فوضي أخلاقية , هذا هو أقل وصف للمشهد الحالي بداية من الشارع ووصولا إلي شاشات الفضائيات , ففي الأيام الأخيرة انتشرت بشكل كبير , الفضائيات المتخصصة في الغناء الشعبي والرقص الشرقي , مثل قنوات التت والمولد وشعبيات والفرح ودربوكة وغيرها , وهو ما أثار جدلا كبيرا حول بث مثل هذه القنوات علي القمر المصري نايل سات , ما بين القبول والرفض . نبدأ مع آراء بعض الشباب في هذه القنوات يقول محمود حافظ 28 سنة : هذه القنوات تتاجر بغرائز الناس وتحاول افساد الشباب , خاصة ان 70% من مواطني الشعب المصري شباب , لذلك هذه القنوات تنشر اراء وافكارا مريضة تحت تحقيق بنود مدفوعة الاجر . ويقول عادل سليم 23 سنة : نحن الآن نعيش في حالة فوضي ومن المؤسف أن يحل الانحطاط مكان الاخلاق والفن فبعد الثورة أصبح هناك آلاف العشوائيين الذين يعتبرون هذه القنوات متنفسا لهم لمشاهدة اشياء خارجة , وللاسف لدينا مفهوم خاطئ للديمقراطية فاذا كان ما يقدم يأتيني تحت غطاء الديمقراطية فانه يخفي بين طياته موجة من الانحطاط والتعدي علي حقوق الاخرين .. أما محمد نعمان 35 سنة فيقول : اطلاق فضائيات خاصة للاغاني الشعبية ظاهرة صحية وتسهم في رفع الظلم عنها نتيجة تجاهل القنوات الغنائية الاخري لها التي تتعامل مع الاغاني الشعبية باعتبارها أغاني درجة ثانية وبالنسبة لقنوات الرقص الشرقي فهي فكرة جيدة وتقدم راقصات موهوبات , والرقص الشرقي فن مثل باقي الفنون !! واضاف أحمد عبد الفتاح 24 سنة خريج معهد خدمة اجتماعية : في الحقيقة أن قناة التت رائعة والمشاهدين وجدوا فيها فرصة للهروب من برامج التوك شو المملة التي أصبحت بفعل الظروف السياسية هي المادة اليومية الاكثر مشاهدة . حنان أحمد 25 سنة تقول : قنوات الرقص ظريفة جدا وأتابعها احيانا لانها تقدم وصلات رقص علي مدار 24 ساعة دون اي برامج مثل برامج تعليم الرقص أو موديلات لبدل رقص , خاصة انه لا توجد مثل هذه البرامج . أما أميرة أحمد 24 سنة فمتابعة جيدة لقناة التت لأنها تقدم مواهب بالفعل واحاول ان اتعلم منها الرقص لاني فاشلة فيه جدا ولكنني معترضة علي القنوات الشعبية لانها تقدم اغاني هابطة وهذا خارج اطار الفن الشعبي الجميل مثل محمد عدوية ومحمد رشدي وحكيم . قناة التت ويعلق اللواء أحمد أنيس وزير الإعلام علي ظاهرة انتشار قنوات الرقص في الفترة الأخيرة , حيث يقول : القنوات الفضائية التي ظهرت مؤخرا والمتخصصة في مجال الرقص الشرقي ليس لها تردد علي القمر الصناعي النايل سات كما يردد البعض ولم تحصل علي أي تراخيص , مؤكدا أن القمر المصري بريء من بث هذه القنوات حيث تعتمد هذه القنوات في البث علي قمر فرنسي موجود في نفس المدار الموجود فيه النايل سات . وأشار أنيس إلي أن القمر الصناعي المصري يستقبل العديد من القنوات بسبب وجود القمر الفرنسي في نفس المدار وتظهر القناة وكأنها علي النايل سات لكن في الحقيقة القمر ليس له أي علاقة بها . وعن امكانية التشويش علي هذه القنوات أو إبعادها عن النايل سات , أكد اللواء أحمد أنيس أنه لا يمكن التشويش علي أي قناة لأن هذا ليس من سلوكيات الإعلام المصري , مشيرا إلي أن إدارة القمر المصري تدعو المواطنين المتضررين من هذه القنوات إلي إرسال شكاوي . ويقول طارق مرتضي المتحدث الإعلامي لنقابة الموسيقيين : النقابة ليس لها سلطات علي مراقبة القنوات الفضائية الشعبية , ولا تستطيع منع عرض محتواها إلا إذا خرجت تلك الكليبات عن الآداب العامة , وهي الحالة الوحيدة التي تستطيع نقابة الموسيقيين التصدي فيها لمثل هذه القنوات . ويقول الدكتور هشام عطية أستاذ الإعلام الإلكتروني : في عصر القنوات الأرضية التي تحتكرها الحكومات والدول وتعطي إشارت البث وفقا لقواعد معينة بعضها سياسي وبعضها اجتماعي وتظل دائما مملوكة للدولة , بدأت مجموعة كبيرة من الأقمار تحيط بها ونتيجة التداخل بينها وبين القمر الصناعي نايل سات يتم التقاؤها عبر النايل سات دون رغبة إدارة النايل سات , وهذا نوع من التداخل الفضائي لأن القمرين النايل سات والنور سات يعملان في مدارات قريبة إلي بعضها البعض . ومن الصعوبة أن يتم وقف بث هذه القنوات وإنما إذا بثت هذه القنوات ما يخدش الحياء وأفسدت الذوق العام وأثرت علي الأخلاقيات العامة أو تضمنت ما يخدش قيما ثقافية وفكرية نحو مجتمع ما فهناك وسائل قانونية يمكن اتباعها مثل تقديم شكاوي للجهات المسئولة عن بث هذه القنوات علي أقمارها الصناعية . مؤكدا أن هذه القنوات يجب مقاضاتها في حال اختراقها حدود الخصوصيات الشخصية ونقل ما يحدث في المنازل والحفلات الخاصة لأنها في هذه الحالة كسرت فكرة احترام الحقوق الشخصية للمواطنين ونقلت مشاهد ليست مقبولة . وبالتالي لابد أن يكون هناك ثقة في نضج المشاهد وحسن اختياره للقنوات التي يتابعها لكن ليس معني هذا تأييد هذه القنوات , وعموما الأمر لا يحتاج إلي تضخيم هذه الظاهرة .