هل تأثرت رومانسية الشباب فى مصر بثورة يناير ، هل يوجد شىء إسمه الحب من النظرة الأولى ، ما هى أكثر مشاكل الحب التى يعانى منها الشباب فى مصر ، كيف يمكن لمن يقع فى الحب من طرف واحد ان يتخلص منه ... كل تلك المشاكل وأكثر عرضناها على مروة رخا خبيرة العلاقات العاطفية لربما وجدنا عندها السبيل الى الحل . هل أثرت الثورة على رومانسية الشباب فى مصر ؟ على الإطلاق فالرومانسية والحب والمشاعر بل وطبيعة المشاكل العاطفية نفسها لم تختلف عن ما كانت عليه قبل الثورة ، فما حدث فى 25 يناير ثورة سياسية وليست اجتماعية وهذا أمر طبيعى فأى ثورة فى الدنيا تحتاج الى فترات طويلة بعد قيامها حتى تستطيع ان تغير فى طبيعة الفكر والعلاقات الإجتماعية عند الشعوب خاصة لو كانت مثل الشعب المصرى الذى يرتبط بطبيعته بالعادات والتقاليد التى نشأ عليها وبالتالى فرومانسية الشباب فى مصر لم تختلف عن ما كانت عليه قبل الثورة . ماذا عن التغيرات التى طرأت على مشاكل الشباب العاطفية بعد الثورة ؟ أولا دعينا نؤكد ان هناك فئة ليست بالقليلة من الشباب لم يهتم كثيرا بالثورة وما طرأ على البلاد من تغيرات سياسية وإكتفوا بمجرد المتابعة من بعيد وهؤلاء مشاكلهم لم تختلف إطلاقا بالعكس ربما أصبحت أكثر سذاجة بسبب جنوح البعض للإبتعاد عن ما يحدث حوله بأى طريقة وطبيعى انه فى مرحلة الشباب يأتى الحب والإرتباط والمشاكل العاطفية على رأس اهتمامات الشباب ، اما ما طرأ من تغير على طبيعة تلك المشاكل فمعظمها مرتبط بالبنات والاتى أصبح عندهن هوس بفكرة الإرتباط بضابط جيش لدرجة ان عدد كبير جدا من البنات كانوا يرسلوا لى بعد الثورة عن ان هناك ضابط جيش يقف فى كمين قرب البيت وانهن يفعلن المستحيل من أجل محاولة لفت نظره لدرجة اننى شعرت من كثرة المشاكل التى كانت ترسل لى عن أمل البنات فى الإرتباط بضابط جيش كأنه كائن اسطورى لم يكن له وجود قبل الثورة فقد أصبح هذا النموذج هو البطل وفارس الأحلام عند عدد كبير جدا من البنات وفيما عدا ذلك أما الشباب فلم تتغير مواصفات فتاة كثيرا سوى فى ان أغلبهم أصبح يحلم بفتاة مثقفه لها دور فعال فيما يحدث حولها وربما جاء هذا الفكر تأثرا بالدور الإيجابى الذى قامت به الفتاة المصرية فى ثورة يناير وفيما عدا ذلك تبقى جميع المشاكل العاطفية كما هى . هل تعتقدى ان الشباب سيهتم بعيد الحب هذا العام مثل كما اعتاد ؟ بالتأكيد فكما قلت لك هناك نسبة لابأس بها من الشباب لا يهتم كثيرا بالسياسة وما يطرأ عليها من تغيرات أما من يهتم فهو أيضا سيحاول ان يقتنص أى فرصة يشحن بها طاقته العاطفية والإنسانية وهؤلاء أيضا ينتظروا تلك المناسبة للإحتفال بها ونحن فى مصر بشكل عام من الشعوب التى تهتم كثيرا بعيد الحب وتستعد له بشكل خاص . ما هى أكثر المشاكل العاطفية التى مازال الشباب يتعرض لها ؟ الغريب ان معظم مشاكل الشباب العاطفية فى مصر تبدو متشابهه الى درجة كبيرة وذلك بغض النظر عن مستوى التعليم والثقافة فهناك مشاكل تبدو مشتركة بين كل الشباب تقريبا مثل الوقوع فى الحب من طرف واحد والخجل فى الحب أو بمعنى أصح عدم القدرة فى التعبير عن المشاعر . وهل هناك فرق بين أسئلة البنات والشباب ؟ الى حد ما عدا السؤال عن المؤشرات التى تؤكد لنا اننا أمام قصة حب يمكن ان تكتمل بنجاح وكيفية اختيار شريك الحياة فمثل تلك الأسئلة تعد مشتركة بين الشباب والبنات لأن كلاهما عادة ما يجد نفسه فى حيرة من أمره عند اختيار شريك الحياة وما هو الأساس الذى يجب أن يختار عليه . وما هو هذا الأساس من وجهة نظرك ؟ هذا الأمر يختلف من شخص لأخر لأن كل انسان لابد ان يختار من يكمله وليس من يتشابه معه فى كل صفاته وإلا سيجد نفسه أمام نسخه أخرى منه مما يجعله يشعر بالملل بسرعة ، اما أهم الأسس التى يجب ان نختار عليها شريك فهى التكافؤ سواء كان فى وجهات النظر أو الأفكار أو الميول بمعنى انه ليس من الطبيعى لفتاة ملتزمة ومتحفظة وخجولة الى حد كبير ان ترتبط بشخص منفتح واجتماعى لأن طبع كل واحد فيهم سيصطدم بالأخر مما يجعل إستمرار الحياة أمر شبه مستحيل . ولكن القاعدة العامة التى يسير عليها المصريين ان الرجل سيتغير بعد الزواج ؟ هذا غير حقيقى فلا يوجد إنسان فى الدنيا مهما كان عاشق لشريك حياته يستطيع ان يتغير من أجله بشكل كامل ، فحتى لو تغير سيكون تغيير جزئى ، كما ان هناك نقطة أخرى لابد ان يدركها الشباب وهى انه لايستطيع شخص أن يغير أخر ، فإذا لم يتغير الإنسان من نفسه بكامل رغبته وإرادته لاتوجد قوة فى الدنيا تستطيع تغييره . وما هو المؤشر الذى نستطيع ان نعتمد عليه فى تحديد درجة نجاح أى علاقة حب واستمرارها ؟ الحوار فكلما إستطاع الطرفين أن يخلقا بينهما حوار مشترك وتعامل كل واحد مع الأخر على انه صديق قبل ان يكون حبيب وشريك حياة وإستمر هذا الحوار بمساحة كبيرة من التفاهم وتقبل كل واحد لفكر الأخر وقناعاته كلما دل ذلك على نجاح تلك العلاقة وضمان مستقبلها . الملل من أكثر المشاكل التى تواجه الشباب المتزوجين حديثا .. فما السبيل للتغلب عليه ؟ الملل ليس مشكلة المتزوجين فقط ولكنه ممكن أن يحدث فى مرحلة الخطوبة أيضا بل والإرتباط العاطفى وهذا أمر طبيعى لأن الحب مثل أى شىء فى الدنيا لايمكن أن يستمر بنفس القوة والنشوة التى بدأ بها ولكن ما يجعلنا نستمر هنا هو التعود والعشرة والتفاهم ، وهنا أود أن الفت النظر الى انه ليس معنى ان لهفة البداية لم تعد موجودة ان الحب انتهى ، وانما الحقيقة انه انتقل الى مرحلة أخرى أكثر هدوءا ونضجا ودفئا أيضا بالإضافة الى انه عندما يكون الحب حقيقى فمن الطبيعى إذن أن يمر بفترات سطوع وخفوت دون أن يؤثر ذلك على صدقه أو قوته . ذكرت ان نسبة كبيرة من الشباب لايستطيع ان يعبر عن مشاعره .. فهؤلاء بماذا تنصحيهم ؟ أن يعبروا عن ما بداخلهم كما هو دون أى محاولة لتجميله شرط ان يكونوا على ثقة ويقين من حب الطرف الأخر أو على الأقل استجابته ، فالتعبير عن الحب مهم جدا شرط آلا يكون مبالغ فيه فتفقد الكلمة قيمتها ومعناها ، وأيضا آلا تكون أقل من الازم مما يساهم فى إضعاف العلاقة وفتورها ، فأحيانا كثيرة تكون كلمة الحب والتعبير عنه أجمل ما فيه . بحكم خبرتك كخبيرة علاقات عاطفية هل يستطيع الشباب فى مصر الإستفاده من اخطاءه ؟ أبدا فالشباب فى مصر لايستطيع ولا يعرف من الأساس الإستفاده من أخطاءه ولا من أخطاء غيره فأنا من أكثر ما يدهشنى اننى كثيرا ما أجيب على سؤال واحد مرتبط مشكلة محدده أكثر من عشرين مرة ، يعنى مثلا مشكلة الحب من طرف واحد تقريبا أتلقى أسئلة عنها بشكل شبه يومى وأنصح أصحابها آلا يتركوا أنفسهم فريسة لتلك المشاعر وانه لايوجد شىء اسمه الحب من أول نظره وانما لابد ان يكون هناك تفاعل ومواقف بين الطرفين حتى نستطيع ان نحكم على مشاعرنا واننا لابد ان نأخذ بالنا جيدا ونبتعد عن شخص لايحمل لنا أى مشاعر حتى لا ننجرح ومع ذلك أجد رسائل كل يوم تتحدث عن نفس المشكلة لدرجة اننى أصبحت أرسل اليهم اللينك الذى سبق وأجبت به عليها والأغرب عندما يقع شخص واحد فى نفس الموقف أكثر من مرة وينتظر نتائج مختلفة وكأن ما تعرض له قبل ذلك لم يكن درسا تعلم منه حتى لايقع فى نفس الخطأ مرة أخرى . سبق وقلت لى انك من كثرة مشاكل الحب التى تعرضت لها من قراءك كفرت بالحب .. فهل مازلت عند رأيك بعد ان تزوجت وأصبحت أم ؟ يبدو ان الإنسان لابد ان يجرب الشىء بنفسه حتى يحكم عليه وهذا ما حدث لى بالضبط فبالرغم من انى تزوجت بعد قصة حب قصيرة إلا انه كان زواج مبنى على الود والإحترام والتفاهم ومع ذلك فكل مشاعرى اختلفت تماما بعد أن انجبت ابنى آدم الذى إستطاع أن يلمس بداخلى منطقة مشاعر بكر لم تتلوث بتجارب سلبية أو شر البشر وانما هى منطقة فى منتهى النقاء وعلى فطرتها تماما فتحت لى أبواب مشاعر جديدة جعلت كل ما قبلها من تجارب عاطفية وإنسانية سواء كانت جيدة أو سيئة ليست أكثر من ذكرى باهته .