بسبب تهاونها فى حقها وخوفها من الطلاق والعيش بمفردها، وسمعت بنفسى دكتور إجتماع ينصح الزوجة بأن تخفى على زوجها علمها بخبر زواجه لأنها إذا واجهته ستقبل وترضى رغما عنها. الانفتاح والتقدم الحالى فى الإعلام وجميع المجالات ساهما فى زيادة تعليم ومعرفة المرأة ولكنهما فى المقابل أسفرا عن حالة انغلاق كبيرة تواجه فوضى الانحلال التى تحدث حاليا فى المجتمع الذى فقد هويته فلا يدرى هل هو إسلامى أم علمانى، متدين أم منفتح وبالتالى لا يخاطر الأهل بالوقوع فى هذه الخيارات المعقدة ويغلقون الأبواب على الفتيات. د. إيمان بيبرس: حب زوجى للصيد «بيخسرنى» 7 ليالى فى البحر «أم وزوجة وناشطة اجتماعية، حياتها مزدحمة بالعمل المهنى والتطوعى والخدمى هى الدكتورة إيمان بيبرس، رئيس جمعية نهوض وتنمية المرأة، تقول عن حياتها: أنا أم لولد وحيد اسمه تيمور يبلغ من العمر 13 عاماً، لكنه يشعر بأنه أكبر من ذلك بكثير لأننا نعامله باعتباره مسؤولاً، زوجى أستاذ بكلية الطب، لم تكن له علاقة بالعمل الاجتماعى إلا منذ 5 سنوات فقط، عندما قرر إنشاء جمعية طبية لخدمة أبناء المناطق النائية فى سيناء، نشأت بين أسرة تحترم الرأى الآخر، وتتعاون فى كل قراراتها، وكنا نشارك فى جلسات والدى الصحفى ضياء الدين بيبرس الأسبوعية مع زملائه ونسمع نقاشات فى السياسة والاجتماعيات، وهو ما شكل وعيا سياسيا وثقافيا مبكراً، حتى إن أول رواية قرأتها كنت فى التاسعة من عمرى، وقد خلقت بداخلى ضرورة الانطلاق والتواصل مع العالم الخارجى. عند التحاقى بالجامعة الأمريكية كنت أمارس أنشطة خدمية وقمت مع مجموعة من أصدقائى، بتأسيس جمعية أهلية عام 1985 تهتم بقضايا العشوائيات عندما لم تكن الحكومة تعترف بوجود العشوائيات أصلا، إضافة الى قضية المرأة المعيلة، وقد عانينا بسبب هذا التوجه كثيرا حتى إننا خلال عام واحد لم نكن نستطيع استخراج 10 بطاقات للسيدات من ساقطى القيد. النظام والثقة هما سر الحياة السعيدة، والنجاح من وجهة نظرى هو تحقيق السعادة، وأرى نفسى أعيش فى ظل أسرة صحية يعرف أفرادها واجباتهم وأهدافهم، ففى رحلات العمل فإن أسرتى تتفهم الوضع جيداً، ونفس الأمر بالنسبة لى، فعلى الرغم من أننى أرى أن الصيد بالمراكب أمر كئيب جدا فإننى أضحى بقضاء 7 ليال على المركب من أجل عشق زوجى للصيد، وهذا يرجع إلى أننى عندما اخترت زوجا كان لابد أن يوافقنى الفكر ويحترم النظام، ويحب الحياة الزوجية وأن لكل مهمة وقتها المحدد، لذا فأنا لا أسهر خارج المنزل إلا فى الحالات القصوى، وبداية من الساعة السادسة مساء أتفرغ للمنزل وابنى وزوجى، كما أن يوم الجمعة «إجازة مقدسة» لا يمكن الاستغناء عنها. جيهان رشتى: الصدام المباشر مؤشر غباء العميد الأسبق لكلية الإعلام الدكتورة جيهان رشتى: صادفت بلا شك بعض ضيقى الأفق، من الذين استكثروا على نجاحى، وطموحى، واستنكروا أفكارى وآرائى، ورغم ذلك أصررت على طريقتى فى الحياة وواصلت سعيى للنجاح، كان التواضع والهدوء هما حيلتى لتفادى الاصطدام بالمجتمع، كما أننى كنت أختار طريقة متوازنة وغير جارحة لمعارضة من أمامى والتمسك برأيى، فالصدام المباشر، والمواجهة الهائجة، ليس شجاعة وإنما هى فى رأيى قلة حيلة، ومؤشر غباء. أفادنى كثيراً فى تحقيق هذه الموازنة بينى وبين المجتمع أننى حددت أهدافى وعرفتها جيدا ولم أسمح لأى شخص أو شىء أن يجعلنى أتخلى عنها، كنت أغير من استراتيجيات تحقيقها إذا تعذر تطبيقها وأبحث عن أخرى جديدة، ولكنى أبدا لم أتخل عن أهدافى وأحلامى. أما داخل الأسرة، فكنت متواضعة، رغم أنها كانت حيلة غير موفقة، حيث كان زوجى متفهما لنجاحى وفخوراً به، وأشعر الآن بأننى كنت مخطئة فى تواضعى كثيراً، كان بمثابة اعتذار عن نجاحى، رغم أن النجاح ليس داعيا للاعتذار. اعتصام منازع: المرأة الصعيدية فى عزلة بدأت عملى الخاص عام 1977، حيث قررت تأسيس مكتب محاماة، وكان بمثابة تحدٍ كبير للمجتمع وللزمن، خاصة فى ظل ارتباط المرأة المحامية بصورة المرأة الضعيفة التى تبكى بمجرد مواجهتها لقاض، لكنى استطعت أن أكسر هذه القاعدة بعد نجاحى فى عدة قضايا متتالية. ولكنى لا أنسى أولى مرافعاتى وكانت قضية نفقة لسيدة مطلقة، وربطتنى هذه القضية بمشاكل المرأة الريفية الصعيدية، ومنذ 17 عاماً عرض على مجموعة من المهتمين بقضايا المرأة تأسيس جمعية تهتم بالمرأة الريفية ورأيت تقارب وجهات النظر فيما بيننا، ومع مرور الوقت تم اختيارى كرئيس للجمعية، كما حظيت برئاسة مجموعة أخرى من الجمعيات. وتضيف: المرأة الريفية الصعيدية تعانى من كثير من المشكلات منذ القدم، فثقافة المجتمع تمنعها من أن تكون صاحبة عمل وتحبسها داخل إطار تقليدى جعل الإبداع عندها أمراً صعب تحقيقه، خاصة مع اقتناعها بأن دورها أقل من الرجل، كما انها لا يتم تشجيعها على الحصول على فرصة عمل، لأن لها مهامها الكثيرة التى بالتأكيد تقلل من كفاءتها فى العمل، فى ظل إلقاء الرجل عليها جميع المسؤوليات، فهى تعمل خارج وداخل المنزل بكل قوتها، دون وجود توزيع عادل للأدوار، وقد أكدت الدولة هذه الرؤية فلا توجد نساء بالمحافظات تتقلد مناصب قيادية. فاطمة بسيم: أشركت أسرتى فى الأعمال المنزلية الفنانة التشكيلية فاطمة بسيم: وقعت تحت ضغط كبير حينما كان أبنائى صغاراً بسبب تشتتى بين العمل وأعباء المنزل وإرضاء الزوج والأطفال، وكان علىَّ إيجاد حل يضمن استقرارى النفسى وسلامى الداخلى، وفى نفس الوقت يرضى الآخرين، ومن أجل ذلك لجأت لإشراك أولادى، وكذلك زوجى فى الأعمال المنزلية وحملتهم كل واحد مسؤولية نفسه وقضاء حاجاته وشؤونه، وكانوا متفهمين ومتعاونين جداً وبذلك وجدت وقتا مناسبا لنفسى وإنجاز عملى الوظيفى، ومساحات من الراحة والإلهام الفنى. وعيى كفنانة تشكيلية جعلنى أصطدم بالعامة ووضعنى فى مأزق كبير، خاصة عندما يتلذذ محدثى بتقمص دور المحقق، مررت بحوادث كثيرة من هذا القبيل، وخرجت بشىء واحد هو أننى يجب أن أعبر عن نفسى بصراحة وحرية، وأفترض حسن الظن بمن أمامى، لأعبر عن نفسى وأنا واثقة من تفهم الآخرين، وإذا حدث العكس، ساعتها أشرح وجهه نظرى لأن التصنع والادعاء ليس حلا فى نظرى ويزيد أمور المرأة تعقيداً.