فى الوقت الذى تراجع عدد من شركات الكاسيت عن الإنتاج وتسريح نجومها واقتصار نشاطها على تقديم أصوات جديدة وغلق شركات أخرى أبوابها ب «الضبة والمفتاح» واتجاهها إلى الإنتاج السينمائى بسبب الأجواء غير الصحية فنيا التى يعانيها سوق الكاسيت، قرر أكثر من 20 مطربا يتنامى عددهم عاما بعد الآخر خوض تجربة الإنتاج الخاص لألبوماتهم الغنائية فى محاولة جادة للخروج من عنق الزجاجة والتعايش مع الأمر الواقع الذى فُرض عليهم بسبب قيود شركات الإنتاج التى تفرض عليهم أمورا أشبه ب «غصة فى حلقهم»، لذلك يرفضونها ويرونها وراء تراجع نجوميتهم فى الساحة الغنائية.. قائمة المطربين الذين اتجهوا لإنتاج ألبوماتهم على نفقتهم الخاصة لا تنتهى فى ظاهرة تبدو واضحة، منهم المطربون عاصى الحلانى وراغب علامة ومحمد منير وخالد سليم، والمطربات كارول سماحة وسميرة سعيد ونوال الزغبى وغيرهن من نجوم الغناء.. ورغم أن بعض المطربين فى الوسط الغنائى أكدوا أنهم يخشون خوض تجربة الإنتاج الخاص معتبرين أنها مغامرة غير مضمونة ولا تحمد عقباها فى ظل أوضاع سوق الكاسيت المتقلبة، إلا أن البعض الآخر رأوا أنها الحل السحرى الذى يريحهم من سطوة شركات الإنتاج. المطرب خالد سليم عاد بعد غياب 3 أعوام بألبوم «ده أنا» من إنتاجه الخاص.. نافيا خوضه هذه التجربة لعدم تلقيه عروضا من شركات إنتاج، وبرر موقفه بأسباب تبدو مقنعة قائلا: فضلت الإنتاج على نفقتى لأسباب عديدة أهمها تحويل الأفكار التى تدور فى عقلى إلى أغنيات واختيارات الكلمات والألحان، إضافة إلى اختيار غلاف الألبوم والدعاية بحرية دون اعتراض أو تدخل من شركة الإنتاج. وأضاف: لن أغنى كلمات أو ألحانا تفرضها علىّ بعض شركات الإنتاج، أردت أن أثبت لنفسى أننى قادر على تقديم جميع الأفكار وتطبيقها بالشكل الذى أريده.. وقد قررت ألا أبيع صوتى ويستفيد منه غيرى سواء فى الرنج تون أو الكول تون وغيرهما لأن شركات الإنتاج تحصل على تنازل كامل من المطرب، كما تجبره على التنازل عن نسبة من 30 إلى 50 بالمائة من الحفلات الغنائية، لذلك فإننى سأستمر فى الإنتاج الخاص. المطرب محمد فؤاد الذى لايزال يحتفظ بمكانته وسط أفضل المطربين المصريين الذين ينتظر الجمهور أعمالهم قرر أن يخوض تجربة الإنتاج الخاص بعد انتهاء عقده مع «روتانا» بعد ألبومه «بين إيديك» مشيرا: لن أكرر أخطائى ولن أجدد تعاقدى مع «روتانا» فى سبيل أن أحرر نفسى من جميع قيود شركات الإنتاج، لذلك قررت أن تتولى شركتى إنتاج ألبوماتى لكى لا أترك الفرصة لأى شركة إنتاج تتحكم فى نجاحى. وعن الجدوى من خوض تجربة الإنتاج الخاص وجميع الألبومات لا تحقق مبيعات بسبب القرصنة أكد فؤاد: لو أن المنتجين لا يحققون أرباحا لاختفت جميع شركات الإنتاج، والحقيقة أنه يوجد توازن فى تحقيق المكسب المادى عن طريق ال «رنج تون» التى تحقق مكسبا ماديا عاليا جدا يعوض خسائر التوزيع.. اللبنانية كارول سماحة لاتزال تدافع بضراوة عن قرارها بخوض تجربة الإنتاج الخاص قائلة: لم أتعاقد مع شركة إنتاج حتى الآن، وقد تلقيت أكثر من عرض لأننى لا أحب الاحتكار وحريتى ليس لها ثمن. وفى المقابل تخلى المطرب هانى شاكر الذى يمتلك «سر» الاستمرار على الساحة الغنائية عن فكرة الإنتاج الخاص مفسرا موقفه بقوله: الإنتاج الخاص شىء صعب جدا، ويحتاج إلى جهد كبير جدا، وقد يحول الفنان إلى تاجر نظرا لأنه يتعامل بلغة الأرقام إضافة إلى المجهود الإضافى الذى يؤثر على اختيارات الفنان نظرا لانشغاله بأمور كثيرة يقوم بها كمطرب ومنتج فى نفس الوقت. واتفقت فى وجهة النظر الأخيرة المطربة آمال ماهر مشيرة: كنت أتمنى إنتاج ألبوماتى، لكن ذلك يحتاج مبالغ خيالية وجهدا مضاعفا يجعلنى لا أتفرغ لاختيار الكلمات والألحان لأن الاهتمام بالناحية التجارية يكون أكبر، كما أنها مغامرة غير مضمونة، لذلك أفضل التعاقد مع شركات إنتاج بشروط خاصة أهمها عدم عرض الكليبات بشكل حصرى والحرية فى اختيار الكلمات والألحان والرعاية الكاملة التى تليق بى.