أى حد فينا وهو صغير كانت عنده حاجة بيخاف منها وبيعمل لها ألف حساب، سواء كانت الحاجة دى حقيقة وموجود فعلا زى العسكرى أو الراجل المجنون أبو شعر منكوش، أو حاجة وهمية زى أم الشخاليل والعفريت الكبّار وحاجات تانية كتير، وفى الإجتماع اليومى للموقع دار حوار بيننا حول الشىء اللى كنا بنخاف منه وإحنا صغيرين .. إيه رأيك لو تشاركنا الفكرة. الصراحة أنا كنت بخاف من حاجات كتير وأنا صغير، صحيح لما كبرت مبقتش أخاف من معظمها لكن برضه فكرت ليه كنت بخاف من الحاجات دي فاكتشفت أن الإجابة قد تكون كارثة تربوية أتسببت في عقد نفسية عند أجيال كاملة.. نفسي حد يجاوبني يعني إيه طفل ينام على حدوته لعفريت إسمه "الكّبار" عنده عين واحدة وقرنين وودانه بتطلع نار؟! وليه لما يصحى يتفرج الصبح على أوبريت استعراضي- المفروض أنه للأطفال- قدمته الفنانة نيللي يعرض في أحد فقراته شخصية خيالية ترتدي ملابس سوداء وشعرها واقف وتتحرك حركة آلية وصوتها مرعب؟! وفي شرع مين نفس الأوبريت يجعلني أقضي فترة طفولتي أتخيل أن كل العرائس اللي في حجرة نومي بتصحى بعد ما أنام؟! ومين اللي أخترع كدبة أسمها أوضة الفئران وحكاية السفاح اللي بيخطف العيال من على باب المدرسة؟! وليه المدرس يعرف كل حاجه عنك من خلال الوالد أو الوالدة ويقنعك بأن لديه قدرات فائقة للطبيعة لدرجة تجعلك تتلفت عند دخول الحمام؟! لو وجدت إجابة لسؤال واحد وحياة أغلى ما عندك لا تتردد في أنك تقول لي. كريم كمال عمري ما خفت من شئ في حياتي بقدر خوفي من فراق الأحباب وأقرب الناس لي، وأنا صغيرة كان عندي خوف وقلق عميق بداخلي علي والدي وأنا أشاهده مريض ملازم الفراش وكنت أخشى أن يفارقني وهو أغلى حاجة في حياتي وبالفعل توفى وشعرت بمرارة الفراق وأقدر أقول إنه من يوم وفاتة وأنا عمري ما شعرت بالسعادة إطلاقا ولا أعتقد أنى هشعر بها تانى .. ومن هذا اليوم وعندي وساوس بسيطة نغصت علي حياتي بعد وفاته وأنا بخاف إن أى حد من أهلى أو أى حد بحبة يموت.. كيف لي أن أبعد شبح الموت منى فأنت يا خوف من تدفعني دفعا إليه .. ودائما بقول " يا رب اجعل يومي قبل يوم أى إنسان بحبه " بسمة عامر أكتر حد كنت بخاف منه وأنا صغير وبالتحديد في مرحلة الابتدائي كان مدرس العلوم وإسمه حاتم، فأقل وصف ليه إنه شخص رخم جدا، المدرس ده كان مبلطج على المدرسة كلها، لدرجة إنه كان بيدخل يدرس المادة اللي هو عايزها!، مع إنه مدرس علوم، لكن ممكن يدخل يدرس حساب أو عربي عادي جدا، وأساسا هو غبي في الحاجات دي، بس كان مثلا عندنا حصة علوم والمفروض طبعا قبلها نذاكر كويس جدا لإنه بيدخل يسأل واللي يجاوب غلط بالخرزانة على طول، فبدل ما يسألنا في العلوم نلاقيه بيسألنا في الحساب أو العربي، وبالرغم إننا كنا بنجاوب صح بس برضه نتضرب لإنه مش عارف الإجابة أصلا، وبعدين كان بياخد حصة الألعاب ويدخل برضه الفصل ويدرس لنا أي حاجة، وكان ممكن يدخل أي حصة كمان يقعد جنب المدرس ويهزر، ولكن في حصته كانت بتبقي ساعة سودة، وبجد كرهني أصلا في العلوم علشان كده دخلت أدبي في الثانوية العامة. محمد فتحى الواحد وهو صغير ممكن يكون بيعمل حاجات، وهو مش مدرك إنه كان صح ولا غلط ، حتى الطفل بتبقى حركاتة وردود أفعالة على الأشياء غير طبيعية، بشكل ملفت جدا وتبقى الحاجة أو الشىء الذى يفعلة يبقى فعلا خطر على حياتة، ولكنه هو يقدم على الشئ دة بكل تلقائية، ولا يدرك نتيجتها إلا بعد العمل به، وهو بالتالى لا يخاف من شئ فى هذة المرحلة ولكن الأمر يختلف من فترة لأخرى فى المرحلة السنية للطفل، أكيد هيبقى فى حاجات ممكن يخاف منها، أى شئ ممكن من الحيوانات أو المية أو أى حاجة تانية، أنا صغير كنت بخاف من القطط جدا وكانت تمثل ليا حالة من الرعب بشكل غير طبيعى. محمد عبد المجيد أنا مش فاكره من طفولتي حاجات كتيره أوي، و للأسف ومش عارفه إيه السبب ...بس لما سألوني كنني بتخافي من إيه وأنتي صغيره؟ قلت: دي فاكرها أوي. السلالم .. أي سلالم عالية أو مش عالية سواء كانت الدنيا نور أو ضلمه في كل الحالات بخاف منها ويمكن اختراع الأسانسير ده أحسن إختراع البشرية عملته لإنه رحمني من السلالم.، أما سبب خوفي من السلالم هو كم الوقعات إللي وقعتها علي السلالم سواء سلالم البيت أو المدرسة وكنت بقع وقعات مميته يعني لازم تحصلي إصابات ودم ومستشفي وذكريات كلها أبشع من بعضها. الغريب إني كنت بضطر أنزل السلم بطريقه غريبه جدا عشان أتفادي الوقوع وهو إني بنزل برجلي الاتنين مش رجل ورجل زي الناس الطبيعيه وبرده كنت بقع مفيش فايده وخوفي من السلالم لسه موجود لغايه دلوقتي وبحاول أتجنب أي سلالم أو أي أدوار عاليه بس طبعا مش زي زمان. هاجر اسماعيل لأنى كنت أخوف بلد ومكنتش بخاف من حاجة، مكنتش لاقية حاجة أكتبها، بس فى حاجة خطرت ببالى و هى الجنية أم الشعور إللى بيقولوا إنها عايشة فى النيل أو فى أى ترعة، ولإنى من سكان القاهرة ومولودة فيها لكن والدى ووالدتى أصلا من الأرياف وكنت كل إجازة وأنا صغيرة بسافر البلد إما الشرقية أوالمنصورة وأنا على الطريق الزراعى وبالقرب من الترعة كنت بتخيل إن فى حاجة ممكن تطلع لى وتنده لى و كانت دقات قلبى بتعلى جدا، وكمان كنت كتير بتجنب أمشى فى الطريق إللى فيه مقابر أو ترع ولغاية دلوقتى يمكن لو شفت فيلم رعب ميجيش ليا نوم و افتكر الخوف لو الدنيا كانت ضلمة والنور قاطع أو كنت لوحدى فى الشقة ساعتها بتتهيأ لى حاجات و أصوات وبكون مرعوبة وميتة فى جلدى لكن بحاول أقوى قلبى وأقرا قرآن بس دلوقتى بفتكر قصص الجن و العفاريت. عبير مرسى من ساعة ما بقيت بسمع وأفهم وأدرك الدنيا من حولي وجملة "عصام الأصفر" لم تفارق أذنى ..لو مش هتنامى يبقى تنزلي تقعدي مع "عصام الأصفر" ولو مش هتكتبى الواجب ممكن عصام الأصفر يساعدك لدرجة أنى كنت بأكل في البلكونة عشان عصام الأصفر يساعدني على البلع ...عصام الأصفر ده بقى جارنا ساكن تحتنا في بيتنا القديم وكان فاتح محل تحت البيت المهم إن عصام زى ما هو واضح من كنايته إنه أصفر يعنى أشقر وإحنا لامؤاخذة يعنى نوبيين وانتم عارفين بقى فرق الدرجة فكان بالنسبة لنا كأطفال سمر شيء غريب غير مألوف لازم نترعب منه. مي عبد الله بجد أكثر حاجة كنت بخاف منها و أنا صغيرة هي حصة الاٍملاء، لأن بعدها لازم يكون فيه " علقة محترمة " حتى و لو جبت 9 ونص من عشرة ، اضرب عشان مجبتش 10 و فاكرة كمان إني كنت بترعب لما اسمع أغنية "شيء من بعيد ناداني وأول ما نداني جرالي ما جرالي" بحس إن النداهة هتيجي تخطفني لكن عمري ماخفت من إني أكون في موقف صعب وأنا لوحدي لأني طول عمري لوحدي .. بس دلوقتي بخاف من حاجة واحدة بس بخاف من الموت إللي هيفرق بيني و بين الناس إللي بحبهم .. لكن بطمن نفسي إن إللي بعد الموت ممكن جدا يكون أحلى. شيماء ممدوح أكثر ثلاث حاجات كنت بخاف منهم وأنا صغير هما بابا والأستاذ محمد عبد السلام وكتاب المعاصر.. والثلاثة كنت بخاف منهم بسب مادة الحساب ولما كبرت شوية أصبح إسمها الرياضيات فبابا كنت بخاف منه لما كان يأتى ليذاكر لى الحساب فأنا طول عمرى كنت ضعيف فى مسائله وكثيرا كنت بخيب أمله وأحل المسائل غلط وده طبعا كان أقل عقاب فيه هو صفعة على الوجه. ولما كبرت شوية ووجد والدى أن مذاكرته معى لا تأتى بنتيجة أحضر لى الأستاذ محمد عبد السلام مدرس الرياضيات إللى كان لا يقتنع إلا بكتاب المعاصر فى الرياضيات ليعطينى منه التمارين وكان كتاب كئيب ويسد النفس عن المذاكرة بصفحاته القديمة الرديئة وكنت دائما أخفق فى حل هذه التمارين ولكن العقاب هنا كان مرتين مرة من أستاذ محمد ومرة من بابا إللى كان يعطينى سيل من التوبيخ بعد إنصراف أستاذ محمد. محمد المركبى كنت بخاف من إيه وأنا صغير؟ بصراحة مش فاكر وأنا صغير قوي كنت بخاف من إيه! يمكن ماكنتش بخاف أصلا، ولكن مع بداية قراءتي للدكتور أحمد خالد توفيق وإندماجي مع سلسلة "ما وراء الطبيعة" بدأت مخاوف في الظهور، كان أشنعها المخاوف التي نقلها لنا دكتور أحمد من الكاتب الأمريكي الشهير "إدجار آلان بو"، فإدجار كان في كتابته دائما ما يعبر عن خوفه من أن يصاب بمرض ييبس عضلاته فيحسبه الناس ميتا فيدفنوه وهو حي، حكى لنا دكتور أحمد عن هذا، وبعدها بفترة طويلة صدرت لدكتور أحمد رواية أخرى من جزئين "النبوءة - العراف" ، حسب فيها الناس أن الدكتور رفعت اسماعيل ميتا فدفنوه واستيقظ في نهاية الجزء الأول وهو في القبر، وصبر علينا دكتور أحمد شهورا - لينفذ صبرنا نحن- حتى أصدر الجزء الثاني الذي أنقذوا فيه دكتور رفعت وأخرجوه من قبره، لا أنكر عليكم أن هذا الهاجس أخافني كثيرا، بالمناسبة: هذا الأمر لم يعد يخيفني الآن، ورجعت تاني مابخافش من حاجة موجودة فوق الأرض!! شريف بديع النور كنت أخاف من ثلاث حاجات الكلاب وأم الشخاليل والنداهة والدافع النفسى وراء هذا الخوف يعود لطبيعة النشأة ... زمان وأنا صغير كانت بلدنا ضلمة ومخيفة جدا فى الليل، الناس كانت تنام من بعد صلاة العشاء مباشرة، والشوارع مهجورة تماما حيث تنشط الكلاب المسعورة والحرامية الذين كانوا يقومون بالسطو على البيوت وسرقة المواشى بالليل، أنا لحقت آخر عسكرى دورية فى البلد كان إسمه الشاويش رجب وكان يقف على ناصية الشارع ويزعق بجملته المشهورة "ها مين هناك" فكان يمثل أول مصدر إزعاج وخوف لى كنت أراه من شراعة الباب، ولما كنت أتدلع وأطلب حاجة مش فى مقدور أبويا كانوا يخيفونى ويهددونى به، أيضا كانت البلد بيئة خصبة للحواديت المخيفة خصوصا حواديت العفاريت وكانت تجلس معنا أنا وباقى الأطفال واحدة ست جارتنا إسمها أم على وكانت تحكى عن العفريتة اللى اسمها أم الشخاليل التى تشخلل فى الليل قبل الفجر وشكلها وحش وشعرها منكوش وتمشى فى الشوارع زى المجنونة ولو شخللت لحد يبقى عليه السلام ممكن يتجنن زيها، ومن العفاريت أيضا النداهة التى كانت تجبرنا على أن نغلق الشبابيك كلها علشان تبعد عنا. محمد شعبان