وصل عدد جمعيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة إلي 1000 جمعية.. أغلق منها العام الماضي فقط 270 جمعية أي أكثر من 25% ومنذ أسابيع قليلة أغلقت 7 جمعيات بالقاهرة قالت لنا مصادر بوزارة التضامن الاجتماعي أن السبب الرئيسي في إغلاق هذه الجمعيات هو أن الجهات الخارجية المانحة والداعمة لهذه الجمعيات فطنت أخيرا إلي السرقات التي تحدث تحت مسمي رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة فبدلت دعمها المادي بدعم عيني أي أنها بدلا من أن تمنح هذه الجمعيات منحا مادية مخصصة للمعاقين أصبحت تمنحهم أجهزة من كراس متحركة وأطراف صناعية وغيرها غالقة بذلك مصدر (سبوبة) لكثيرين والذين آثروا إغلاق جمعياتهم بعد أن أغلقوا عددا من الأبواب أمام الجمعيات الجادة والراغبة في تقديم خدمة حقيقية للمعاقين. لكن إقامة جمعية لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة دون اللجوء إلي أي مساعدات خارجية سواء من الاتحاد الأوروبي أو الولاياتالمتحدة أو غيره لا يزال أمرا ممكنا ومصادره تنحصر في التبرعات التي تخصصها بعض الهيئات مثل شركات المحمول ووزارة الاتصالات ونقابة الأطباء التي تمول هذه الجمعيات بأجهزة وكراس متحركة أيضا وتبرعات أهل الخير.. ونحن هنا نعرض ثلاثة نماذج لثلاث جمعيات لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة اعتمدت بشكل أساسي علي التمويل الداخلي. جمعية فراعنة مصر لذوي الاحتياجات الخاصة لم تكن تعتمد علي أي تمويل خارجي لذلك لم تكن واحدة من الجمعيات التي ساءها التغير في سياسة الدول الأجنبية المانحة للتبرعات فيقول محمود يونس رئيس الجمعية إنه يعتمد اعتمادا كليا علي تبرعات أهل الخير. فكرة جمعية فراعنة مصر بدأت منذ عدة سنوات مضت عندما فكر هو في تكوين فريق كرة قدم للمعاقين بحيث يلعبون بأيديهم من فوق الكرسي المتحرك، وبالفعل حقق حلمه ولعب هذا الفريق لأول مرة أمام فريق كرة قدم من الأسوياء في منطقة حدائق القبة ثم عاد وفكر في تطوير الفكرة بإنشاء فريق حقيقي من بين هؤلاء الشباب فكون فريقا استطاع أن يلعب مع فرق أندية الأهلي والزمالك وفاق الفريق بعضا من أهم فرق ذوي الاحتياجات الخاصة التي تمارس هذه اللعبة وانتشر صيت الفريق، فتقدم محمد بطلب إلي سفارة الكويت لاستضافة الفريق لإقامة عدد من المباريات مع مصابي حرب الخليج إلا أنه وبالرغم مما لاقته الفكرة من ترحاب اعتبروا أن هذا الفريق لا يتبع أي جهة ذي صفة.. وهنا أدرك محمد يونس وأعضاء الفريق ضرورة وجود مكان يضمهم ويلعبون تحت اسمه. وبأقل التكاليف قام محمود باستئجار شقة صغيرة غرفتين وصالة بحدائق القبة وعن طريق تبرعات أهل الخير استطاع شراء كراسي متحركة وأطراف صناعية لعدد منهم، كما قامت الجمعية بالاتصال بنقابة الأطباء فاستطاعوا الحصول علي عدد من الأجهزة التعويضية، كذلك قامت وزارة الاتصالات بتدعيم الجمعية بعشرة أجهزة كومبيوتر سهلة الاستخدام بالتالي لم يعد هناك عائق مادي لكن هدف الجمعية الأهم حاليا هو جمع ألف توقيع من المعاقين لإقامة دعوي قضائية علي وزارة النقل لإجبارها علي الرجوع عن قرارها بإلغاء الركوب المجاني للمعاقين في المواصلات العامة. ربما يعتقد البعض أن جمع التبرعات لجمعية في القاهرة ليس بالأمر الصعب علي عكس الأقاليم إلا أن جمعية الإرادة لرعاية الفئات الخاصة بطنطا لها تجربة مماثلة في الاعتماد علي الجهود الذاتية في جمع التبرعات دون اللجوء إلي أي إعانة خارجية وذلك لتقديم خدمة للمعاقين ليس في طنطا فحسب إنما تمتد خدماتها لتشمل المعاقين من مختلف أنحاء الجمهورية.. ويتم جمع التبرعات بشكل أساسي كما يقول صفوت حسن رئيس مجلس الإدارة عن طريق تخصيص حساب جار لذلك. تم تأسيس الجمعية في مايو عام 2000 بطنطا ولها عدة أفرع في مدينة بنها وفي محافظة كفر الشيخ وفي شبين الكوم بالمنوفية والفيوم.. وتقوم الجمعية بدفع راتب شهري بسيط للمعاق لإعانته علي المعيشة كما توفر له فرصا للعمل وتعلمه حرفة تجعله مطلوبا في سوق العمل هذا فضلا عن تقديم الخدمات الطبية المجانية. وبالرغم من الخدمات العديدة التي تقدمها مؤسسة قطرات الندي لذوي الاحتياجات الخاصة بالمطرية إلا أن ماريا فهمي رئيسة مجلس إدارة المؤسسة تقول إنها لا تلوم أي جمعية تسعي للحصول علي تمويل خارجي مادام موجها لأصحابه ومستحقيه.. ماريا هي أم لأحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مما شكل لها الدافع الرئيسي لإنشاء مثل هذه الجمعية لضم ورعاية كل الذين يهملهم ذووهم ولا يعطيهم المجتمع اعتبارا. تقوم مؤسسة قطرات الندي بعمل جلسات تخاطب وتعديل سلوك لذوي الاحتياجات الخاصة كما تعلمهم القراءة والكتابة والفنون العامة وتنظم لهم رحلات وجلسات سمر شهرية وتعلم الفتيات التدبير المنزلي وتعلم الأولاد الأعمال اليدوية وتقيم لهم سوقا للمنتجات التي يضعونها بأنفسهم وتقيم مسابقات ثقافية وترفيهية، كما تقدم برامج تأهيلية لمساعدة عيوب النطق والكلام عند الأطفال بالإضافة إلي الندوات والمعسكرات داخل القاهرة وخارجها كما توفر المؤسسة للمعاقين سيارات خاصة لتوصيلهم إلي المؤسسة وإعادتهم للمنزل كل هذه الخدمات تقدمها بمقابل زهيد عبارة عن 30 جنيها في الشهر وتؤكد ماريا أن عملية التمويل لديها حتي الآن ذاتية تتم عن طريق التبرعات.