محمد رشدي فنان ذو طابع خاص، أثري الساحة الغنائية بالعديد من الأغاني التي لا تزال ترتبط بوجدان الجمهور، فمن منا ينسي «عدوية»، و«تحت الشجر يا وهيبة»، وذلك النجاح المدوي الذي حققه المطرب الشعبي محمد رشدي، بعد أن انطلقت حنجرته مغردة بالأغنيتين، الأمر الذي دفع العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، إلى الاتجاه للغناء الشعبي. والأخبار كلاسيك ترصد في السطور التالية واقعة طريفة كان بطلها محمد رشدي، بدأت عندما حضر إلى القاهرة من بلده ليلتحق بمعهد الموسيقى، والتحق بالمعهد وكان من أحلامه أن يغني. كان رشدي، يتردد على مكتب موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، ليلتقي بأحد أولاد بلدته الذي كان يعمل فيه، وبعد أن ينصرف عبدالوهاب، كانت متعة رشدي، أن يدخل ليشاهد المكتب، ومن بين الأوراق الملقاة على مكتب عبد الوهاب، والتي جمعها صديقه، ليلقي بها في سلة المهملات عثر رشدي، على ورقة مكتوب فيها أغنية مطلعها يقول «سامع وساكت ليه». أخذ رشدي، هذه الأغنية ولحنها وعندما تقدم للإذاعة وأتيحت له الفرصة لمواجهة الميكروفون لأول مرة غنى هذه الأغنية ويومها قدمته الإذاعة على إنه صوت جديد، أذيعت الأغنية، وفي اليوم التالي وصل تلغراف إلى الإذاعة من المؤلف يقول فيه: أوقفوا إذاعة هذه الأغنية فأنا صاحبها ولا أعرف كيف حصل عليها المطرب ولا من الذي أعطاه حق تلحينها وتسجيلها بالإذاعة. يذكر أن أستاذ الطرب الشعبي محمد رشدي، ولد في 20 يوليو عام 1928، بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وحفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية ثم جاء إلى القاهرة، والتحق بمعهد فؤاد للموسيقى، وكانت له إسهامات فنية في معظم الأحداث المهمة والمناسبات الوطنية والدينية، وظل يقدم فنه حتى الأيام الأخيرة من حياته حيث أصدر فى مطلع القرن ال21، ألبوم «دامت لمين»، بعد غياب طويل، وحقق نجاحًا كبيرًا. آخر ساعة: 25-5-1966