لم تنته معركة وزارة التربية والتعليم مع أصحاب الكتب الخارجية بعد .. تلك المعركة التى يبدو أن الخاسر الأكبر فيها حتى الآن هم أولياء الأمور الذين يريدون أن يوفروا لأبنائهم كل العناصر التى تؤدى إلى التفوق.. لكن هذه الأزمة وجدت من يستغلها ويستفيد من ورائها ، فمدرسو الدروس الخصوصية لجأوا إلى تأليف مذكرات وملخصات للمواد يتم بيعها للطلاب بدلاً من الكتب الخارجية بعيداً عن سيطرة السيد الوزير ..الذى ندعوه لأن يقرأ التحقيق التالى .. أصبحت هذه المذكرات هي الوسيلة الأساسية للمذاكرة والتحصيل خاصة في المرحلة الابتدائية والاعدادية ، حيث زادت أسعار هذه المذكرات في معظم المواد الي الضعف . وقالت تسنيم محمد بالصف الثاني الأعدادي : مدرسو معظم المواد طبعوا مذكرات خاصة بهم يعتمدون عليها في الشرح اضافه إلي ارشادهم إلي الاماكن السرية لبيع الكتب الخارجية لانها المصدر الرئيسي للشرح حتي في المدرسة - علي حد تعبيرها - لأن مدرسي المدرسة يلجأون إليها في تبسيط المعلومه للطلبه وحل التدريبات . وتضيف روان عبدالحميد في الصف الخامس الابتدائي ان المدرسين يلخصون كل الدروس ويبيعونها للطلبة أولاً بأول لحل الاسئلة والتمارين المختلفه نتيجة قلة الاسئلة في الكتب المدرسية وصعوبة شراء الكتب الخارجيه ، ووفر المدرسون اسئلة من الامتحانات بالمحافظات المختلفة علي كل فصل أو وحدة في معظم المواد . أما مازن سيد الصف الاول الاعدادي فاستطاع شراء الكتب الخارجية من أحد موظفي وزارة التربية والتعليم لانه لايستطيع المذاكرة بدونها ، خاصة وان مناهج هذا العام هي المناهج المعدله ، فالدروس لاتوجد عليها اي تطبيقات أو اسئلة وبالتالي لابد من حل الأسئلة في الكتب الخارجية ، واضاف ان المدرسين في مدرسته يعدون الآن لما اطلقوا عليه " بنك الاسئلة " وهي مجموعه الاسئلة التي تتكرر في كل الامتحانات في كل المواد لبيعها للطلاب في المدرسة أو في الدروس ، وقال أن مسألة قلة الكتب الخارجية لم تضاعف من اسعار المذكرات فقط وانما ايضا ضاعفت من اسعار الدروس الخصوصية لان الطالب الذي كان يستعين بالكتاب الخارجي للمذاكرة لم يعد امامه حل سوي الدرس لكي يستوعب المنهج الجديد . بينما تختلف معه هاجر السيد الصف الاول الاعدادي حيث انها تعتمد علي الكتاب المدرسي المطور للمنهج الجديد بشكل رئيسي واساسي لانها تجده كاملاً بكل الشرح ومعاني الكلمات وتحليل الدروس ، وتؤكد أن الاسئلة الموجودة علي كل درس أو وحدة كافية جدا لاستذكارها . بينما يري المدرسون انهم يحاولون مساعدة الطلبة بهذه المذكرات ، حيث أوضحت عائشه محمد مدرسة علم نفس للثانوي العام ان المسأله تختلف نسبيا بالنسبه للثانوية العامه لانهم اساسا يعتمدون علي مذكرات المدرسين بشكل اساسي لأن كل مدرس يقوم بوضع خلاصة خبرته وشرحه وتحليله للمادة العلمية في مذكره ومن حقه أن يكتب عليها اسمه ويبيعها للطلبة بالسعر الذي يحدده طالما تساعدهم في استيعاب المواد ، وأن طلبة الثانوي العام لايلجأون للكتب الخارجيه إلا في نهاية العام للتعرف علي شكل امتحانات الاعوام السابقة ليس أكثر . ولكن صبحي عبدالسلام مدرس اللغة الفرنسية للمرحلة الاعدادية والثانوية يحتلف معها لان اسعار مذكرات المواد لم تختلف ..ولكن ماحدث هو ضم عدد من الدروس أو الوحدات في مذكرة واحدة مغلفه بتغليف فاخر حتي يتعامل الطالب معها من بداية العام حتي نهايته كما كان يتعامل مع الكتاب الخارجي ، فاستشعر الطلاب واولياء الامور أن هناك زيادة فى سعر المذكرات بينما هو السعر الذي كان يتم دفعه في الكتب الخارجية ، فضلاً عن أن هذه المذكرات هي مجهود المدرس .