جاء ظهورها في السينما من خلال فيلم "أرض الخوف" مع النجم الراحل أحمد زكي والمخرج داوود عبد السيد، ولكن من بعدها لم يكن لها أى تواجد يذكر على الساحة السينمائية وظلت تعمل كمنتجة ومخرجة للإعلانات ، حتى عادت مرة أخرى من خلال فيلم "الطريق الدائري" الذي شارك بمهرجان القاهرة السينمائي . كلامنا عن فيدرا والتي كان لنا معها الحوار التالي.. ما سبب اختفائك طوال الفترة الماضية بعكس توقع الجميع منذ ظهورك بفيلم "أرض الخوف"؟ باختصار شديد لم يكن هناك العمل الذي ينال إعجابي لكي أقدمه. ولكن خلال السنوات الماضية ظهرت العديد من الأعمال السينمائية الناجحة والجيدة على المستوى الفني؟ هذا صحيح.. ولكن السينما في النهاية عرض وطلب، توجد أفلام بالفعل جيدة ولكن لم يتم ترشيحي لها، وكل ما تم ترشيحي له كانت أفلام غير جيدة ولا تجعلني أقبل أن أتواجد من خلالها، وإن كنت أخطأت واشتركت في فيلم "حفل زفاف" ولكن ظروفه كانت مختلفة حيث كنت أقف بجوار منتجه وبطله محمد رياض، ولكني ندمت على تقديمه في النهاية. هل هذا لوجود اختلاف بين نمط السينما التي قدمها داوود عبد السيد مع الراحل أحمد زكي والسينما الموجودة حاليا؟ الحكاية ليست في الأنماط ولكن في المدارس الفنية المختلفة، فمن المفروض أن تمثل الأفلام المصرية جميع المدارس المختلفة ولكن ما يحدث هو الاعتماد على مدرستين فقط في كل الأعمال المقدمة. هل لهذا السبب صرحت بأن السينما ليست أسمى طموحاتك؟ ليس السينما فقط بل الشغل عموما ليس ضمن طموحاتي ..فهناك أشياء كثيرة في حياة كل إنسان ممكن أن تكون أسمى من عمله، ولذلك تجدني لا أقوم بتقديم أي عمل لا أشعر بالارتياح في تقديمه. ما تقييمك لكل ما قمت بتقديمه خلال مشوارك الفني؟ لا أستطيع أن أقول نسبة رضائي عما قدمته من أعمال فنية ولكني راضية عن نفسي لأني حاولت وخضت التجربة، وكنت حريصة طوال الوقت أن أحافظ على حبي لهذه المهنة، ولكن في النهاية لا أعتبر كل ما قدمته مشوار ولكنه مجرد تجربة. كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم "الطريق الدائري"؟ رشحني المنتج إيهاب أيوب وحينما قرأت السيناريو أعجبني جدا، كما أن جلسات ما قبل العمل مع مؤلف الفيلم ومخرجه تامر عزت أظهرت لي أن له أسلوباً مختلفاً في التفكير وهو ما يتماشى بشكل كبير مع طريقة تفكيري، بخلاف أن دورى في الفيلم كان جميلاً جدا ولذلك تحمست للمشاركة به. ماذا عن دورك في الفيلم؟ أقدم دور " أميرة " والتي تبدأ شخصيتها على حال وتنتهي على حال مختلف تماما، فهي سيدة لديها مشكلة كبيرة في حياتها وتحاول طوال الوقت حل هذه المشكلة بأي ثمن، ويدور ذلك في وجود قصة رومانسية مع البطل والذي يقوم بدوره الفنان نضال الشافعي. هل كان من المخطط أن يتم العرض الأول للفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي؟ لا، فلست مقتنعة بأن هناك من يقوم بإنتاج فيلم ويصرف عليه فلوس لمجرد أن يدخل به مهرجان وليس للنجاح الجماهيري، فليس شرطاً أن يدخل الفيلم مهرجان سينمائي لأن يكون ذلك سببا في عدم نجاحه على مستوى شباك التذاكر. إذن ما المقومات التي ترشح الفيلم للنجاح على المستويين؟ لابد أن يكون فيلمأً جيداً من حيث العوامل الفنية المتوفرة فيه وهو شرط أراه من وجهة نظري يجب توافره في كل الأفلام المطروحة، والدليل على ذلك أننا رأينا الكثير من الأفلام التي كانت تحمل أسماء نجوم كبار سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج أو السيناريو إلا أنها فشلت فشلا مفجع في دور العرض، فالعبرة بالمحتوى. وهل لهذا السبب سوف تتجهين لإنتاج الأفلام خلال الفترة القادمة؟ مازلت أفكر في هذا الموضوع، خصوصا أني لن أنتج أفلام ضخمة بل سوف أنتج أفلاما مستقلة ولازلت لم أتخذ قراراً في هذا الموضوع لأنني الآن في مرحلة مذاكرة هذه النوعية من الأفلام. ولكن ما الذي دفعك للتفكير في هذه النوعية تحديدا من الأفلام؟ لأني أرى أن مستقبل السينما في هذه النوعية من الأفلام، كما أنها ستكون منفذاً للكثيرين ممن لا يجدون دعماً من المنتجين الكبار حيث سيتحولون لتقديم هذه النوعية من الأفلام بسبب تكاليفها المنخفضة، ولكني أتمنى أن يكون المنتجين جزء من السينما المستقلة مثلما فعل محمد وسامي العدل من خلال فيلم "ولد وبنت". هل معنى هذا أنك معترضة على الأفلام ذات الإنتاج الضخم؟ بالعكس.. فلا غنى عن الأفلام ذات الميزانيات الضخمة، ولكن لابد أن تتوافر أمامها أفلام أخرى ذات ميزانيات منخفضة لكي يتيح لها تقديم مواهب جديدة وأفكار مختلفة بدون الخوف الشديد من الخسارة.