للنجاح قصص كثيرة.. لكن الطموح والاجتهاد والسعي إلي الإبداع والمثابرة تبقي عوامل مشتركة فيما بين هذه القصص.. والدكتورة الصيدلانية إيمان ممدوح شابة جميلة وذكية تتميز بشخصية ثقافية اجتماعية محبوبة من الجميع.. تنوعت تجربتها في دراستها منذ الصغر وقراءتها في كتب العلوم وتطوير الذات وامتشاقها سلاح العلم جعلها تنهل من معتركات الحياة منذ فترة تفوقها في الثانوية العامة واختيارها كلية الصيدلة.. وبالفعل وجدت في الفضاء الطبي في مجال الصيدلة هدفها لتحقيق التفوق الذي تسعي إليه.. ومن وقتها لا ترضي بغير "نمبر وان" في سيرتها الحياتية والعملية.. فهي أول صيدلانية يتم اختيارها في "هيئة الرقابة الإدارية" لمكافحة الفساد.. كما تعد إيمان ممدوح أول مواطنة يتم اختيارها بعد التخرج ممثلة عن الخريجين داخل وحدة ضمان الجودة، بخلاف مشاركتها في العمل التطوعي ميدانيا داخل نسيج قوافل »هيا نتعلم« لتعليم الصغار.. وحملات التبرع بالدم، وقد نجحت في الغوص في الالتحاق بمعهد إعداد الملحقين الدبلوماسيين ودرست الاقتصاد والقانون الدولي والعلاقات الدولية وحظيت باهتمام لافت وكبير في كل فعاليات مشاركتها بالمؤتمرات والدورات التأهيلية، إلا أنها تعتبر أهم دورات حياتها هي دورة الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي.. ودورة صناع القرار وغيرها التي حصلت عليها بعد التحاقها بأكاديمية ناصر العسكرية وتؤكد د.إيمان وكيلة نقابة الصيدلة قدرة المرأة علي تحقيق النجاح في ظل وجود بيئة عمل إيجابية. بين السعي لتحقيق الطموح والبحث عن نقاط تحول وأفكار متنوعة جديدة تحرك مقومات التفوق والإبداع لم يعد الرهان بأن تكون المرأة حاضرة في سوق العمل بل أصبحت تتوق إلي أن تكون صاحبة مسئولية قيادية ناجحة في عملها خاصة عند من كان التفوق طموحها الأساسي.. ورهان ثابرت من أجله لتترك بصمة داخل مجتمعها، وساعية لحصاد النجاحات كي أظفر بما يمكن أن أكرم به المحروسة وأرد جميلها علي.. هذا ما أشارت إليه د.إيمان وأكدت أنها منذ الصغر اكتسبت صفة التفوق والتحدي وأن تربيتها علي القيم والمثل العليا يرجع لفضل والدها أحد كبار ضباط الدفاع الجوي ومن المحاربين القدماء، الحاصل علي نوط الواجب العسكري ونوط جرحي الحرب ووالدتها الحاصلة علي دكتوراه في الميكروبيولوجي من لندن واختاروها لكفاءتها للعمل بمنظمة الصحة العالمية.. ويذكر أنه تم ترشيح والديها للعمل بالسعودية في مناصب مرموقة وهناك حققت د.إيمان تفوقا غير عادي في دراستها بالمدرسة الدولية للغات بالرياض.. ولكنها عادت لمصر مع أسرتها بعد انتهاء مدة بعثة أسرتها، وحصلت علي الثانوية العامة من القاهرة بمجموع تخطي نسبة ال99 ٪ ونصحها والدها بالمفاضلة بين دخول كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية أو دخول كلية الطب البشرية ولكنها فضلت دخول كلية الصيدلة جامعة مصر للعلوم وتكنولوجية، والجميل في شخصية د.إيمان هو نضوجها الفكري والعلمي وعشقها للبحث والتحضير، وهذا ساعدها علي تربعها علي عرش المراكز الأولي طوال سنوات الدراسة.. وهذا أدي أيضا نتيجة تميزها في العمل العام إلي اختيارها ممثلا عن جموع خريجي الكلية داخل وحدة ضمان الجودة حتي الآن، بالإضافة لقيام عميد كلية الصيدلة بتكريمها لسجلها الناصع المشرف في العطاء للكلية والجامعة. وتضيف الدكتورة إيمان أنها بعد التخرج خاضت العمل في عدة مجالات منها العمل في الصيدليات المختلفة لاكتساب الخبرات وهذا ساعد علي اختيارها للعمل مساعدا لمدير إدارة المشروعات وتسجيل الأدوية لكبري الشركات الأجنبية بل ومصانع الأدوية، وفي ذات الوقت لم تتوقف عن السعي في عطاء الخير والحب، بالمشاركة عضوا رئيسيا في رحاب العمل التطوعي في الأطراف المجتمعية بالكلية التي شملت عمل مبادرات وحملات لتعليم الصغار لمدارس أكتوبر تحت اسم "هيا نتعلم" بخلاف حملة تابعة للجمعية العلمية لطلبة الصيدلة للتبرع بالدم، ويضاف لذلك مشاركتها مع الكلية في المؤتمر التوظيفي لخريجي طلبة الصيدلة. وتشير د.إيمان إلي أنها اكتسبت من خبرة وحكمة والديها دروسا حياتية خاصة، مازالت تنهل منها حتي الآن بدليل نجاحها، شطب كلمة مستحيل من قاموس حياتها، ومن وقتها وهي تبحث عن أن يكون لها هدف وشأن كبير في الحياة في إطار عشقها للعمل العام وهذا هو الذي أوجد لها حضورا فعالا وقويا داخل محيط نقابة الصيادلة خاصة لملاحظتهم القوية بامتلاكها القدرة علي الإقناع عند مناقشة أي موضوعات متنوعة تخص النقابة والمثير أنهم طلبوا منها إقامة شعبة للصيدلة بالغرفة التجارية بالجيزة ومازال الموضوع قيد البحث والتنفيذ لقرار مجلس الإدارة. ولكنها لم تتوقف عند تلك المحطة المهمة، بل قررت تلبية مطلب زملائها بترشيح نفسها في انتخابات نقابة الصيادلة وبالفعل حصلت علي المركز الأول في الأصوات وبفارق كبير جدا عن المركز الثاني واحتراما لزملائها تولت منصب أمين عام مساعد وتلاها منصب وكيلة النقابة وهذا المنصب تشغله حتي الآن، ونظرا لعشقها للسياسة قررت الإبحار في عالمها والالتحاق بمعهد إعداد الملحقين الدبلوماسيين.. وقد زادت دوراته من صقل خبرتها خاصة أنها فازت بفرص حضور فعاليات العديد من الندوات في مختلف السفارات العربية والعالمية لمناقشة أوضاع الأسر المشردة نتيجة وباء الحروب المشتعلة في اليمن وسوريا ولبنان، وإيجاد حلول جديدة لمساعدة اللاجئين ويذكر أنها كانت تتم دعوتها لإلقاء محاضرات كثيرة في هذا الشأن السياسي الاجتماعي خاصة أن دراستها للاقتصاد والقانون الدولي والعلاقات الدولية بمعهد الملحقين الدبلوماسيين زادت من طرح ثمرة نضوجها في هذا الجانب كثيرا وبناء عليه تم ترشيحها من الاتحاد العام للمصريين بالخارج لتولي منصب الصحة والتعليم بداخله.. ونظرا لجهودها وذكائها اختارها المسئولون للعمل مع د.نبيلة مكرم وزيرة شئون الهجرة في المظلة التأمينية لتنسيق النقابات. وتوجت د.إيمان مكاسبها الأخري بانخراطها داخل عالم معرفة جديد للاستفادة من دراسة قضايا وموضوعات من قلب الشارع المصري ومتغيراته ولكنها تعتبر أن الخطوة التي حولت مسار حياتها هي حصولها علي دورات هامة في حياتها من وزارة الدفاع بعد التحاقها بأكاديمية ناصر العسكرية بعنوان الدراسات الاستراتيجية والأمن القومي وحصولها علي عدة دبلومات في مجالات التنمية البشرية وإدارة الأزمات وصناع القرار وماجستير آخر في مجال الجرائم الإلكترونية، ونتيجة لاجتهادها وحصولها علي نتائج متميزة من ذات الأكاديمية تم اختيارها لتكون أول صيدلانية تعمل في الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد. وتؤكد د.إيمان أنها سعيدة في حياتها مع والدتها وشقيقها الأصغر المهندس الذي يمتلك مكتبا هندسيا ويعمل في العاصمة الإدارية وزوجته المهندسة التي ملات حياتنا بزهرة الربيع ابنتهم الصغيرة «خديجة» أجمل شيء أحبه في الدنيا وتشير أيضا إلي أنها تحب البساطة والشياكة في اختيار ملابسها وتفضل اللون الأحمر والأصفر والموف وقالت إنها عاشقة لدخول المطبخ وعمل الأكلات الشهية التي تعلمتها علي يد ست الحبايب، كما أنها تهوي القراءة لكبار الكتاب أمثال نجيب محفوظ وعباس العقاد وطه حسين، وتؤمن بالمثل القائل "أعمل الخير وأرميه في البحر" وتتمني أن تصل رسالتها للعالم أجمع ومفادها أن أبناء المحروسة رجالا ونساء يعشقون تراب هذا الوطن وستتحول قوتنا الناعمة إلي عزيمة وقوة فولاذية إذا لزم الأمر، مؤكدة أنه لا شيء يقف أمام إرادة المرأة