للحب روعة لا يعرفها إلا المحبون، وله أيضا لوعة لايشعر بها إلا المشتاقون, وبين الاشتياق والحب والروعة واللوعة تكمن خصوصية الحب وسحره!! فبالحب نكتشف ذواتنا ومع تفاصيل كل قصة ترتسم ملامح حياتنا وتعلو الابتسامة شفاه أيامنا!! بدون رومانسية وبمنتهى الواقعية أؤكد لكم أن الدنيا بدون «حب» ستصبح عجوزًا شمطاء أو صحراء جرداء ومع أول بذرة حب تتناثر تصبح الصحراء حديقة مزهرة مبهجة لها معنى وروح. وفى كثير من الأحيان تقسو الحياة على البشر فيكفرون بالحب وسنينه، لكن الوضع لايستمر كثيرا، فالحب فطرة ربانية مهما غلبت مادية الحياة على الأيام يظل الحب يداعب إنسانياتنا ومشاعرنا، حتى من يدعون عكس ذلك نفاجأ بهم يعيشونها مع فيلم رومانسى يتابعونه أو بعض كلمات الأغانى التى تتلامس مع خلجاتهم الداخلية.. إنه الحب.. يأمر فنطيع. كيوبيد العزيز بدأت أشك فى أنك قد ضللت الطريق، أو انقطعت عنك الكهرباء فتخبطت خطواتك، أو قابلك أحد قطاع الطرق فسطوا على ما لديك، ولكن ماذا تحمل أصلا ليطمع بك السارقون؟!! فتى صغير بجناحين يحمل قوسا دائما على وشك الانطلاق، يمشى لأيام وشهور وسنوات من بلد لآخر ومن قلب يهجر إلى آخر يعمر،كل هذا من أجل الحب، ولا تبغى شيئا غير الحب.. ولكن دعنى أطمئن عليك وعلى سلاحك الدامى بقلوب العاشقين، فلم أعد أسمع كثيرا عن مغامراتك وانطلاقاتك العاطفية، فهل مازال قادرا على القنص أم أصابه الصدأ!! وهل تجيد التصويب من الأساس؟! فأنا حقيقة لا أعرف إلى ماذا توجهه وإن كنت أشكك فى معرفتك بالبوصلة من الأساس، لا تغضب منى فأنا أنتظر حضورك كما كنت أتصورك دائما، أنا ومعى سرب من الجميلات ننتظر لنحلق معك فى سماء الحب، التى لا تنطفئ أنوارها ولا تهدأ حركاتها ولا يزهد عاشقها ولا تسكن موسيقاها، ثم توقفت فجأة وعاد إليّ عقلى قليلا فقلت له: جميعنا كانت له أحلامه الوردية، فمن فتاة الأحلام المثالية إلى فارس الأحلام كامل الأوصاف، ولم ينتبه أحد منا إلى أن الجملتين تجمعهما كلمة أحلام، والحلم ليس من الطبيعى أن يتحول إلى واقع ولكن بعد هذا المنطق والعقل الذى أحسد عليه أظل لا يفارقنى الأمل فى حياة تنبض بالأمل والإشراق فأنا أكره الألوان الحيادية فما بالى أن أقبل بها فى حياتى العاطفية!! لا أنكر على أحد حقه فى الارتباط ولكن لا أعرف كيف يكون منطقه أنه يريد الاستقرار (بيت وأسرة وأطفال) دون أن تفرق معه كثيرا نصفه الآخر. كما أن البنت كلما نضجت عمريا تنضج فكريا ولكن أن تنضج عاطفيا حتى تشيخ فهذا كثيرا ما أراه، إنها عادة ما تكون قد خاضت قصة حب عنيفة انتهت بالفشل فتتحول الفتاة على أثرها إلى امرأة ناضجة تشعر ببرودة المشاعر ولم تعد تؤثر بها قصص الحب بعد أن تعلمت درسا قاسيا تحولت فيه جميع مشاعرها لتعيش بشكل يحكمه العقل والمنطق أكثر من المشاعر وإذا قررت أن تبدأ قصة جديدة فتكون أكثر حذرا وأقل اندفاعا وأشد برودة، ويبقى الحب فى ذيل اهتماماتها أو تقتنع بنصيحة أمها بأن الحب يأتى بعد الزواج بالعشرة، فيتحول الحب إلى عادة والمشاعر إلى مناسبة والإحساس عندما يطلب فقط. ولا أقصد الرومانسية فى الحب أن يظل ولكن أقصد الحب بتدرجه الطبيعى الذى لا يهدأ وإن كانا صامتين ويتحدثان وهما غاضبان ولا يستطيعان استكمال رحلة حياتهما إلا ببسمة حقيقية تخرج من قلبيهما قبل شفاههما. •