حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المجتمع يدخل حرب النقاب بعد سنتين من حملات روزاليوسف!

الآن وبعد سنوات مما كشفناه يعانى المجتمع مما حذرنا منه، وخضنا فى سبيله معركة كشفنا خلالها حقيقة النقاب، وأنه ليس أكثر من نبت غريب على بيئتنا وثقافتنا وديننا.. فلم تكن تظاهرات المنقبات أمام جامعة القاهرة - الأربعاء الماضى - إلا تأكيداً على ما يمكن أن تسببه ظاهرة تلكأنا فى علاجها بالشكل الكافى.
لذلك كان قرار الجامعات المصرية - 71 جامعة - بمنع دخول المنقبات للمدن الجامعية كإجراء وقائى وتأمينى، وبعدها قرار الأزهر بمنع المنقبات من دخول المعاهد الأزهرية، هى قرارات على جرأتها جاءت متأخرة.. وربما فجرها مجدداً ردة الفعل الصاخبة على تصريحات شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوى حول النقاب، رغم أن الشيخ له كتاب حول هذا الزى غير الإسلامى حمل عنوان النقاب عادة وليس عبادة نشرته وزارة الأوقاف العام الماضى!
وفى رد فعل مباشر على سلسلة الانتقادات اللاذعة وحملات التشويه التى تعرض لها قرارهم بمنع دخول المنقبات حرم المدينة الجامعية مدينة الطالبات، أعلن رؤساء الجامعات المصرية تمسكهم بقراراتهم السابقة، التى اتخذوها بعد دراسة متأنية، طالت العديد من الجرائم التى كانت ترتكب داخل هذه المدن!
وأكد رؤساء الجامعات أنهم سوف يستمرون فى هذا التوجه إلى النهاية، رغم الحملات المسعورة التى أرادت أن تعطى القضية طابعا دينيا أو سياسيا.. فهم قد اكتشفوا أن أغلب الاختراقات الأمنية كانت تحدث تحت ستار النقاب.
د. هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى قال لنا عندما سألناه عن هذا القرار أنه لم يقم باتخاذه وليست له أية علاقة من قريب أو بعيد بهذا الإجراء، إلا أنه قام بمباركته عندما اقترحه عليه رؤساء الجامعات، حيث تتكفل الجامعات باتخاذ ما تراه فى هذا الشأن، فهو من صميم وظيفة رئيس الجامعة، وهذا ما خوله له قانون تنظيم الجامعات رقم 94 لسنة .2791
واعتبر هلال أن القرار صائب 001٪ وأنه سوف يسانده بكل قوة لأنه يحقق أمن واستقرار الطالبات، ويطمئن أسرهن عليهن داخل المدن الجامعية، لافتا إلى ترحابه بالمنقبة التى تلتزم بتنفيذ هذا القرار، وهذا ينطبق على كل المنقبات اللاتى يرتدين النقاب داخل الحرم الجامعى.
وزير التعليم العالى قال: حرصا منا على توفير وسائل مرضية لجمع الطلاب بما فى ذلك المنقبة التى لم تلتزم بهذا القرار، فسيتم تنبيهها وتوجيهها عدة مرات، وبعد التأكد من عدم تنفيذها للتعليمات سيتم إخلاء طرفها من المدينة، فالقرار يأتى ضمانا للسلام الاجتماعى وحفاظا على حياة الطالبات وبث مزيد من الطمأنينة داخل نفوسهم، فهو يتيح لكل من هو داخل حرم المدينة رؤية وجوه المارة بما يضمن عدم تخفى الرجال خلف سترة النقاب! وكشف هلال عن أنه تم الإمساك بالفعل داخل بعض المدن الجامعية برجال وطلاب يتخفون تحت ستار النقاب محاولين دخول المدينة من خلال البوابات أو الأسوار!
ووصف د. عبدالفتاح صدقة - رئيس جامعة طنطا - إصرار المنقبات على ارتداء النقاب داخل المدن الجامعية بأنه خاطئ.. فليس من المعقول أن تسدل الطالبة النقاب على وجهها والقائمون على المدينة بأكملها إناث!
مضيفا: جامعة طنطا سترفض تماما المنقبات بمدنها الجامعية، ولن تقبلهن إلا بعد التعهد بخلع النقاب.. ونحن نسعى لمناهضة هذا السلوك الذى يعتبر ترويجا سلفيا بعيدا كل البعد عن الإسلام.
وأوضح أن هذا القرار يأتى لفرض مزيد من الاستقرار والأمن داخل مدينة الطالبات، ومن يردد أن هذا القرار سياسى وموجه شخص ساذج.. فالقرار نابع من شعورنا بالمسئولية تجاه حفظ أعراض البنات.
وضرب صدقة مثلين بطالبين ارتديا النقاب داخل جامعة طنطا، حيث أمسك أمن الجامعة العام الماضى طالبا بمدرسة الصنايع يرتدى نقابا داخل منطقة مجمع الكليات، ويقوم بسرقة أدوات صحية وأجهزة.. وتم تسليمه لقسم أول طنطا، فيما تم العثور على طالب آخر يرتدى النقاب ويجلس بجوار فتاة هى الأخرى ترتدى نقابا ويمارسان أفعالا مخلة بالآداب! وتمت إحالتهما لمجلس تأديب.
د. أحمد زكى بدر رئيس جامعة عين شمس قال لنا: عندما قررنا أن نتخذ المزيد من الإجراءات لدعم أمن واستقرار الطالبات داخل المدن الجامعية، واجهنا حربا شرسة من بعض التيارات والقوى السياسية المساندة للنقاب متجاوزين السؤال الذى كنا نطرحه عليهم.. كيف سيكون الأمر إذا تسلل رجل إلى المدينة الجامعية فى زى منقبة للاعتداء على فتياتها؟! بالطبع سيكون الأمر صعبا للغاية، وقد تفكرون فى سفك دماء رئيس الجامعة أو تخرج المنظمات الحقوقية لتطالب بعزله من منصبه!
وانتقد د. ماهر جابر رئيس جامعة المنيا حملات التشويه التى تقوم بها القوى المساندة للنقاب قائلا: يقولون إننا نحارب الدين وننتهك حرية الطالبات ونعرض السكن بالمدينة والغذاء المدعومين من الحكومة مقابل خلع النقاب، كيف يقولون ذلك ونحن نسمح بدخول المنقبات الجامعة وحضور المحاضرات؟!
ويرى جابر أن النقاب عزلة للطالبات عمن تحيط بهن.. أشبه بالجدار العازل بين المنقبة ومحيطها الاجتماعى، موجها أصابع الاتهام إلى الفضائيات السلفية التى تروج لفرضية النقاب بحجة أننا فى عصر فتنة، وهو ما يتعارض مع الدين الإسلامى ووسطيته.
ووصف د. فوزى تركى رئيس جامعة كفر الشيخ إصرار الطالبات على ارتداء النقاب داخل المدن الجامعية بأنه تخلف فكرى، فالنقاب - بحسب رأيه - شىء بشع سواء كان داخل المدينة الجامعية أو خارجها، ويؤصل إلى أن كل من لا ترتدى النقاب مخطئة وآثمة وتستحق العقاب! وأبدى د. مصطفى كمال رئيس جامعة أسيوط تأييده المطلق لتطبيق ذلك القرار انطلاقا من مبدأ توحيد الصف مع الجامعات الأخرى، ودرءا للشبهات التى يثيرها النقاب، مشيرا إلى أن النقاب لو كان فرضا لالتزم به الجميع دون معارضة من أحد، لكن لأنه عادة وليس عبادة، قررنا بدء التطبيق الفعلى لقرار منع ارتدائه داخل المدن الجامعية.
ما يجرى فى الجامعة ينسحب أيضاً على المصالح الحكومية التى اختفت تحت نقاب الموظفات اللاتى يفقدن التواصل مع المواطنين، وكان أولى بهن ألا يخرجن من منازلهن بدلاً من تعذيبنا معهن.. عشرات المحاميات المنقبات يرتدين ملابس سوداء من الرأس حتى أخمص القدم.. ولايظهر منهن سوى الأعين التى تنتظر الطرح السوداء هى الأخرى.. يباشرن عملهن فى أروقة المحاكم كأنهن أشباح لايستطيع أحد تحديد هويتهن سواء من قبل الموكلين أو الجهات الرسمية التى يترددن عليها.. رصدناهن فى الشهر العقارى والأدلة الجنائية والأحوال المدنية.. أمينات سر داخل المحاكم يتعاملن مع زملائهن والقضاة والمحامين.. موظفات فى كثير من القطاعات كالوزارات والهيئات والمصالح الحكومية والمدارس.. ردود فعل متباينة، بين مؤيد ومعارض.. ساخط ومرحب بذلك التيار الجديد الذى اكتسح حتى صار النقاب بأشكاله المتعددة هو السائد.
داخل حديقة الجزيرة المطلة على النيل، وفى تمام الساعة الخامسة، بدأت الحديقة تمتلئ بالرواد، بينهم حوالى عشر منقبات خلال أقل من ساعتين.
كان مشهد لفتاة منقبة وشاب يرتدى ملابس عادية بمجرد دخولهما الحديقة قررا الانفراد بنفسيهما فى أحد الجنبات، وبدت عليهما الرغبة فى الاختفاء، فى تناقض صارخ بين سلوكيات الفتاة المنقبة وما يردده أنصار النقاب يجعلك تشعر تلقائيا بأن هذا النموذج لا يمكن أن يعامل بمزيد من الإقدام أو يمنع هيبة ومكانة تحفز أخريات على ارتداء النقاب.
مشهد آخر لفتاة وعجوز ملتح اتضح من خلال أحاديثهما أنهما متزوجان حديثا، وأن المنقبة فتاة تصغره فى السن، ومما أثار دهشة رواد الحديقة عندما استمر فى التقاط الصور لها، حيث ظهر كمتصاب يلتقط صورا لوجه مختف تماما وراء النقاب.
المشهد الثالث كان لسيدتين بدا من طريقتهما وأسلوب تعاملهما وملابسهما أنهما من منطقة شعبية، حيث دار بينهما حديث بشأن إحدى السيدات وكانتا تغتابانها بألفاظ سيئة تطعن شخصها، بينما كانت تجلس بجوارهما طفلة صغيرة ترتدى الحجاب وعلى غير عادة الأطفال فى سنها قررت أن تجلس بمفردها وحيدة مبتعدة عن بقية الأطفال.
داخل مركز شباب روض الفرج كانت تجلس سيدة منقبة بمفردها تتأمل ما يحدث حولها، غارقة فى التفكير، وبجوارها زوج بدت عليه الغيرة الشديدة، وكان ينهر زوجته بعصبية ويحثها على القيام عندما حضرت اثنتان تتشحان بالسواد منقبتان لتجلسا بجانب المنقبة الغارقة فى العزلة.
المشهد الأكثر غرابة كان داخل نادى الزهور، حيث توجد نسبة كبيرة من المنقبات داخل النادى، وهذا ما أكده لنا طلال عبداللطيف عضو المكتب التنفيذى لنادى الزهور عندما قال: إن نسبة المنقبات تصل إلى 7٪ من العضوات، والمحجبات 09٪، بينما تصل نسبة غير المحجبات إلى 3٪ فقط، وكأنها هى الاستثناء.
يضيف: لانستطيع أن نفعل شيئا أو نرفض قبول عضوات منقبات، فالحديث عن ذلك مسألة محظورة، كما أنه لا توجد تعليمات من المجلس القومى للرياضة تفوضنا فى حظر دخول المنقبات للأندية.
داخل نادى الزهور مسجد كبير به نسبة لا بأس بها من المنقبات.. كما توجد لجنة دينية ضمن لجان الأنشطة بها عدد لا يستهان به من المنقبات اللاتى يتولين أنشطة هذه اللجنة ويسيطرن عليها حتى إن النادى تحول إلى حلقات دينية خاصة، والمنقبات استغللن الوضع بوجود لجنة دينية لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال ومن أجل دروس توعية.
المشكلة الحقيقية داخل هذا النادى وغيره هى عزوف الأطفال والفتيات عن المشاركة فى البطولات الرياضية والتى تشترط خلع الحجاب أو النقاب، وهى أزمة حقيقية إذا علمنا أن نسبة كبيرة تنسحب من المسابقات التى قد ترتبط باتحادات عالمية تستقطب منها المواهب خاصة فى رياضة السباحة.
حسن عرفة - مدير نادى هليوبوليس الأسبق - اعترف بأن عدم وجود تعليمات من المجلس القومى للرياضة جعلهم يلجأون إلى الاختبارات الشخصية لنقص المنقبات، خاصة أن تواجدهن فى هذه الأندية يمثل خطورة واستياء، فالمنقبة نموذج لإنسانة ترفض الحياة ولا تريد الاختلاط بالآخرين، وتعتبر نفسها عورة، ويتساءل: إذا كانت تشعر بأنها عورة فلماذا تأتى إلينا، وإذا رفضنا قبول عضويتها ستقاضينا.
فى حين يصبح الأمر سهلا بالنسبة للأندية التى لاتتبع المجلس فهى أندية خاصة لاتسمح بدخول المنقبات فى عضويتها احتراما لرغبة باقى الأعضاء.
الأمر لايقتصر على الأندية فقط فالنقاب تسلل أيضا إلى النقابات المهنية منها نقابة المحامين، حيث نجد نسبة لا بأس بها من المنقبات قد يجلسن فى حلقات نقاشية ولايستطيع أحد أن يمنع أو يقف فى طريق أى منقبة.. وأن بعض المحامين - بحسب المحامى ياسر على - اعترف لنا بأن النقاب لا يتلاءم مطلقا مع مهنة المحاماة قائلا: وفقا للمنطق من ترتدى النقاب ترغب فى الاحتجاب الكامل، حيث ترى أنها فتنة للرجال، والمقابل المنطقى لهذا الموقف الاجتماعى هو الاعتكاف فى المنزل والابتعاد عن العمل الذى يتضمن بالضرورة تجمعا من الرجال والنساء. أما حسن ثابت - مدير سابق بإدارة تربية وتعليم - فقد أكد على ارتفاع نسبة المنقبات بين المدرسات فى المدارس فى جميع المراحل قائلا: النقاب لا يتماشى مع روح العصر، وأصبحت المرأة وكأنها شىء مقزز يجب تغطيته بالكامل.. كيف يكون الوضع بالنسبة لمدرسة اللغة الإنجليزية.. كيف يتعلم الطلاب مخارج الألفاظ ونطق الحروف والكلمات.
وليست المدرسة فقط، فالطبيبة والممرضة كذلك، ويرى د.إبراهيم صالح - النائب الأول السابق لرئيس محكمة النقض ومجلس القضاء الأعلى - النقاب مرفوض فى مهنة المحاماة، لأن من شأنه مخالفة جميع الأعراف وتقاليد المهنة.. فالقاضى نفسه يضع على صدره وسام القضاء وهو جزء من المظهر وجوهر نظم المحاكم..
حتى أن القاضى فى بعض الدول يضع شعرا مستعارا رمزا للهيبة.. وكذلك على المحامى عندما يقف أمام المحكمة عليه أن يلتزم بزى المحاماة، وهو الروب الأسود، ومن حق القاضى أن يرفض حضور المحامى ما لم يكن يرتدى زيه، وبالنسبة لارتداء النقاب فى مهنة المحاماة فإنه يمثل عائقا وله تأثير نفسى سلبى على القاضى فكل إنسان له سمات وأسلوب فى الحديث وصوت يميزه، فالوجه جزء من أدوات المحامى لإقناع القاضى بدوافعه وأسانيد دفاعه.. ومن خلال تفرس الوجه ودراسته يتعرف القاضى إلى صدق الأسانيد فضلا عن ضرورة التأكد من هوية المحامى، وبالتالى النقاب ضد طبيعة المهنة.
د.ناية رضوان أستاذ علم الاجتماع تفند دوافع الهروب إلى النقاب بأنه سوء فهم وتفسير الدين فى ظل غياب الدور الرقابى لوزارة الأوقاف وظهور خطباء ودعاة عملوا على تغييب الوعى لدى أغلبية المسلمين بسبب عدم إعمال العقل والاستناد إلى خلفية دينية هشة، حيث ترى أن الأغلبية تنصاع وراء معلومة دينية وكأنها نص قرآنى دون الاستناد إلى المنطق فى تحكيم أمور الحياة، مما أفسح المجال لفئة أزهرية غير مؤهلة على الإطلاق نتج عن ذلك ضعف شديد فى الثقافة الدينية، وحالة جماعية تستند إلى حديث ضعيف أو سنة غير مؤكدة منقادة لكل ما يقال أو يتردد تحت مظلة الدين حتى صار (الوجه والكفان) عورة رغم أن الحالة الوحيدة التى يسمح بها للمرأة ارتداء النقاب هى عندما تكون امرأة صارخة الجمال فى الحج والعمرة أثناء الطواف حتى لاتجذب انتباه الرجال، وبخلاف ذلك لم يذكر أو يتطرق للنقاب فى أى مجال من المجالات. وتحذر د.نادية رضوان من أن يتخذ النقاب نفس مسيرة الحجاب الذى بدأ على استحياء ثم أصبح ينتشر لتصل نسبته بين السيدات إلى 08٪.
فى رأى د.آمنة نصير - أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - أن الإسلام لم يفرض النقاب، وإنما وجد فى الشريعة اليهودية فى سفر التكوين إصحاح 83 وإصحاح ،42 وهناك نص صريح على لسان موسى بن ميمون - أحد أحبار اليهود - بأن المرأة تخرج من اليهودية إذا خرجت بوجهها وشعرها، فهو مذكور صراحة فى كتاب التلمود وشروحه المنشا والجمارة، ومن هذا الاهتمام التلمودى والتوراتى وجد النقاب، وجاء الإسلام ولم يفرضه.
يتفق د.عبدالمعطى بيومى - عضو مجمع البحوث الإسلامية - معها مؤكدا على أن النقاب ليس فرضا أو واجبا، وأدلة القرآن على ذلك واضحة وصريحة، فهناك آية تبيح كشف الوجه وأى شخص درس جزءا صغيرا من الفقه يدرك معنى قوله قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ولايبدين زينتهم إلا ما ظهر منها، كما أن هناك 11 حديثا فى البخارى ومسلم - وهما أصح الكتب بعد كتاب الله - كلها تؤكد وتقطع بأن النساء كن يكشفن وجوههن فى عهد الرسول.
ويرجع الكاتب الصحفى صلاح عيسى ذلك إلى نشاط منظم من قبل الجماعات السلفية تدعمه القنوات الفضائية الناطقة باسم هذه الجماعات ودعاتها الذين يلجأون إلى ذلك، ويصورونه كأنه فرض دينى مستغلين فى ذلك بعض الفئات الاجتماعية التى ليس لديها وعى كافٍ. وعن طريق تلك القنوات التى ظهرت منذ 6 سنوات مرتبطة بهذا النشاط للتيارات الإسلامية سيطر نوع من الإرهاب الفكرى وبدأت تظهر اتجاهات موالية لهذا التيار المحافظ أو المتشدد فى المجتمع حتى لاتخسر جماهيريتها ولا تريد أن ترد له رأيا، وأصبحت هناك مزايدات وسعى لزيادة نسبة المشاهدة من قبل نواب برلمانيين وأحزاب سياسية، هذا الإرهاب طال شيخ الأزهر نفسه صاحب الرأى الفارق فى هذا الموضوع من الناحية الشرعية، وكانت النقطة الفاصلة فى نتائج تفشى ثقافة النقاب وسلبيات ومخاطر ذلك، حيث كشف عن وقائع وسلوكيات مسيئة لطلاب يقيمون فى المدن الجامعية متخفين فى النقاب، وعلى الجانب الآخر أن يكتشف شيخ الأزهر بنفسه أن الطالبات الصغار يرتدين النقاب رغم عدم الاختلاط فى معاهده الأزهرية.
روز اليوسف وحدها نبهت إلى خطورة هذة الكارثة على مدى إكثر من عامين.. وسعينا أكثر من مرة إلى إجهاض مستصغر الشرر قبل أن يستعر ويلتهم الأخضر واليابس كل حملاتنا كانت تأكيدا على خطورة النقاب واختراقه للعديد من القطاعات الحيوية والمهمة فى الدولة، لم تكن فقط من منطلق توجه ليبرالى ومدنى، كنا ولا نزال أحرص من يطبقه، ولكن كانت - أيضا - من منطلق وقائع وأحداث موثقة زخر بها العديد من السجلات الرسمية.
كشفنا فى أكتوبر 7002 أن النقاب كان من أكثر الوسائل المساعدة على ارتكاب الجرائم!.. كان ستارا عريضا حمل بين طياته الشذوذ والتسول والخيانة الزوجية والسرقة بالإكراه!.. اتخذه الكثيرون وسيلة للهروب من المساءلة القانونية!.. تساوت فى ذلك الفنانات ورجال وسيدات العصابات.
لم يمض شهر على ما كشفناه مدعما بالمحاضر الرسمية حول جرائم النقاب لنفجر بعدها كارثة طبية وحضارية تمثلت فى اختراق النقاب لواحدة من أكثر القطاعات الطبية أهمية بالنسبة للمريض!.. فقد نجح النقاب فى أن ينتشر بشكل سرطانى داخل قطاع التمريض.. اتشحت ملائكة الرحمة بالسواد!.. اعتبرت أن وجهها عورة وتبسمها فى وجه المريض ذنب!
حملة روزاليوسف عن ممرضات النقاب قابلتها هجمة شرسة من تيارات التأسلم والرجعية.. حاولوا إثناءنا عن مواقفنا أكثر من مرة، لكن ما نشرناه تحول إلى قضية رأى عام رغما عنهم!
واجهنا الوزير بهذا الاختراق السلفى، الذى وقف فى وجهه هو شخصيا فى إحدى زياراته الميدانية بالمستشفيات التابعة للوزارة!.. كشفنا دون مواربة أن نقاب الممرضات ما هو إلا إسقاط لصفة الإنسانية عن مهنة لا تعنى فى المقام الأول إلا الإنسانية!.. نبهنا إلى أن هذا التدهور فى مجال الرعاية الصحية، يمثل فضيحة صارخة وجريمة مكتملة الأركان!
فى مستشفى الزقازيق قالوا لنا أن روزاليوسف تتلقى أوامر من جهة أجنبية لفتح ملف المنقبات!.. وفى كفر الشيخ هددوا محررتنا بتشويه وجهها بماء النار حتى ترتدى النقاب! ورغم تهديدات وتوعدات الرجعيين واصلنا حملتنا.. وصلناها لأننا كنا نعلم قوة موقفنا، وأننا نتحرك من فوق أرض صلبة.
كنا نعلم ضعف موقف المزايدين وتجار الدين.. فقد حاول الكثيرون ممن باعوا ضميرهم المهنى، تمرير فكرة أن النقاب لا يعوق الممرضة عن أداء واجبها!.. وغالطوا الواقع عندما أعلنوا أن ارتداءه حرية شخصية، لكن دوافعنا ومنطقنا كان أقوى لأن حملتنا - ببساطة - لم تكن على أرضية دينية، بل دفاع عن قواعد مهنة محترمة تقتضى فيما تقتضى عدم المساس بحقوق المرضى.. لذلك نجحنا، وبدأت وزارة الصحة - آنذاك - فى وضع مواصفات الزى الموحد الجديد للممرضات.
لم تكن الواقعة الأخيرة التى مثلها شيخ الأزهر عندما كان يتفقد أحد المعاهد الأزهرية فوجد طالبة لم يتعد عمرها الثانية عشرة ترتدى النقاب هى الأولى من نوعها.. فقد سبقت روزاليوسف فى 03 سبتمبر 7002 بأن كشفت عبر تحقيق موثق ومدعم بالصور أن هناك فتيات لم تتعد أعمارهن السابعة ويجبرهن الأهل على ارتداء النقاب!
وهى بالتأكيد كارثة أكثر خطورة من كارثة نقاب البالغات!.. فالطفلة التى يجبرها أبوها الجاهل على ارتداء النقاب فى هذه السن غالبا ما يحملها بتحذيرات إضافية تحملها معها إلى المدرسة، كما تحمل حقيبتها الدراسية!
.. فعليها أن تمتنع عن محادثة زملائها أو زميلاتها غير المنتقبات!
لك أن تتخيل أى كائن يمكن أن يخلقه جو خانق مثل هذا.. جو لايعرف لهو الأطفال أو ألعابهم.. لايعرف الفرق بين أحلام الصغار ورغبات البالغين.. لايميز بين تربية البشر وتلبيس الشياطين!
حاولنا أن نعرف سر هذا الغزو السلفى لعقول النساء أكثر من مرة.. اقتربنا من الظاهرة إلى حد الالتصاق!
وكما أثار انتباهنا وجود أول طالبة منتقبة داخل كلية الفنون الجميلة سألنا سيدات الشارع لماذا قررن أن يرتدين النقاب من الأصل؟!
تنوعت الإجابات والفعل واحد.. بعضهن قررن هذا لتخفيف رقابة الأسرة، وبعضهن اعتبرنها عقيدة وأخريات أجبرن عليه بفعل خطيب أو زوج!
عرضنا فى المقابل تجربة جريئة أخرى تقترب من تشريح الظاهرة، خاضتها د.دلال البزرى أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية.
البزرى كانت قد قررت أن ترتدى النقاب وتنزل الشارع لتعرف ماذا يحدث بالضبط.. قالت لنا فى البداية أنها شعرت على الفور بنوع غريب من القوة، وقررت أن تأخذ بثأرها من كل المعاكسات التى تعرضت لها فى السابق، لكنها أكدت فى النهاية أن النساء يرتدين النقاب هروبا من المساءلة الأخلاقية!
فالبزرى كانت تريد أن تفهم أكثر.. وهكذا - أيضا - استنتجت!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.