كتب - عبير صلاح الدين - مي كرم - أماني زيان - هايدي عبدالوهاب تابع الكثير من التلاميذ وأولياء الأمور والمعلمين المشكلة الدائرة بين وزارة التربية والتعليم ومؤلفي الكتب الخارجية ، والتي لم تنته رغم أن العام الدراسي لم يتبق له سوي بضعة أيام فقط. وبعيدا عن مواقف الطرفين يقف أولياء الأمور والطلاب والمعلمون في حيرة ، ولسان حالهم يقول هل سنستسلم لكتب الحصول عليها علي كف عفريت ، أم نترك الأمر حتي يبدأ العام الدارسي ونري كيف ستسير الأمور. وعندما سألنا د. عادل شكري وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير الإداري - قال لنا إن موقع الوزارة الإلكتروني والقنوات التعليمية سيكونان هما البديل. ونحن بدورنا نسأل هل تصلح القنوات التعليمية أو الموقع الإلكتروني للوزارة ( بوابة المعرفة ) بديلا للكتاب الخارجي؟ بداية الإجابة جاءت علي لسان التلاميذ أنفسهم ، بحسم قال لنا عمر السعيد 15 عاما الطالب في الصف الأول الثانوي : بالطبع لأ.. لا أستطيع متابعة البرامج التعليمية في التليفزيون ، لأني لا أستطيع استيقاف المدرس لإعادة أي جزء، أو الاستفهام عن نقطة معينة ولقد حاولت من قبل متابعة البرامج التعليمية خلال وقت أنفلوانزا الخنازير وكانت النتيجة أن حصلت علي درجات منخفضة ، واضطررت لأول مرة أن آخذ دروسا خصوصية. ويقترح عمر اللجوء إلي عمل (سي دي) بدلا من الكتب الخارجية، أما بالنسبة للدراسة عن طريق الإنترنت فهي غير مضمونة أبدا فما أكثر الاوقات التي تسقط فيها شبكة النت، وهكذا سنكون تحت رحمة شركات النت ويجب أن يكون تنظيم وقتنا بين ايدينا. أما فاطمة الزهراء أيمن 15 عاما تدرس بنظام الثانوية العامة IG فكان رأيها أنها من الأساس لا تعتمد علي الكتب الخارجية بقدر ما تعتمد علي الدروس الخصوصية التي تأخذها مع زميلاتها وزملائها لأنها تكون أكثر تركيزا، وجو المنافسة يعطينا دافعا للمذاكرة وهذا ما تعودنا عليه في السنة الماضية بسبب أنفلونزا الخنازير، وتضيف: أتمني هذه السنة أن أستغني عن الدروس الخصوصية في مدرستي الجديدة خصوصا أن عدد التلاميذ أقل ويقولون إن المدرسين أكثر تفوقا فبسبب الدروس لم أعد أذهب إلي تمريناتي في النادي، أما بالنسبة للدروس المذاعة في التليفزيون فأنا أضحك علي هذه البرامج ولا أفهم كيف يكون هناك من يتابعها أما بالنسبة للإنترنت فسيكون غير ملزم لنا للمذاكرة وسنحتاج لمراقب. - طريقة بدائية ومضحكة وتضيف لبني عبد ربه 14 عاما في الثالث الإعدادي أنها لا يمكنها أبدا الاستعانة ببرامج التليفزيون عوضا عن الكتب الخارجية والكتاب المدرسي وتصفه بأنه رابع المستحيلات، وحتي بالنسبة للإنترنت فهو احتمال ضعيف ستلجأ له إذا اضطرت، ولكن في غالب الأمر سيكون الملجأ الأساسي هو المجموعات أو الدروس الخصوصية ... و الحقيقة أننا غالبا ما نلجأ لها وهذا ما تعودنا عليه ... رغم أن في الفصل عددنا قليل، ومع ذلك نحتاج إلي الدروس ربما لرغبتنا في معلومات أكبر، وخصوصا في الشهادة. يسري قنديل 16 عاما في السنة الثانيه في الدبلومة الأمريكية يقول: الاعتماد علي النت شيء أساسي ولا ضرر منه علي الإطلاق، ولكن الدراسة علي النظام المصري تختلف.. فالكتب بها الكثير من الحشو والكلام غير المفيد وهذا ما جعلني أنتقل للنظام الأمريكي.. ولكن بالنسبة للدروس في التليفزيون فهذا غير منطقي تماما والطريقة التي يعطي بها الدرس في التليفزيون غير عملية بل مضحكة وغير منظمة، وبالتالي غير مفهومة علي الإطلاق ولا أمل في الاستفادة منها. كمال الدين أيمن في الصف الثامن في النظام الامريكي يقول: لا أجد مشكلة في التعامل مع النت للأبحاث أو للبحث عن معلومات، أما التليفزيون والبرامج التعليمية فلا ولن أراها، لأنه تقدم المعلومة بطريقة بدائية، ومن الأهون اللجوء للمدرس الخصوصي علي الأقل أستطيع أن أسأله ويرد علي. أما رنا مصطفي محمود 14 سنة الصف الثالث الإعدادي فتقول: أنا لا أفتح كتاب المدرسة إلا وقت الحصة فقط، وأعتمد علي الكتاب الخارجي في المذاكرة، فهو يزيد علي الكتاب المدرسي بما يحتويه من شرح إضافي لكل درس، و تفسير لأكبر عدد من الكلمات الصعبة وغير المفهومة علي عكس الكتاب المدرسي الذي عادة لا ترد به إلا معاني الكلمات البسيطة و المفهومة. أما عن القنوات التعليمية فتقول رنا: أتابعها في بعض الأحيان لكن تواجهني مشكلة في فهم الدروس من خلالها، و هي أنه لا يوجد تواصل بيننا و بين المدرسين في حالة عدم استيعابنا لأي معلومة يتم شرحها، وهذا ما يتوافر لنا في الدروس الخصوصية بالإضافة إلي أنهم لا يشرحون خطوات حل المسائل الحسابية بطريقة وافية و يتحدثون بسرعة لضيق وقت الحلقة ويسردون المعلومات بدون التركيز علي إيصالها للتلاميذ. و يقول محمد مصطفي محمود 11 سنة بالصف السادس الابتدائي: أنا أصلا لا أسمع عن هذه القنوات واستخدم الإنترنت في البحث عن المزيد من الشرح للدروس، بالإضافة إلي الكتاب الخارجي، وفي حالة عدم وجوده سأعتمد علي الإنترنت. دروس منومة أما الإجابة الثانية فبحثنا عنها بين أولياء الأمور، فالكثير منهم يعتمدون علي الكتب الخارجية في بعض المواد بدلا من الدروس الخصوصية. أمل محمد 46 عاما أم لثلاثة أطفال أحدهم في الصف الاول الثانوي والثاني في الثالث الإعدادي والأخير في السادس الإبتدائي، تقول من المستحيل الاستغناء عن الكتب سواء الخارجية أو المدرسية... والأكثر استحالة هو متابعة الدروس التليفزيونية لأنها أولا بمواعيد وأولادي يذهبون الي تمرينات يومية ثم إنهم لا يفهمون هذه الدروس، والحقيقة أنا كمان لا افهمها ولا أعرف لم تعرض في التليفزيون ومن يتابعها ؟ وإذا حدث ذلك سنلجأ للدروس الخصوصية رغم أن أولادي قلما يأخذونها.. أنفلونزا الخنازير كانت البداية و من الواضح أنهم هيكملوا علينا. إيمان السيد 42 سنة أم أيضا لثلاثة أطفال تقول: أولادي في مدارس دولية أمريكي تركي و IG ويستعملون النت بالتبعية ولكن لن يستطيعوا متابعة الدروس التليفزيونية إذا كنت انا أيام دراستي لم أتابعها أبدا وكانت تجعلني أحس بالنعاس، فما بالك بهذا الجيل بالطبع لن يتابعها وبصراحة أنا أعطي أولادي دروسا في كل المواد وهذا حرصا مني علي درجاتهم. هدي نصر 45 سنة أم لطفلتين تقول ضاحكة: أمازال هناك دروس في التليفزيون وهل مازالوا يصورون يد المدرس وهي تشير إلي الصور؟ وتكمل: لا أظن أن بنتي ستتابعان أبدا التليفزيون والكتب لا غني عنها والتغيير يجب أن يكون تدريجيا ومدروسا.. ارحموووونا مش كل شوية اختراع يدوخنا بدون دراسة. ثناء قنديل 55 سنة تقول: أنا عمري ما تابعت دروس التليفزيون دي ولا أولادي، يمكن بسبب إن الصوت ليس مقبولا أو أن طريقة التدريس غريبة بعض الشيء ولكنها غير مقبولة. أما النت فهو اكثر انتشارا و لا مانع من استخدامه ولكن هذا يجب أن يكون من الصغر وليس بصورة مفاجئة مثلا للثانوي أو حتي للإعدادي.. ممكن أن نبدأ من الحضانة BABY CLASS و ساعتها سيكون هناك جيل جديد يفكر ويدرس بشكل جديد. و تضيف حنان بكري ربة منزل: اعتدت أن أشتري لأولادي الكتب الخارجية لكل المواد في كل عام والمدرسون الخصوصيون يطلبونها مني مع بداية العام الدراسي لأن الدروس مشروحة فيها بشكل أفضل بالإضافة إلي كم الأسئلة التدريبية الكبير في نهاية كل درس وامتحانات نصف العام و نهاية العام للأعوام السابقة من جميع المحافظات و التي تدرب الأولاد علي شكل الامتحان وتكسر حاجز الرهبة قبل البدء في الامتحانات، في حين أن الكتاب المدرسي لا يوجد به سوي امتحانين او ثلاثة فقط، فالكتاب الخارجي ليس له بدائل سوي تطوير الكتاب المدرسي ليصل إلي نفس المستوي ودرجة الإقبال، و هذا بالتأكيد سيوفر علينا الكثير. وعن القنوات التعليمية تقول: أنا غير مقتنعة بها أساسا لأنها لا تحقق التجاوب المطلوب بينها وبين الطالب، بالإضافه إلي ضيق الوقت لطول اليوم الدراسي. - برامج علي طريقة سمسم و يقول مصطفي محمود محاسب أول في شركة أدوية أن البديل سيكون في الدروس الخصوصية كعامل مساعد حتي يتم تطوير الكتاب المدرسي مشيدا بعقلية الوزير زكي بدر المستنيرة و قدرته علي حل المعضلات، والدليل علي ذلك نتيجة الثانويه العامه التي وصلت الي 50 و هذا هو التقدير الحقيقي لمستويات الطلاب بعيدا عن المجاميع الخرافيه التي كان يحصل عليها الطلاب و يضيف: أتذكر عندما كنت أدرس أن الفصل كان يوجد به 30 طالبا علي اقصي تقدير في المدارس الحكومية و كان التعليم الخاص هو مقياس الفاشلين و بدر قادر علي إحياء هذا من جديد أما البرامج التعليمية فهي غير جاذبة علي الإطلاق للطلاب، و لو قدم مدحت شلبي البرامج لالتف حوله الطلاب فالقضية هنا أنها لم تعد تقدم للطلاب ما يحتاجونه، فبرنامج عالم سمسم مثلا هو برنامج تعليمي ولكن حقق نجاحا عاليا فالمسالة تحتاج الي دراسة لكل عوامل الجذب التي لا تتوافر لدي النظام التعليمي بوجه عام. أما سوسن الهواري أم لرنا في الإعدادية ومحمد في الصف الخامس الابتدائي فتري أن تأخر صدور الكتاب المدرسي الخاص يعد مشكلة كبري، لأن الدروس الخصوصية تعتمد علي الكتاب الخارجي، موضحة أن الدروس الخصوصية تبدأ منذ أول يوم في العام الدراسي وتأخر صدور الكتاب الخاص يعتبر مضيعة للوقت وإهدارا لأموالنا مشيرة إلي أن المدرس الخصوصي هو الذي يختار الكتاب الخارجي. وتوضح سوسن أن كتب المدرسة وحدها لا تكفي، فالكتب الخارجية لا غني عنها لأنها تحتوي علي شرح مفصل وتمرينات عديدة لتدريب الطالب بعد كل درس، حتي واجبات الطالب فإنه يأخذها من الكتاب الخارجي وليس كتاب المدرسة. وتضيف سوسن: الشهادات الدراسية بدأت في الدروس الخصوصية من شهر أغسطس وهم حاليا يستعينون بكتب العام الماضي أو الملخصات الخاصة بالمدرسين. وعن الاعتماد علي قنوات التليفزيون، كبديل تؤكد سوسن أنه من الصعب التركيز مع التليفزيون بالإضافة إلي أن مواعيد البرامج التعليمية لا تتناسب مع كثير من الطلبة حيث يأتي الطالب مرهقا ومتعبا، من المدرسة ولا يقوي علي التركيز أو يكون نائما في أوقات عرض البرامج التعليمية. - فقد التواصل ويقول محمود متولي أب لطفلين في المرحلة الإعدادية أن المشكلة ليست كبيرة كما يظن البعض إذا اقتصرت علي عشرة أيام فقط كما سمعت، لأنه يمكن للطالب أن يذاكر من الكتاب المدرسي مقترحا أن يتم بيع الكتب الخارجية طبعة العام الماضي إذا استمرت المشكلة أكثر من 10 أيام. وعن القنوات التليفزيونية واستخدامها كبديل للكتاب الخارجي أوضح متولي أن القنوات تستعين بمدرسين أكفاء وتقدم المواد الدراسية بشرح مبسط، ولكنه لا يتناسب مع كل الطلبة، فكثير من الطلبة يفقدون تركيزهم مع القنوات التليفزيونية. سمية محمد أم لثلاثة أولاد في مراحل التعليم المختلفة تري أن تأخر الكتاب الخارجي قد يكون وسيلة للقضاء علي مافيا الدروس الخصوصية، موضحة أن الأجيال الحديثة لها عقلية مميزة، ويمكنها التقاط المعلومة بسهولة.من خلال التليفزيون والبرامج التعليمية فالتواصل عبر النت أو من خلال القنوات التليفزيونية يؤدي إلي القضاء علي الدروس الخصوصية. ويختلف محمد فيصل أب لطالب في الصف الثاني الإعدادي مع الرأي السابق، موضحا أن تأخر الكتاب الخارجي سيساعد علي انتشار الملازم والملخصات الخاصة بالمدرسين وخاصة في مراحل الشهادات مشيرا إلي أن البرامج التعليمية وحدها لا تكفي وخاصة بعد اعتماد الطلبة طوال الأعوام الماضية علي الكتاب الخارجي بعد كل درس. - مدرس الفصل مفتاح التطوير الإجابة الثالثة جاءت علي لسان أساتذة التربية، فيبادر الدكتور محمد المفتي عميد تربية عين شمس الأسبق قائلا: هناك ضرورة لتطوير البرامج التعليمية التي تذاع علي القنوات التعليمية، وتقييم تجربة التطوير التي أدخلتها عليها وزارة التربية والتعليم خلال أزمة أنفلونزا الخنازير في العام الماضي، وكان ما رأيناه من تطوير لم يخرج عن استبدال بعض تقنيات العرض بأخري، لكن بنفس طريقة الإلقاء والتلقين التي يجدها الطالب من معلم الفصل، دونما وجود طريقة للاتصال المباشر بين من يشرح الدرس وبين الطالب المتابع، كالهواتف التي تستخدم في بعض البرامج التليفزيونية للتواصل بين المشاهدين ومقدميها. وطالب المفتي بأن يتضمن شرح الدروس عبر البرامج التعليمية مجموعة من المواقف الحياتية في بث حي بين معلم ومجموعة من الطلاب داخل الاستديو وليس داخل المدرسة، وينتقي لهذه المهمة المدرسون الجديرون بهذا العمل،ويكلفون الطلاب بمجموعة من التدريبات الجادة التي تساعدهم علي الفهم والاستيعاب الجيد، ثم تكون هناك وسيلة اتصال متبادلة بين المشاهدين والمعلم داخل البرنامج للرد علي الاستفسارات وسماع الاجابة عن كل استفسار، وأن يتأكد المعلم من أن المتلقي قد زال عنه الغموض فيما سأل حوله، وليس اتصالا من اتجاه واحد. أما الموقع الإلكتروني للوزارة فيجب أن يحتوي علي شروح تفصيلية لموضوعات المقررات المختلفة ويصحبها مجموعة من الاسئلة والتمارين التي تخدم أهداف كل درس، كما يقترح د. المفتي وتزود بمفاتيح للإجابة، حتي يستطيع رواد الموقع الاستفادة من هذه الشروح والتدريبات والتمارين المتنوعة، مما يساعد علي الاستغناء أو عدم الاعتماد علي الكتب الخارجية. وأن تجذب الوزارة الطلاب إلي موقعها عن طريق التنسيق مع معلمي الفصل، لكي يوجهوا الطلاب إلي استخدام بعض التمرينات الموجودة علي الموقع والتدرب علي الأسئلة المتاحة عليه. ويوجه د. محمد المفتي حديثه إلي أولياء الامور قائلا : هدف الدروس الخصوصية هو نفس هدف الكتب الخارجية وهو (شفرة) الامتحان، لكن هذه الطريقة قد أدت إلي ما تشكو منه الأسر المصرية وأصحاب الاعمال معا، في أن التعليم لم يعد يؤهل لسوق العمل، لأنه أصبح تلقيا سلبيا للمعلومات، دون أن يعتمد الطالب علي نفسه في البحث عن هذه المعلومات، وتغيير طريقة التعليم وان بدا صادما لابد أن نساعده لأن فيه مصلحة أبنائنا علي المدي الطويل، وليس علي المدي القصير لذي لانري منه سوي الامتحان. ويأخذ الكلمة د. محمد الطيب - عميد تربية طنطا الأسبق وعضو لجنة التعليم بالحزب الوطني - قائلا : لايجب أن نتحدث عن أن تكون القنوات التعليمية بديلا عن الكتب الخارجية، لأن الكتب الخارجية أمر غير مشروع من الناحية التربوية، فالاهم أن نتحدث عن أن تكون هذه القنوات مصدرا اضافيا للتعلم، والمفتاح هنا أن طريقة عرض المعلومات مع طريقة وزارة التربية والتعليم في الامتحانات، بحيث تسد الفجوة بين الموجود في الكتب المدرسية وبين الكيفية التي يأتي بها الامتحان، وهي تلك الفجوة التي تستغلها الكتب التي تسمي الخارجية والدروس الخصوصية وطرق الغش في الامتحان. ويشير د.الطيب إلي أن وزارة التربية والتعليم يجب أن تطور من طريقة الامتحان، ليركز علي الفهم وليس الاجابات المحفوظة، وأن تربط البرامج التعليمية بهذه الطريقة الجديدة، فليس المطلوب من هذه البرامج أن تلعب دور المدرس الخاص أو الكتاب الخارجي بوضعه الحالي، وأن يكون التطوير في طرق الامتحان تدريجيا وعلميا وفقا لمعايير المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، وبدون أن يتحكم فيها الرأي العام أو وسائل الإعلام للتقليل من حجم الاسئلة التي تقيس القدرة علي التفكير كما يحدث حتي الآن. وبالمثل بحسب د. الطيب يجب أن يلعب الموقع الالكتروني لوزارة التربية والتعليم دورا في استعادة الطلاب من المواقع الأخري التي تركز علي طرق الامتحانات التي تعتمد علي الحفظ، بحيث يصبح اكثر جاذبية وتفاعلا مع الطلاب علي غرار المواقع التي تجذب الشباب لساعات طويلة للتفاعل مع أقرانهم. - طرق جذابة ومواعيد مناسبة أما الدكتورة نادية جمال الدين - الأستاذة بمعهد البحوث التربوية بجامعة القاهرة -فتطالب مركز التطوير التكنولوجي بوزارة التربية والتعليم بإعادة انتاج المواد التعليمية الموجودة بالكتاب المدرسي بطريقة مشوقة وباستخدام وسائل تعليمية جذابة ومحببة للتلاميذ، لاستخدمها في البرامج التعليمية وفق مواعيد ثابتة ومعلنة بعد عودة التلاميذ من المدرسة، وفي وقت يناسب مواعيد أغلب الطلاب، حتي لاينصرف الطلاب عنها كما هو كان الحال قبل ذلك، وأن تكون مادة تفاعلية تذاع علي الهواء مباشرة وليست مسجلة، لكي يهتم الطلاب بمتابعتها علي غرار اهتمام أي مشاهد عادي بمتابعة أي برنامج علي الهواء مباشرة. وتلفت د. نادية إلي أهمية التنسيق بين المعلمين بالمدارس وبين القنوات التعليمية وموقع الوزارة علي الانترنت ليكونوا معا منظومة متكاملة، وليست منظومة ضد بعضها البعض، وأن تكون البداية بأن تبدأ الوزارة في تثيبت المعلمين الذين يعملون بنظام العقود أو نظام ( الحصة ) لكي يشعر المدرس بانتمائه الي هذه المنظومة. وتري د. نادية أن أولياء الامور يجب أن يبدأوا في تغيير وجهة نظرهم تجاه اختيار الطريق الاسرع للوصول الي الحصول علي شهادة الجامعة كالدروس الخصوصية والكتب الخارجية وغيرهما، وأن يقتنعوا أن مهمة التعليم ليست الشهادات التي لم تعد توفر لصاحبها فرصة عمل من دون تدريب، بل الاهم في التعليم هو تغيير سلوك المتعلم، أي يتعلم كيف يتواصل مع الاخرين، وكيف يري ذاته وكيف يصل الي المعلومات ويستخدمها لحل المشكلات أو اقتراح لتحسين العمل أو الحياة للأفضل.