يشهد ميدان التحري غدا عودة للمليونيات.. ولكن هذه المرة ستكون مليونية الإخوان المسلمين الذين يعودون للميدان مرة أخرى ضد عمر سليمان.. والتصدي لمحاولات إعادة النظام الفاسد السابق على حد تعبيرهم.. وذلك في ظل تخلي الحركات الشبابية عن الجماعة في هذه المليونية بعد أن تأكدوا من أنها مجرد صراع على السلطة.. واكتفوا بالتجهيز للمشاركة في مليونية حماية الثورة يوم 20 أبريل.. وأعرب حزب الحرية والعدالة-في بيان رسمي صدر مساء أمس- عن رفضه الكامل للمحاولات الفاشلة التي يقوم بها رموز النظام البائد للالتفاف على الإرادة الشعبية، بهدف إفشال التجربة الديمقراطية بعد الانتخابات البرلمانية التي كانت تعبيرًا واضحًا عن الاختيار الشعبي لكل المصريين، وأكد الحزب، إصراره على بناء نظام سياسي ديمقراطي حقيقي يحقق أهداف الثورة، وفاء لدماء الشهداء وجراحات المصابين، وتحقيقًا لآمال وطموحات الشعب المصري الأصيل لاستكمال ثورته المباركة. وادعى محمود حسين أمين عام الجماعة أن الإخوان ستشارك مع جميع القوى السياسية والأحزاب والائتلافات في مليونية (حماية الثورة) غدا واستجابة للمطالب الشعبية وضد محاولات فلول النظام السابق إعادة النظام البائد والانقضاض على الثورة والعودة لما قبل 25 يناير، وأن المشاركة ستكون ضمن سلسلة من الفعاليات ليعبر الشعب المصري كله عن إصراره على حماية الثورة وتحقيق متطلباتها، وفاء لدماء الشهداء الذين ضحوا بأغلى ما يملكون لتحقيق أهداف الثورة. و أعلنت "الجماعة الإسلامية" اعتزامها المشاركة في مليونية الغد وأكدوا أن مشاركتهم منعاً للانقلاب على الثورة، واستمراراً لها، وحتى لا يظن البعض أن الثورة المصرية قد انتهت، وحتى يعلم من يريد إعادة إنتاج النظام السابق، أن الشعب المصري لن يسمح بذلك أبداً، ولن يتهاون مع محاولات إجهاض الثورة." وبينما أكدت الدعوة السلفية رفضها للمشاركة.. أعلنت "الجبهة السلفية" مشاركتها في مليونية الغد تحت شعار "مطلبنا الوحيد.. معاً ضد الفلول"، وشددت على عدم رفع أي شعارات أخرى خلال المظاهرة التي من المقرر تنظيمها في ميدان التحرير، وكذلك عدم المطالبة بحل الحكومة، أو أي اقتراحات أخرى، على أن يترك ذلك ل"التوافق الوطني". وجاء في بيان لهم أنه "نظراً لما تمر به البلاد من مرحلة حرجة، تُعد بحق من أخطر المراحل بعد ثورة 25 يناير باعتبارها المحك الذي سُيبني عليه نجاح الثورة أو فشلها، فإن الجبهة السلفية تؤكد رفضها التام لترشح رموز النظام البائد، من أمثال عمر سليمان، وأحمد شفيق، وعمرو موسى، أو غيرهم بأية وسيلة، وبعيداً عن الجدل القانوني والدستوري، سواء كان ذلك بتفعيل قانون العزل السياسي أو غيره." حان الوقت للتخلي عن الإخوان مثلما تخلوا عن الثورة وشبابها.. هذا ما أعلنه اتحاد شباب الثورة، والذي أكد أنه سوف يشارك في مليونية 20 أبريل المقبل تحت عنوان تقرير المصير، وقام اتحاد شباب الثورة بدعوة جموع الشعب المصري إلى التظاهر السلمي في جميع ميادين مصر الثورية لرفض ترشيح رجال مبارك وأعوانه لمنصب رئاسة الجمهورية، ورفض المادة 28 من الإعلان الدستوري التي تنص علي عدم جواز الطعن على قرارات لجنه الانتخابات الرئاسية، مما يؤكد اكتمال المؤامرة علي الثورة بهذه المادة، وطالب الاتحاد علي وضع معايير رئيسية لإعادة تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور على أسس سليمة، يتم من خلالها التمثيل لجميع طوائف الشعب دون تمييز ودون انفراد من الأغلبية لوضع دستور يعبر عن الشعب المصري كافة، يتسم بالقوة والاستمرارية لأجيال قادمة. وأكد الاتحاد علي ضرورة نبذ الخلافات بين أفراد الكيان الثوري الواحد وبين جميع القوي والحركات الثورية والسياسية والسمو بمصلحة الوطن فوق كل مصلحة شخصية وحزبية والوضع في الاعتبار ضرورة التوحد بأسرع وقت؛ لأن الثورة علي المحك. وقال محمد السعيد، المنسق العام للاتحاد، أنه سبق للاتحاد الدعوة إلي مليونية الدستور للجميع وتم تعليقها بعد تأكد نزول الإخوان وعدم رغبة الاتحاد في الدخول طرفًا في الصراع بين المجلس العسكري والأخوان، وأنه يجب العودة إلى الميدان في 20 أبريل تحت عنوان تقرير المصير بالمشاركة مع مختلف الحركات الثورية، وأشار إلي أن الاتحاد وأعضاءه يمد يده للجميع لنبذ الخلاف وتوحيد الصفوف ضد نظام مبارك الذي تفحل وتوغل ويستعد للانقضاض علي الثورة. وأكد اتحاد شباب الثورة أنه لن يشارك في جمعة حماية الثورة، لن يكون طرفًا في الصراع علي مصالح ومكاسب سياسية قبل إتمام الثورة وتحقيق أهدافها، وعلي جماعه الإخوان المسلمين التي دعت إلي هذه المليونية الرجوع بالذاكرة وتذكر المرات العدة التي تخلت فيها عن الشباب في كثير من المحافل، وقد حان الوقت للتخلي عن جماعة الأخوان المسلمين، كما تخلوا عن الثورة في كثير من المحافل الثورية كما قررت بعض القوى الشبابية والثورية الابتعاد عن المشاركة في تلك المليونية، من بينها حركة "شباب 6 أبريل"، و"تحالف ثوار مصر"، واعتبرت أنها ليست طرفاً فيما أسمتها "صراعات سياسية على السلطة"، وأشارت إلى أن تلك الصراعات لا علاقة لها بالثورة ولا بالمطالب التي توافق عليها ملايين المصريين، وأكدت حركة 6 أبريل في بيان لها أنهم لن يشاركوا في صراع سياسي على سلطة يسعى إليها بعض الفاعلين في المشهد السياسي. كما أكد أحمد خيري، عضو المكتب السياسي لحزب المصريين الأحرار والمتحدث الرسمي، عدم مشاركة الحزب في مليونية الغد التي دعت إليها التيارات الإسلامية والتي تحمل اسم "حماية الثورة"، لافتا إلى أن المسألة ليست متعلقة بالفلول فقط، وأن هناك مسائل أخرى يجب تأخذ فى الاعتبار منها سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الجمعية التأسيسية، ومحاولتهم السيطرة على مقاليد الحكم بعد قرارهم الأخير بخوض الانتخابات الرئاسة.