إزاي ناكل لحمة.. بأقل التكاليف؟ هذا هو التحدي الذي واجهته ربات البيوت وتوصلن إلي حلول عبقرية نقرأها في السطور المقبلة. لحوم من منازلهم نجية 50 سنة - مدرسة - أم لخمسة أبناء تقول : عندي 5 رجالة يأكلوا الزلط ده غيري أنا وأبوهم.. كيلو اللحمة بيتقسم 8 حتت يعني بناكله مرة واحدة وإحنا ما ينفعش ناكل مرة واحدة لحمة في الأسبوع علشان الولاد بيلعبوا رياضة ومحتاجين تغذية ولازم ياكلوا 3 مرات في الأسبوع « زفر ».. وعلشان كده قررت أربي طيور وخرفان فوق سطح بيتنا البط والفراخ بياكلوا بقايا الأكل بتاعنا مخلوطة بالعليقة أما الخرفان باشتري لهم العيش الأسمر أبو شلن وأخلطه بالذرة والفول، وكل شهر أذبح خروف وأقطعه وأضعه في الثلاجة وناكل لحمة بالتناوب يوم لحمة ويوم أذبح بطة مزغطة أو « جوز» فراخ.. صحيح أكلهم بيكلفني كتير ده غير المجهود غير العادي إللي بابذله أنا وجوزي في تنظيف حظائرهم كل يوم والحقن البيطرية والأدوية التي نضعها في الماء كي لا يصابوا بأي أمراض، ولكن بالتأكيد أرخص من اللحمة التي تواصل ارتفاعها بشكل جنوني. « دعاء » - 33 سنة - ربة منزل أم لطفلين تقول : زوجي نقاش يعني بيشتغل حسب التساهيل يوم آه وعشرة لا، والولاد لسه أطفال ومحتاجين يبنوا جسمهم علشان كده أكل اللحمة بالنسبة لهم « صحة » يعني ضروري وأنا لو قطعوا رقبتي لا يمكن آكل اللحمة المستوردة ولا أدخلها بيتي، ولكني برضه باعرف أتصرف مع أزمة ارتفاع سعر اللحمة، فتلاقيني باشتري نص كيلو لحمة كل أسبوع وبتفنن في وضع إضافات عليه علشان حجمه يزيد وآكل منه أنا وأسرتي مرتين أو ثلاثة ، فمرة أضيف إليه الأرز وأعمله كفتة بالأرز ومرة أضيف له البصل والبقدونس والبطاطس، وأعمله كفتة شامي ومرة أضيف له بقصمات وأفرمه كويس في الكبة وأعمله برجر وبكده أكون أكلت ولادي لحمة بأقل التكاليف. حلوان هي الحل أما نجلاء -34 سنة - موظفة وأم لثلاثة أبناء: رغم أنني أسكن في محافظة القاهرة إلا أنني لا اشتري منها أي شيء، وأذهب إلي سوق محافظة حلوان، لأنها أرخص مكان لشراء اللحوم، فسعر كيلو اللحم هناك لا يتجاوز 48 جنيها، هذا غير جودتها، ولذلك اشتري كيلو كل أسبوع وأقسمه علي مرتين وباقي الأسبوع بناكل يوم سمك، ويوم كشري ويوم بطاطس محمرة وفول ويوم فراخ وبرضه الفراخ باشتريها من سوق حلوان بالواحدة مش بالكيلو، وهي فراخ يتراوح وزنها بين كيلو إلا ربع وكيلو وربع.. بلدي.. واسمها فراخ حشو يعني ممكن تتحشي بالأرز أو الفريك فيزيد وزنها للضعف. والفرخة الواحدة لا يزيد سعرها علي 12 جنيها، حيث أشتري ثلاثة أو أربعة علي بعضهم كده « شروة واحدة ». وبعمل الفرخة علي مرة واحدة . وفي يوم السمك باشتري نص كيلو سمك وأعمله صيادية، وأضيف إليها شرائح البطاطس ليتضاعف حجمها، وبكده أكون وفرت في الميزانية وماحرمتش ولادي. الحل في الخرفان الصومالي « زينات » عاملة بأحد المصانع وأم لثلاثة أطفال أيضا تربي الدجاج والخراف وتبيعها في السوق لتشتري بثمنها أغراضا أخري !! ولكن ماذا عن اللحوم ؟.. تقول: لا أستطيع أن آكل من الطيور أو الخراف التي أربيها لأنني أحتاج إلي ثمنها، ولأن اللحوم البلدي سعرها «غالي» فأنا أشتري لحوم المجازر الآلية بالنوبارية وهي لحوم خراف حية من الصومال تختلف عن الخراف البلدي في أنها ليست لها لِيَّة - أي ذيلها قصير كالمعيز- وتلك الخراف تذبح في مصر، وتخضع للإشراف الصحي وطعمها جيد، وأذهب إلي المجزر مرة كل شهر، وأشتري اللحم بكميات كبيرة لي والباقي للجيران والأصدقاء. اللحوم المستوردة ليه لأ؟! هناك عدد كبير من ربات البيوت يقبلن علي اللحوم المستوردة، لرخص أسعارها كبديل عن ارتفاع أسعار اللحوم البلدي، وهناك أسواق كثيرة تتخصص في بيع هذه اللحوم المستوردة. ومنها سوق السيدة زينب ومع عشرات من المحلات لبيع اللحوم «المستوردة » التي تسمي «بروتين»، والتي تباع أيام السبت والأحد والاثنين. وهذا النوع من اللحوم يأتي مذبوحاً ومعلباً في كراتين من الخارج وأسعاره رخيصة كيلو اللحم العادي ب 25 جنيها والمفروم ب20 جنيها والكبدة ب 16 و14 جنيها للبوفتيك، والسوق هي مقصد البائعين الجائلين وإلي جانب البائعين هناك مواطنون عاديون يشترون هذا اللحم لرخص سعره منهم الحاجة صباح أم لأربعة أيتام والتي تقول : أشتري من السوق كل ما أحتاجه من لحمة وكبدة لرخص ثمنهما، حيث إنني لا أستطيع شراء اللحم البلدي الذي لا نأكله إلا في العيد الكبير، وتؤكد الحاجة صباح أن هذه اللحوم لها طعم لذيذ وغير صحيح أن طعمها غريب، ولكنها فقط تحتاج إلي طريقة معينة في الطهي بحيث يتم « تشويحها » قليلا - أي وضعها في إناء مع الملح والفلفل ثم رفعها علي النار قليلا مع التقليب المستمر - وذلك لإذابة الدهون ثم تنشل من الإناء وتطبخ تماما كاللحم البلدي.