وزير التعليم يشهد فعالية "اللغة العربية مصدر الإلهام والإبداع"    4 طرق للإبلاغ عن عدم الالتزام بأسعار الخبز السياحي والفينو    القسام تقصف مدينة عسقلان برشقة صاروخية (فيديو)    حسن مصطفى: حسام حسن لم يكن موفقًا في تصريحاته وأرفض التقليل من لاعبي الدوري    منتخب الإسماعيلية يتأهل إلي دور 16 من دوري مراكز الشباب    5 سيارات إطفاء تسيطر علي حريق جراج بالإسكندرية    أخبار الفن اليوم: أزمة بين أشرف زكي وطارق الشناوي بسبب روجينا.. وبيان صادم من شيرين عبدالوهاب حول أحدث ألبوماتها    طارق الشناوي يرد على بلاغ أشرف زكي: 3 بطولات لروجينا كثير.. ومش موجودة في الشارع    عاجل: مناظرة نارية مرتقبة بين عبدالله رشدي وإسلام البحيري.. موعدها على قناة MBC مصر (فيديو)    رئيس لجنة الدواء ب"الصيادلة": 200 مليار دولار قيمة المستحضرات المزورة عالميا    مع ارتفاع درجات الحرارة.. طرق تحضير أكلات دون فرن    احذروا ملح الطعام..فيه سم قاتل    مدرب توتنهام: جماهير الفريق لا ترغب في فوزنا على مانشستر سيتي    تطورات أحوال الطقس في مصر.. أجواء حارة على أغلب الأنحاء    بعد موافقة الشيوخ.. ننشر أهداف قانون الضمان الاجتماعي والدعم النقدي    برج الجوزاء.. تعثر من يوم 16 إلى 18 مايو وانفراجة في هذه الإيام    فرديناند يهاجم تين هاج بسبب كاسيميرو    خلع البدلة الحمراء.. المؤبد لقاتل زوجته لتقديمها "قربانا للجن" في الفيوم    مواعيد قطارات عيد الأضحى الإضافية.. الرحلات تبدأ 10 يونيو    أحدهما محمد صلاح.. تطور عاجل في مفاوضات أندية السعودية مع ثنائي ليفربول    تعرف على شروط التقديم للوظائف في المدارس التكنولوجية    أطلق النار على جاره أمام منزله..والمحكمة تحيل أوراقه للمفتي (تفاصيل)    إيرادات الأحد.. "السرب" الأول و"فاصل من اللحظات اللذيذة" بالمركز الثالث    بدء التشغيل التجريبي للتقاضى الإلكتروني بمحاكم مجلس الدولة .. قريبا    ما الفرق بين الحج والعمرة؟.. أمين الفتوى يجيب    أمين الفتوى: لو بتسرح في الصلاة افعل هذا الأمر «فيديو»    «التعليم» تلوح ب «كارت» العقوبات لردع المخالفين    40 صورة ترصد الحشد الكبير لمؤتمر اتحاد القبائل العربية    حجازي: فلسفة التعليم المجتمعي إحدى العوامل التي تعمل على سد منابع الأمية    هل يدعو آل البيت لمن يزورهم؟.. الإفتاء تُجيب    أفغانستان: استمرار البحث عن مفقودين في أعقاب الفيضانات المدمرة    إيسترن كومباني بطلًا لكأس مصر للشطرنج    رشا الجزار: "استخدمنا قوة مصر الناعمة لدعم أشقائنا الفلسطنيين"    مياه الشرب بالجيزة تستطلع رأى المواطنين بمراكز خدمة العملاء    مشاورات بين مصر والولايات المتحدة بشأن السودان    سينتقل إلى الدوري الأمريكي.. جيرو يعلن رحيله عن ميلان رسمياً    "نيويورك تايمز": حماس راقبت النشطاء المعارضين لها من خلال جهاز سري    كروس يتخذ قراره النهائي حول مصيره مع ريال مدريد    سيارات بايك الصينية تعود إلى مصر عبر بوابة وكيل جديد    وزير الصحة يبحث مع نظيره اليوناني فرص التعاون في تطوير وإنشاء مرافق السياحة العلاجية    برلماني: السياسات المالية والضريبية تُسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمارات الأجنبية    المفتي للحجاج: ادعو لمصر وأولياء أمر البلاد ليعم الخير    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    محافظ سوهاج ورئيس هيئة النيابة الإدارية يوقعان بروتوكول تعاون    رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    افتتاح أول فرع دائم لإصدارات الأزهر العلمية بمقر الجامع الأزهر    تنطلق السبت المقبل.. قصر ثقافة قنا يشهد 16 عرضا مسرحيا لمحافظات الصعيد    قمة مرتقبة بين رئيس كوريا الجنوبية ورئيس وزراء كمبوديا لبحث التعاون المشترك    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    تحرير 92 مخالفة متنوعة خلال حملات رقابية على المخابز البلدية والأسواق    تطوير مطارات وموانئ.. مشروعات عملاقة بمحافظة البحر الأحمر لجذب السياحة والاستثمارات (صور)    الرئيس السيسي: الدولار كان وما زال تحديا.. وتجاوز المشكلة عبر زيادة الإنتاج    بينها 1000 لتر خل، إعدام 2.5 طن أغذية ومشروبات فاسدة بأسيوط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    هيئة التنمية الصناعية تستعرض مع وفد البنك الدولى موقف تطور الأعمال بالمناطق الصناعية بقنا وسوهاج    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    مستشار خامنئي: طهران مستعدة لإجراء محادثات مع واشنطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس تحرير روزاليوسف.. دائمًا خريج سجون!


وعادل حمودة يحاور إحسان فى عيد الميلاد ال55
ساعة «عصارى» فى أكتوبر 1925..
فاطمة اليوسف، سارة برنارد الشرق، وثلاثة من أصدقائها، يجلسون فى محل حلوانى اسمه «كساب».. مكان سينما ديانا الآن - جسور الحوار والدردشة تمتد بين الأصدقاء الأربعة.. مأساة الصحافة الفنية تعذبهم.. انحدار مستوى النقد الفنى يؤرقهم.. ماذا جرى للصحافة الفنية؟.. لماذا فقدت احترامها؟.. لماذا تعيش المجلات الفنية على حساب الفن كالنباتات الطفيلية؟.. فكرة شيطانية، مجنونة، تبرق فى رأس روزاليوسف - الممثلة.. «لماذا لا أصدر مجلة فنية؟».. «لماذا لا نسميها روزاليوسف؟».. الآخرون أصيبوا بالشلل.. «وأغلب الظن أن كل واحد منهم ترك هذه الفكرة عند باب المحل معتقدًا أنها لا تعدو أن تكون «دردشة مجالس».. ولم تمر أيام قليلة.. حتى «انطلق الباعة، ذات صباح، يصيحون «روزاليوسف».. «روزاليوسف».
أصبحت الفكرة حقيقة..
وفى الأسبوع الماضى دخلت «روزاليوسف» المجلة والتاريخ، عامها السادس والخمسين..
ساعة «صباح» فى أكتوبر 1980.
إحسان عبد القدوس، النجم اللامع فى سماء الصحافة المصرية، يجلس فى مكتبه «الدور السادس» بجريدة الأهرام.. شريط تسجيل يستعد للتحرك بينى وبينه.. بطاقات معايدة، فى صورة أسئلة، أحملها من نجوم روزاليوسف وصباح الخير إلى إحسان.. وحوار مثير يقفز، بدون ضوابط، بين أمس، واليوم وغدًا..
روزاليوسف- 56 سنة
إحسان لا يحكم مشاعره
 الواقعة التى مهدت بها للحوار، سبق ونشرتها فاطمة اليوسف، فى كتابها «ذكريات».. فاطمة اليوسف فى أولى صفحات ذكرياتها، تهدى لك هذه الذكريات.. لكنها تعترف أنها ذكريات ناقصة.. وتوصيك بأن تكملها ذات يوم.. هل ستنفذ الوصية؟..
- حتى الآن ما أقدرش أكتب مذكرات.. لا عن نفسى، ولا عن روزاليوسف.. لأن روزاليوسف بالنسبة لى ليست مجرد مجال عمل، ولا هى تاريخ عمل.. روزاليوسف بالنسبة لى هى بيتى، هى بيتى بدون مبالغة، أنا بأقصد روزاليوسف المجلة مش الأم بس، أنا فعلا ولدت فى روزاليوسف.. كان عندى ست سنوات، وأنا بألعب فى روزاليوسف..كنت طفلاً صغيرًا لما كان مكتبها فى حارة جلال الموازى لشارع عماد الدين.. وذكرياتى وأنا عندى 6 سنوات هى ذكريات بيتى.. كنت بألعب مع أحمد شوقى.. وكان قدامى محمد التابعى ومحمود عزمى.. كنت أعتبرهم عائلتى.. ولأنى كنت متربى فى بيت جدى، ولأن من تقاليد عائلة جدى أن يقبل الصغار يد أصدقاء العائلة الأكبر سنا، كنت أبوس أيدى أصدقاء العائلة الأكبر سنا، كنت أبوس أيدى أى واحد كبير، قاعد مع ماما فى روزاليوسف.. كانت ماما تضحك وهى سعيدة بالتقاليد اللى أنا عايشها واللى مش موجودة عندها.. كنت الوحيد الذى أتبع التقاليد فى وسط روزاليوسف.. واستمريت عايش فى روزاليوسف، زى ما أنا عايش فى بيتى.. ولما كان يحصل لها أى تغيير، كنت بأحس كأنى بأتنقل من بيت لبيت.. كأنى عزلت من حى إلى حى.. مجرد تغيير فى شكل الشقة وديكورها إنما البيت نفسه، هو هو، ما تغيرش..
صعب، بالنسبة لى، أن أكتب مذكرات.. المذكرات تعتمد على التركيز الذهنى والعقلى.. لازم الواحد يبعد أحاسيسه.. طبعًا ده لا ينفى أننى أفكر فى كتابة المذكرات إنما مش قادر.. أحاسيسى تتغلب على ذكرياتى.. على واقعى.. مش قادر أكتب عن والدتى.. كل ما أمسك القلب وآجى أكتب، عواطفى تغلبنى.. حتى فى مقدمة «ذكريات» فاطمة اليوسف بأقول كده.. بأقول أنا عندى إحساس عجيب باعتبار والدتى معجزة.. إحساس بيغلب اعتبارها أنها ست عملت.. إحساس أنها معجزة يمنعنى من التركيز فى كتابة المذكرات.. خصوصًا أنا متعود أن لا أمسك القلب وأكتب إلا إذا انتهيت من تركيز الموضوع الذى سأكتبه فى ذهنى.. مش قادر، عواطفى تسيطر على عقلى.. أنا النهاردة أهم حاجة تهمنى فى كل الصحف إيه؟.. روزاليوسف.. صباح الخير.. كل أسبوع أدور على المجلتين.. أقرأهما.. بافرح، بأزعل، زى ما أكون فيهما، سبت روزاليوسف من 20 سنة ولم يتغير إحساسى بها.. بالضبط إحساسى بها زى إحساسى بأمى وزى إحساسى ببيتى.
روزاليوسف- 56 سنة
تغيرت إمكانيات الجيل الجديد
 تتابع روزاليوسف بنفس الأحاسيس القديمة، ما رأيك فيها الآن؟.. هل تغيرت؟.. هل تراجعت؟..هل ظهر على صفحاتها نجوم جدد؟.. سؤال أحمله لك من نهاد جاد مديرة تحرير صباح الخير.
- شخصية روزاليوسف لم تتغير.. اعتمدت روزاليوسف منذ بدايتها على المحررين الجدد.. على الجيل الجديد.. إذا شاخوا وعجزوا يسيبوها لجرائد أخرى.. ويبتدى جيل جديد يطلع.. محمد التابعى ابتدى فيها وهو جيل جديد.. مصطفى أمين ابتدى فيها جيل جديد.. أنا ابتديت فيها جيل جديد. طبعا أنا مكنتش ممكن أسيبها، لأنى صاحبها، وخرجت منها بالعافية.. إنما سبتها لما بقيت جيل قديم.. أول ما كبرت راحت الظروف منفذة قانون روزاليوسف، فتركتها.. ربنا عايز روزاليوسف وصباح الخير، دائمًا تبقى جيل جديد.. النهاردة مفيش من الجيل القديم سوى جمال كامل وصلاح حافظ وفتحى غانم ولويس جريس.. إنما دول لسه عندهم اعتزاز بالجيل الجديد، وبيدوا الفرصة له..
اللى حصل فى روزاليوسف هو تغير إمكانيات الجيل الجديد، عما كان عليه.. وهذه ظروف عامة.. الجيل الجديد الذى نشأ بعد الثورة بيتميز بشخصية وطريقة تفكير واندفاعات تختلف عن أجيال ما قبل الثورة، التى نشأنا فيها، ده سببه تغيير نظام الحكم.. هذا التغيير هو اللى ظهر على روزاليوسف، وهو اللى مؤثر عليها.. روزاليوسف بتعتمد اعتماد مطلق على الحرية، مش كجريدة، وإنما كلون، نوع من الصحف لا يستطيع أن يصل إلى القمة إلا عن طريق الحرية المطلقة، خصوصًا أنها مجلة كاريكاتير.. والكاريكاتير لا يزدهر إلا فى مناخ من الحرية السياسية المطلقة.. وهذا لم يتوافر بعد الثورة بنفس الدرجة التى كان عليها قبل الثورة.
روزاليوسف لا تعتمد على الطباعة الفاخرة، ولا على الصور الفوتوغرافية.. ولا على البيانات الرسمية.. نوعها يعتمد فقط على حرية الرأى.. وهذا ما يؤرجحها من فترة إلى أخرى.. مرة مزدهرة جدًا لأن فيه حرية.. ومرة تنخسف لأن مفيش حرية.. هذا لا يعنى العاملين فى روزاليوسف، لأن طبيعتها لا تجذب إلا النفوس الحرة والعقليات الحرة، الناس هم هم. الظروف هى التى تعطيهم فرصة التألق أو تمنعها عنهم.. الجيل الجديد اللى دخلها، جيل متحرر، إنما لا يملك إمكانيات التعبير عن حريته.. لا تملك روزاليوسف أى مغريات أخرى إلا الحرية.. مفيهاش مغريات الجرائد الأخرى.. وزمان كان الواحد بيخرج منها، فى السن، اللى لا تستطيع روزاليوسف أن توفى احتياجاته المادية، فيضحى بحريته، ويذهب إلى جريدة أخرى، فى سبيل تغطية احتياجاته المادية.
أنا نفسى كنت باضطر، وأنا فى روزاليوسف، أن أكتب فى جرائد أخرى، أو أبيع قصة للسينما، علشان أقدر أعيش.. ولا تزال روزاليوسف النهاردة هى أكثر الصحف والمجلات المصرية حرية..
روزاليوسف - 56 سنة
النساء يرأسن الرجال
 سيدة هى التى أصدرت روزاليوسف، والحاجة سعاد تتولى منصب عضوها المنتدب، الآن، وكثير من النساء برعن فى الكتابة على صفحاتها، كصحفيات، وأخذن فرصة لم تتحها لهن صحيفة أخرى.. من سعاد رضا العضو المنتدب لروزاليوسف إلى إحسان عبد القدوس.. هل تستحق المرأة ما وصلت إليه؟.. هل مستوى أدائها الصحفى يتناسب مع مستوى فرصتها؟
- إذا كنت باعتبر روزاليوسف.. السيدة معجزة، فأنا حتى الآن مندهش من شخصيتها.. لا يمكن لسيدة أن تستمر بمجلة مثل روزاليوسف إلا إذا كانت هى نفسها معجزة.. كان فيه ستات أصدرن مجلات، ولم تستمر، لم يكن عندهن احتمال وجرأة والدتى.. لا تتصور المتاعب اللى ماما تعرضت لها.. جاءت عليها أيام لم تكن لتجد فيها أكلاً لبيتها.. معندهاش فلوس تأكل.. وكان أصحابها ما يقدروش يدوها فلوس.. إنما كانوا يفتعلون المناسبات لعزومتها على الأكل.. كأن يقول لها أحدهم : « أما النهارده يا ست عاملين صينية رز إنما تستاهل بقك».. ووصل الأمر بها إلى حد أنهم حجزوا على دولاب ملابسها.. رغم كده كان عليها أن تدبر 50 قرشا كل أسبوع مصروفى حتى لا تشعرنى أنها فى ضائقة.. معظم سنوات عمرها كانت متعبة.. السنوات الهادئة التى تمتعت فيها بالنجاح والانتصار كانت سنوات متفرقة وقليلة جدا بالنسبة للسنوات القاسية.. حتى الآن لم تتعرض سيدة فى سبيل عمل أو فى سبيل فكرة، لما تعرضت له السيدة روزاليوسف.. عملها كممثلة وعملها كصحفية.. لكن.. هذا لا يعنى عدم وجود سيدات أخريات لم يكافحن. ولم ينجحن..طبعا فيه.. إنما لا يستطعن أن يخلقن روزاليوسف أخرى..
يعنى سعاد رضا أنا شخصيا معجب بها، أنا كنت تقريبا أخاها الكبير، لما جاءت روزا كانت تلميذة صغيرة، ولسه فى المدرسة.. ووالدتى الله يرحمها حبتها زى بنتها، وتولت تربيتها وأمورها، كانت قاسية عليها جدا لكى تنجح فى الشغل وفى المدرسة.. استمرار سعاد وسعة عقلها واستيعابها لمختلف الأجواء التى أحاطت بها هو سر نجاحها، ووصولها إلى منصب العضو المنتدب.. وهى حققت ما فشلت فيه ابنة روزاليوسف.. أختي.. سعاد عوضتها..
هناك أخريات فى الصحافة غير سعاد رضا.. أمينة السعيد سيدة أثبتت شخصيتها.. نساء كثيرات فى روزاليوسف وفى خارجها.. تفوقن أحيانا على رجال.. إنما اللى أنا باقوله دائما أن نسبة النساء إلى نسبة الرجال لا تزال ضعيفة..
عندنا رئيسة مجلس إدارة واحدة.. وعضو منتدب من النساء.. واحدة.. أنا أرجو أن ترتفع النسبة وواثق أنهن سيخرجن من روزاليوسف أيضا..
روزاليوسف- 56 سنة
الصحافة مهنة تستحق التضحية
 مديرنا الفنى، الفنان الرقيق عدلى فهيم يسألك بعد مشوار طويل قطعه معك فى روزاليوسف.. هل الصحافة الآن مهنة تستحق التضحية ؟..
قطعا الصحافة مهنة تستحق التضحية، أصبح لها من قوة الوجود ما رفعها إلى أعلى مستويات المهن.. أنا مثلا بالرغم من أننى مش جيل قديم قوي، لما ابتديت كانت الصحافة مهنة لا يتشرف بها المجتمع، ولا يضعها فى مستواها اللائق كقوة توجيهية ضخمة.. أما جيت أتجوز رفضت عائلة زوجى المحافظة، أن يكتبوا فى بطاقة الدعوة « إحسان عبدالقدوس.. الصحفي» وتعمدوا أن يكتبوا « إحسان عبدالقدوس – المحامي».. أرادوا أن ينفوا عنى تهمة الصحافة.. ده تغير الآن.. ده حصل فى بلاد متخلفة كثيرة مثل السعودية والخليج، وأصبحت الصحافة قوة.. مكنتش كده من قبل وزى ما قلت لك، أنا اتولدت بين عنصرين مرفوضين فى المجتمع.. التمثيل والصحافة.. اتربيت فى بيت جدي.. فى مناخ بعيد عن التمثيل والصحافة.. تعرضت لنظرة خاصة لم تصب غيري.. نظرة غير اجتماعية.. هذا كله تغير النهاردة.. أصبح يشرف أى أسرة أن تناسب صحفيا أو ممثلا.. يمكن التمثيل أقل.. إنما الصحافة وصلت إلى مستوى اجتماعى كبير جدا.. أصبحت قوة خطيرة.. وإن أصبحت أيضا أكبر مهنة تتأثر بنوع الحكم فى أى بلد.. حسب ما يضعها الحكم تحدد شخصيتها الاجتماعية.. فى بلاد كثيرة مثل ليبيا والعراق، الصحافيون تحولوا إلى خدم أو أبواق للحاكم. وهذا يقلل من شخصية الصحفى ويقلل من كيانه الاجتماعي.. فى المناخ السليم، الصحفى الحر يساوى زعيمًا سياسيًا حرًا، ولا أفرق بين صحفى ناجح وزعيم حزب ناجح.. لا أفرق بين الصحفى والوزير.. كثير جدا من الصحافيين، بما فيهم أنا عرضت عليهم الوزارة أكثر من مرة.. أنا شخصيا رفضت أن أصبح وزيرا..
عدلى فهيم مثلا، ابتدى على أيامى صغيرًا جدا، شوف النهارده قوته إيه.. بخلاف أنه ماسك الإشراف الفنى لروزاليوسف.. وبخلاف سمعته الفنية خارج روزاليوسف، كاتب.. كان حايجيب الحاجات دى منين، لولا أنه صحفي..
 عدلى يقصد أن التاريخ يذكر الزعماء والقواد والكتاب والمطربين بينما ما يكتبه الصحفى ينتهى إذا ما دخلت الصحيفة الأرشيف..
لا.. لا.. غير صحيح.. المهم قيمة الصحفى نفسه.. الزعيم السياسى ممكن ما يكنش له تاريخ، إذا ما كنتش له قيمة.. إذا كان للصحفى قيمة حيفضل على طول.. محمود عزمي.. التابعي.. على أمين، لغاية دلوقتى مستمرين كتاريخ، لأنهم أدوا للصحافة ما يستحق أن يفتح لهم صفحات التاريخ.. طبعا الصحفى الذى يختفى هو الذى بلا قيمة.. معملش حاجة.. زى الدكتور اللى معملش حاجة، والوزير اللى معملش حاجة..
روزاليوسف – 56 سنة
الصدفة وحدها لا تكفى
 صدفة هى التى أنجبت روزاليوسف.. وصدفة هى التى ميزت شخصيتها الكاريكاتورية اللاذعة.. وصدفة نقلتها من الفن للسياسة.. ولا تزال الصدفة تلعب دورا واضحا فى مصيرها ومستقبلها.. هل تؤمن بهذا الكلام.. نص سؤال من فايزة سعد المحررة بروزاليوسف إلى أستاذها ؟
لا أشك أن الصدفة لعبت دورها فى ظهور روزاليوسف، إنما كل صدفة كان وراءها دافع قوي.. وراء إصدار روزاليوسف كانت رغبة فاطمة اليوسف أن تقول رأيها فى المسرح. خصوصا فى مسرح يوسف وهبي.
كان ممكن تكتب فى أى مجلة أو جريدة موجودة أو تقوله على قهوة فى شارع.. إنما لأنها سيدة عنيدة.. تصر على تنفيذ رأيها عملت مجلة مخصوصة لتقول فيها رأيها.. التطور بعد كده جاء طبيعيا، مش صدفة.
الحركة الوطنية بعد سعد زغلول فرضت على روزاليوسف صفحات سياسية. واندفاع فاطمة اليوسف وحسها بالجماهير هو اللى طور روزاليوسف وجعلها صحيفة تعبر عن احتياجات هذه الجماهير.. وجعلها أيضا صحيفة للأفكار الجديدة وللجيل الجديد.. مكنش عندها كاتب كبير وكاتب صغير.. كان عندها مقال جيد ومقال ردىء.
لم يهمها أن تكون شهرة الكاتب هى ما فى المقال.. تربت بين المشاهير فلم تنبهر بالشهرة.. كانت تقرأ مقال كاتب مجهول بنفس حماسها لمقال كاتب مشهور.. وأنا ورثت عنها ده.. وكان كل اللى يشتغلوا معايا فى روزاليوسف يعرفوا إن أنا يهمنى الإنتاج الجيد، وما يهمنيش الشهرة. لأن أنا متربى بين المشاهير. من وأنا تلميذ فى المدرسة ولا تجذبنى الشهرة ولا الرئاسات لأنهم كلهم أصحاب أمي، وأصحابى ده من الأسباب اللى طورت روزاليوسف وقوتها لحد دلوقتي.
 جيل روزاليوسف وصباح الخير حملنى أمانة أصغر سؤال : هل تقرأ له ما ينشره فى المجلتين ؟.. الأسماء كثيرة.. والمهم السؤال لا الأسماء!
-أنا باقرأ فعلا لشبان وشابات كثيرين فى المجلتين، وبأفرح بيهم قوي. زى حملة الصحافة اللى عملتها أنت، وفايزة سعد، انبسطت بموضوعاتها قوي. ودى دليل على أن الأجيال التى دخلت بعدها تملك موهبة الصحافة وموهبة الكتابة. وزي ما قلت لك إن من الصعب النهاردة أن يرتفع جيلكم والأجيال التى بعدكم إلى أعلى بسهولة، لأن النطاق أصبح ضيقا. مش زى الأول. ورغم كده فالمواضيع الضيقة بتظهر مواهب كثيرة جدا. لأن لو جيت تكتب موضوع عن أزمة الفراخ مثلا. فيه فرق بين صحفى جيد وصحفى روائي، وكاتب بارع، وكاتب عادى أو نص نص، حتى فى موضوع الفراخ.. ولا شك أننى معجب بالكثيرين من جيلكم، على صفحات روزا وصباح الخير.
روزاليوسف- 56 سنة
لن أدخل الصورة للمجلة
 فنانوا الكاريكاتير لهم تساؤلات.. جمعة يسأل عن سر دخول الكاريكاتير روزاليوسف.. رؤوف يسأل عن احتلال الصورة الفوتوغرافية لمساحات الكاريكاتير... وحجازى وناجى وشريف يسألون عن سر ضعف الكاريكاتير.. تفضل..
- دخول الصورة إلى روزاليوسف هو تطور إجبارى، لم ترده روزا فى يوم من الأيام، لأن الشخصية الأساسية لها هو الاعتماد الكامل على الكاريكاتير، الظروف هى التى اضطرت إلى هذا التطور، لأن مجال الكاريكاتير ضاق جدا، وهو فن لا يزدهر إلا فى حرية كاملة، يعنى زمان إيه اللى خلا واحد أرمنى مثل صاروخان أو سانتوس يشتهر؟ إن الكاريكاتير كان يعطيهم حرية فى التعبير غير عادية، النهاردة مجال الكاريكاتير ضاق فى المسائل العامة ولم يعد هنا مفرا من دخول الصورة الفوتوغرافية.
لو كنت ماسك روزاليوسف، كان لا يمكن أحط صور فوتوغرافية فيها، ولا حتى فى صباح الخير، أعمل مجلة ثالثة للصور الفوتوغرافية، علشان أحتفظ للمجلتين بطابعهما المميز، مهما كانت الظروف.
تاريخ الكاريكاتير فى روزاليوسف قديم، دخل لأكثر من سبب.. سبب سياسى، وهو أن يكون سلاحا حادا ولاذعا فى النقد.. وسبب فنى، هو أن الصور الفوتوغرافية كانت تحتاج إمكانيات طباعية، لم تكن تتوافر أيامها فى روزاليوسف.
روزاليوسف- 56 سنة
العودة لروزا مستحيلة
 ماذا تفعل لو صدر قرار من المجلس الأعلى للصحافة بأن تتولى رئاسة روزاليوسف؟.. سؤال لصلاح حافظ!
- لا أقبل.. أرفض.. وأصر على الرفض.. وسبق منذ 4 سنوات، بعد استقالة الشرقاوى، أن عرض على رسميا أن أتولى مسئولية روزاليوسف، ورفضت.. هناك سببان يا صلاح وراء هذا الرفض.. السبب الأول: أنا كنت فى روزاليوسف، ونجحت فى روزاليوسف، وتعذبت فى روزاليوسف، ولو رجعت تانى حأشعر أن يدى مقطوعة، ما أقدرش.. وكل اللى اشتغلوا معايا حاسين بكده، إنما هم عندهم قوة احتمال ليست عندى، بدليل أن أنا لما كنت فى روزاليوسف كنت كثيرًا ما بسيبها وأقعد فى البيت، فى أى جريدة ثانية لا أحس بنفس الأحاسيس.. لأن روزا هى بيتى الحقيقى.
السبب الثانى: إن أنا شخصيا كبرت، أصبحت النهاردة لا أحتمل إدارة التحرير، أو إدارة الإدارة، بالإضافة إلى أن ده أصبح ممنوعًا بالقانون، تولى مناصب صحفية بعد الستين، أنا عملت حسابى ألا أكون سوى كاتب فقط.. لما سبت الأهرام سألونى رسميا، عايز تبقى إيه.. قلت لهم مستشار، لأن المستشار لا يتحمل أية مسئولية، ولو أن من يوم ما اتعينت منذ 6 سنوات مفيش حد استشارنى.
إنما أقولك بصراحة، ولا تتعجب، ولا تحزن كثيرا جدا فى السنوات الأخيرة ما خطر ببالى أن أرجع روزاليوسف، ككاتب، وكمستشار، وتعجب للسبب، بأفكر فى العودة لأن أمنيتى أن يوم ما أموت لازم تشيع جنازتى من روزاليوسف، إحساس غريب أنا نفسى باندهش له، لأن أنا سايب روزاليوسف من سنين طويلة، ومع ذلك لم أزرها، ولم أدخلها، لأن خايف لو دخلت روزاليوسف ما أخرجش منها تانى، أفضل قاعد لكم هناك على طول.
 سؤال اعتراض حول رأيك فى خروج الصحفى للمعاش!
- لا يمكن طول ما فيه صحة أن يطلع معاش، لا يمكن أن يحتمل هذا القرار، أنا مثلا سنوات ما كنت ممنوعًا من النشر، لم أمتنع عن الكتابة، كنت باكتب وأحط فى الدرج، الفترة الوحيدة التى لم أكتب فيها هى التى كنت فيها فى السجن.. وأحب أقولك.. إن المعاش أكبر خطأ ترتكبه الحكومة فى حق الصحافة.. لأن معناه أنها تطبق نفس اللوائح الحكومية على الصحافة، وده معناه إعلان أن الصحافة ملك الحكومة.
روزاليوسف- 56 سنة
السجن يعين رئيس التحرير
 تعودت روزاليوسف على أن يحكمها أحد أبنائها الذين تربوا فيها، وشربوا تعاليمها، لكن، قد يصبح رئيس تحريرها ورئيس مجلس إدارتها من خارجها، أحيانا، هل يمكن أن تستوعبه روزاليوسف، بعد هذا العمر ليصبح جزءا من نسيجها الطبيعي؟.. استفهام من عبدالعزيز خميس رئيس مجلس الإدارة الحالى ورئيس التحرير.
- هناك كلمة شهيرة للسيدة روزاليوسف، أن أى رئيس تحرير لروزاليوسف لازم يدخل السجن، يا وهو رئيس تحرير، يا قبل كده، يا بعد كده.. أنا نفسى اتعينت رئيس تحرير روزاليوسف بعد ما خرجت من السجن والدتى قالت لى: خلاص هتبقى رئيس تحرير.. اللى مطمنى لعبدالعزيز خميس أنه دخل السجن، فما دام دخل السجن السياسى يبقى كفء لرئاسة التحرير، واستوفى شروط المنصب فى روزاليوسف.
 عندما كنت فى روزاليوسف، كان الناس ينتظرون روايتك المسلسلة بفارغ صبر وكانت أرقام التوزيع ترتفع.. اليوم لم يعد هناك كاتب أو روائى يستطيع أن يجذب الناس إلى رواية مسلسلة، وأصبح التليفزيون بمسلسلاته هو عنصر الجذب الوحيد.. هل لك رأى آخر؟.. هل عندك تفسير لهذا الكلام؟.. سؤال يلح على الأديبة والصحفية الرقيقة زينب صادق.
- لا.. غير صحيح.. أنا مثلا فى الأهرام طلبوا منى أن أنشر قصة مسلسلة يوم الأحد، لأن يوم الأحد يوم عادى والتوزيع فيه مش مرتفع، فعلا ارتفع التوزيع، ورئيس تحرير الأهرام قال إن التوزيع زاد لأن إحسان بيكتب قصة، ونادرا ما يعترف رئيس تحرير الآن بمثل هذا الكلام فى اجتماع عام للتحرير.
أما قضية التليفزيون يا زينب فهو قضية عامة، التليفزيون أثر على السينما وأثر على الصحافة، وإن كان تأثيره على الصحافة ليس كثيرا، لأنها عادة أن تقرأ الصحف وتشتريها، ولا يزال حتى النهاردة المواضيع الكبيرة والقصص المسلسلة ترفع التوزيع.
 انتهت بطاقات المعايدة، التى قدمها لك أبناء روزاليوسف، هذا العام بصورة مبتكرة.. انتهت الأسئلة.. كل سنة وأنت طيب وروزاليوسف طيبة.
- كل سنة وأنت وروزاليوسف طيبين.
نشر بمجلة «روزاليوسف» فى 1980


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.