حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس الرئيس السوري بشار الأسد من أن قمعه الوحشي للمعارضين يهدد بوضعه علي قائمة قادة "يتغذون علي الدماء". وقال اردوغان أمام اجتماع حزبي "ما من أحد يتوقع الان تلبية مطالب الشعب (السوري). نريد جميعا الان أن ترجع الادارة السورية - التي هي الان علي حد السكين- عن حافة الهاوية." وقال إن أي نظام لا يمكنه البقاء من خلال القتل أو الاعتقال وإن لا يمكن لأحد أن يبني مستقبلا علي دماء المظلومين.وطالب اردوغان باعتذار فوري من جانب سوريا بعد تعرض بعثات دبلوماسية تركية لهجمات. ورغم تقديم وزير الخارجية السوري وليد المعلم اعتذارا شفاهيا للدول التي تعرضت سفاراتها لهجمات، قال اردوغان ان تركيا تنتظر تعبيرا أقوي عن الاعتذار. وحث اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد علي معاقبة المسئولين عن تلك الهجمات. وقال "أدين بقوة مرة أخري الهجمات علي مسؤولين أتراك وعلي العلم التركي. في غضون ذلك، حث وفد من (المجلس الوطني السوري) المعارض، روسيا علي المطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الاسد كشرط لبدء مفاوضات مع ممثلين عن السلطة. وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري - الذي يضم عددا من مجموعات المعارضة السورية- "لقد قلنا لزملائنا الروس انه من الضروري ان توجه روسيا والاسرة الدولية رسالة قوية وان تطالب باستقالة الاسد لافساح المجال امام اجراء مفاوضات" مع ممثلين عن السلطة. وأعرب غليون - الذي يزور موسكو علي رأس وفد من المعارضة السورية- عن استعداد المجلس للتفاوض " مع ممثلين عن السلطة لا يقتلون مواطنين سوريين من اجل التوصل الي حل سلمي للازمة". وقال قبيل محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نريد تجاوز الازمة ونريد ان يتم ذلك بدون تدخل خارجي". من جهته، قال لافروف انه يأمل ان تفلت سوريا من السيناريو الليبي حيث قتل حوالي ثلاثين الف شخص في تمرد شعبي دعمه حلف شمال الاطلنطي بعمليات قصف. وقالت الخارجية الروسية ان الدبلوماسيين الروس حثوا "كل جماعات المعارضة السورية التي ترفض العنف كوسيلة لتحقيق غايات سياسية علي الانضمام فورا إلي تنفيذ مبادرة الجامعة العربية لحسم الأزمة مع سوريا من خلال اطلاق الحوار بين السلطات السورية والمعارضة. في تطور اخر، كشفت الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي أن رئيس الاركان السوري العماد فهد جاسم الفريج، وقائد القوات الخاصة وقائد احد الوية الحرس الجمهوري اوس اصلان من بين الشخصيات التي تشملها العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي علي سوريا أمس الأول. وأوضحت أن هؤلاء متهمون بأنهم "مسئولون عن اللجوء الي العنف الذي يمارس علي المتظاهرين علي كل الاراضي السورية". وتشمل اللائحة ايضا عبد الله بري "المسئول عن ميليشيا موالية للحكومة متورطة في القمع العنيف" في مدينة حلب، وعددا من قادة المخابرات العسكرية. من جهة اخري، ذكرت تقارير صحفية سورية أن السلطات أفرجت أمس الأول عن مئات المعتقلين السوريين "الذين لم تلوث أيديهم بالدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة".ونقلت صحيفة الوطن السورية نقلا عن "مصادر خاصة" قولها إنه سيتم الإفراج خلال ساعات عن دفعات اخري من المعتقلين، وذلك في إطار التزام سوريا ببنود الاتفاق مع الجامعة العربية. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الرئيس السوري بشار الأسد يعتزم قريبا توجيه خطاب يتحدث فيه عن آخر تطورات الأزمة السورية. وذكر راديو سوا الأمريكي أن المعلم أشار علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) إلي عزمه عدم المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي يعقد غدا في المغرب علي هامش مؤتمر عربي تركي ترعاه الجامعة العربية دون أن يقدم أسبابا لذلك الغياب.وجدد اعتذار بلاده عن التجاوزات التي حدثت علي البعثات الدبلوماسية لدي سوريا. من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل طفل وسقوط 19 من عناصر الأمن وعسكريين صبا ح امس بين قتيل وجريح خلال اشتباكات بين القوات السورية ومسلحين يعتقد أنهم منشقون في محافظتي ريف إدلب وريف درعا، مشيرا إلي وصول 19 جثة اخري مجهولة الهوية إلي المشفي الوطني في حمص صباح أمس. واعرب عن خشيته من ان "تكون هذه الجثث لمواطنين اختطفتهم مجموعة من الشبيحة خلال اليومين الماضيين". وذكر المرصد السوري أن اكثر من عشرين انفجارا هز بلدة كفرومة في ريف إدلب بينهم ثلاثة انفجارات استهدفت اليات عسكرية للجيش السوري. وأشارت لجان التنسيق المحلية - التي تمثل حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد في الداخل - فجر أمس إلي وقوع "اطلاق نار كثيف في بلدة الحارة بريف درعا فيما يبدو انه انشقاقات في الجيش". يأتي ذلك بعد اعلان المرصد السوري ارتفاع حصيلة ضحايا يوم الاثنين إلي 69 شخصا بينهم 34 عسكريا، وأكثر من ستين جريحا. في حين قدرت لجان التنسيق المحلية حصيلة قتلي يوم الاثنين بخمسين شخصا علي الأقل. في غضون ذلك، أشارت لجان التنسيق المحلية إلي "وصول تعزيزات عسكرية الي مدينة الزبداني بريف دمشق.