لم تكن المرة الأولي التي تغني فيها المطربة الشابة ريهام عبدالحكيم أمام الرئيس مبارك في احتفالية خاصة بالجيش المصري، لكن الحفل الأخير في عيد القوات الجوية ومن بعده حفل عيد البحرية كان نقطة هامة في مشوارها الفني كما تقول ل «صباح الخير» وهي تستعد للمشاركة المعتادة في مهرجان الموسيقي العربية مطلع شهر نوفمبر المقبل بعدما قدمت في صيف هذا العام أغنيات ناجحة لجمهور السينما من خلال فيلم «عسل إسود» هذه النجاحات المتتالية دفعت ريهام للحلم بالمزيد في المرحلة المقبلة رغم كل الظروف الصعبة التي تحيط بصناعة الموسيقي في مصر. - ما الذي ميز مشاركتك في حفل عيد القوات الجوية مؤخرا بعد عشرات المشاركات في احتفاليات مماثلة خلال السنوات الماضية؟ بالفعل غنيت كثيرا أمام الرئيس مبارك وأتمني أن أتواجد في كل الحفلات التي تشرف بحضور سيادته لكن في حفل عيد القوات الجوية عام 2008 وحفل العام الحالي قدمت لأول مرة وصلة غنائية خاصة بي، وتميزت وصلة هذا العام أنها تضمنت لأول مرة أغنيتين تحملان اسمي - أي خارج قائمة أغاني التراث - التي أقدمها كما هي العادة في هذه الحفلات، وهما أغنيتا «الله يا مصر» كلمات سيد أبوالعيلة وألحان محمد علي سليمان، وأغنية «فيها حاجة حلوة» لأيمن بهجت قمر وألحان عمر خيرت. - وكيف يتم اختيار الأغنيات التي يتم تقديمها في هذه الحفلات الرسمية؟ - الأغنيات الوطنية التي تعيش في وجدان المصريين كثيرة وأحاول التنوع من حفلة إلي أخري لكنني أكرر دائما أغنية «مصر تتحدث عن نفسها» لأن الرئيس مبارك يحبها بشدة، وفي الحفل الأخير أحسست أيضا بأنه أعجب بأغنية «طوف وشوف». - أنت من المطربات اللاتي عرفن طريق الأضواء منذ سنوات طويلة من خلال دار الأوبرا ومسلسل أم كلثوم ولك في كل عام أغنيات ناجحة في السينما والتليفزيون لكن مع ذلك لاتسيرين علي خطوات ثابتة؟ - نعم لكنني لا أعتبر نفسي مظلومة، ولا أحب الكلام من منطق الضحية لأن السوق كلها تعاني وأنا لست مطربة بحاجة للتنازل حتي أستمر، فلي جمهور يبحث عن حفلاتي وبعد خبرة طويلة لم أعد بحاجة للتوقيع علي عقد احتكار لمجرد الرغبة في التواجد داخل سوق الكاسيت المنهارة من الأساس. - هل يعني هذا أنك لم توقعين مع أي شركة أخري بعد الانفصال عن شركة ميراج؟ - عندما وقعت العقد مع ميراج كنت أنا وثلاثة زملاء لي، وقيل لنا إنه سيتم إنتاج خمسة ألبومات لكل منا، علي مدار خمسة سنوات، ولكن بعد صدور ألبوم يجمع أغاني لنا جميعا، ووافقنا قبل أن تعلن الشركة عدم قدرتها علي الاستمرار بسبب الظروف المادية لأجد نفسي وقد وقعت علي عقد يحد من حركتي الفنية وفي المقابل لم أصدر حتي ألبوما خاصا بي، وبالتالي أنا الآن حرة من الالتزام مع شركة إنتاج تحصل علي توقيعي ولا تعطيني في المقابل ما أحتاجه كمطربة لاتزال في بداية الطريق، لايعني هذا أن كل الشركات سيئة ،بالعكس ظروف السوق هي التي كذلك لكن في نفس الوقت لماذا يطالب المنتج بحقوقه ولا يقوم بواجباته. -وماذا عن التعاون بينك وبين الإذاعة المصرية؟ - يوجد بالفعل تعاون مع الإذاعة التي انطلقت منها وبدأ ذلك في عهد الإعلامية الكبيرة إيناس جوهر ومستمر الآن مع الإعلامية القديرة انتصار شلبي، وشاركت من خلال الإذاعة في مهرجان اتحاد الإذاعات العربية ببورت غالب وحصلت علي الجائزة الأولي، لكنني مازلت أنتظر المزيد سواء علي مستوي الأغنيات المسجلة أو الفيديو كليب، وأتمني أن تتعاون الجهات الحكومية العاملة في المجال الإعلامي والفني من أجل دعم الأصوات المصرية الصاعدة في ظل اهتمام الشركات بنوعية معينة من المطربين. -وهل تلقيت عروضاً من شركة «روتانا»؟ - نعم وكان ذلك خلال تعاقدي مع ميراج فلم يتم الاتفاق، ولا أعلم الآن هل كان ذهابي إلي روتانا في مصلحتي أم لا، فالسوق كلها مضطربة ولا يمكن أن تجد فنانا شابا مرتاحا مع شركة الإنتاج بسهولة. -دائما يشكو الملحنون الكبار والشباب من عدم وجود أصوات قوية، ومع ذلك لانجدك تتعاونين كثيراً مع الملحنين المصريين من مختلف الأجيال إلا لو كان التعاون مرتبطاً بعمل سينمائي أو حفل له مناسبة معينة؟ - لا أستطيع أن أطلب من كل ملحن تعجبني ألحانه أن يلحن لي دون توافر الإمكانات الإنتاجية، لكن في الوقت نفسه هناك الكثيرون رحبوا بالتعاون معي في مقدمتهم عمار الشريعي وحلمي بكر ومن الجيل الحالي عمرو مصطفي ومحمد يحيي وطارق فؤاد. - حققت انتشارا كبيرا بأغنيات فيلم «عسل إسود» لكن هناك تناقضا كبيرا بين أغنية «بالورقة والقلم» و «فيها حاجة حلوة» كيف تتعاملين كمطربة مع هذا التناقض خصوصا أن تسجيل الأغاني يتم في نفس التوقيت؟ - التناقض بين الأغنيتين هو نفسه الذي يشعر به المصريون تجاه البلد، فكلنا نشتكي من الأوضاع لكننا نعشق تراب مصر في الوقت نفسه بالتالي تم توظيف الأغنيتين درامياً حسب أحداث الفيلم، وساعدني كثيرا الفنان أحمد حلمي في الوصول للإحساس المطلوب قبل التسجيل، وكذلك المخرج خالد مرعي لأنني لا أغني كلمات منفصلة عن الفيلم وكان لابد أن أفهم طبيعة العمل بدقة قبل التسجيل وأعتقد أن هذا التركيز وراء نجاح الأغنيات والفيلم نفسه بالطبع. -تشاركين في الدورة المقبلة من مهرجان الموسيقي العربية في رأيك لماذا لا يتمتع المهرجان بالتجديد والمفاجآت من عام لآخر؟ - الدكتورة رتيبة الحفني هي عراب هذا المهرجان وتبذل مجهودا كبيرا في تقديم إضافات جديدة كل سنة، ولكن هو في النهاية مهرجان هدفه الحفاظ علي التراث، فلا يمكن التجديد للدرجة التي تهز الأساس الذي يقوم عليه هذا الحدث، وأعتقد أن علي الإعلام دورا كبيرا في الترويج لهذه الفعاليات القيمة من أجل زيادة مساحة الجماهيرية. - شاركت ممثلة في مسلسل «أم كلثوم» ومع ذلك لم نرك علي الشاشة مرة أخري رغم إنتاج أكثر من عمل يدور حول حياة مطربة شهيرة؟ - بالفعل عرض علي بطولة مسلسل «ليلي مراد» لكنني اعتذرت لأن الجمهور لن يصدقني بعدما جسدت شخصية «أم كلثوم» ولو تم ذلك في ثلاث حلقات فقط ومنذ سنوات طويلة فلا يصح أن أقدم شخصية مطربة شهيرة مرة أخري حتي لو كنت أعشق كل مطربات ذلك الزمن، لكن في الوقت نفسه لا أمانع في العودة للتمثيل إذا جاءني الدور المناسب. - وإلي ماذا تتطلع ريهام عبدالحكيم في العام المقبل؟ - أتمني تقديم أغنيات خاصة بي وصدور ألبوم يحمل اسمي لأنني لن أكرر تجربة تقديم ألبوم به أغنيات تراثية حتي لايصنفني الجمهور دائما علي أنني مطربة متخصصة فقط في هذا المجال، وأنتظر أيضا تصوير مجموعة من أغنياتي علي طريقة الفيديو كليب لكن ذلك مرتبط بالعثور علي المنتج المتحمس.