ليس صحيحاً أن كل سكان ميدان التحرير وشارع محمد محمود متضررون من الأحداث الجارية وأنهم يريدون ترك منازلهم اليوم قبل غدا ، فبعض سكان هذه المنطقة تستطيع أن تطبق عليهم المثل الشهير " مصائب قوم عند قوم فوائد" .. والفائدة التى تعود على هؤلاء كبيرة ومربحة جدا ولكنها بشروط أهمها أن تكون شقتك التى تسكن فيها لها بلكونة تطل على ميدان التحرير أو شارع محمد محمود ، والشرط الثانى هو أن توافق على استخدام منزلك ليكون قاعدة تصوير وبث للقنوات الفضائية، بوابة الشباب رصدت بالأرقام "بيزنس" تأجير المحطات الفضائية المصرية والأجنبية للشقق الواقعة بمربع الأحداث الأن . يقول احمد ماجد من إنتاج قناة cbc.. حتى نستطيع التميز بنقل مايجرى بالتحرير وشارع محمد محمود لحظة بلحظة يكلفنا الأمر الكثير من الأموال كل يوم ، هذا بسبب إيجارنا للشقق المطلة على الميدان أو شارع محمد محمود ، فندفع فى اليوم الواحد 5 آلاف جنيه لصاحب الشقة وفى بعض الاحيان تصل إلى 7 آلاف ، ونحن استأجرنا شقتين بالميدان وواحدة بشارع محمد محمود. اما قناة الحياة فتبحث عن مكان لها الأن بشارع محمد محمود حتى تستطيع منافسة cbcالتى تفوقت على جميع المحطات الفضائية المصرية منذ إندلاع الأحداث بنقل الوضع مباشر صوت وصورة ، فيقول محمود علاء احد العاملين بالقناة : لدينا كاميرتان بالميدان موضوعتان في شقتين وأربع كاميرات على الأرض ، ونحاول إيجار شقة بشارع محمد محمود ووضع كاميرا بها لكن المشكلة أن أصحاب الشقق اصبحوا يبالغون فيما يطلبونه من إيجار ، وأخر رقم وصلنا إليه كان 7 آلاف جنيه ، وتزداد الأسعار كلما أشتعلت الأحداث وأصبحت أكثر سخونة، وبورصة إيجار الشقق بالتحرير فى ربح مستمر بسبب تنافس جميع القنوات الفضائية سواء المصرية أو الأجنبية للحصول على أفضل مكان وزاوية من مكان مرتفع لنقل الأحداث لحظة بلحظة صوت وصورة، فى أحداث الثورة الأولى كانت الأسعار ليست بهذا الشكل الكبير ، فأكبر رقم قمنا بدفعه وقتها هو ألف جنيه يومياً ، وكان يوجد بعض أصحاب الشقق يسمحون بالتصوير بدون مقابل ، لكن لا نعلم لماذا تغيرت الناس. ويكمل رامى حسام : السبب فى رفع أصحاب الشقق لأسعار الإيجار للقنوات هى المحطات الأجنبية ، فتجدهم يبدأون الإتفاق مع صاحب الشقة بداية من 5 آلاف جنيه وفى أوقات كثيرة يكون الإتفاق أن يكون الدفع بالدولار ، وعلى حسب معلوماتى أن أكبر قيمة إيجار دفعت حتى الأن كان لشقة بالعمارة التى على ناصية شارع محمد محمود واسفلها مطعم البيتزا الشهير ودفعت فيها محطة تلفزيونية أجنبية 1500 دولار فى اليوم وهذا لتميز هذه الشقة فهى لها شرفة تطل على شارع محمد محمود وأخرى على ميدان التحرير فيمكن للمصور أن ينقل الكاميرا فى أى زاوية يريدها فهى كاشفة جميع الأحداث، بعد أرتفاع أسعار الدولار أصحاب الشقق اصبحوا يطلبون من المحطات الأجنبية أن يكون الدفع بالعملة الصعبة وليس بالجنيه المصرى. عن طريقة إتفاق القنوات مع أصحاب الشقق فتتم بدون وسيط أو سمسار ، ففريق العمل التابع للقناة المتواجد بالميدان يحدد المنزل الذى تكون شرفاته ونوافذه كاشفة للوضع بأكمله ثم يصعدون إلى الشقة ويطرقون الباب ويظهرون لصاحب الشقة إثبات الشخصية وشئ يثبت أن يعملون بالقناة وبعد ذلك يتم التفاوض ، فهناك من يرحب وهناك من يقوم بطرد فريق العمل متهم الإعلام بإثارة الرأى العام واشعال نار الفتنة، بالنسبة لأصحاب الشقق الموافقين على إيجار شققهم يفرضون شرطاً أساسياً وهو أن الذى سيتم استخدامه من الشقة هى البلكونة والغرفة الملحقة بها لوضع المعدات والكهرباء فقط ، ولايدخل الشقة غير فني الصوت والصورة والمصور والمراسل أما باقى فريق العمل فينتظر بالخارج أو بالشارع ، حتى إذا أراد واحد من فريق العمل إستخدام "الحمام" فهذا ممنوع وعلية النزول إلي الشارع .