بخلاف أنها جميلة ورشيقة فهي ذكية وطموح.. رسمت طريقا مشوقا منذ الصغر وزينته بالاجتهاد والمثابرة والإصرار حتي الوصول لهدفها المنشود في طريق النجاح، اجتهدت وتفانت في العطاء وحصلت علي ليسانس الآداب "علم النفس" من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم علي درجتي الماجستير والدكتوراه بامتياز في علوم تعديل السلوك والتخاطب عند الأطفال.. وعلي درب التألق اختارت الإبحار في سوق العمل داخل مراكز علاج ذوي الاحتياجات الخاصة وأصبحت تتوق إلي أن تكون صاحبة مسئولية وقيادية ناجحة في عملها، ولكونها تعشق التفوق والتحدي اعتمدت علي إرادتها وعزيمتها الفولاذية وتحولت لشعلة نشاط بالعمل الدؤوب لجعل المجتمع يدرك حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وواجباتهم بالإضافة لحالات تشتت الانتباه وفرط الحركة وحالات "الأوتزم الداون". وهاهي في ظل سعيها لابتكار وسائل وطرق تجعل المجتمع جزءا مهما من تمكين ذوي الإعاقة، قهرت أيضا بخدماتها التطوعية الإنسانية للبسطاء والأيتام ومرضي السرطان كل الصعوبات والتحديات للمساهمة في العملية التنموية والتعبير عن حب الوطن والسعي إلي رد شيء من جميله.. إنها الدكتورة ماري جرجس أبو السعد استشاري نفسي وأخصائي تعديل سلوك وتخاطب. زفة من الأبيات والأوزان علي إيقاع مراوحات شعرية بين الرمز والإفصاح والدلالة والإيضاح.. تتغني شعرا وغزلا، مدحا وفخرا في يوم سكنت محبته في الصدور واتخذت منه القوافي محملا لها للإبحار في قواميس الفخر والعزة والكرامة وتطالب بأن يكون للمرأة عموما دور مهم في المجتمعات يعتمد بالأساس علي زرع فكرة لديهن بأنهن قادرات علي فعل الكثير، وقد يكن مبدعات وملهمات في مجال عملهن ومتمكنات من تولي مناصب عليا يُسيِّرن من خلالها أعمالا تسهم في بناء الوطن.. بهذه الكلمات بدأت د.ماري حديثها وأكدت علي فضل والديها في تربيتها علي القيم والمثل العليا وعشق التحدي والتفوق منذ فترة تعليمها بمدارس شبرا للغات وآخرها شبرا الثانوية للبنات التي كانت نموذجا في تخريج كوادر لشخصيات تهتم بالشياكة والإتيكيت وأدب الحوار وذلك لإعدادهن كي يكن قدوة لسيدات المجتمع المتميزات بتعدد المهارات وخصوبة العطاء في مجال العمل التطوعي الإنساني.. ولم تخفِ د.ماري أن لوالدتها فضلا خاصا في توجيه بوصلتها للإبحار تجاه شاطئ النجاح ولهذا التحقت بعد الثانوية العامة بكلية الآداب قسم علم نفس - انتساب جامعة عين شمس.. وأبحرت بإبداع في كل فروع دراستها وحصلت علي تقدير امتياز في السنة الأولي من دراستها.. وهذا أعطاها أحقية التحويل للدراسة انتظام، وفتح طريق النجاحات للعدو فيه وهي تحمل روح المنافسة التي كانت سببا في حصولها علي تقدير جيد جدا في باقي السنوات.. وأشارت إلي أنها تدين لوالديها أيضا بمساعدتها علي توفير الوقت لاستكمال دراستها وتربية ولديها منذ الصغر وحصولها علي دبلومة تربوي من كلية التربية - جامعة عين شمس ثم حصولها علي درجة الماجستير عن رسالة الاختبارات النفسية ودورها في تعديل السلوك للأطفال.. وبعدها الدكتوراه في نفس التخصص، ومضافا إليها التخاطب عند الأطفال وكلتاهما بدرجة امتياز، ومن نجاح لنجاح كانت تحققه انطلقت بمهارة في فضاء العمل والتباحث في عدة مراكز مختصة بتعديل السلوك عند الأطفال وتطبيق الاختبارات الخاصة بالذكاء والاختبارات النفسية ومن بينها مستشفي الأمراض العقلية. وسألناها .. كونك استشاريا نفسيا وأخصائي تعديل سلوك وتخاطب، هل هذا مرتبط بالأطفال فقط، أم هناك شيء آخر؟ تعديل السلوك والتخاطب خاص بالأطفال فقط وإنما أجواء الاختبارات النفسية والذكاء فهي تشمل جميع الأعمار السنية ودائما أحاول أن أخط في عملي هذا مرحلة جديدة بجعل طريقة علاجاتي فضاء مميزا للتفاعل بين الأطفال والمعارف وتقديم الجديد من منطلق استراتيجي للإبداع والابتكار ولا أخفي أني حققت من خلال تجارب فعلية نجاحات مستمرة للغاية في هذا المجال. * وماذا عن "سنابل المحبة" ودورها في زيادة نسبة الوعي المجتمعي؟ فعالية سنوية تقيمها مدارس مختصة بتنمية القدرات والمدارس تابعة لجمعيات خاصة تقدم الخدمات الإنسانية، ورغم أن الفعالية ليست حديثة العهد إلا أن نتائجها باتت تنم عن وعي مجتمعي بقيمة تقديم يد العون إلي ذوي الاحتياجات الخاصة ليس ماديا فحسب بل أيضا معنويا. * وأي الحالات تعالجينها في مراكز ذوي الاحتياجات الخاصة للأطفال؟ حالات "الأوتزم الداون" تشتت الانتباه وفرط الحركة والشحنات الزائدة عند الأطفال ويضاف لهذه الحالات أطفال الإعاقات بكل أنواعها وحتي طريحو الفراش. *وما دور غرف الكمبيوتر وأجهزة الإعاقة الحركية؟ غرف الكمبيوتر تراعي في أجهزتها الإعاقة الحركية وهناك غرفة تسمي الحس الحركي تستخدم للطلبة في بعض الجلسات ويستخدمها أيضا أخصائي العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي. * وراء كل رجل عظيم امرأة إلي أي مدي تؤمنين بهذه المقولة؟ سأرد بالنيابة عن زوجي العظيم ماريو، وأقول المرأة جزء كبير من حياة الرجل ودورها الدائر في فلكه تؤثر بشكل بارز في بروز نجمه أو إخفاء أثره.. وهي كما يقال منها الحياة تبدأ. * وما حقيقة وقوعك في غرام العمل التطوعي؟ عشق العمل التطوعي ورثته عن أسرتي ولم أتوقف عن حضور المعارض الخيرية وغيرها وتقديم الدعم والرعاية وفتح آفاق جديدة بالتنوع في ثقافات المعارض سواء ثقافية وفنية مختلفة بالإضافة لأشغال الكورشيه والتريكو والكنفاه التي يتم الاستفادة من عوائدها بجانب الإسهامات الخيرية الأخري في دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمعاقين ودار الأيتام ومساعدة مرضي السرطان والجذام انطلاقا من دور القوافل الإنسانية التي أطمع من خلالها في تواصل من سبق ذكرهم وإدماجهم في مجتمعهم الدراسي والمهني والاجتماعي الرحب وتغيير سلوكياتهم بروح تتدفق وتشع طاقة وحيوية فكرية وعلمية عن طريق مدربين متخصصين في كل مجالات الحياة. وعلي الجانب الآخر من عشقها للديكور والورود فالدكتورة ماري تحب الموسيقي والغناء وهذا أدي للاستفادة من موهبتها في العزف علي آلة الكمان، وكذلك كتابة بعض الأشعار والخواطر.. وتهتم كثيرا بقراءة أعمال كبار الكتاب وكل ما يتعلق بطبيعة عملها من أبحاث وغيره.. وتقول إنها عاشقة للسفر لأبعد الحدود لكل بلاد العالم كما أنها مغرمة جدا بمتابعة الفاشون ولكنها تختار ما يناسبها ويناسب مكانتها في ارتداء الملابس الراقية الشيك من أرقي بيوت الموضة.. وتؤكد د.ماري أيضا أنها طباخة ماهرة تجيد عمل الأكلات خاصة الغريبة والجميلة ذات المذاق الذي لا يقارن.. وتضيف أن حياتها كلها وردية جميلة مع زوجها ماريو سمير أستاذ اللغة الإيطالية وتعترف بفضله أيضا في مساعدتها في رحلتها الدراسية بالجامعة وتحضيرها لرسالتي الماجستير والدكتوراه والاهتمام بمهام وظيفتها وتشجيعه المستمر لها وتوفيره مناخا هادئا ورومانسيا جميلا كان له عظيم الأثر عند ابنتهما "جوليانا ماريو" وعمرها 10 سنوات طالبة بمدرسة الراعي الصالح الفرنسية بشبرا بالإضافة إلي أنها مغنية بكورال الأوبرا وهناك ابنهما "مارسيليو" وعمره أربع سنوات وتعتبرهما د.ماري زهور عمرها في مشوار حياتها الذي خرجت منه بحكمة هامة مازالت تؤمن بها وترددها في كل وقت لأبنائها "إن لم تؤمن بقدرات نفسك فلن يساعدك أحد".