اليوم تمر 24 سنة على وفاة الكاتب والأديب الكبير توفيق الحكيم والذى أثرى الأدب المصرى والعربى بالعديد من الروائع والإبداعات ، وكاتب في قيمة وحجم توفيق الحكيم لو كان فى أوروبا أو أمريكا ومرت ذكرى ميلادة ووفاته لكانت الصحف والبرامج التلفزيونية تفرد له مساحات كبيرة .. لكن لأننا فى مصر لم تكتب أى جريدة اليوم سطرا واحدا إشارة لذكرى رحيل عميد المسرح العربي . وأن كنا نعتب على صحفنا عامة فى هذا النسيان والتجاهل ..ولكن عتابنا علي جريدة الأهرام أكبر لأنها من أكثر الصحف التى أستفادت من كتابات وقصص توفيق الحكيم، والذي كان واحدا من أبرز سكان مكاتب برج العمالقة بالمؤسسة ، وعن سبب هذا الإهمال من الأهرام فى تجاهل كتابة ولو خبر يذكر القراء بذكرى رحيل هذا العملاق يقول الأستاذ عبد العظيم درويش مدير تحرير الأهرام : بالفعل كان من المفترض أن تحتفى الأهرام بذكرى وفاة كاتبنا الكبير توفيق الحكيم ذلك الذى أعاد إلينا وعينا، إلا أنه يبدو أن الأحداث المتلاحقة وما يدور الأن على الساحة المصرية ما بين محاولات لاستعراض القوة وأقصاء الأخر وتخوين الثالث .. كل هذا طغى على أهتمامات الأهرام ، خاصة أننا نستعد لجمعة مقبلة نتمنى أن تمضى بسلام وتعيد التوافق بين مختلف القوى والأطياف السياسية، لكن هذا طبعاً ما لا يبرر غياب توفيق الحكيم عن صفحات الأهرام اليوم الثلاثاء 26 يوليو. جدير بالذكر أن الأستاذ توفيق الحكيم توفى عن عمر يناهز ال 89 عاما، وهو من مواليد الأسكندرية في 9 أكتوبر 1889 ، درس القانون بفرنسا وبعد عودته عمل بالسلك القضائى وظل يتدرج فى مناصبه، ولكن شغفه بالأدب كان طاغياً عليه فتفرغ له وقام بتأليف العديد من الرويات التى تم تحويل العديد منها الى أعمال مسرحية وسينمائية، كان أشهرها "أهل الكهف،وعودة الروح، وعصفور من الشرق" وترجم الكثير من أعمالة للفرنسية والانجليزية والايطالية، وقد حصل على أكثر من اوسام وجائزة ودكتوراه فخرية، منها قلادة الجمهورية وجائزة الدولة فى الأدب ووسام الفنون من الدرجة الأولى وقلادة النيل، كما تولى العديد من المناصب الثقافية والأدبية، ومن أشهر مقولات الأستاذ توفيق الحكيم هى " أنتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم" وقالها بعد أن قراء خبراً بالصحف عن لاعب كرة قدم دون العشرين أجره فى العام الواحد وصل الى مليون جنيه، فتعجب من ذلك وقال أن " هذا الاعب حصل على أجر لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام أخناتون " . وكانت مسرحيته المشهورة أهل الكهف في عام 1933 حدثا هاما في الدراما العربية فقد كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف بالمسرح الذهني. بالرغم من الإنتاج الغزير للحكيم فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كُتب ليُقرأ ، وسمي تياره المسرحي بالمسرح الذهني لصعوبة تجسيدها في عمل مسرحي ، وقد عاصر الحربين العالميتين 1914 - 1939. وعاصر عمالقة الأدب في تلك الفترة مثل طه حسين والعقاد واحمد امين وسلامة موسى وعمالقة الشعر مثل أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وعمالقة الموسيقى مثل سيد درويش وزكريا أحمد والقصبجى، وعمالقة المسرح المصري مثل جورج أبيض ويوسف وهبى والريحاني. كما عاصر فترة انحطاط الثقافة المصرية (حسب رأيه) في الفترة الممتدة بين الحرب العالمية الثانية وقيام ثورة يوليو 1939 – 1952 هذه المرحلة التي وصفها في مقال له بصحيفة أخبار اليوم بالعصر "الشكوكي"، وذلك نسبة محمود شكوكو.