(((... سألوني عن المهر فقلت عمري كله.. كان كل ما يشغلني وقتها أن أحضر لها نجوم السماء وقمرها وأن أقدم عيني علي طبق من ذهب.. قلبي أضعه بين يديها.. كنت أتمني ألا تري عيناي سواها.. لم أدرك أن الحب الحقيقي بكل هذه الروعة واللوعة معًا.!))) رأيتها لأول مرة بالمستشفي الذي يعالج فيه زميلي في العمل وعرفت أنها أخته.. تعلق قلبي بها من أول نظرة.. كأنه الحب الحائر الذي كان يحوم حول قلبي ولم يقترب منه حتي حانت اللحظة التي صوب فيها كيوبيد سهامه القاتلة لتخترق قلبي ويكون أسيرا لها لدرجة أنني كنت مندهشا من هذه المشاعر الخاطفة.. مرت أيام لم تتغير فيها مشاعري.. وجدت نفسي اقترب من شقيقها وأصاحبه.. أسأله عنها بعد أن توطدت علاقتي به.. ورأتني هي في بيتها فشجعتني منها نظرة وابتسامة.. قابلتها مرتين عبرت لها عن حقيقة مشاعري تجاهها منذ أن رأيتها وردت بملامح راضية مرضية.. كانت وقتها موظفة حديثة بالصوامع.. طلبت يدها.. رحبت هي وأسرتها.. سألوني عن المهر فقلت عمري كله.. كان كل ما يشغلني وقتها أن أحضر لها نجوم السماء وقمرها وأن أقدم عيني علي طبق من ذهب.. قلبي أضعه بين يديها.. كنت أتمني ألا تري عيناي سواها.. لم أدرك أن الحب الحقيقي بكل هذه الروعة واللوعة معا... كم ندمت أنه تأخر حتي طرق بابي ودخل حياتي.. ولأنه لا وقت للضياع فقد كنت حريصا أن أعيش معها أجمل قصة حب تحسدها عليها كل الزوجات اللاتي يعرفنها واللاتي لا يعرفنها.. كنت أتعامل معها بمنتهي الرقة والأدب في كل الأحوال والمواقف.. لا أتصور أن أغضب في وجهها أبدا مهما كانت الأسباب.. أراها كل نساء الدنيا معا.. أراها واحة الراحة وبر الأمان.. كنت أجد نفسي في حيرة كل يوم وأنا عائد من عملي لأشتري لها كل شيء تقع عليه عيناي مهما غلا ثمنه.. كل طلباتها مجابة فورا.. كنت أشعر بين يديها أنني طفل يلتمس حنان أمه.. شاب يحلم بعطف حبيبته.. وهي لم تشتك يوما من سوء معاملتي لها.. كانت كالنسيم الرقيق.. كنت أقيم لها عيد زواج وعيد ميلاد كأنها طفلة مدللة.. كنت أظن أن هذه الحياة ستدوم طويلا ولن يعرف الخريف طريقا إليها.. لكن!.. لاحظت عليها خلال الشهور الأخيرة تغيرا علي غير عادتها.. لم تعد تضحك.. لم تعد تميل إلي التحدث معي أو تبادل الآراء في قضايا حياتنا كما كنا نفعل.. لم تعد تميل إلي الترحيب بكلمات الإطراء والحب التي كنت أهديها لها.. ظننت أنها مجرد حالة عارضة ونعود كما كنا.. لكن سرعان ما تأكدت أنها مشاعر جديدة علي حياتنا هاجمتنا كالعاصفة العاتية التي أخذت في طريقها الأخضر واليابس.. حاولت بكل جهدي صد هذه العواصف لكن للأسف.. المنزل الذي كانت السعادة تملأ أركانه تحول إلي نكد وحزن وكآبة اعتادت ترك البيت بعد أي خلاف بسيط حتي فوجئت أخيرا أنها رفعت ضدي دعوي خلع دون أدني سبب.. أنا حائر كيف استرضيها أرجو أن تدلوني علي طريقة أستعيد بها زوجتي !؟ راشد.. البحيرة