أكد وزير الطاقة التركي، تانر يلديز، اليوم، إن بلاده أوقفت التنقيب عن النفط في سوريا بعد توتر العلاقات بين البلدين على خلفية الأزمة في سوريا واتهام تركيا دمشق بقمع المتظاهرين. وقال يلديز، إن أنقرة أوقفت التنقيب المشترك عن النفط بين شركتيّ (مؤسسة النفط التركية) وشركة النفط السورية، في سوريا. كما حذّر الوزير من أن بلاده تدرس وقف بيع الكهرباء لسوريا، قائلاً: "نزوّد حالياً سوريا بالكهرباء، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، فقد نضطر لمراجعة كل هذه القرارات". ولفت يلديز إلى أن بلاده لم تغير سياستها القاضية بانعدام المشاكل مع جيرانها، ولكن «لا يمكننا البقاء غير مبالين تجاه سوء إستخدام هذه السياسة»، موضحاً أن تركيا «لا يمكنها تحمّل ما تحوّل إلى جريمة ضد الإنسانية". ويأتي تصريح يلديز بعد أن طالب رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، الرئيس بشار الأسد بمعاقبة المعتدين على العلم التركي في اللاذقية، وجدد إدانته لاستخدام النظام القمع ضد المتظاهرين، فيما حذر الرئيس عبد الله غول من أن ردة فعل تركيا ستكون مختلفة بحال تكررت الأحداث التي جرت مساء السبت في سوريا. من جهة أخرى، حثّ وفد من المعارضة السورية في الخارج موسكو، اليوم، على المطالبة برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لبدء مفاوضات مع ممثلين عن السلطة، بحسب أحد مسؤولي الوفد قبل محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وصرح برهان غليون، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، الذي يضمّ عدداً من مجموعات المعارضة السورية، «لقد قلنا لزملائنا الروس إن من الضروري أن توجه روسيا والأسرة الدولية رسالة قوية وأن تطالب باستقالة الأسد لإفساح المجال أمام إجراء مفاوضات»، مع ممثلين عن السلطة. وتابع غليون «نريد تجاوز الأزمة ونريد أن يتم ذلك بدون تدخل خارجي»، مضيفاً: "نحن مستعدون للتعاون مع ممثلين عن السلطة لا يقتلون مواطنين سوريين، من أجل التوصل الى حل سلمي للأزمة". من جهتهم، وجّه الدبلوماسيون الروس «نداء إلى كل مجموعات المعارضة السورية (...) من أجل تحقيق أهداف سياسية لتطبيق المبادرة التي دعت إليها الجامعة العربية من أجل تخطي الأزمة". وقبل لقاء المعارضة، أعرب لافروف عن أمله بأن تفلت سوريا من السيناريو الليبي، لافتاً إلى أنه «قتل حوالى ثلاثين ألف شخص في النزاع بين الانتفاضة والنظام والذي نفذ فيه حلف شمالي الأطلسي عمليات قصف دعماً للمتمردين»، مؤكداً أنه سيعبّر للمعارضين السوريين عن «قلق» موسكو. تجدر الإشارة إلى أن روسيا من الدول القليلة، التي نددت بقرار الجامعة العربية تعليق عضوية سوريا، وهو ما اعتبره لافروف إجراءً «غير صائب". وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قد أعلن، في أكتوبر الماضي، أن على نظام الأسد القيام بإصلاحات أو الرحيل، إلا أنه شدد في الوقت نفسه على موقفه الرافض لأي تدخل غربي في سوريا.