»وعد من لا يملك لمن لا يستحق» هذا هو الوصف الشهير الذي نستخدمه منذ قرن مضي لوعد بلفور الذي منح فيه وزير خارجية بريطانيا بلفور وطنا لليهود علي أرض فلسطين، وتذكرنا هذه الكلمات منذ أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي إعطاء القدس التي لا يملكها لإسرائيل بوصفها عاصمة للكيان المحتل. واليوم أعاد سكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا أحد أحفاد بلفور إعطاء اعتراف بما لا يملك لمن لا يستحق عندما أعلن اعتراف بلاده بالقدسالغربية عاصمة لإسرائيل. وكأن العالم لم يكفه صمته المطبق وجريمته التي لا تغتفر بإعطاء الشرعية لكل ما ترتكبه إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض منذ عام 1947 وهو العام الذي قررت فيه دول العالم عبر الأممالمتحدة أن تصدر قرار 181 الخاص بتقسيم فلسطين إلي دولتين دولة لليهود وأخري للفلسطينيين علي أن تكون النسبة الأكبر وهي 55 % من مساحة الأرض لليهود. ورغم ذلك لم يعجب إسرائيل القرار وقررت عبر عصاباتها تطهير فلسطين عرقيا من سكانها المسلمين والعرب عبر القتل والحرق والطرد لنصل لما وصلنا إليه اليوم. المجرم والقاتل يقف متخايلا بأمجاد أسلافه القتلة معلنا أن بلاده التي أقامها علي أشلاء الأبرياء ستصبح أعظم دولة في العالم. وأصحاب الأرض والحق في الشتات بين حياة يحذوها أمل في العودة وبين شعب مقهور في الداخل يعيش في ظل احتلال مازال يسرق أرضه وتاريخه ويقتل ويسجن أبناءه ويدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية والعالم يتابع ويصفق للباطل. اليوم أراد رئيس وزراء أستراليا ارضاء إسرائيل ولكن إسرائيل غاضبة لأنه لم يعطها في تصريحه القدس كاملة واكتفي بإعطائها القدسالغربية ويأملون في أن يعود موريسون لصوابه ويصحح خطأه ويهب لهم القدس كاملة كما فعل ترامب. واليوم مازلنا ندين ونشجب كعرب ومسلمين عدم فهم العالم لحقيقة القضية التي ندافع عنها وإصرارهم علي دعم قوة احتلال رغم كل ما يدعونه من تقدم وحضارة ومعرفة بالتاريخ. ولكن هم يدرسون التاريخ المزيف الذي تروج له إسرائيل ومن يريد أن يعرف الحقيقة فسيجدها دون عناء ولكن لا أحد يريد طالما أننا أصحاب الحق نتناسي ولا نريد. فبأي منطق نحتفل بيوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي تحتفل به الأممالمتحدة كل عام في يوم التاسع والعشرين من نوفمبر وهو اليوم الذي وقعت فيه الأممالمتحدة قرارها الكارثي بتقسيم فلسطين؟ ألا يوجد لدينا من تواريخ المذابح والحروب ما يكفينا للتضامن مع الشعب الفلسطيني؟ ولماذا ننتظر اعترافا من العالم بوجود فلسطين ونحن وهم يعرفون أنها موجودة وباقية ولها تاريخ طويل أطول من تاريخ دولهم التي لم تكمل بعضها بضعة عقود من الزمان؟ لا نريد اعترافا بفلسطين لأنها لا تحتاج اعترافا كما لا نريد اعترافا بمصير القدس العربية لأنها ستظل عاصمة فلسطين.