بعد أحداث الثورة تسابق الكثير من الكتاب والمؤلفين للكتابة عنها وتقديم أعمال فنية لتخليدها سواء مسلسلات أو أفلاما ... لكن منهم من تراجع ورفض الكتابة في الوقت الراهن ... نتعرف علي الأعمال التي يتم تجهيزها الآن لعرضها خلال الشهور القادمة ... ونتعرف أيضا علي رأي مؤيدي ورافضي الكتابة في الوقت الحالي في السطور التالية .. يقول السيناريست ناصر عبد الرحمن : بساطة الثورة تعقد وتسبب للكاتب الكثير من الصعوبات في الكتابة فليس من السهل الكتابة عنها فأن نجد أشخاصا تسير بجانب بعض وتتغير ويبقي الهدف واضحا فهذا أمر عجيب ... لذلك الكتابة عن ثورة بهذه البساطة يتطلب من المؤلف هدوءا شديدا وتركيزا . وعن فيلمه الذي يكتبه حاليا يقول : أكتب ( الشارع لنا ) وسوف يخرجه خالد يوسف لكن لن انتهي منه حاليا لأننا نسمع يوميا عن أشياء جديدة تحدث ووارد أن أضيف منها في السيناريو فنحن مازلنا في فترة نقاهة لعملية الثورة الناجحة وخوفي علي مكاسبها هو ما يقلقني . وعن اختلاف فيلمه عن الأفلام الأخري التي يكتبها المؤلفون حاليا يقول : أسير في خطي ثابتة ولا أسابق أحدا لأنني سبق أن قدمت أفلاما تسير في اتجاه الحرية مثل المدينة وهي فوضي وحين ميسرة ودكان شحاتة والغابة وغيرها وقريبا سيعرض لي كف القمر . أما المخرج مجدي أحمد علي فيقول : كتبت فيلم ' الميدان ' فمن خلال تواجدي في الميدان تأثرت بقصة جراح القلب الدكتور طارق حلمي الذي لا يعلم أي شيء عن الفنانين أو المطربين وينشغل بعمله فقط ولا يعلم بما يحدث حوله لأنه مشغول بعمله ومرضاه فقط إلي أن يأتي يوم 25 يناير فيتغير كل شيء من حوله ويعتبر النقطه الفاصله الهامه التي تغير حياته عندما يقرر أن يشارك هؤلاء الشباب في مطالبهم بالحرية والاصلاح وتشاركه زوجته وأولاده ويظل في الميدان لمعالجة المصابين .. وقد قمت بتصوير العديد من اللقطات من الميدان في خلال ال 18 يوما الأولي من الثورة وسوف أستعين بها كلقطات حية في الفيلم . و قد بدأت بالفعل في تصوير الفيلم الذي كنت حريصا كل الحرص علي الاستعانه بفريق عمل ممن كانوا متواجدين في الميدان ولم أهتم بنجم شباك أو نجمة شباك لذلك يقوم بالبطوله بدور الدكتور أحمد عبد العزيز الذي كان متواجدا يوميا في الميدان وتشاركه في البطولة نهي العمروسي ومني هلا وأحمد مجدي . أما السيناريست نبيل شعيب فيقول بحماس واضح : لم أكتب شيئا منفردا عن الثورة إنما لدي سيناريو كنت بدأت في كتابته قبلها وهو مسلسل فرس الرهان .. وهو مسلسل سياسي يناقش الفساد وبصراحة أنا كنت متخوفا من اعتراض الرقابه علي المسلسل لأنها سبق أن اعترضت علي عنوانه وحولناه لفرس الرهان ثم اعترضت علي القصة فأصبحت قيد التنفيذ إلي أن جاءت ثورة يناير فأخرجت السيناريو مرة أخري لإضافة بعض الشخصيات للرواية وهو ما رحب به مؤلف القصة وسوف أستعين بأحداث الثورة في منتصف الحلقات . وبعد أن انتهي من المسلسل سوف أكتب عملا جديدا كله عن الثورة بحيث يكون مر وقت نري فيه الأحداث أكثر وضوحا . وبعد أن قلبت المؤلفة والمخرجة إيناس بكر في أوراقها القديمة تقول : لدي سيناريو كتبته منذ 20 عاما اسمه ' حدث غدا ' وأعتبره نبوءة بما حدث وهي نبوءة حقيقية وليس كما يدعي البعض لأنني كتبته عن الشباب إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل غدا سيكون معروفا كالماضي . ولكن للأسف الشديد جميع المنتجين رفضوا السيناريو وأصبح حبيس درجي طوال هذه السنوات ولكن بعد نجاح الثورة أخرجته ومسحت عنه التراب وبدأت في إضافة أشياء قليلة جدا مثل تغيير مشهد النهاية الذي كنت وضعته عندما يستشهد جميع الأصدقاء الذين طالبوا بالحرية والإصلاح والعدل ما عدا واحدا يعتذر عن طريق أغنية يوجهها لأصدقائه عن استمراره في المطالبة .. وسوف أغير مشهد النهاية وأجعلها مشاهد مما حدث في الميدان أي نهاية النبوءة وفيلمي مختلف لأنه تمت كتابته في وقت القهر والظلم .. وسوف أبدأ في تصويره فور تحريك الكاميرات وعودة الحياة . ويقول المؤلف محمد حفظي : 25 يناير حدث عظيم يجب أن تتم الكتابة عنه بشكل يليق به سواء فيلما أو مسلسلا أو شعرا أو غناء .. وأقوم الآن بكتابة فيلم تسجيلي عن الثورة لم أستقر علي اسمه بعد وسوف نستعين بلقطات حية صورناها من الميدان وأحرص علي اختيار فنانين ممن شاركوا في الثورة ويقوم بإخراجه مجموعة من المخرجين الشباب الذين تواجدوا في الميدان وسأقوم بإنتاج الفيلم وتشارك في الإنتاج شركة فرنسية كبري واخترت أن أقوم بكتابة فيلم تسجيلي لأن الحدث الأصلح الآن هو الفيلم التسجيلي لأن المشاهد يود معرفة ما حدث في الميدان عن قرب كما أن الأمور لم تهدأ بعد لاختيار قصة فيلم طويل لذلك يجب الانتظار حتي تتضح الأمور أكثر لتقديم عمل مبدع يقدم بشكل أفضل . ويقول المؤلف فتحي دياب : أكتب مسلسل أكتوبر الوعد عن 25 يناير وأعتبره جزءا ثانيا لمسلسل أكتوبر الآخر . وسوف يتحدث المسلسل عن ثورة الشباب وما أحدثته من خلاص من الفساد والاستبداد وظلم وبداية المسلسل في عام 2006 حيث كثرة الاعتصامات والمظاهرات الفئوية التي تطالب بحقوق مشروعة وأحداث الثورة ولم احدد شكل الحلقات الأخيرة حتي الآن وارشح لبطولة المسلسل نفس ابطال أكتوبر الآخر . أما نادر صلاح الدين فيقول : الأحداث اليومية التي تحدث جعلتنا نصاب بحالة اكتئاب شديدة فالمؤلف لا يعزل نفسه عن المجتمع ويعتبر اكثر فئة في الفن مقتربة من المجتمع .. ولم أبدأ في تكوين فكرة محدده وكتبت هوامش فقط ورموزا فأنا في مرحلة تجميع الأفكار لاختيار فكرة محترمه تناسب الموقف . وأنا لا أقلل من الموقف إنما أحيانا الحماس يدفعنا لسكة تجعلنا نندم علي ماكتبناه وقدمناه ولأن الموقف أكبر من أي موقف حدث لمصر كان لابد من الهدوء حتي نجد ما يناسبنا فالعمل وثيقة فيلمية تظهر نتائجها بعد أن نشاهدها فنقول ' ياه ازاي عملت كده المفروض كان كده !'. ومن يكتب قصص أفلام الآن ربما يكون حماسه وموهبته أكبر مني لكنني لا أجري وأكتب لكي أكون أول من يكتب للثورة فيلما . وأنا ذهبت لميدان التحرير لكي أرصد الأحداث وبشكل غير مقصود بعين المؤلف لأشاهد وارصد وأتلصص عليهم لأسمع جملة أو كلمة لأن الرصد أول الإبداع . ويتفق تامر حبيب مع ما قاله نادر صلاح الدين بضرورة التأني قبل الكتابة : أتمني كتابة عمل عن ثورة 25 يناير وسوف أكتب لكنني لست مع كتابة عمل فني الآن لأن الثورة لم تنته بعد وبالتالي رؤيتنا مازالت تحتاج بعض التروي لاستيعاب ما يحدث لأن في حالة الكتابة الآن سوف يتغير السيناريو مائة مرة نظرا للأحداث اليومية التي تحدث من مظاهرات واعتصامات وشغب وإذا قدمنا عملا سيكون باهتا وناقصا وسطحيا غير معبر عن هذه المرحلة الفاصلة والهامه في حياتنا وإذا كان علي السباق واللحاق بعمل فني عن الثورة فأنا لا أهتم بأن أقدم الآن وسوف أنتظر واراقب الأحداث في صمت حتي أجد ما أستطيع تقديمه بشكل هادف ومحترم . وفي نفس الاتجاه يسير الكاتب محفوظ عبد الرحمن ويقول : لا يصلح أن نكتب أي دراما حاليا لأن حدثا بهذا الشكل وهذه الضخامة يتطلب وقتا لكي يخرج العمل بصورة جيدة ومتكاملة وأي تجربة جديدة تحتاج إلي وقت لكي يتم هضمها ومعرفتها جيدا إنما لو كنت كاتبا صحفيا لكتبت يوميا مقالات عن الثورة أما الكتابة بشكل درامي وفني فمختلفة . فعلي سبيل المثال ( تول ستوي ) عندما كتب عن حرب نابليون ضد روسيا كتب بعد 40 عاما من معايشتها وجمع معلومات عنها أما أن مؤلفا يمسك بالورقة والقلم ويكتب عن الثورة فشيء صعب وليس به صدق إنما فبركة لأننا لم نستوعب التجربة ولم تكتمل ولم يتم هضمها .. الكتابة عن الثورة تحتاج مني ثلاث سنوات علي الأقل للتجاوب معها ومعرفتها ومن الممكن أن أعيش تجربة جيدة أنفعل بها ولا أكتبها . ويؤيده الكاتب والأديب يوسف القعيد : أدب الثورة هو أدب مختلف .. نجيب محفوظ عندما كتب الثلاثية عن ثورة 19 كتبها بعد 30 سنة من الثورة وكذلك توفيق الحكيم كتب عودة الروح عام 27 وأهم رواية في التاريخ رواية الحرب والسلام الروسية كتبت بعد 75 سنة من الحرب .. وأنا أتعجب ممن يكتب يومياته في ميدان التحرير ويحولها لمسلسل أظن أنها حركة إسكندراني . فالاستعجال واللهوجة لا يجدي بعمل درامي إنما ممكن يقدم عملا تسجيليا أو مقالات إنما عمل فني له جمالياته ليستمر إلي الأبد فهذا مستحيل . . وأنا شخصيا لن أفكر في الكتابة عن الثورة بشكل درامي فني قبل 10 سنوات علي الأقل حتي تكون أكتملت ونضجت ووضحت .