بخلاف غالبية الفعاليات الاحتجاجية، تبدو حملة مقاطعة اللحوم مسؤولية أساسية تشرف عليها «ست البيت»، فهى وحدها المسؤول عن التوفيق بين «المصرف» و«الحملة»، وهى المنسق الدائم لغرفة عمليات المطبخ. فى بيوت مصر تعود المرأة مع إضراب اللحوم لتقود التنفيذ وتحدد الخطوات، وتضع البدائل وتطبق الحلول. نجوى، ربة منزل مصرية شاركت فى الحملة، وأصبحت واحدة ممن يدرن غرفة عمليات المقاطعة «بصراحة يمكن دلوقتى مش حاسة بالأزمة أوى لأن عندى لحمة فى الفريزر من قبل الحملة لكن طبعا أنا مع المقاطعة، دلوقتى أنا عندى مخزون ولازم أحط خطط مناسبة عشان البيت ما يحسش بمشكلة وفى الوقت نفسه نرحم نفسنا من الأسعار المجنونة». تتابع ربة المنزل: «العقل والمنطق بيقول إن المشاركة ضرورية جدا ولازم الناس كلها تشارك فى الحملة دى.. مش حنموت من غير لحمة لكن ممكن نموت من الغلاء.. وحتى لو أنا قادرة على سعرها دلوقتى بردو مش حجيبها.. أنا مش فاهمة فعلا يعنى سعر الكيلو يوصل للرقم ده؟ مش لازم ناكل لحمة خالص أو على الأقل نقلل الكمية يعنى كيلو واحد يكفى، لكن مشكلتنا الحقيقية أن إحنا استهلاكيين أوى، يا جماعة اللحمة غليت من سنة والناس لسه بتشترى ولا كأن فيه ناس عمالين يرفعوا السعر على مزاجهم». تضيف نجوى: «لازم نبتدى نفكر صح ونكون واعيين ونحارب الغلاء بالمقاطعة وضرورى يكون عندنا الثقافة دى فلو كلنا أخذنا موقف وقاطعنا كل حاجه يغلى سعرها حنقدر نغير حياتنا بجد ونتغلب على الغلاء.. ومش بس محدودى الدخل لازم يشاركوا لأن الغلابة كده كده مقاطعينها ولا يأكلونها غير نادرا لكن لازم الشعب كله يقف أمام الغلاء». ربة منزل أخرى عبرت عن رأيها فى أزمة اللحوم، قالت نيلى: «دون شك كلنا نعانى من الغلاء.. وخلاص الكيل طفح خاصة بعد هذا الغلاء المبالغ فيه فى سعر اللحوم فياريت كلنا نقاطع حتى نجبر الجزار على تخفيض السعر شوية ويرحمونا ويرحموا الغلابة». وأضافت: «أنا بالفعل بدأت أقاطع وبعوض غياب اللحمة بالفراخ لكن بصراحة هذا لا يمنع أنى اشترى لحمة من وقت للتانى حتى لا أحرم أبنائى الصغار منها نهائيا لكن مش نفس الكميات بتاعة زمان فزوجى موظف بسيط والميزانية لا تسمح، وأتوقع أن سعر الفراخ حيزيد برده لكن عمرها ما توصل ل90 جنيهاً للكيلو». أما هدى- بائعة خضار - فكانت لها تجربة أخرى خارج جدل المقاطعة «إحنا خلاص مابنكلهاش.. اللحمة غالية أوى يا دوب بنسمع عنها ونتفرج عليها من بعيد.. أنا واحدة على باب الله وعندى أربع عيال ودخلى محدود فحتى لو فكرت فى يوم من الأيام أجيب كيلو لحمة ب80 جنيه حيعمل إيه؟حيكفى كام واحد وقد إيه؟ وطبعا ما أقدرش أشترى أكثر من كيلو واحد كل شهر أو شهرين.. وده غير زمان لما كنا بناكل لحمة مره فى الأسبوع.. بس دلوقتى بناكل فراخ فلما أجيب 2 كيلو فراخ أرخص وأبرك من اللحمة هانعمل إيه الظروف صعبة والجزارين ماعندهمش رحمة، وعلشان كده نفسى المقاطعة تنجح وتجيب نتيجة يمكن ساعتها ينصلح الحال لما اللى معاه يحس باللى معهوش». خرجت نادية من السلك الوظيفى إلى المعاش، لكن نار الغلاء لم تتركها «ما بقاش عندى قدرة لشراء اللحمة ورأيى ماحدش يشترى لحمة تانى فحرام الغلاء ده، وأنا مريضة وأعيش من معاشى فإزاى حقدر أتحمل أعباء الحياة ومنين اكل فى الغلا ده؟ حتى اللحمة بقت كماليات ومش بناكلها غير فى المناسبات علشان كده أنا مع المقاطعة وليه مانقاطعش؟ فيه دائما بدائل كثيرة زى العدس، الكشرى، البصارة والفول.