حالة من الفوضى تعيشها شوارع القاهرة الرئيسية حيث استغل تجار ملابس "البالة" غياب شرطة المرافق فى احتلال مساحات هائلة من الشوارع لعرض منتجاتهم التى تناسب الفئات محدودة الدخل أو الفئات التى تنتمى للطبقة الوسطى ممن لهم ذوق خاص فى إنتقاء ماركات محددة من ملابس وكالة البلح حيث لاتزال الوكالة، رغم حالة الكساد الهائلة التى تمر بها، سوقا للفقراء أو كما تعرف ب شانزليزيه الغلابة. تصوير: محمد لطفى ورغم أن الوكالة قد عاشت عشرات السنين داخل أزقة وحوارى بولاق أبو العلا ولم تخرج بمعروضاتها إلى الأضواء حيث شارع 26 يوليو إلا أن غياب الحكومة قد ساعد إلى درجة كبيرة فى تمدد الوكالة بشكل ملفت بل أن التوقعات تشير إلى أن تجار "البالة" بالوكالة يزحفون حسب مخطط عشوائى للوصول بها لاحتلال كونيش النيل من الجانبين ثم احتلال شارع الجلاء من الجانب الآخر وصولا إلى شارع 26 يوليو. . . واحتفظت الوكالة لسنوات طويلة بمكانتها وسط الزبائن من هواة البحث عن الماركات العالمية التى تأتى فى شحنات عبر ميناء بورسعيد ليتم بيعها بالكيلو لتجار الوكالة، وتضم هذه الشحنات ملابس فاخرة ومتميزة بعضها به عيوب صناعة وأغلب الدول المصدرة لهذا النوع من الملابس هى اليونان وتركيا وهولندا وسويسرا. لكن الملابس الصينية ساعدت بدرجة كبيرة فى نمو جيل جديد من التجار على هامش وكالة البلح وهم من تسببوا فى تمدد الوكالة بهذا الشكل وليست لهم صلة بتجار الوكالة التقليديين هؤلاء قاموا باحتلال الأرصفة بوضع اليد واستغلوا غياب الدولة وشرطة المرافق فى سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة كما تسببوا أيضا فى حالة من الفوضى والشلل المرورى فى منطقة الإسعاف. . . يقول محمود عبد الله تاجر ملابس أن البطالة هى التى دفعت عشرات الشباب للتجارة على الرصيف و أن غياب البلدية وحملات شرطة المرافق كان لها دور فى حرية التجارة .. الآن بعد الثورة لا أحد يستطيع أن يمنعنا من أن نتاجر ونبحث عن أرزاقنا، ويؤكد محمود أنه يتاجر فى ملابس البالة التى يشتريها بالكيلو من شركات الملابس التى تقوم بإستيرادها من بورسعيد ونظرا لجودة هذه الملابس فإن أسعارها مرتفعة فالجاكت سعره يبدأ من 80 جنيه والبنطلون الجينز لا يقل سعره عن 50 جنيها، وهناك ماركات عالمية والأسعار ليس لها مثيل لكن البضاعة المعروضة هنا فى منطقة الإسعاف وإمتداد الوكالة فى شارع 26 يوليو أفضل بكثير من بضائع وكالة البلح من البالة الرخيصة الثمن. . . ويستعد تجار الوكالة وتوابعها الآن حالة من الإقبال الكبير لشراء ملابس الشتاء. ومن جانبهم استغل أصحاب المحلات حالة الفوضى فى توسيع المساحات المخصصة لعرض منتجاتهم فى الشوارع فى ظل غياب كامل لشرطة المرافق. وهكذا .. إذا كان من حق هؤلاء التجار أن يبحثوا عن أرازقهم بحرية كاملة فإن للطريق حق .. والسؤال الآن: هل تتحرك شرطة المرافق لتعود معركة القط والفأر مجددا؟