أسعار الذهب في السوق اليوم    كيلو الأرز ب 33 جنيها.. قائمة أسعار السلع الأساسية اليوم 30-4-2024    ماذا يحدث في جامعة كولومبيا بعد انتهاء مهلة فض اعتصام الطلاب الداعمين لفلسطين؟    هل يرحل مارسيل كولر عن تدريب الأهلي؟    اليوم.. استئناف فتاة على حكم رفض إثبات نسب طفلها للاعب كرة شهير    اليوم.. محاكمة 7 متهمين باستعراض القوة والعنف بمنشأة القناطر    غدا.. "الصحفيين" تحتفل بميلاد رواد المهنة وتكرم الحاصلين على الماجستير والدكتوراه    تصالح مخالفات البناء.. "الإجراءات والمتطلبات"    اليوم.. نظر محاكمة المتهم بدهس تسنيم بسطاوى ضحية التجمع الخامس    سعد الدين الهلالي يرد على تصريحات زاهي حواس حول وجود الأنبياء في مصر    زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب الأرجنتين    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية في جلسة التعاملات الصباحية    مجلس الشيوخ يستأنف جلساته العامة اليوم    بكاء ريهام عبد الغفور أثناء تسلمها تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور    ختام عروض «الإسكندرية للفيلم القصير» بحضور جماهيري كامل العدد ومناقشة ساخنة    «طب قناة السويس» تعقد ندوة توعوية حول ما بعد السكتة الدماغية    الجيش الأمريكي ينشر الصور الأولى للرصيف العائم في غزة    حقيقة نشوب حريق بالحديقة الدولية بمدينة الفيوم    مقتل 3 ضباط شرطة في تبادل لإطلاق النار في ولاية نورث كارولينا الأمريكية    مباراة من العيار الثقيل| هل يفعلها ريال مدريد بإقصاء بايرن ميونخ الجريح؟.. الموعد والقنوات الناقلة    اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال في مخيم عسكر القديم شرق نابلس    ظهور خاص لزوجة خالد عليش والأخير يعلق: اللهم ارزقني الذرية الصالحة    تعرف على أفضل أنواع سيارات شيفروليه    تعرف على أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منه    هل أكل لحوم الإبل ينقض الوضوء؟.. دار الإفتاء تجيب    العميد محمود محيي الدين: الجنائية الدولية أصدرت أمر اعتقال ل نتنياهو ووزير دفاعه    حبس 4 مسجلين خطر بحوزتهم 16 كيلو هيروين بالقاهرة    هل ذهب الأم المتوفاة من حق بناتها فقط؟ الإفتاء تجيب    تعرف على موعد إجازة عيد العمال وشم النسيم للعاملين بالقطاع الخاص    نظافة القاهرة تطلق أكبر خطة تشغيل على مدار الساعة للتعامل الفوري مع المخلفات    د. محمود حسين: تصاعد الحملة ضد الإخوان هدفه صرف الأنظار عن فشل السيسى ونظامه الانقلابى    مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30 أبريل في محافظات مصر    موعد عيد شم النسيم 2024.. حكايات وأسرار من آلاف السنين    شقيقة الأسير باسم خندقجي: لا يوجد أى تواصل مع أخى ولم يعلم بفوزه بالبوكر    لتلوثها ببكتيريا برازية، إتلاف مليوني عبوة مياه معدنية في فرنسا    حماية المستهلك: الزيت وصل سعره 65 جنيها.. والدقيق ب19 جنيها    محلل سياسي: أمريكا تحتاج صفقة الهدنة مع المقاومة الفلسطينية أكثر من اسرائيل نفسها    العثور على جثة طفلة غارقة داخل ترعة فى قنا    أستاذ بجامعة عين شمس: الدواء المصرى مُصنع بشكل جيد وأثبت كفاءته مع المريض    مفاجأة صادمة.. جميع تطعيمات كورونا لها أعراض جانبية ورفع ضدها قضايا    بمشاركة 10 كليات.. انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي لطلاب جامعة كفر الشيخ |صور    السجيني: التحديات عديدة أمام هذه القوانين وقياس أثرها التشريعي    حكم الشرع في الوصية الواجبة.. دار الإفتاء تجيب    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لي نصيباً في سعة الأرزاق وتيسير الأحوال وقضاء الحاجات    تصريح زاهي حواس عن سيدنا موسى وبني إسرائيل.. سعد الدين الهلالي: الرجل صادق في قوله    «هربت من مصر».. لميس الحديدي تكشف مفاجأة عن نعمت شفيق (فيديو)    المتحدث باسم الحوثيون: استهدفنا السفينة "سيكلاديز" ومدمرتين أمريكيتين بالبحر الأحمر    عفت نصار: أتمنى عودة هاني أبو ريدة لرئاسة اتحاد الكرة    ميدو: عامر حسين ب «يطلع لسانه» للجميع.. وعلى المسؤولين مطالبته بالصمت    بعد اعتراف أسترازينيكا بآثار لقاح كورونا المميتة.. ما مصير من حصلوا على الجرعات؟ (فيديو)    ليفاندوفسكي المتوهج يقود برشلونة لفوز برباعية على فالنسيا    توفيق السيد: لن يتم إعادة مباراة المقاولون العرب وسموحة لهذا السبب    إيهاب جلال يعلن قائمة الإسماعيلي لمواجهة الأهلي    تقديم موعد مران الأهلى الأخير قبل مباراة الإسماعيلى    درجات الحرارة المتوقعة اليوم الثلاثاء 30/4/2024 في مصر    تموين جنوب سيناء: تحرير 54 محضرا بمدن شرم الشيخ وأبو زنيمة ونوبيع    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    أخلاقنا الجميلة.. "أدب الناس بالحب ومن لم يؤدبه الحب يؤدبه المزيد من الحب"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر والصراع العالمى فى الإعلام والفن الجديد
نشر في روزاليوسف الأسبوعية يوم 15 - 08 - 2020

الفنون الجديدة هو المفهوم الذى يطرح نفسه الآن بقوة ورسوخ فى كل أنحاء العالم، وهو مصطلح واقعى بسيط يتزامن ويتكامل مع مفهوم الإعلام الجديد.
وإن كان المحرك الفاعل لتلك الموجة من الفنون الجديدة التى يجب الانتباه إليها فى مصر والوطن العربى، هو مفهوم الإعلام الجديد الأكثر رسوخًا وصاحب السبق فى التغيير النوعى فى وسائل الاتصال الإعلامى والفنى.

ولعل الصفات المشتركة الأساسية بين الموجة الجديدة فى الإعلام والفن واضحة للغاية، إلا أنها تطرح أسئلة كثيرة مهمة.
فرغم اللا تزامنية بمعنى مقدرة الفرد الطبيعى المعاصر أن يختار زمان ومكان التفاعل مع الموجة الجديدة عبر الشبكة الدولية للمعلومات وعن طريق استخدام أبسط الأجهزة التكنولوجية مثل التليفون المحمول والشاشات الذكية.
إلا أن سؤال اختيار مكان وتوقيت إطلاق الصور والأفكار يبقى بيد عدد من النخب والمدن المؤثرة.
ورغم تفاعلية الموجة الجديدة، فإن أحد أطراف التفاعل يملك الإمكانيات المعرفية والتكنولوجية الأكثر تطورًا والأقدر على التأثير والترويج للصور والأفكار والمشاعر.
من المؤكد أنها موجة ذات طابع عالمى سريع الانتشار وشديد الحيوية والمرونة.
لكن السؤال المطروح: مَن العقل المفكر والمدبر، وهل لايزال هو ذلك العقل المركزى الذى كان صاحب التأثير الأكبر فى الإعلام والفنون ذات الطابع التقليدى؟
بالتأكيد تبقى هى أمريكا ومركز التأثير فى دوائر العقل الغربى.
ولعل الصراع الدائر حاليا حول ضرورة إلغاء عمل تطبيق «تيك توك» الصينى فى الولايات المتحدة الأمريكية هو أحد تجليات الصراع على مراكز التأثير فى الرأى العام العالمى والتأثير فى العولمة بمعناها الفكرى وصياغة احتياجات الإنسان المعاصر حول العالم ورغباته.
ويقف وراء هذا الصراع شعور قوى بالمنافسة الصينية الإعلامية الفنية بعد المنافسة الاقتصادية فى السوق العالمية.
إن نيويورك الابنة الشابة القوية الحية لمدينة لندن العجوز الوقورة هى مركز الشركات متعددة الجنسيات فى الاقتصاد والثقافة.
مما يجعل العواصم المتعددة حول العالم عبر التراكم الكثيف لا تجد فرصة حقيقية للاختيار، بينما تصبح ثقافة الجماهير العامة مكبلة بطريقة حياة جديدة عبر التجارة والإعلام والفنون الجديدة.
من طريقة ارتداء الملابس إلى طريقة تناول الطعام، وترتيب المنازل وغرف المعيشة حول العالم.
مما يجعلنا أمام السؤال المصرى والعربى المهم، وهو: كيف يمكن لنا الحفاظ على الثقافة الوطنية كطريقة تفكير وكأسلوب حياة فى ظل ما يدور حولنا من تغيير كثيف يستخدم الشركات متعددة الجنسيات فى الاقتصاد والأفكار والمشاعر والاحتياجات الإنسانية، وفى القلب من كل ذلك الإعلام والفن الجديد.
ولهذا فما أحوجنا الآن لتصور نظرى ثقافى فى مجالى الفن والإعلام يمكن تحويله إلى سياسات على أرض الواقع، كضرورة للإبقاء على الثقافة القومية، حفاظًا عليهما من الاندماج فى الهوية اللا قومية فى ظل تيار العولمة الجارف.
وفى هذا الشأن يحتاج الإعلام الجديد والفن الجديد فى مصر لامتلاك طرق وأدوات ومنصات ووسائل يمكن من خلالها المشاركة فى صنع الثقافة العالمية والتفاعل مع مراكز الأفكار والصور الكبرى جنبًا إلى جنب مع مخاطبة الداخل، فى إطار توازن فى صنع سياسات ثقافية تحافظ على الهوية وتتفاعل مع النظام العالمى القائم.
والأكثر إدهاشا وربما يخجل الكثير من الكتاب أن يصرحوا به، هو احتياجنا إلى الحفاظ على المنتج الثقافى والإبداعى التقليدى للعقل الأوروبى الذى تفاعل تفاعلاً مثمرًا خلال القرن التاسع عشر والقرن العشرين مع الثقافة القومية.
فسؤال الذات الثقافية الأوروبية سؤال مطروح بقوة فى ظل القيم الجديدة للإعلام والفنون ذات الطابع الجماهيرى السهل والمسلى جدا، والعامل فى الرغبات الأساسية للبشر.
فمع حضور القرن الحادى والعشرين تغيرت مراكز القوة المعرفية فى الإعلام والفنون بتراجع لصالح الغرب الأمريكى الجديد، وظهر واضحا التفاوت والتمييز بين المدن الأمريكية والأوروبية، خصوصًا مع ثقافة الانفتاح الكبير للحريات الشخصية وإمكانية قيام الفرد بعملية إنتاج الأفكار والصور وترويجها عبر التطبيقات الحديثة بسهولة ويسر فى التكلفة وفى الترويج، فى عالم أصبحت مراكز القوة فيه تسمح بحضور واضح للقوة المعلوماتية والمعرفية.
ولذلك فالقوة الثقافية المصرية ضرورة لا رفاهية، وتعد فى تقديرى الأولية الهامة فى عمل المؤسسات المختصة فى الفنون والإعلام هى رصد وتحليل الحركة الأدائية التى تحدث فى المجتمع، الصور والسلوك والمشاهد اليومية فى أدق تفاصيلها، المشاهدات، أبرز طرق تناول الطعام وأنواعه والأزياء وملامحها، تخطيط المدن، التجمعات السكنية، طرق التسلية والترفيه، وما إلى ذلك من عناصرمهمة لسلوك البشر وانفعاله وتفكيره، وردود أفعاله واهتماماته وهو أداء يحمل طابع المسرحية والتمثيل والاحتفال وارتداء الأقنعة، وخلط السلوك والصور بين الواقع الحقيقى والافتراضى.
ولا أمل فى هذا الصدد من ضرورة ذكر الحفاظ مع التطوير للفنون الشعبية والتراثية المصرية والحفاظ على مؤسسات الإنتاج التقليدى فى الإعلام والفنون، والنظر الجاد فى علاقتها بالإعلام والفن الجديد، وهو دائرة صراع كبيرة فى عالمنا المعاصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.