حسام عبد الهادى روزاليوسف الأسبوعية : 21 - 01 - 2012 مولد فن المونودراما المسرحى الذى يعنى المسرح الأحادى أو دراما الممثل الواحد جاء على يد الإغريقى «ثيسبس» الذى يعتبر أول فنان يقدم عروضا مسرحية منفردا جوالا على عربته الشهيرة قبل أن يتطور العمل المسرحى بعد ذلك، ليقدم باثنين من الممثلين ثم ثلاثة فأكثر إلى أن أصبح على الشكل الذى نراه عليه الآن. فى الوقت نفسه ظل فن المونودراما كما هو صامدا أمام التيارات المسرحية المختلفة ولم يعبأ بحالة التهميش التى وصل إليها ليقينه بأنه من الفنون الباقية مهما حجبها الظلام، حتى جاء من يأخذ بيده ويعيده إلى الساحة من جديد. انتعاش فن المونودراما جاء فى العصر الحديث على يد كل من «صمويل بيكيت» و«أنتوانشكوف» اللذين يعتبران وجه المونودراما الحديثة. من هنا كان الاهتمام بهذا الفن الذى ينتمى إلى مدرسة السهل الممتنع وانتشر بشكل واضح فى العديد من الدول التى سعت لإحيائه وتطويره من خلال المهرجانات التى أقيمت خصيصا من أجله أهمها مهرجان الفجيرة الدولى الذى تفتتحه هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بدولة الإمارات العربية المتحدة- غدا الأحد لوفاة شقيق الشيخ حمد بن محمد الشرقى حاكم الفجيرة وراعى المهرجان - دورته الخامسة التى تستمر حتى 28 يناير بمشاركة 12 دولة عربية وأجنبية و200 شخصية مسرحية وإعلامية من 34 دولة عربية وأجنبية، ويتم خلال هذه الدورة عرض 20 مسرحية تقدمها الدول المشاركة. منها «الطريقة المضمونة للتخلص من البقع» من مصر، «آكلة لحوم البشر» من الأردن، «قص ولصق» من لبنان، «سوناتا الربيع» من سوريا، «اصبر على مجنونك» من الإمارات، «ديزدمونا» بولندا - أستراليا، «اعترافات قناع» ألمانيا، «إلى بغداد» ألمانيا - العراق، «الملك لير» من تايوان، «نهاية الليالى» أذربيجان، «شىء أو لا شىء» من بريطانيا، بالإضافة إلى مسرحية «العازفة» التى أنتجتها هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وهى المسرحية الفائزة بالجائزة الأولى فى مسابقة نصوص المونودراما العربية من تأليف «ملحة عبدالله»، كما فاز بالجائزة الثانية «طه عدنان» من المغرب، وبالجائزة الثالثة «متولى عمر أبوناصر» من فلسطين. من الفنانين المصريين المكرمين فى المهرجان «نور الشريف»، «نبيلة عبيد»، «سميحة أيوب»، «هانى رمزى»، «محفوظ عبدالرحمن»، «سميرة عبدالعزيز»، «أشرف عبدالغفور»، «سامح الصريطى». ومن الضيوف العرب الذين سيتم تكريم «جمال سليمان»، «رشيد عساف»، «سلوم حداد» من سوريا و«سعاد عبدالله» و«محمد منصور» من الكويت. جائزة الفجيرة للإبداع المسرحى هى الجائزة التى استحدثها المهرجان هذا العام والتى ستمنح سنويا لأصحاب الإبداعات والإسهامات المسرحية المتميزة فى مجالات التأليف والتمثيل والإخراج على مستوى العالم، وسيتم اختيار شخصية كل عام لمنحها هذه الجائزة، وكان أول الفائزين بها المسرحى البريطانى العالمى «بيتر بروك» الذى وجهت إليه الدعوة فى مقر إقامته بباريس وسلمها له كل من الكاتب والشاعر الإماراتى «محمد سعيد الضخانى» نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام ورئيس المهرجان والمهندس «محمد سيف الأقحم» مدير المهرجان. حفل افتتاح المهرجان أقيم فى قلعة الفجيرة الذى شهد عرضا استعراضيا بعنوان «العالم يمر من هنا» من تأليف وأشعار «محمد سعيد الضخانى» وإخراج إياد الخزوز بمصاحبة فرقة أورنينا للمسرح الاستعراضى الغنائى.