بدأت حياتها كعارضة أزياء وبعدها شاركت الراحل أحمد زكى والمخرج داود عبدالسيد فيلم «أرض الخوف» وتنبأ لها الكثيرون أنها ستكون البطلة القادمة والوجه النسائى الذى سيتواجد فى معظم الأعمال ولكنها اختفت ثم بدأت تظهر على فترات متباعدة كممثلة، وبدأت تقتحم مجالات أخرى الإخراج والإنتاج والديكور والإعلانات وأثبتت وجودها فى هذا المجال ونفذت الكثير من الإعلانات المهمة التى ظهرت على الشاشة، ومؤخرا شاهدناها تشارك فى فيلم الطريق الدائرى الذى ينتمى إلى نوعية السينما المستقلة والذى عرض ضمن فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى وحصلت فيه على دور البطولة النسائية أمام الفنان نضال الشافعى وحاز الفيلم على إعجاب النقاد والصحفيين الذين حضروا الفيلم.... عن دورها فى هذا الفيلم وسر ابتعادها عن السينما وعن مشاريعها البعيدة عن التمثيل تحدثت معنا واعترفت بالأسباب الحقيقية التى دفعتها للتخلى عن اسمها الفنى وحقيقة اتجاهها للإنتاج السينمائى والأسباب التى دفعتها إلى أن تدافع عن وجهة نظرها أمام مخرج فيلم الطريق الدائرى وموقفها من البطولة المطلقة. * تعودين بعد فترة غياب عن السينما بفيلم الطريق الدائرى.. ماذا عنه؟ - عرض على الفيلم المنتج إيهاب أيوب وأنا أثق تماما فى اختياراته ورغبته فى تقديم عمل جيد ومختلف وخصوصا أنه أول أعماله، وبعد ذلك أرسل لى السيناريو وأعجبت بالحرفية التى كتب بها ووافقت على الفور وجلست مع مخرج العمل تامر عزت وجدته «فاهم» جميع الشخصيات ويشبهنى كثيرا فى طريقة التفكير وهو لديه انتماء للمهنة، وقد استمتعت بالتصوير وبفريق العمل الذى كان مختارا بعناية فائقة، ويتحدث الفيلم عن قضايا الفساد الموجودة فى بعض المستشفيات، وتحديداً تجارة الكلى وهو ما سيكشفه بطل العمل الذى سيظهر من خلال شخصية «صحفى» والتى يقوم بتجسيدها نضال الشافعى ويشاركنى البطولة فى هذا العمل «نضال الشافعى وسامية أسعد وعبدالعزيز مخيون. * حدث مشهد ضمن أحداث الفيلم غير منطقى وهو عندما ضرب بطل العمل نضال الشافعى على الطريق الدائرى من قبل مافيا تجارة الكلى أنت تركته مغمى عليه وغارقاً فى الدماء على الطريق وانتظرته فى العربية حتى يفيق.... وهذا الشعور لم يصدر إطلاقا من حبيبة تجاه حبيبها.. فجاء المشهد غير منطقى وجافا... ما تعليقك؟ - هذه كانت وجهة نظر المخرج * ولماذا لم تتدخلى كممثلة محترفة؟ - تدخلت ولكنى ممثلة دورى ينتهى عند التعليق فقط ولكن الكلمة الأولى والأخيرة للمخرج فقط. * التصوير استمر من شهر ديسمبر 2009 وانتهى فى شهر يوليو ,2010. لماذا كل هذه الفترة الطويلة؟ - لأننا كنا نتوقف عن التصوير كثيرا ونعود مرة أخرى لاستمراره لانشغال بعض العاملين به بأعمال أخرى ولأننا كنا نعمل فى هذا الفيلم بالتحديد بحب جارف كان لا يهمنا طول فترة التصوير. * هل كنت تتوقعين دخول الفيلم مهرجان القاهرة السينمائى؟ - بالتأكيد كنت أتوقع له أشياء كثيرة لجودة هذا الفيلم ولم أفاجأ من دخوله المهرجان لأننا بذلنا مجهودا كبيرا لكى يحصل الطريق الدائرى على مكانة متميزة. * هل عوضك فيلم «الطريق الدائرى» عن غيابك كممثلة لفترات طويلة؟ - بالتأكيد.. ومعجبة جدا بدورى فى هذا الفيلم رغم صعوبته وتصويره ليلا فى عز البرد، وعندما عرض الفيلم ضمن فاعليات المهرجان ونال استحسان جميع الحاضرين من نقاد وصحفيين وتستطيع القول أن هذا الفيلم أرضى طموحى كممثلة تريد تقديم أشياء مختلفة طوال الوقت. * حصلت على دور البطولة النسائية هل ستعودين بعد الطريق الدائرى إلى الأدوار الثانية؟ - هذا السؤال فاجأنى كثيرا.. ولم أفكر فى هذا ولا أدرى ما الذى سيحدث فى المستقبل. * كنت عارضة أزياء والآن ممثلة ومخرجة ومنتجة. ومهندسة ديكور.. كيف تجمعين بين كل ذلك؟ - بدايتى بالفعل كانت عارضة أزياء وحاليا أجمع بين كونى ممثلة ومخرجة ومنتجة وهذه لا تتعارض مع أى منهما فأنا لا أمثل طوال الوقت وأنا أحب هذه الصناعة بأكملها، وأنا لا أعرف لماذا تستغربون من فنان يجمع بين أكثر من مهارة فنحن البلد الوحيد الذى يندهش من هذا الأمر، ففى السينما العالمية نجد ساندرا بلوك تمتلك أكبر وأهم شركة إنتاج وتنتج أعمالها وميل جيبسون يعمل كمخرج وممثل ومنتج فى فيلم واحد. * كانت بدايتك من خلال فيلم أرض الخوف وتنبأ البعض بقدوم فنانة قوية لكنك اختفيت وأصبح ظهورك نادرا؟ - لأننى بدأت بداية قوية ومختلفة مع المخرج داود عبدالسيد والراحل أحمد زكى وكان فيلما يمثل علامة من علامات السينما المصرية ومازال محفوظاً إلى الآن فى ذاكرة الناس وأتذكر أن وقت عرض الفيلم جميع الجرائد والمجلات كانت تعمل عنه ملفات وليس موضوعا أو تحقيقا، وبعد هذه البداية القوية لم أستطع أن أقبل أى دور إلا إذا كان على نفس القوة من حيث الفكرة والمضمون. * وكل هذه السنين لم يعرض عليك عمل جيد؟ - لا * ولماذا لم تبحثى عن السبب الرئيسى ومن الممكن أن يكون تقصيرا منك؟ - لا إطلاقا فأنا لم أقصر إطلاقا فأنا أعمل فى مجال الإعلانات والديكور والإنتاج حتى يعرض علىّ دور جيد وأقبله إلى جانب عملى الأساسى وهو الإعلانات. وعلى فكرة أنا عملت إعلانات مهمة مثل بيبسى وهارديز وإعمار ومنتخب مصر والسعودية وفودافون واتصالات وأحيانا أنفذ إعلانات تذاع خارج مصر. * نعود مرة أخرى لاختياراتك فى التمثيل وتقولين إنها اختيارات صعبة جدا ولا تقبلين بأى شىء إذن لماذا اشتركت فى فيلم «حفلة موت» مع محمد رياض وكان نجاحه متواضعا؟ - هذا الفيلم بالتحديد وافقت عليه لإنقاذ محمد رياض لأنه كان اختار ممثلة أخرى واعتذرت فى اللحظات الأخيرة فلجأ لى منتج وبطل العمل محمد رياض ووافقت عليه لهذا السبب فقط. * وهل ندمت على مشاركتك فى حفل زفاف؟ - بالطبع * أنت تتابعين الأخبار السياسية بانتظام لماذا؟ - اهتم كثيرا بمتابعة الأخبار وأجلس يوميا فى الصباح لمدة ساعتين أمام قناة cnn لمتابعة أخبار العالم بأكمله وبعد فترة قليلة أتابع bbc لكى أشاهد الرأى الآخر وقد شدتنى كثيرا فى مصر أخبار انتخابات مجلس الشعب الماضية وخصوصا سقوط الإخوان وعدم حصولهم على مقعد واحد فى البرلمان، الحدث الثانى الموقف السلبى الذى اتخذه المسئولون فى شرم الشيخ تجاه أسماك القرش واختاروا قتله دون معالجة السبب الرئيسى الذى أدى إلى هذه الكارثة، والأغرب أن الإعلام تعامل مع الحدث أسوأ من المسئولين مما أدى لزيادة حجم المشكلة، كنت أفضل غلق الشواطئ بدلا من قتل الأسماك. * تنتجين منذ فترة طويلة إعلانات لماذا لا تقتحمين مجال الإنتاج سواء فى السينما أو التليفزيون؟ - لا يوجد لدى أموال لكى أنتج مثل هذه الأعمال الضخمة، ولكن بعد خبرة السنوات الماضية فى الإنتاج أفكر حاليا فى خوض تجربة إنتاج الأفلام المستقلة لأنها فرضت نفسها بقوة على الساحة الفنية وأصبح لها جمهور عريض وتكاليفها الإنتاجية زهيدة جدا، وحاليا أقوم بكتابة مجموعة من القصص الحقيقية وخصوصا الإنسانية وسوف تظهر إلى النور قريبا. * لماذا تنازلت عن اسم الشهرة فرح الذى عرفك به الجمهور والوسط الفنى؟ - فى بدايتى لم يكن اسم فيدرا مألوفاً بالوسط الفنى والمخرج داود عبدالسيد هو الذى اختار لى هذا الاسم ووافقته لأنه مخرج كبير وله شأنه وأكيد له وجهة نظر صائبة ووافقته عليها ولكن طوال الفترة الماضية لم أشعر أن اسم فرح يخصنى وطلبت من تامر عزت أن يضع على تتر فيلم الطريق الدائرى اسمى الحقيقى وهو وافقنى.