اليوم.. مجلس الشيوخ يستأنف عقد جلسته العامة    تراجع جديد في بورصة الذهب| إنفوجراف    استقرار أسعار الفاكهة بسوق العبور اليوم 29 أبريل 2024    رسميًا.. تراجع سعر الدولار الأمريكي في بداية تعاملات اليوم 29 أبريل 2024    خبير تكنولوجيا: مصر تمتلك بنية معلوماتية عملاقة بافتتاحها مركز الحوسبة السحابية    أموك: 1.3 مليار جنيه صافي الربح خلال 9 أشهر    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 29 أبريل 2024    اليوم.. قطع مياة الشرب عن مدينة القناطر الخيرية لمدة 6 ساعات    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الإثنين    استشهاد 19 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال لمنازل في رفح    "لوفيجارو": نتنياهو يخشى إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه    مصرع خمسة أشخاص جراء أعاصير ضربت وسط الولايات المتحدة    صبحي ينهئ الزمالك بالوصول لنهائي الكونفدرالية    الشناوي ينتظم في مران الأهلي الجماعية استعداداً للإسماعيلى    مواعيد مباريات اليوم الإثنين 29- 4 -2024 والقنوات الناقلة لها    سيد معوض عن احتفالات «شلبي وعبد المنعم»: وصلنا لمرحلة أخلاقية صعبة    الأرصاد: استقرار الأحوال الجوية.. والعظمى على القاهرة الكبرى 30 درجة    مصادرة 2 طن أعلاف مجهولة المصدر ودقيق فاخر بمخبز سياحي فى حملات تموينية بالإسكندرية (صور)    ظهر اليوم.. تشييع جثمان المخرج والمؤلف عصام الشماع من مسجد السيدة نفيسة    نيفين الكيلاني تصل الجناح المصري بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب    البحوث الفلكية: غرة شهر ذي القعدة فلكيًا الخميس 9 مايو    بفرمان من الخطيب.. كواليس توقيع عقوبة قاسية على السولية والشحات.. فيديو    السعودية تصدر بيانًا بشأن حادث مطار الملك خالد الدولي    قطر توضح حقيقة دعمها للمظاهرات المناهضة لإسرائيل ماليا    إصابة 4 أبناء عمومة بينهم سيدتان في مشاجرة بسوهاج    رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يعتزم لقاء زعيم المعارضة بعد خسارة الانتخابات    طائرات جيش الاحتلال تهاجم مباني تابعة لحزب الله في جنوب لبنان    أحمد المرسي بعد فوز باسم خندقجى بجائزة البوكر: فوز مستحق لرواية رائعة    لأول مرة تتحدث عن طلاقها.. طرح البرومو الرسمي لحلقة ياسمين عبدالعزيز في برنامج صاحبة السعادة    مباريات اليوم.. مواجهة في الدوري المصري.. وبرشلونة يلتقي مع فالنسيا    اليوم.. اجتماع «عربي – أمريكي» لبحث وقف الحرب في غزة    صحة قنا: خروج 9 مصابين بعد تلقيهم العلاج في واقعة تسرب غاز الكلور    سامي مغاوري: جيلنا اتظلم ومكنش عندنا الميديا الحالية    عمر عبد الحليم ل«بين السطور»: فيلم «السرب» أثر في وجداني ولن أنساه طيلة حياتي    أخبار مصر: حواس يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة، وفد حماس في القاهرة لحسم الهدنة، حقيقة رفض شيكابالا لعب مباراة دريمز، السديس يطلب وجبة إندومي    أدعية للحفظ من الحسد وفك الكرب والهم.. رددها لتحصين نفسك    أسماء.. الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا الجمعة المقبل    ما المحظورات التي وضعتها "التعليم" لطلاب الثانوية خلال الامتحانات؟    «ايه تاريخك مع الزمالك».. ميدو يهاجم مصطفى شلبي    مصرع شخص وإصابة 16 آخرين في حادث تصادم بالمنيا    سامي مغاوري يكشف سبب استمراره في الفن 50 عامًا    ختام فعاليات مبادرة «دوّي» بكفر الشيخ    عمره 3 أعوام.. أمن قنا ينجح في تحرير طفل خطفه جاره لطلب فدية    شاهد صور زواج مصطفى شعبان وهدى الناظر تثير السوشيال ميديا    بعد عامين من انطلاقه.. برلماني: الحوار الوطني خلق حالة من التلاحم    "السكر والكلى".. من هم المرضى الأكثر عرضة للإصابة بالجلطات؟    من أرشيفنا | ذهبت لزيارة أمها دون إذنه.. فعاقبها بالطلاق    السفيه يواصل الهذيان :بلاش كليات تجارة وآداب وحقوق.. ومغردون : ترهات السيسي كلام مصاطب لا تصدر عن رئيس    فهم حساسية العين وخطوات الوقاية الفعّالة    العناية بصحة الرموش.. وصفات طبيعية ونصائح فعّالة لتعزيز النمو والحفاظ على جمالها    «حياة كريمة».. جامعة كفر الشيخ تكرم الفريق الطبي المشارك بالقوافل الطبية    الإفتاء توضح حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع    دعاء في جوف الليل: اللهم جُد علينا بكرمك وأنعم علينا بغفرانك    مصرع شاب في انقلاب سيارة نقل بالوادي الجديد    ربان الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في مصر يحتفل بعيد الشعانين ورتبة الناهيرة    البابا ثيودروس الثاني يحتفل بأحد الشعانين في الإسكندرية    بالصور.. الوادي الجديد تستقبل 120 طالبًا وطالبة من كلية آداب جامعة حلوان    طريقة تحضير بودينج الشوكولاتة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا يدور في عقل زعيم الفنانين؟!
عادل إمام وكلام في السياسة .. عن الفقراء والحكومة والأحزاب والرئيس


تنبيه ضروري جدا.. عادل إمام.. عاد للتدخين !
بعد سنوات طويلة من الاقلاع، عاد.. ليدخن بشراهة.. رغم تحذيرات الأصدقاء قبل الأطباء.. وحساسية الصدر القديمة التي يعاني منها.
في الطب، يطلقون علي مثل هذه الحالة اسم "انتكاسه" والانتكاسة لا تحدث إلا لعقل مشغول، مشحون بالأفكار والخواطر والقضايا.. ربما يكون قلقا!
الآن.. نفتح عقل الزعيم، لنفتش في أهم القضايا التي تشغله وتقلقه وترهقة .. وكانت سببا في عودته الأخيرة للسيجارة .
كان يطفئ سيجارته الرابعة في أقل من نصف ساعة حين وضعنا السؤال أمامه.. حين قلنا له.. ما الأسئلة التي تشغلك الآن ؟
وبسرعة يجيب: صحة الرئيس.
يتوقف قليلا.. ثم يضيف: الراجل ده عمل استقرار في البلد، وله إنجازاته الحقيقية، كفاية التعديلات الدستورية اللي عملها، احنا كنا زمان، من أول الجمهورية الأولي لحد الجمهورية الرابعة، من أول محمد نجيب مرورا بعبد الناصر والسادات ولحد الرئيس مبارك .. كنا ندخل الانتخابات يانقول آه يا نقول لأ .
يصمت.. يبتسم ، تتحول الابتسامة لضحكه وهو يقول: مرة واحد صاحبي، قال أنا هاروح أجرب وأقول »لأ« راح الانتخابات اللي بعدها لقاهم كاتبين قدام اسمه »متوفي « .
نضحك جميعا، ليكمل هو : دلوقتي الموضوع اختلف، لأول مرة ألاقي حد بيرشح نفسة قدام الرئيس، دا شيء ديمقراطي جميل جدا، يشكر عليه الرئيس، فيه ناس بقي اعترضوا علي المادة مش عارف إيه وإيه، دي نبقي نتناقش فيها لكن المبدأ نفسه، أن أنت يبقي قدامك اختيارات.. دي خطوة كويسة جدا، فأنا أرجو أن احنا نحافظ علي بلدنا، وعلي صورة بلدنا لاني بازعل لما ألاقي ناس من برة بتقوللي احنا من اللي بنشوفه في الفضائيات ونقراه في الجرايد، بنحس إن البلد بتقطّع في بعض .
نحافظ علي بلدنا من ايه ؟
من نفسينا.. يصمت قليلا: اللي أنا عايز أقوله إن ممكن تعديلات تحصل تاني، وأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وأن أصل الديمقراطية معناه تداول السلطة، وعشان يحصل هذا التداول لازم يبقي فيه أحزاب تانية قوية ، وللأسف مفيش أحزاب قوية، عشان كده لازم أحزاب المعارضة تقوي نفسها، لأن مالهاش عمق في الشارع، بعكس الحزب الوطني.. موجود وقوي وبيشتغل كويس، وجوده في حد ذاته شيء كويس.
بمعني؟
لو إفترضنا عدم وجود الحزب الوطني، هيحصل انهيار سياسي في مصر لأن مفيش بديل، وأنا أرجو أني ألاقي بديل قوي، عشان يحصل تداول للسلطة، طبعا ده مش هيحصل في يوم وليله، يعني الناس بتوع أوروبا لما عملوا كده أخدوا سنين طويلة جدا وعملوا كمان تضحيات كبيرة جدا.
بخلاف صحة الرئيس.. ما الذي يشغل عقل عادل امام ؟
الفقراء في مصر، لازم نبص للفقراء ونحطهم في اعتبارنا كحكومة وكشعب، ولازم احنا كمان نغير طريقة تفكيرنا عشان البطالة ما تزيدش ، والفقر ما يزدش، يعني احنا أيام عبد الناصر كان التعليم مجانا، والجامعة مجانا، تتخرّج الحكومة تشغلك، وتجيبلك شقة كمان، فكلنا اعتمدنا علي الحكومة .دا غلط طبعا عشان كده حصلت حالة من الجمود، احنا محتاجين دلوقتي. تنشيط الناس، أحد الوزراء أصدقائي قاللي.. احنا محتاجين ناس كتير تشتغل، بس مفيش الايدي العاملة المهنية اللي تعرف في الشغل اللي محتاج ناس، احنا في حاجة لمدارس وورش لتدريب العمالة حسب احتياجات السوق، لازم نتخلص من الأفكار القديمة، عشان كدة لما عزموني في جامعة القاهرة عشان أحضر حفل احتفالها بالمئوية، بحكم اني خريج الجامعة، قلت للشباب هناك، ما تعتمدوش علي الحكومة، الحكومة مش هتعملكوا حاجة، يعني لازم كل واحد منهم يدور بنفسه علي الحاجة اللي جواه، ويجري وراها.
هل عملت انت كده زمان ؟
طبعا، من زمان اعتمدت علي الموهبة اللي جوايا، وجريت وراها، ماكانش في دماغي اني أحترف التمثيل، كان مجرد هواية، بس حبي ليه هو اللي خلاني أحترف، وإن كنت بعتبر نفسي لحد دلوقتي هاوي .
وقبل التمثيل؟
لأني كنت عارف ان احنا من أسرة فقيرة كنت أروح أشتغل عامل عند مصنع خالي، هو كان عنده مصنع للنسيج، كنت أشتغل معاه في الأجازة، أيام ثانوي .
وأيام ثانوي بدأت برضه علاقتك بالسياسة؟
آه كنت عضو وقتها في حزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري، كان عندي وقتها 16 سنة، عجبتني الحكاية، وحتي أبوسيف يوسف، ذكر ده في كتابه، وادوني وقتها بقي اسم حركي والغريب أني كنت مستني اسم حركي غير اسمي الحقيقي، لقيتهم خلوا اسمي الحركي »عادل« برضه.. (يضحك) زعلت قوي.
اشمعني حزب العمال والفلاحين الشيوعي المصري ..إيه اللي عجبك في أفكاره ؟
(يضحك)..والله واحد صاحبي هو اللي جرجرني، اسمه عاطف بسيوني، وبالمناسبة مازال بيودني لحد دلوقتي وبيكلمني وفرحان بيا جداً.
يعني مش أفكار الحزب ؟
تقدر تقول الرغبة في استكشاف الأفكار الجديدة، زي ما كانت عندي رغبة إستكشاف الأدباء والمثقفين في الوقت ده، والحقيقة ان الثقافة أيام عبدالناصر كانت متميزة جداً، يعني كنا بنقرا لنجيب محفوظ، ويوسف إدريس، وابتدينا نسترجع الأدب اللي قبل كده زي المنفلوطي، وإبتدينا نعرف تاريخ مصر كويس تاريخ رفاعة الطهطاوي والشيخ محمد عبده وقاسم أمين، إحنا عندنا شخصيات مذهلة.. صديقي رجاء النقاش - الله يرحمه- وهو من المثقفين العظام، قاللي - بمناسبة الكلام عن شخصيات مصر التاريخية - أن راجل زي محمد فريد، لما نُفي إلي ألمانيا كان يقعد علي قهوة هناك، مين بقي كان يقعد معاه.. لينين وديستوفسكي، كانوا تلامذته.
الثقافة ساهمت في تكوينك السياسي ؟
طبعا المعرفة والقراءة مهمة جدا لأي بني آدم، فيه ناس بقي تيجي تقولك.. هو مال عادل امام ومال السياسة؟، الله.. يعني إنت تتكلم في السياسة وأنا لأ، عادل امام لا عايز يبقي وزير ولا رئيس ولا أي حاجة، بس أنا في الاخر بأروح أنتخب .
حب الاستطلاع أوالمعرفة .. كان الدافع برضه لأنك تروح ناحية الاخوان أيام ثانوي ؟
آه .. في الحلمية، كنت باروح أحضر خطب للشيخ عبد الرحمن البنا .
مش غريبة النقلة من حزب شيوعي للاخوان في وقت واحد تقريباً ؟
أنا كنت باروح أشوف الناس دي بتقول إيه، حب إستطلاع، بس الفن خدني من كل الحاجات دي.
دخلت مظاهرات ؟
(يضحك) .. والدي لما نقل الإسكندرية، وأنا كنت في ثانوي وقتها، رحت مدرسة هناك إسمها "البوليسية الثانوية" غبت يوم ولما رحت اليوم التاني، عرفت أنهم كانوا عاملين مظاهرة .. في اليوم اللي كنت غايب فيه، فقلت الله، لأ بقي إحنا نعمل مظاهرة النهاردة، أشمعني انا، ورحت عامل مظاهرة، ومخَرج المدرسة، عشان يعني أعمل اليوم بتاعي .
لحظة صمت، الزعيم يكمل: كنا زمان نفرح قوي بالحاجات دي، كانت أيام إرهاصات ما قبل الثورة، سنة 51 و 1952 كانت المظاهرات تملا الدنيا، البيبان تتفتح والمدارس تتلم كلها.
بنقرالك تصريحات سياسية في الصحف.. البعض بيعتبرها صادمة، هل حسيت مرة إنك تسرعت في إطلاق تصريح معين؟
نهائي
ولا حسيت إن الصحافة ورطتك ؟
كتير، وساعات الاقي حوار صفحة معايا في جورنال، وأنا ما قابلتش الراجل إللي عمل الحوار ده ،ولا أعرفه، ولا شفته قبل كده، دا مرة واحد كتب كلام علي مزاجه وتريأه علي حماس، وعلي مش عارف مين، رحت كلمت أحمد المسلماني، وهو شاب رائع الحقيقة، قولتله اللي حصل، وفي برنامجه، عرض كلامي، لقيت الولد الصحفي قعد يعيط، قولتله يابني أنا قلت لك اكتب حاجة، أنا قابلتك أصلا، وهكذا.. أنا كل يوم بينكتب عني في الجرايد، بس هارد علي مين ولا مين.
بس حضرتك هاجمت حماس ؟
طبعا لما شفت الناس في غزة بتموت، وفيه خلاف فلسطيني اتكلمت، الخلاف ده مفيش حد استفاد منه غير اسرائيل، وكانت النتيجة ان غزة اتدمرت، وبعدين حماس رايحة تحارب جيش مليشيات، رايحة تبعت كام صاروخ من بتوع رمضان، قالولها ما تبعتيش هانضرب، وهنا قالولها.. اسرائيل هتضرب، وكانت النتيجة دخول الجيش الاسرائيلي غزة، وده جيش لا قلب له، ده جيش إجرامي والنتيجة انهم دغدغوا غزة، زي ما دغدغوا الجنوب، أنا صعب عليا الشعب شفت رقبة بنت صغيرة مرمية في الارض، ما شفتش ولا واحد من القادة في المعركة، وبعدين عايز تقاوم.. قاوم، بس لازم تغير تكنيك المقاومة بتاعك الأول، وبعدين اتحدوا مع بعض، مفيش شعب نصه بيحارب والنص التاني قاعد يتفرج، أنا في إعتقادي أن هذا الخلاف الفلسطيني، أخطر من نكسة 67.
إزاي شايف خريطه الصراع العربي الاسرائيلي دلوقتي؟
شايف إسرائيل عمالة تكبر وفلسطين بتصغر، القدس النهاردة بتتهود والمقدسات بتاخدها اسرائيل وبتعملها مزارات تكسب منها، ودا اللي عملوه في الجولان، إسرائيل بتكسب من الجولان مكاسب خطيرة لاتتخيلها، مثلا بيعملوا هناك "نبيذ" بيصدروه للعالم كله .
ليه عادل إمام ما يزورش فلسطين، كنوع من المساندة ؟
ومين قال اني ما رحتش فلسطين، رحت في افتتاح مطار غزة، في وفد كان بقيادة صفوت الشريف، وكان معانا صديقي الصحفي الكبير صلاح منتصر، وكانت زيارة لا انساها، لانها كانت مليانة مواقف كنا بنقع فيها من الضحك .
مواقف ... ضحك ؟
مثلا، صلاح منتصر كان يحب الحاجات الحلوة، فكان يقولهم.. الاستاذ عادل عايز بسبوسة، فتلاقي صواني البسبوسة جاية، الاستاذ عادل عايز عصير.. فتلاقي العصير، كان بيستغلني .
(يضحك) .. ثم يضيف: ومرة كنت قاعد علي الترابيزة مع صفوت الشريف والرئيس الراحل ياسر عرفات، وكان قدامنا تليفون بيرن، مفيش حد عايز يرد، فمسكت التليفون قلت مين، قاللي.. مين عم يتكلم ، قولتله أنا الزعيم، راح قافل السكة .يصمت قليلا بعد وصله ضحك مشترك، ليتحدث الزعيم مرة اخري مكملا حديثة :وقت الافتتاح، واحنا قاعدين في ساحة كبيرة، سألوا الرئيس عرفات، قالوله.. مين هيلقي الكلمة، كان فيه ناس من فرنسا وانجلترا وعرب كتير.. قالهم "عادل امام"، بلغوني اني هاقول الكلمة، وأنا مش محضّر أي حاجة، المهم عقبال ما وصلت للمايك عرفت أنا هاقول إيه .
وقلت إيه ؟
قلت للرئيس عرفات أنا شفتك في لبنان وأنت بتحارب، وعزمتني هناك علي الغدا، وشفتك في تونس وانت بتحاول تعمل حاجه لشعبك، وأنا سعيد أني باشوفك هنا، وأرجو المرة اللي جاية.. أشوفك في القدس.. وهي عاصمة لفلسطين .
بعد عرفات، ما فكرتش تزور فلسطين، في ظل الازمات اللي بتحصل هناك؟
أنا دوري هنا في مصر من خلال فني أقدر أعمل اللي أنا عايزة، وفيلم »ناجي عطا الله« بيتعرض للموضوع ده، هو بس محتاج ميزانية كبيرة، عشان كده أنا عايز أستني عليه شوية.
بيتعرض للموضوع إزاي ؟
خليه لما تشوفه أحسن.
بسبب تصريحاتك، استحلوا دمك أكتر من مرة؟
أه، ماهو مافيش غيري بيستحلوا دمه.
بتقلق ؟
لو قلت مبقلقتش أبقي كدّاب، تصورت كتير أن ممكن تحصل حاجة، إذا كان نجيب محفوظ، ولد بتاع سمك راح ضاربة بمطوة في رقبته، كان هيضيعه، أفرض أنا معايا ولادي في عربية، وحصلت حاجة، يعني إيه الجرم اللي ولادي عملوه علشان يطلع عليا واحد معاه مدفع يطيّر العيال .
يتوقف قليلا ثم يكمل: أحيانا بخاف علي ولادي .
ورغم خوفك لم تتراجع عن أي مشروع فني ضد الإرهاب، عملت فيلم »الارهابي« في وقت كان مليئا بالاغتيالات ، اغتيال المحجوب، ومحاولة اغتيال صفوت الشريف، ووزير الداخلية وقتها... مافكرتش تتراجع ؟
عمري ، لأني بطبيعتي تصادمي ، ورغم أنهم عملوا ضدي منشورات وشتموني واتهموني أني مخنث، بس ولا يهمني المهم أني كنت عايز اترجم ده لفن، وأعتقد أن "الارهابي" عمل خطوة كويسة، والناس عرفتهم علي حقيقتهم، أصل احنا شعبنا أصيل بيقدر يفرق بين الحقيقي والمزيف.
أصيل ولا شعب طيب ؟
الاتنين، مرة كنت قاعد مع رئيس الوزراء وكانوا عاملين وقتها مجلس للكوارث، أيام العبارة، رجال الاعمال تبرعوا ب24 مليون جنيه، رئيس الوزراء قاللي "لقينا 11 مليون جنيه في البنك من ناس منعرفهاش لحساب الضحايا... شوف طيبة وجمال الشعب المصري لما يكون فيه حاجه يلتفوا حواليها زي ما التفوا حوالين الفريق القومي إيه الجمال ده .
البعض يتهمك بالانحياز التام للحكومة، وإنك جزء من النظام.. عشان كده أنت مدلل رقابياً ؟
مدلل إيه ؟ دا أنا كل فيلم باعمله يطلعولي فيه مشكلة، دا فيلم "السفارة في العمارة "حصلت فيه مشاكل الدنيا، والفيلم التاني »عريس من جهة أمنية«، كان اسمه "عريس من أمن دولة" وقفوا عند الاسم وزهقوني، قلت خلاص نسميه »عريس من الرياسة« ، قالولي احنا ناقصين، ويقولولك مدلل .
وانحيازك للحكومة ؟
أنا منحاز للحكومه ياسيدي ، مش ديمقراطية دي برضه، أنا مع الحكومة اللي موجودة دلوقتي لأنها بتعمل شغل كويس، وفيها فكر جديد أنا مندهش من الناس اللي بتنتقد الحكومة زي ما بتكون بتنتقد نظام صدام حسين، وبتصورلك بعض الجرايد أن الحكومة دي مستبدة وقاتلة وبتعذب وبتموت في الناس، بيحسسوك ان إحنا في وكر عصابة، هو فيه إيه ؟..أنا ما شفتش رئيس اتشتم في وجوده زي الرئيس مبارك، ومع ذلك الراجل متسامح جدا، وبعدين بيشتموني علشان قلت ان الحكومة كويسة، وبيتهموني إني منحاز ليها ،مع أن ده مش اتهام، لكن أنا خايف علي بلدي وعلي الاستقرار فيها أنا عايز حد يقوللي برنامج حقيقي، وأنا أول واحد هيقف معاه، بس ما حدش ييجي يقوللي.. التغيير، عشان الكلمة دي مطاطة.
عشان كده قلت انك مع تولي جمال مبارك للحكم ؟
الله ، هو جمال مبارك مش مواطن مصري من حقه يترشح للرئاسة، وأنا كمان مواطن مصري من حقي أديله صوتي ، مش دي الديمقراطية ولا دي أيه.. ده رأيي، وهلاقي بكرة كل الصحف بتشتمني .
علاقتك إيه بالرئيس مبارك ؟
علاقة طيبة جدا، كلها ود.
مساحة صمت.. يكمل: بصوا أنا فنان الرئيس مبارك والوزراء والحلاقين وكل الناس .
بيكلمك الرئيس مبارك ؟
بيكلمني، كلمني في جواز رامي، باركلي، وحتي قعد يهزر معايا، وهو الحقيقة دمه خفيف .
وأنت كلمته وقت مشكلة فيلم »السفارة في العمارة؟
كلمته، وتدخل مشكورا وحل المشكلة وقاللي وقتها »اشتغل يا عادل«.
أنت شايف أن فيه تحامل عليك من الصحافة؟
أنا متعود علي ده، بص أنا اتشتمت أكتر من إسرائيل .
تفتكر ليه؟
عمرو خفاجي قاللي مرة، ياأخي الناس بتسترزق من وراك، اللي بيشتموك بيرزقوا، واللي بيكتبولك بيرزقوا.. بس أنا ماليش لوبي صحفي.
إيه رأيك في الأسماء المطروحة لدخول انتخابات الرئاسة، أيه رأيك في البرادعي ؟
أنا قلت رأيي قبل كده ، كلمة التغيير مطاطة.. فين البرامج.
بعض الشباب من مستخدمي الانترنت، تعاملوا مع الموضوع بشيء من السخرية ، يعني فيه ناس رشحوا أبوتريكة أيه رأيك في الكلام ده ؟
يضحك : والله.. طيب محدش رشح هيفاء وهبي كمان .
ناس كتير في مصر بتتكلم عن التغيير وضرورة الإصلاح، حتي من داخل الحكومة نفسها، من وجهة نظرك.. الاصلاح في مصر يحصل إزاي؟
أولا لازم نحترم إرادتنا، وفي رأيي الاصلاح لازم يبدأ من الشارع، لازم الشارع يبقي منظم، انا أولادي لما راحوا باريس ومعاهم أحفادي.. قولتلهم.. ووريتهم هناك الاشارة بتاعة المرور، وعرفتهم الفرق بين اللون الاحمر والاخضر والاصفر.
تقصد إن إحنا مش منظمين ؟
أكيد، إحنا بنلاقي عمارة فجأه طلعت برج ومفيش جراج تحتها للعربيات، وتلاقي في الآخر أن البرج ده أصلا مخالف ..الله، طب انتوا كنتوا فين من الأول، مين اللي سمح للبرج ده يطلع من أساسه.
المشكلة في المحليات ؟
فيه حاجات كتير، أنا من رأيي في موضوع المحليات دي مثلا ان احنا نجيب حد من المنطقة نفسها ، ان شاله حتي تكون ست بسيطة، بس عارفة مشاكل منطقتها ، عارفة أن في الحتة دي بلاعة ، والحتة دي فيها مش عارف أيه، عارفة ايه اللي يناسب المكان ده ومايناسبش التاني .
فيه حاجة تاني ؟
راجل المرور لازم يبقي محترم ولازم احنا كمان نحترمه ، ولازم نحترم جندي البوليس ، المجند ده اللي بيجي يقعد سنتين تلاتة ويمشي لما بيروح أرضه أو بيشتغل أي شغلانه تانيه بيعمله 20 جنيه في اليوم ، تقوم تديله أنت 60 جنيه في الشهر يعمل بيهم أيه ، لازم نحترمه ونديله فلوس عشان يبقي مالي مركزة، ومحدش يقوللي أصل إحنا مشاكلنا، أصل السكان، الكثافة السكانية دي عبء لأن الناس مش لاقيه شغل ، إيه المانع أن الناس دي تشتغل ماتجيبوا الجماعة بتوع الاقتصاد والعلماء يشوفوا حل وشغلوا الناس دي .
الحل فين ؟
الحل إن إحنا نشتغل ،يبقي ده مشروعنا اللي نلتف حواليه ، اشمعني الكورة ، وبعدين لازم نستمع للأفكار الجديدة أنت تعرف محمد بسيوني بتاع بنك الفقرا ، اللي خد نوبل، فكرة البنك دي قال عليها. عبدالعزيز حجازي، رئيس وزراء مصر الأسبق، قال بالظبط عايزين نعمل بنك اسمه بنك الفقراء، قعدوا يتريأوا عليه .
يعني الحل من وجهة نظرك في الشغل ؟
لازم كل الناس تشتغل، مانفكرش في الحلول السهلة، زي ماباعوا بنك اسكندرية، طيب أهو بنك اسكندرية من أنجح البنوك الموجودة في مصر، وبيدي قروض صغيرة لناس بسيطة، اللي عايز يعمل كشك سجاير، واللي عايز يشتري تاكسي، واللي عايز يعمل محل كشري، البنك بيروح عامل لجان، اللجنة تروح تشوف الراجل ده هيقدر يسدد ولا لأ، دي شغلانة البنك، أنا مندهش من بنك القاهرة اللي إدي مليارات لناس كده من غير ما يعرف هيعملوا بيها ايه ،الله .. هو مش المفروض عنده لجان ،مش المفروض هو شريك في المشروعات دي، مش لازم يبقي عارف مراحل الموضوع وهيخلص إمتي وهينجح إزاي مش المفروض إني آخد عليه ضمانات ويسدد الفوائد ولا المفروض ياخد الفلوس دي ويجري.
يصمت قليلاً .. يشعل سيجارة ..ثم يضيف :اللي أعرفه ،أن أي حكومة لازم يبقي اهتمامها الأول بالفقراء ،لازم الناس دي تشتغل وتتعالج كويس وتتعلم كويس .
بمناسبه التعليم ..إيه رأيك في عودة الضرب للمدارس ؟
أيه ده ما هو أول ما إتعمل الموضوع ده ،مدرس ضرب ولد علي وشه الولد عنده سرطان ،كان هيروح في داهية، وحادثه تانية ،ناظر ضرب مدرس قدام الطلبة ،يعني إيه الضرب يرجع أنت كده بتلغي إنسانية بني آدم بتضربه بدل ما تقويه وتخليله رأي وشخصية مستقلة ،أفرض تلميذ شقي إخصم من النمر بتاعته ،إخصم لحد ما تمنعه من دخول الامتحانات ، العقاب يبقي معنوي مش يبقي ضرب ،وبعدين ..ماهي الشقاوة دي برضه ذكاء لكن تأكد أنك لما تضربه قدام زميله انك امتهنته ،إنك قطفت الوردة اللي جواه وبعدين من حق الطفل انه يقول لأ وإذا أهمل في دروسه يتخصم من درجاته ،ولما يحس إنه هيسقط هيتعدل .
يبدو أن حضرتك مع الشقاوه من أيام مسرحية »مدرسة المشاغبين«؟
مدرسة المشاغبين الناس اعتبروها ضد التعليم دي كانت دعوة للحب يعني الولاد اتعدلوا وانصلح حالهم لما حبوا المدرسة بتاعتهم »سهير البابلي«.
إيه رأيك في موقف مجلس الدولة ورفضه لتعيين المرأة قاضية؟
يا أستاذ فيه بلاد الرئيس فيها واحدة ست بلاد إسلامية آسيوية، أيه المجتمع الذكوري اللي عايزين نروحله ده ؟ وأرجوكم بلغوا تحياتي لجورجيت قلليني علي دفاعها عن المرأة في هذه القضية .
لمن يقرأ عادل إمام ؟
مش عايز أقول اني مثقف أوي ، يعني أنا جوايا ثقافة الطبقة المتوسطة وموروثاتها ويمكن ده اللي مخليني أجنح ناحية البسطاء وبالنسبة للقراية فيه راجل بيعجبني جدا »السيد ياسين« أرجوكم التفتوا لكلام الراجل ده ،أنا باجري وراه في المحطات علشان أسمعه..
إيه اللي بيخليك تجري وراه ؟
كلامه وتحليلاته السياسية والاجتماعية البسيطة ،وأسلوبه وحضوره ،وهو بعتلي كتبه كلها ،أصل مره قابلته عند الاستاذ هيكل واتعرفنا وسألته :أنت بتشوف أفلامي ،قاللي: آه طبعا ، لسه شايفلك »حسن ومرقص« وعجبني جدا ،وقاللي هابعتلك كتبي ،وبعتهالي فعلاً..
منصبك كسفير للأمم المتحده لشئون اللاجئين ،أضافلك مهام سياسية ..إيه آخر حاجه عملتها بحكم هذا المنصب ؟
آخر حاجه كنت في رحله لتفقد أحوال اللاجئين العراقيين في سوريا ،ودول عددهم 2مليون بني آدم ، لما راحوا بلد زي سوريا رفعوا طبعا من الكثافه السكانيه ،دا غير ان المواطن السوري مدعم ،فبدأوا يشاركوه الدعم ،وطبعا الناس اللي جايه معاها فلوس بدأت تشتري حاجات ،فرفعوا الاسعار ،وطبعا فيه من اللاجئين عاهرات ، فحصلت أمراض جنسيه ،يعني شغلانه كبيره ،رحت هناك شفت المشاكل دي وزرت مدارس شفت الاطفال بيتعلموا إزاي مع السكان الأصليين ،ومن الحاجات الحلوة اللي عجبتني هناك ان الأطفال بيتعلموا انجليزي من سنه أولي إبتدائي ،مش زي عندنا الناس بتخلص جامعه وما بتتعلمش إنجليزي برضه .
كان دورك إيه بالضبط؟
بعد الزيارات ، بنشوف ازاي نقنن مسألة اللاجيء ،عشان كده قلنا لازم الحكومة العراقية تساهم مع سوريا بأموال ، والحكومة العراقية عندها بره مليارات .
يبدو أن اللاجيء مشكلة كبيرة ؟
طبعا ،وعشان كده الاتحاد الاوروبي عمل قوانين للمسألة دي ، لمنع الافارقه من النزوح من عند ساحل البحر المتوسط ،ودي اللي سببت مشكله السودانيين وبتوع أفريقيا لما ما عرفوش يهاجروا بشكل غير شرعي للاتحاد الأوروبي عملوا الوقفه بتاعتهم قدام مسجد مصطفي محمود ، ووقتها تدخلت وجبنا ممثلين عنهم نتكلم معاهم ،وبعد 11 ساعة مفاوضات ،تاني يوم لقيتهم حاطين شروط تعجيزيه لفض الاعتصام ،عايزين يغيروا موظفين الأمم المتحده كلهم ، اكتشفنا ان الموضوع فيه سياسه كمان ،وان وراهم مدرسه في الجامعه الامريكيه ،بتقبض من الاتحاد الاوروبي ،عشان تخلي شكلنا وحش ومعاها ناس من بتوع حقوق الانسان ،مدسوسه علينا وبياخدوا فلوس من بره رحت كلمت ناس من الأمن ،وكلمت وزير الخارجيه بعتلي سفير مختص بشئون السودان ،وجبت ناس من المفوضيه العليا من سويسرا عشان نحل الموضوع ،لكن هما رفضوا الحل وكان فيه إصرار غريب علي الاسستمرار ،وبانت المسأله ان وراها حاجه ،واكتشفنا انهم بيمارسوا الجنس في الاعتصام ده ،وفيه تداول عمله وحاجات غير مشروعه ،ودا اللي خلي الأمن المركزي يتدخل .
زرت اليمن من أجل مشكلة اللاجئين برضه ؟
وزرت اليمن وهناك لأن القرن الصومالي قريب من شواطيء اليمن ،فاللي بيحصل ان الناس بتحاول تنزح لليمن، فبيتفقوا مع مقاولين بالمراكب ،المقاولين تاخد الناس ترميهم قبل الشاطيء اليمني، اللي يعوم .. يعوم ،واللي يغرق..يغرق تلاقي الاسرة الواحده نصها وصل ونصها مات في البحر، زرت المعسكرات بتاعتهم هناك وكان ليهم مطالب، قابلت الرئيس علي عبد الله صالح ، وعملنالهم مطالبهم.
أستاذ عادل، علبة سجايرك خلصت ؟
بعد اللي قلناه ده ماهي لازم تخلص .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.