هل لدينا الفرصة لصناعة نخبة مصرية جديدة.. بمعايير القرن الحادي والعشرين؟.. ما هي فكرتنا عن العلم أو النظريات أو التطبيقات؟.. هل فعلاً نفهم الابداع بصورته الكاملة في عصرنا أم ما زلنا متعلقين بصور قديمة عن الابداع تعود لنهايات القرن التاسع عشر؟ النُخب الجديدة تُصنع في كل بلد في العالم.. وتلك هي مهمة مؤسسات العلم ومراكز الأبحاث وغيرها من مناطق فرز النخب الجديدة.. إذ النخب عادة ما تكون إفرازا لمنظومة قيمية مؤسسية.. ومن المخيف أن يتصور البعض أن افراز النخب وصناعة الابداع هي شئ عشوائي يأتي مصادفة وبالالهام فقط.. وبالأحري أصحاب هذا المذهب يرون أن المبدع هو مجرد شخص بأفكار مجنونة منكوش الشعر وغير مهندم الزي صورة علي شاكله ما رأيناه في صور اينشتاين وقصة معمل اديسون. إن مجالات الابداع الإنساني المختلفة في كل مجالات العلم والنشاط الإنساني خلال القرن العشرين.. كانت نتاج مؤسسي بامتياز.. وكانت تحكمها استراتيجيات فعالة تقوم بتنفيذها كل مراكز العمل الفكري والإنساني وغيرها من مراكز التكنولوجيا والتطوير في الشركات المتعددة الجنسيات.. حتي إنه يمكن القول إن مركزية العلم تنتقل رويداً رويداً من الجامعات الي الشركات. نحن في عالم تجاوز النظريات.. إذ أن التقدم التكنولوجي غير من شكل العلم ومن ثوابته.. والمتابع عن قرب.. سيكتشف ان العالم اليوم يتحرك باندفاع نحو تطوير وتحديث الآليات وطرق التنفيذ للأعمال.. أكثر من سعيه لصياغة النظريات العلمية. هل حقاً نفهم ما هي النظرية؟ النظرية.. هي فكرة تسد ثغراتها لتصنع معادلة ثابتة متماسكة.. صالحة للتطبيق. لكن النظريات مثل البشرية.. اسيرة للمتغيرات لذلك فإن النظريات هي مجرد معادلة قابلة للتغير.. وينجح دائما في التنفيذ.. الاكثر قدرة علي ادارة المتغيرات.. وليس الاكثر ايمانا بالنظريات في السياسة او الاقتصاد او علم الاجتماع او حتي التكنولوجيا إن المعضلة الحقيقية.. هي انه بدون نظرية لن تمتلك البوصلة او الفهم او القدرة علي تحديد الاتجاهات.. وبدون البرجماتية ستظل النظريات حبرا علي ورق. اي نظرية فكرية او علمية.. هي استرشاد وليست عقيدة.. واي تنفيذ عملي هو ادارة للمتغيرات بطرق مبتكرة يفرضها الواقع لا الرأسمالية او الشيوعية.. ولا النظرية النسبية او ميكانيكا الكم هم عقائد من يصنعون التاريخ هم من فهموا هذه النظريات.. ثم اداروا المتغيرات علي ارض الواقع .. ولذلك فإن نُخب المستقبل هم المتخصصين أصحاب الرؤي.. والمثقفون هم من قرأوا النظريات ولم يسعوا الي تطبيقها.. بقدر ما نجحوا خلق تجربة ناجحة فكريا وليس مجرد انعكاس لمقولات وأفكار الاخرين.