رغم الجهود التي يبذلها القائمون علي مهرجان الموسيقي العربية بالقاهرة والإسكندرية فإن مهرجانات عربية أخري مثل «الدوحة» و«هلا فبراير» تكاد تكون سحبت البساط من المهرجان المصري «العريق» لأن المشهد الواضح الآن يؤكد أن أسماء المطربين المشاركين في المهرجان المصري مكررة ولا جديد فيها إضافة إلي أن المطربين المصريين يتركونه ليتسول النجوم بينما يذهبون إلي مهرجانات غنائية عربية أخري من أجل حفنة من الدولارات. ما بين إعلان أعضاء اللجنة التحضيرية لمهرجان الإسكندرية الخامس للموسيقي العربية المقرر إقامته في الفترة من 2 - 8 أغسطس المقبل بأنهم يعانون «الأمرين» بسبب ضعف الدعم المادي للمهرجان وبين عدم وجود قناة تليفزيونية تقوم بتسويق فعالياته نطرح السؤال: هل أصبحنا نفتقد إلي صناعة مهرجان غنائي مصري يمتليء جدول حفلاته بأسماء كبار المطربين في مصر والعالم العربي؟!.. نحاول الإجابة من خلال هذا التحقيق. في البداية قال الموسيقار محمد قابيل أحد أعضاء اللجنة التحضيرية لمهرجان الإسكندرية للموسيقي العربية: هناك مشكلة لدي إدارة المهرجان تتمثل في استقطاب نجوم الغناء بسبب ضعف الميزانية وبالتالي ضعف المخصص المادي للمطربين، لذلك تجد مطربة مثل سميرة سعيد ترفض تماماً مبدأ الغناء في المهرجان بسبب مطالباتها المادية التي تفوق احتمال أي ميزانية مهرجان مصري لكنها تقبل الغناء في مهرجانات عربية أخري تدفع لها بالدولار، أما المطربة أنغام فتشترط أن تغني بفرقتها الخاصة رافضة أن يصاحبها في الغناء فرقة موسيقي الأوبرا، وبالتالي الظروف المادية لاتسمح ب «دلع» مطربات لايقدرن ظروف المهرجان الذي لايزال يعاني من قلة الدعم المادي. وأضاف: ناهيك عن المطربة آمال ماهر التي شاركت في مهرجان الموسيقي العربية الأخير لكنها خرجت عن النص بتقديمها أغنية تقول بعض كلماتها «بحييي الحرامي.. اللي ساكن أمامي» مما أساء للجمهور الذي انسحب فوراً من القاعة وقتها وجعل القائمين علي المهرجان في وضع حرج للغاية. وتابع قائلاً: رغم ذلك يحاول المهرجان أن يضيف أسماء جديدة غير الأسماء التي أصبحت تقليدية، حيث استعان من قبل بالمطرب خالد سليم ويحاول الاستعانة بمطرب مثل تامر حسني في مهرجان الموسيقي العربية المقبل بالقاهرة. وعن الجديد في المهرجان أوضح: هذا العام يقدم المهرجان المطربة الصاعدة «همسة فؤاد» ابنة المطربة نادية مصطفي والمطرب أركان فؤاد ويقدمها المهرجان باعتبارها المطربة الأولي في مسابقة الإذاعة الأخيرة، كما يقدم المهرجان لأول مرة الغناء الديني من خلال المنشد الديني محمد التهامي إضافة إلي تقديم فرقة التذوق السكندرية الفائزة في مهرجان الثقافة الجماهيرية. ناجح لكن مكرر وفي المقابل قال الموسيقار حلمي بكر: أحد أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان: لا أجد عيباً في تكرار أسماء بعينها من المشاركين في مهرجان الموسيقي العربية لأنه لابد أن يكون هناك بعض المكرر الناجح وليس المكرر الممل، ولا يمكن للمهرجان أن يقدم مطرباً ليس لديه جمهور لكن المشكلة تكمن في عدم وجود مطربين كثيرين يصلحون للغناء في مهرجان كلاسيكي مثل مهرجان الموسيقي العربية. وأضاف: رغم ذلك تحاول إدارة المهرجان في ظل المتاح علي الساحة الغنائية الاستعانة بمطربين جيدين علي طريق المستقبل مثل المطربتين ريهام عبدالحكيم ومي فاروق إلي جانب مطربين آخرين يتميزون بالأصالة مثل هاني شاكر ومدحت صالح ومحمد الحلو، وهذه طبيعة المهرجان وليس «قصر ديل» من إدارته. وشدد بكر: مهما كانت ميزانية المهرجان ضعيفة لسنا في حاجة إلي مطربين عرب يغالون في طلباتهم المادية مقابل المشاركة في مهرجان الموسيقي العربية لذلك أتمني من مطربينا المصريين عدم الانسياق في هذا الإطار «المشين» والتمسك بالانتماء للفن المصري الأصيل وبالمشاركة في مهرجاناتنا الغنائية المصرية. - جرأة - وأضاف: مهرجان الموسيقي العربية يحتاج بالفعل إلي ترويجه إعلامياً من خلال مختلف وسائل الإعلام، كما يحتاج إلي جرأة في تقديم أصوات شابة جديدة تستحق الظهور والدعم الفني من خلال هذا المهرجان. - وطالب الموسيقار المصري في ختام حديثه: لابد من إنشاء قناة تليفزيونية مخصصة لتغطية فعاليات مهرجان الموسيقي العربية وغيره من المهرجانات المصرية إضافة إلي تسويقه وترويجه في الدول العربية ليكون متواجداً بشكل فاعل علي خريطة المهرجانات الغنائية العربية.