يحدث الآن بميزانية قدرها 215 مليون يورو، رصدها الاتحاد الأوروبى، عمل علمى إنسانى سيقدم للفن والثقافة دعماً معرفياً وسيفتح له أفقاً جديدة للدخول لعالم المستقبل، ألا وهو البرنامج الإطارى السادس لدول الاتحاد الأوروبي، والذى يزاوج بين العلوم والتكنولوجيا والفنون والثقافة والعلوم الإنسانية، فقد تم تصميم برنامج بحثى لتشجيع البحوث متعددة التخصصات يستهدف البحوث الجديدة والناشئة فى العلوم والتكنولوجيا New and Emerging science and Teachnology وهو البرنامج الذى يشار إليه اختصاراً NEST وهو عمل تكاملى يجمع احتياجات المستقبل القريب والبعيد، ما أحوجنا إلى تأمله فى مصر الآن إذ أنه يدمج الثقافة والفنون ضمن المشروعات العملية وينظر للعلوم الاجتماعية بمنظور جديد يستعيد فكرة وحدة المعرفة ويضع ضمن أهدافه معالجة مشكلات مستحدثة فى إطار شراكة البحر الأبيض المتوسط مثل الفقر والهجرة غير الشرعية وتفاعل وتغيير الثقافة كقيم وأفكار وأيضاً مشكلة الإرهاب بجذرها الثقافى الاجتماعى. فى محاولة لوصف العلاقات الجديدة بين الناس والصور المرئية المسموعة والسرديات التكنولوجية الطائرة عبر الفضاء الإلكترونى المتاح لكل الأفراد الآن، وتأثير ذلك على التغيير الكمى والكيفى للثقافة كمحرك فاعل للسلوك، فى محاولة لقياس ما لا يمكن قياسه من قدرة الثقافة والفنون على تغيير المحيط العام الاجتماعى والسياسى ورصد الصلات والتحولات والمبادلات بين الواقع والعالم الفنى والثقافى، كما يستهدف مستقبل العلاقة بين العلم والثقافة والتكنولوجيا وهى التى ستشهد تغييراً نوعياً فى إنتاج وإدارة الثقافة والفنون، وفى أفق العلاقة بين المسرح والبث المباشر، والمسرح والسينما، والفنون التشكيلية والموسيقى وفنون الفيديو المركبة، بل العلاقة بين تلك الفنون والأدب، فى إطار ما أسماه البرنامج بتفاوض المفاهيم، لمحاولة ضبط الحركة السريعة الحرة لتطور الأشكال الثقافية والفنية والتكنولوجيا وهو الأمر الذى يجب الانتباه له فى مصر الآن ألا وهو تبنى التحليل العلمى بقلق واهتمام كبير تجاه العلاقة بين الثقافة والتكنولوجيا لتعزيز المواطنة وإدارة المواجهة مع الإرهاب ولتجديد الذوق العام وتحسينه ولاستعادة دور مصر الفنى والثقافى على الصعيد القومى والإنسانى، وهو الأمر الذى يمكن تفعيله عبر تعاون عربى مشترك لبحث تلك العلاقة وتقديم إنتاج فنى ثقافى لا يكرس لصور البذخ والرفاهية ولا لتمجيد الجسد والملابس والسيارات والمنتجعات، وهى الصور الاستفزازية صانعة الحقد غير الموجه، ولا يعيد طرح الصور المكررة التى لا يراها أحد والتى ننفق عليها الملايين الكبيرة، كما يدعونا تأمل المشروع العلمى NEST لضرورة تفعيل التعاون الحقيقى بين مؤسسات العلم والفن والثقافة والتكنولوجيا فى مصر.