رئيس الوزراء عصام شرف أروع ما كشفت عنه ثورة 25 يناير صورة الفساد الذى كان قد استشرى فى المجتمع.. وهدم جميع القيم وأصاب فى نفس الوقت الجماهير بالحزن والاكتئاب على مدى ما وصلت إليه الأحوال.. وأصبح واجبنا ومسئوليتنا أن نصلح الخطأ والانحراف وأن نعيد الهدوء والأمن والاستقرار للمواطنين الذين يتعرض بعضهم لاعتداءات وحشية وهنا تبرز مسئولية الوزارة الجديدة التى يجب أن تضع الشرطة فى خدمة الشعب وأن يكون دورها هو بعث الاطمئنان عند الناس.. فى الشارع والمسكن والعمل ومحل العمل، وقد خطت الوزارة خطوة فى الطريق الصحيح عندما أقرت مشروع قانون لمواجهة البلطجة والاعتداءات على الأبرياء تصل العقوبة فيه إلى الإعدام. ومن المظاهر التى يجب أن تواجه أيضاً قضية المغالاة فى بعض المرتبات التى تصل إلى الملايين شهريا للبعض وتنحدر إلى المئات فقط عند البعض الآخر.. هو ما يدعونا إلى المطالبة بتحديد حد أعلى وحد أدنى فى كادر واضح لمرتبات المواطنين الذين يتقاضون أجورهم من ميزانية الدولة. ولا شك أن أهم المكاسب الشعبية للثورة ضرورة إعادة الأموال المسروقة والمنهوبة بغير حق.. وعلى الوزارة الجديدة أن تستخدم كل السبل القانونية لاستعادة هذه الأموال التى تحتاج إليها فى دعم اقتصادنا القومى سواء الموجودة فى مصر أو المهربة إلى الخارج. وعلينا أيضاً التغلب على المظاهر التى تحاول بعث الفتنة الطائفية، ومنها حرق الكنائس والتى تعتبر بعيدة عن واقع ومشاعر الشعب المصرى الذى يؤمن بأن الدين لله والوطن للجميع.. وهنا تبرز مسئولية كبار رجال الدين من المسلمين والمسيحيين الذين يجب أن يبشروا دائما بالتوافق الوطنى، وتأكيد النسيج الشعبى الواحد. وعندما تتحقق هذه الأهداف النبيلة يمكن القول بأن الثورة قد انتصرت على الفساد وإنها أصبحت فى خدمة الشعب. الوزارة.. ويوم المرأة العالمى د. فايزة ابو النجا من الملاحظات التى وقفت عندها فى وزارة المهندس عصام شرف إنها تضم وزيرة واحدة هى السيدة فايزة أبو النجا بينما كانت الوزارة السابقة تضم أكثر من سيدة. وقد توافق تشكيل الوزارة مع الاحتفال بيوم المرأة العالمى الذى حصلت فيه الدكتورة فايزة أبو النجا على تكريم خاص من اللجنة المصرية للتضامن فى 8 مارس 2010 تقديراً لدورها الناجح فى عملها وزيرة للتعاون الدولى. وقد اعتادت اللجنة المصرية للتضامن أن تحتفل بيوم المرأة العالمى وأن تقدم تقديراً خاصاً للسيدات اللائى يتميزن بعطائهن فى هذا اليوم الذى يحتفل به النساء والرجال معا فى أنحاء العالم. وأذكر أن أول يوم احتفال بيوم المرأة العالمى قامت به اللجنة المصرية للتضامن كان عام 1995 عندما كرمت الفنانة إنعام محمد على فى إخراجها فيلم «الطريق إلى إيلات». ولم يقتصر احتفال اللجنة بالسيدات المصريات فقط ولكنه تجاوز ذلك إلى تكريم بعض السيدات العربيات.. أذكر منهن السيدة نجاح العطار- وزيرة الثقافة فى سوريا، وأمة العليم السوسوة السفيرة اليمنية وفى عام 2007 كرمت اللجنة السيدة بهية الحريرى شقيقة الشهيد رفيق الحريرى رئيس وزراء لبنان، والسيدة رندة برى حرم السيد نبيه برى رئيس البرلمان اللبنانى فى احتفال واحد ضم الدكتورة ليلى تكلا والدكتورة منى مكرم عبيد والإعلامية منى الشاذلى. ولا شك أن اختيار السيدة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولى فى وزارة الدكتور عصام شرف بعد ثورة 25 يناير 2011 هو تقدير من الثوار لدورها فى خدمة مصر.