ننفرد بنشر اللائحة الجديدة : دور نساء الإخوان في إقامة الدولة الدينية أعلنت «أخوات الجماعة» استياءهن من استبعادهن فى مشاورات اختيار المرشد أو حتى فى القرارات الإخوانية، مع أنهن حسب قولهن يمثلن أكثر من نصف الأعضاء فى الجماعة، ومن حقهن التصويت بشكل رسمى وتقلد مناصب فى مكتبى الإرشاد والشورى؟! واعتبرن ذلك تعسفاً إخوانياً ضدهن.وفى محاولة ترضية من الجماعة ل«الأخوات» قاموا لأول مرة بوضع لائحة تفصيلية ل«قسم الأخوات» وذلك بعد مرور 68 عاماً من لائحة تكوين القسم التى وضعها «حسن البنا» فى 26 أبريل 1932 وكانت عبارة عن سبعة بنود فقط. وكما ذكر لى بعض الإخوان أن هذه اللائحة عبارة عن إيجاد نوع من «الترقية» الشكلية ل«الأخوات». * فريق وضع اللائحة قام بوضع اللائحة كل من: أولاً: جمعة أمين- 80 عاماً- رئيس قسم الأخوات. ثانياً: سراج اللبودى رئيس القسم السابق وزوج «كاميليا حلمى» المهندسة التى كانت تدير مركز المرأة للأخوات فى الزمالك وتقوم بتقديم أبحاث «الظل» إلى الأممالمتحدة عما يحدث فى مصر، وقد كشفنا هذا منذ أربعة أعوام فى «روزاليوسف» مما أدى إلى وقف نشاطه، ليأتى بديلاً عنه مركز «مرام» فى شارع قولة بعابدين. ثالثاً: مركز «مرام» وهو اختصار ل«المركز المصرى لرصد أولويات المرأة» وهو مركز إخوانى تديره «كبيرة ناجى صالح» مغربية الأصل وزوجة الإخوانى المهندس الكيمائى «محمد عزيز همام الزمر»، وتعتبر «كبيرة» بمثابة «داعية» للأخوات ومديرة للمركز، وتمنع التقاط أى صور لها، وترى الجماعة أنها تقود الحركة النهضوية للمرأة الإخوانية من حقوق وواجبات، وأيضاً مناصب يجب أن تكافأ بها المرأة داخل الجماعة مقابل الأعمال الجليلة التى يقمن بها، والتى تفوق «الداعية» التى تفتخر بها الجماعة فى كل مناسبة وهى «زينب الغزالى»، وعليه يجب حصولهن على جزء وفير من الكعكة الإخوانية تحت أى مسمى، وحسب قول بعض الأخوات أن «كبيرة» تنأى بنفسها عن المناصب، ولكنها تعد مجموعة من الشابات ترى فيهن مستقبل الأخوات، وأن على الجماعة أن تمنحهن الفرصة، ويشارك مجلس إدارة «مرام» مع «كبيرة» أربع عشرة من الأخوات وزوجات لإخوان أيضاً.. «أمانى أبو الفضل زوجة د. أحمد سليم فؤاد- منال أبو الحسن زوجة المهندس عاصم شلبى- جيهان عليوة زوجة حسن مالك- خديجة الشاطر زوجة خالد أبو شادى- وفاء مشهور- منال حسين زوجة أحمد النحاس- نادية سعيد- سمية عبدالفتاح- سوزان عرابى زوجة عصام عبدالمحسن- د. غادة على- د. إيناس مبروك- أمينة هانى هلال زوجة ياسر محمود عبده- هند عبدالله- سمية مشهور»، ويقوم بالأعمال الإدارية لهذا المركز الإخوانى «جابر مهنا».. وقد قام هذا المركز بعرض اللائحة على الأخوات. رابعاً: إسماعيل ترك من إخوان الجيزة وباحث فى التاريخ. خامساً: تم اعتماد اللائحة من لجنة اللوائح فى الجماعة بواسطة «محمد عبدالرحمن» المسئول عن ذلك فى مكتب الإرشاد. سادساً: عرضت على المستشار القانونى للإخوان «فتحى لاشين» لمراجعتها. سابعاً: اعتمدت من مكتب الشورى العام ثم اعتمادها من مكتب الإرشاد لتصير سارية المفعول من تاريخ 5 ديسمبر .2009 * مضمون اللائحة تضمنت اللائحة الجديدة والأولى من نوعها لقسم «الأخوات» بالجماعة خمسة «بنود» رئيسية: أولها «الاختصاص العام للقسم» وجاء فيه: «قسم الأخوات هو أحد الأقسام الفنية التابعة لمكتب الإرشاد ويخضع للإطار العام لعمل الأقسام، وهو القسم المعنى بنشر تعاليم الإسلام وأحكامه وقيمه، والتعريف بدعوة الإخوان المسلمين فى محيط النساء وإيجاد مناخ إسلامى عام بينهن، والعمل على صياغة الشخصية النسائية صياغة إسلامية متكاملة وفق تعاليم الإسلام ومنهج الجماعة، والعمل على الارتقاء التربوى والدعوى بالأخوات والاستفادة منهن فى نشر الدعوة وكذا المساهمة فى تكوين الرموز والداعيات لريادة العمل النسائى «محلياً وعالمياً»، فى المجالات الدعوية المختلفة، وأيضاً العمل على بناء البيت المسلم والتصدى للدعوات الهدامة التى تستهدف المرأة والأسرة المسلمة والمساهمة فى حل مشاكل المرأة، والرقى بها وبدورها فى المجتمع فى جميع مراحلها السنية مع الاهتمام بمرحلة الطفولة «قبل المراحل التعليمية» وتقديم الدعم الفنى للمؤسسات المعنية بالعمل النسائى، وكذلك المتابعة الفنية للجان الأخوات بالمحافظات وتقديم الدعم الفنى لها، كل ذلك بالتنسيق مع أقسام الجماعة ذات الصلة والاستفادة من الدعم الفنى المناسب الذى تقدمه هذه الأقسام المتخصصة».. انتهى البند الأول لنرى فيه الحث على اختراق المؤسسات المعنية بالعمل النسائى والتركيز على «الفتيات فى سن الطفولة» للتنشئة الإخوانية، علاوة على نشر «الأخوات» كرائدات للعمل النسائى فى المجتمع على المستوى المحلى والعالمى. ونأتى للبند الثانى الذى يحمل عنوان «أهداف القسم» وهو عبارة عن عشرة أهداف كالتالى: 1- تكوين الأخت المسلمة بما يناسب المرأة من الصفات والأركان وفقاً للمناهج المعتمدة «تعليق: أين تكمن هذه المناهج ومن الذى اعتمدها؟». 2- المساهمة فى بناء البيت المسلم بالتنسيق مع الأقسام المعنية، والتأكيد على قيام الأخت المسلمة بواجباتها تجاه بيتها، زوجها، أبنائها «التعليق: أين واجب المرأة فى عملها ومجتمعها؟ وقصر هذا الهدف على أسرتها الصغيرة يتناقض مع ما تريده الجماعة من الأخوات فى فرض سيطرتها على ريادة العمل النسائى محلياً وعالمياً، كما جاء فى البند الأول». 3- المساهمة فى تكوين المجتمع المسلم، ونشر الفهم الصحيح للإسلام فى شريحة النساء «أين سيلتقون بالنساء؟!». 4- الارتقاء الإيمانى والدعوى بالمرأة «تعليق: هل المقصود هنا هو قيام أزواج الأخوات بكبح زمامهن وتحديد أدوارهن بعد تطلعهن الذى يقلق الجماعة والاكتفاء بأن تكون داعية ليس إلا أن المقصود بها المرأة خارج الجماعة». 5- المساهمة فى تكوين الرموز والداعيات لقيادة العمل النسائى على جميع المستويات داخلياً والمساهمة فى ذلك عالمياً «تعليق: هذا يخص الأخوات، بحيث يصبحن رائدات العمل النسائى دون غيرهن فى المجتمع وكله باسم الدين». 6- التصدى للهجمات والدعوات الهدامة التى تستهدف المرأة والأسرة المسلمة من أجل ذلك تم إنشاء مركز «مرام» الذى يرفع شعار «نساء ضد العولمة». 7- وضوح دور المرأة فى مجالات الإصلاح المتعددة وفق منهج الجماعة ودعمها ومساعدتها وتيسير قيامها بهذا الدور «اختراق الجماعة لمؤسسات المجتمع». 8- تبنى القضايا التى تهم المرأة والتى لا تتعارض مع الشرع الحنيف «يقصدون إجازة الختان - وزواج القاصرات - وعدم تعيين القاضيات - ورواج زى المنقبات مع أن الاخوات لا يرتدين النقاب». 9- توعية المرأة بحقوقها التى كفلها الشرع الحنيف. 10- توفير الدعم اللازم للارتقاء بأداء المؤسسات المعنية بالأسرة والمرأة والطفل «هل لدى الإخوان مؤسسات معنية فى هذا الخصوص غير معلنة؟ أم يقصدون اختراق مؤسسات الدولة عن طريق تقديم الدعم الذى تفتقده مثلا». * من الطفولة إلى الزهرات يأتى البند الثالث فى اللائحة متضمنا كيفية إعداد كوادر الأخوات الذى سوف يبدأ من الطفولة وهو ما أطلقوا عليه «الزهرات»، ويحمل هذا البند عنوان «مجالات عمل القسم» والذى سيتكون من خمسة مجالات «التربية - البيوت - طالبات الإعدادى والثانوى - نشر الدعوة - الزهرات» وتعرف الجماعة «المجال» الذى تقصده اللائحة فى هذا البند بأنه اسم لأحد المهام الرئيسية التى يعمل من خلالها القسم. أما التشكيل وحسب اللائحة فإنه يتكون كل مجال من عدد من الأخوات وعلى رأس كل مجال مسئول من الإخوة (بمعنى أنه ليست هناك مسئولية مطلقة للأخوات لأنه سوف يرأس كل مجموعة منهن رجل من الجماعة)، ويأتى بعد ذلك عرض اللائحة لاختصاصات كل مجال على حدة بالآتى (وهذه العبارات هى نص اللائحة): 1- المشاركة فى وضع المجال فى الدعم الفنى. 2- عمل الدراسات اللازمة لتطوير وتجديد وسائل العمل فى المجال. 3- إعداد جميع البحوث الفنية التى تخدم المجال. 4- إعداد الدورات التدريبية والدعم الفنى للمجال. 5- تدريب فرق الدعم بالمحافظات على الدعم الفنى. وقد أخذ هذا البند حيزاً كبيراً من اللائحة حيث تم وضع «أنواع المجالات» المقصود الاهتمام بها كالتالى «المجال التربوى» ويعنى بالمساهمة فى إعداد المربيات المتخصصات، وتقديم الدعم الفنى اللازم لتربية الأخت المسلمة من خلال المستويات التربوية المعتمدة «التمهيدى والتكوينى» ووفق الشروط والأهداف لكل مسئول وإعداد وتقديم المناهج المناسبة لذلك واعتمادها من الجهات المختصة.. (المقصود بالجهات المختصة داخل الجماعة). المجال الثانى «البيوت» وكما جاء فى نص اللائحة، يعنى بالمساهمة فى تكوين البيت المسلم فى المجتمع بصفة عامة والإخوان بصفة خاصة بمكوناته وظروفه وعلاقاته، وتقديم الدعم الفنى اللازم لقيام الأخت بواجباتها تجاه البيت والأهل والأقارب. وفى المجال الثالث والخاص ب«نشر الدعوة» تذكر اللائحة بالنص «أنه يعنى بإرشاد المجتمع النسائى بنشر الدعوة فيه وتقديم النفع العام وتشجيع الفضائل ومحاربة الرذائل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وصبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية وكسب الأنصار والمساهمة فى إعداد الداعيات». انتهى كلام الجماعة فى هذا المجال الذى يحتوى على ألغام إخوانية مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وهذا يجعلنا نتساءل: كيف سيتم ذلك وبأى طريقة بعنف الميليشيات أم بالإرهاب الفكرى؟ وما معنى صبغ المجتمع بالصبغة الإسلامية؟ هل يقصدون إقامة الدولة الدينية؟ وماذا يعنون بكسب الأنصار؟ هل المقصود هو الاستقطاب والتجنيد بأسلوب الترهيب أم بماذا بالضبط؟ وتأتينا اللائحة بالمجال الرابع فى هذا البند والذى تطلق عليه «الزهرات» ويتضمن الآتى بالنص: «يعنى بالمساهمة فى غرس العقيدة والقيم الإسلامية الصحيحة فى البنات بوجه عام للمرحلة السنية من 4-12 سنة واكتشاف ورعاية الموهوبات منهن ويولى عناية خاصة ببنات الإخوان».. لا تعليق. المجال الخامس والأخير فى هذا البند هو «مجال طالبات الإعدادى والثانوى»، والذى جاء فيه «يعنى بالعمل على الارتقاء الشامل إيمانيا وسلوكيا وثقافيا ودعويا وعباديا لطالبات الإعدادى والثانوى العام والفنى والأزهرى ومن هن فى نفس المرحلة العمرية، وخاصة بنات الإخوان منهن، كما يحضهن على التفوق الدراسى والمهنى والحياتى» نرى فى المجالين الرابع والخامس وهو الخاص بفترة الإعداد لدخول الفتيات طور «الأخوات» فإن التركيز يكون على أبناء الإخوان، إذن الاستقطاب والتجنيد لفتيات المجتمع والتى ذكرتها المجالات السابقة ستجعل لمن هم خارج بنات الجماعة مجرد وقود يحترق من أجل عيون بنات الإخوان فى الجماعة. * الشكل التنظيمى للقسم تأتى اللائحة فى بنودها الأخيرة والتى تختتم بها الجماعة الهيكل التنظيمى ل«قسم الأخوات» فى القرن ال,21 فيشمل البند الرابع، «تشكيل القسم» ويتضمن ثلاث نقاط كالتالى: - يتم تشكيل القسم وفقا لما ورد فى الإطار الحاكم لعمل الأقسام واعتماده من الأستاذ المشرف ومكتب الإرشاد. - يقوم القسم بتشكيل لجان فنية وبحثية مركزية بالتنسيق مع الأقسام الفنية للمساعدة على أداء مهامه واعتمادها من الأستاذ المشرف. - يقوم القسم بتوزيع مجالات عمل القسم ولجانه الفنية والبحثية على أعضائه واعتماده من الأستاذ المشرف. أما البند الخامس والأخير فكان عنوانه «كيفية الترشيح للمستويات التربوية» وتضمن أيضاً ثلاث نقاط ممثلة فى: 1- الترشيح عن طريق لجنة من الأخوات ذوات الخبرة التربوية يشكلها مجلس إدارة الشعبة بإشراف مسئول أخوات الشعبة ووفق الشروط والمواصفات والإجراءات التى يضعها القسم لكل مستوى تربوى ويعتمدها مكتب الإرشاد. 2- التزكية من مجلس إدارة الشعبة وموافقة المنطقة وفق الضوابط والإجراءات التى يضعها المكتب الإدارى بعد تحقيق أهداف المنهج التربوى للمرحلة بما يناسب الشريحة. 3- الاعتماد من المكتب الإدارى مع اجتياز الإجراءات والاختبارات الدورية التى يضعها ويشرف عليها المكتب الإدارى. * لماذا وضعت هذه اللائحة؟ تعتبر اللائحة الجديدة للأخوات هى الأولى لشموليتها وتضمنها التكليف مباشرة للأخوات بالعمل على تجنيد عناصر نسائية من خارج الجماعة ليس هذا وحسب بل أكدت على أهمية التمهيد لإقامة الدولة الدينية وتكون قاعدتها النساء وأن يغرس الأخوات أنفسهن فى الانتخابات بكل أنواعها ليصرن مؤثرات عالميا ومحليا، وفى كل هذا لم تتطرق اللائحة من قريب أو بعيد إلى ما طالبت به الأخوات من «كوتة» لهن فى مكتبى الشورى والإرشاد بالجماعة، ولذلك فقد تم وضع هذه اللائحة لتهدئة الأخوات بعد غضبهن العارم من نظرة الرجل الإخوانى لهن والتى تضمنتها مناقشة فى مكتب الإرشاد خلال شهر أكتوبر الماضى كما جاء فى نص المضبطة كالتالى: «الأخوات أصبحن يفضلن العمل الحياتى خارج المنزل حتى ولو كان العمل غير ذى أهمية كبيرة لهن أو للمجتمع، وليست المشكلة فى الحرص على العمل، ولكن فى تفضيل الأخت ذلك العمل على الزوج المسلم الأخ الملتزم، فهن يضعن لذلك العمل أولوية، وعلى الزوج أن يطلب عدم الاستمرار فى العمل وأصبحوا يسمعون فهن مفردات مثل العمل هو كيانى وشخصيتى، أنا لست جارية لك لأجلس فى البيت أخدمك أنت وأبناءك وتضيف المضبطة أن هذه المفردات تكشف خللا خطيرا فى الأولويات لدى هؤلاء الأخوات اللاتى يمثلن قطاعا كبيرا بالجماعة، وذكرت المضبطة أيضاً أن ذلك ما هو إلا اختراق فكرى لعقول الأخوات المسلمات الذى ينبغى أن تقوم الجماعة بتداركه وتقويمه على وجه السرعة، وتم وضع عدة توصيات فى المضبطة كانت نتيجة المناقشة أسفرت عن: 1- تكثيف التوعية لدى الأخوات بأهمية دور الزوجة والأم فى بناء المجتمع المسلم والذى ربما يفوق دور الأخ أحيانا وتذكيرهن بثواب ذلك. 2- الإكثار من ذكر النماذج الصالحة من الزوجات اللاتى فهمن الحياة الزوجية على حقيقتها. 3- توضيح مخاطر انتشار «الفكر العلمانى» عامة، وفى هذا الجانب بالذات وأن ذلك يخالف المنهج الإسلامى الذى نسعى لنشره. 4- إبعاد من تقوم بنشر ذلك الفكر بين الأخوات عن مراكز التوجيه. 5- وضع النماذج الصالحة من الأخوات فى مراكز التوجيه مادمن يصلحن لها. واختتم تقرير المضبطة بعبارة أن من «تهدهد المهد بيمناها تهز العرش بيسراها»، وكان رأى الإخوان فى مكتب الإرشاد أن هناك نقصا فى الكوادر الإخوانية يقابله نقص فى الأخوات أيضا، وأن هذا يرجع إلى عدم استفادتهم من الفرص والقدرات المتاحة وأنهم بالفعل أى الجماعة مازالوا يحتاجون إلى كوادر من الجانبين ليس فى الانتخابات فقط، بل فى مجالات أخرى كثيرة كالبحث العلمى والعمل الاجتماعى، وتعالت أصوات فى المناقشة تطالب بالتركيز على دور الداعية غير الموجود بين الأخوات ودور الزوجة والأم، وذلك يتطلب انتقاص جزء من الأمور الإدارية فى المناهج التربوية، وبالتركيز أكثر على ما يؤهلها لدورها بالمنزل، وبذلك لا تكلف بالكثير من الأعباء الإدارية التى تحتاج إلى الحركة الكثيرة وتؤثر على دورها الذى لن يقوم به سواها، وفى المناقشة أثير تساؤل آخر حول من تتفوق فى الجامعة من الأخوات وتخترق مجال العمل العام وتتميز فيه، يقل ارتباطها بالجماعة شيئا فشيئا ويحدث ما يسمى بالانفلات أو الانفصال.. وللأسف هذا يحدث كثيرا ويرجع لعدة أسباب أولها عدم قدرة الإخوان المسئولين عن هذه الأخت بشكل أو بآخر لاحتوائها وتوظيف طاقاتها جيدا، ويعود هذا لعدم خبرة وليس لموقف نفسى من الأخت، ثانيا العمل فى مجالات الشهرة والأضواء كالصحافة والمحاماة تدفعها للتساؤل: إذا كنت أستطيع فعل هذا كله وحدى فما الذى يقيدنى بضوابط العمل الجماعى، فلربما أنفع الإسلام وأنا بعيدة عنهم أكثر مما أنفعه وأنا محسوبة عليهم، وهذا ينشأ عن ضعف الفهم فعلينا أن نوضح لهن بأنه، إن لم تكن بهم فليست بغيرهم، ومن ثم تحتاج من تعمل بهذه المجالات وتركز عليها الأضواء لسبب أو آخر حذرا شديدا ومجاهدة للنفس من نوع خاص.. وتعرض تقرير المضبطة إلى أن الأخوات يرين أن الإخوان يزعمون التشجيع لوجود قيادات نسائية إسلامية بالمجتمع، وأنه لا توجد حتى اليوم قيادات نسائية داخل الجماعة. عقب محمود عزت فى المضبطة على ذلك قائلا: إن القيادات ليست تعيينات وإنما قطرة تبرز بشكل طبيعى فيكون الترحيب بها أكثر مئات المرات من التعيين، ونحن بفضل الله لدينا العديد من الكوادر النسائية التى تستحق أن تتبوأ مناصب قيادية، ولكن العبرة فى ذلك ليست بالمناصب وإنما طالما تؤدى المهمة وبعيدا عن الأخطار، فقد تحقق الهدف، وهذا مبدأ إدارى معروف يقول: «الهيكل خادم المهمة» كذلك فإننا لسنا حزبا سياسيا ولا جمعية خيرية محدودة المقاصد، وإنما نحن دعاة إلى دين الله، وعليكم بتوصيل ذلك للأخوات، بأنه طالما وصلت دعوتنا وحققت أهدافها فلا يعنينا إذا كنا فى ذيل القائمة أو على رأسها «يقصد عزت الأخوات» ونحن ليس لدينا ما يسمى بالرموز، وإنما الكل على نفس المستوى القائد والجندى وما هذه المسميات والأوصاف التى نطلقها على أنفسنا ما هى إلا من قبل تسيير أداء العمل، وعليهن أن يعرفن أن كل الأعمال التى يقمن بها لها أهداف مرحلية تندرج تحت الغاية الكبرى، ولا يجب أن تلهينا الأهداف المرحلية عن الهدف الأسمى ويجب تذكيرهن بأن ما يحول بين الأخوات ليس نحن، ولكن أمورا أخرى على رأسها العمل الأمنى أولا وعاشراً يليه نفسية المرأة التى لا تحتمل الضوابط الإدارية من تعذيرات وسمع وطاعة وخلافه. وقد ذكر التقرير أيضا أن «الأخوات» يشرن إلى أن هناك ازدواجية فى المعايير ومعادلة لن تتحقق، فإذا لم تتبوأ الأخوات مكانتهن داخل الجماعة لن يفعلن هذا فى المجتمع، وأن موقف الجماعة هو بقايا فكر سلفى متشدد تأثرت به بعض قياداتها منذ السبعينيات. قال محمود عزت: من قال لهن هذا؟ إنه غير صحيح، ودورنا أن نؤكد على أننا قد عدنا بالجماعة إلى الفكر المعتدل وأن فكرة أن هناك تشدداً سيطر على شباب الإخوان، هذا كلام مبالغ فيه، فالإنسان لا يمكن أن ينفصل عن بيئته وربما يكون بعض الإخوة متأثرا بأعراف هذه البيئات وأنتم تعلمون أنه حتى طبيعة الإخوان فى كل محافظة من الإسكندرية إلى الصعيد مختلفة، وبالرغم من أن هذه الأعراف ليس الضابط أو الحاكم لسياساتنا إلا أنه لابد من مراعاة ما لا يتعارض مع الشرع منها. وأضاف «عزت»: أختتم هذه المناقشة بأننا يا جماعة فى حاجة إلى إعداد وتجهيز كوادر نسائية مؤمنة بالفكر، ولديهن خبرة ليقمن بعملية مستدرجة ومنظمة تبدأ من تشكيل نفسية «الأخت» كما يريدها الله عز وجل وأن يصبح هواها تبعا لما يحبه الله ورسوله، مع إضافات تربوية وتقنية فكرية للبرامج الموجودة التى تشتغلون عليها للوصول إلى أقصى استفادة من الطاقات المتوفرة فى ظل الفرص المحدودة والحيز الضيق الذى يسمح لنا بالتحرك فيه. بعد هذه المناقشة التى تحتوى على كثير من الازدواجية وتحجيم وضع المرأة داخل الجماعة وإخماد ثورتها ضد موروثات الإخوان، كان قرار مكتب الإرشاد بوضع لائحة جديدة وتفصيلية ل «الإخوان» يكون الجانب الأساسى فيها على التنشئة من سن مبكرة على مبادئ الإخوان والتركيز على دور الداعية واستقطاب النساء المصريات اللائى يقمن بتربية الأولاد لغرس السلوكيات الإخوانية الأولى فيهم.