نجوم الغناء في مصر والفرق الموسيقية المصاحبة لهم أضاءوا هذا العام معظم ليالي مهرجان الموسيقي العربية وشهدت حفلاتهم بدار الأوبرا إقبالا كبيرا ومازالت المناقشات تدور بين الجمهور حول الأداء والبرامج خاصة انه لأول مرة ينقل التليفزيون الحفلات علي الهواء مباشرة ومازالت بعض القنوات تذيع تسجيلات لفقراته مما ساعد علي اتساع القاعدة الجماهيرية المتابعة للحفلات مما جعل الوقوف عند بعض المحطات في ليالي هذا المهرجان من الأمور الهامة. كانت حفلة محمد ثروت من أكثر الحفلات الممتعة التي التزمت بتقاليد الأوبرا من حيث الالتزام بالبرنامج والمصاحبة الجيدة من الفرقة الموسيقية وكعادة ثروت جاء أداؤه جيدا ونجح في اختيار فقراته التي اقتصرت علي أغاني الرواد. أدي ثروت من أغاني الرواد 9 أغان منها أغان تعد متطورة في التناول الموسيقي مثل "مش كفاية" لفريد الأطرش و"آه لو تعرف" لمحمد عبدالوهاب والأغنيتان تعتمدان علي البيانو الذي عزف عليه رءوف المصري ببراعة.. أيضا هناك أغان تستثمر الكورال في فرقة عبدالحليم نويرة بقيادة المايسترو صلاح غباشي والتي صاحبته منها "يا لحن حبي" و"يا حلو صبح".. فرقة الاسكندرية الحفل الثاني الذي يستحق التوقف عنده حفل فرقة أوبرا الاسكندرية للموسيقي والغناء والذي استطاع المايسترو جورج بشري بذكائه أن يجعل فرقته نجمة الحفل كما أنه استطاع أن يحرق كل فقرات حفلات المهرجان التي تلته حيث جعل نجوم فرقته يؤدون أغاني تم أداؤها في الحفلات التالية وجاءت بشكل جيد من حيث الالتزام باللحن والأداء ومناسبة الصوت للحن فكانت المقارنة دائما لصالحه ولم تسقط منه إلا الأغنية الأولي من ألحان الرحبانية فكانت للأسف الألفاظ غير واضحة ولم تتقن المطربة اللهجة اللبنانية وكانت بداية غير موفقة لولا أن ما جاء بعدها جعلنا ننسي هذا خاصة انها فرقة متميزة تماما في الأزياء وطريقة الأداء وتنظيم العازفين علي المسرح والاعتماد علي الغناء الجماعي واعطاء دور مميز للكورال وتقديم تنوع بين الموشح والدور والقصيدة والأغنية رغم أن هناك فقراً في عدد العازفين عكس الفرق الأخري أيضا الفرقة تحملت عبء تقديم صوت جديد حيث صاحبت وائل سامي الذي شدا بأغنيتين لعبدالحليم "تخونوه" و"موعود" تم أداؤهما بشخصية جديدة بعيدة عن تقليد العندليب. من الفقرات المهمة أيضا تقديم همسة فؤاد ابنة نادية مصطفي وأركان فؤاد رغم أن ما أدته من أغنيات سبق أن قدمته في مهرجان الاسكندرية للموسيقي العربية والذي شهد مولدها كمطربة هنا تعرف عليها جمهور القاهرة وكانت أكثر ثقة وصوتها الجميل يؤكد بمستقبل واعد. الانقاذ أما حفل الليلة التاسعة في المهرجان والتي أحياها محمد الحلو وأحمد إبراهيم بمصاحبة الفرقة القومية للموسيقي العربية بقيادة المايسترو سليم سحاب والتي فشلت تماما في هذا الحفل ولم ينقذها وينقذ كل البرنامج إلا صوت كل من أحمد إبراهيم ومحمد الحلو وأداؤهما المتميز حيث اعتمدا علي قدرتهما الفائقة علي الغناء وأخذوا يغنيان بدون مصاحبة موسيقية.. هذه لم تكن حفلة وإنما بروفة الجميع ينظر في الورق لا يحفظون وأعتقد أن هناك ظروفاً لا أدري ما هي التي جعلت الجميع لم يتدرب علي هذا الحفل والنجوم لم يحفظوا ما يؤدونه من أعمال !! وبشكل عام فرقتا نويرة والنوبة العبء عليهما كبير ولهذا نتعجب لماذا لم تستعن الأوبرا بفرقة التراث وقائدها فاروق البابلي في المصاحبة فهي أحد الفرق الهامة التي يجب استثمارها وايضاً كان يجب تخصيص فقرة خاصة بها فمعظم نجومها الأبناء الأصليون لنويرة. عموما فكرة هذه الحفلة جيدة خاصة أن يكون هناك اهتمام بأغاني محمد رشدي الذي يعد احدي العلامات الهامة في تاريخنا الموسيقي ونموذج متطور للغناء المستند إلي تيمات شعبية ولكن كنا نتوقع من أحمد إبراهيم أن يقدم غناء أحد مواويل "أدهم الشرقاوي" التي تعد من أهم محطات رشدي وسبب شهرته وخاصة أن أحمد إبراهيم من أكثر القادرين علي أداء الموال. أما الحلو يميزه أن أغانيه ذاتها متطورة في إطار كلاسيكي وفكر موسيقي بالاضافة إلي ذلك أدي مجموعة من المواويل والتطريب معا لقد أنقذ فشل الفرقة الموسيقية. ورغم أن عبدالحليم حافظ كان محور معظم الحفلات إلا أن المنافس هنا كان كوكب الشرق والتي أدي أغانيها 3 نجوم من فرق دار الأوبرا ريهام عبدالحكيم ومي فاروق ومروة حمدي والأخيرة هي نجمة فرقة الاسكندرية وأحيانا يستعين بها المايسترو غباشي في حفلات كلثوميات وهي أكثرهن احساسا وتعبيرا لقد استمتعنا بغنائها الجميل لأغنية "بعيد عنك حياتي عذاب". أما ريهام ومي فكل منهما متمكنة في أدائها وخاصة انهما قدمتا أعمالا من رصيدهما الفني.. ومي جاء برنامجها مناسبا لحفل الختام وتفوقت في "جددت حبك" و"ليلة العيد". نجوم الشباك النجمان مدحت صالح وهاني شاكر نجما الشباك في هذا المهرجان نجد أن الأول كان في الأيام الأولي فكانت الفرقة الموسيقية لم يظهر عليها الارهاق فقدم لنا حفلا متميزا في الجانب الموسيقي خاصة أن عمرو سليم وعزفه علي البيانو يعطي ثراء للبرنامج ويكون له دور رئيسي في الربط بين الفقرت وقد اعتمد مدحت هنا علي أغاني التراث ولم يؤد من أغانيه إلا اثنتين فقط عموما كان موفقا كعادته وخاصة في أغاني محرم فؤاد ومحمد قنديل والذي له السبق في أدائهما والانتباه إليهما. أما النجم هاني شاكر فكانت الفرقة متعبة ولكن غباشي كان عنده من الذكاء فلم يؤد هاني إلا ما تدربت عليه الفرقة فأدي هاني أغنية عبدالحليم "جواب" وللأسف لم يكن بالدرجة التي تعودنا عليها من غباشي فمثلا صوت الكلارينيت الذي يميز هذه الأغنية فاستعاض عنه بالأورج. هاني اختار أغاني مرحة تناسب المقام وتناسب جمهوره الذي يدخل ليصفق معه.. وجاء أداؤه الرومانسي الرقيق والمتقن خير ختام لهذا المهرجان الجماهيري.