فاطمة الزهراء حسين؛ المسئولة عن نشاط الاقتصاد المنزلى بالمدرسة تقول: إن النشاط المنزلى كان مجرد اسم، وكانت حصة النشاط المنزلى ضائعة؛ ولكن حاليا يتم تعليم البنات الأنشطة المنزلية بصورة نظرية؛ ثم يتم بعد ذلك تطبيق ما تعلمنه نظريا فى معامل المدرسة؛ ومن الأشياء التى تم تدريب البنات عليها طرق عمل العجائن المختلفة؛ وكيفية تنسيق المنزل؛ إلى جانب تدريبهن على أعمال الإتيكيت؛ والتعامل مع الآخرين؛ فتم تدريب البنت على كيفية التعامل مع خطيبها؛ وكيف تكون زوجة وأماً فى المستقبل؛ وتضيف فاطمة الزهراء قائلة: حدث تطور كبير فى فكر البنات فى الصعيد بعد افتتاح المدرسة وممارسة الأنشطة بصورة صحيحة؛ فظهرت شخصية البنات القوية؛ وظهر الانتماء الحقيقى؛ والإبداع لدى هؤلاء البنات؛ هذا إلى جانب تدريب البنات على عمل المربات والعصائر وغيرهما من الأشياء بصورة بسيطة حيث تم استخدام الأشياء الموجودة فى البيئة لصناعة المشروبات والمربى والمخلل وغيرها؛ ففى الوقت الحالى أصبحت الأنشطة المدرسية مجالات تربوية تمارسها الطالبات فى المدرسة؛ فهناك المسرح المدرسى؛ والصحافة المدرسية؛ والنشاط الموسيقى؛ والمكتبة التى أصبحت تحتوى على 2200 كتاب. وتضيف مريم مكرم مدرسة التربية الفنية بالمدرسة قائلة: إن حصة الرسم كانت دائما الحصة الأخيرة فى اليوم الدراسى، حتى يستطيع المدرسون والطلاب الخروج مبكراً على اعتبار أن حصة التربية الفنية لا قيمة لها؛ ولكن بعد التطوير وإنشاء معامل للرسم؛ وجعل مادة التربية الفنية مادة رئيسية مثل أى مادة أخرى؛ وأصبحت الحصة فى أول اليوم الدراسى كان شيئاً جميلاً؛ ودافعاً للطالبات على الإبداع الفنى؛ حتى أن هناك بعض الطالبات تم تقديم أعمالهن فى مسابقات على مستوى المحافظة وحصلن على العديد من الجوائز؛ بل دخلن فى منافسات مع العديد من المدارس الأخرى على مستوى الجمهورية، كما أن بعض الطالبات حصلن على جوائز مادية قيمتها خمسمائة جنيه؛ إلى جانب الهدايا العينية من ألوان؛ وورق مقو للرسم؛ وقامت السيدة سوزان مبارك بتكريم هؤلاء الطالبات؛ وتم اختيار رسمتى (بنحب كل شىء فيك يامصر؛ والسلام) من أفضل الرسومات على مستوى الجمهورية. وأكدت ميلاد فرح موجهة التربية الزراعية بالمدرسة قائلة: كان من نتيجة أعمال التطوير التى شهدتها المدرسة أنها بعد أن كانت تفتقد كل شىء أصبحت الآن تقدم للمجتمع كل شىء حتى أن هناك معرضاً سوف يقام يوم 9/3/2010 لعرض المنتجات التى قامت الطالبات بتصنيعها وسوف يستمر المعرض لمدة أسبوع على مستوى محافظة الأقصر. وتضيف إلهام الشاذلى النجار المسئولة عن نشاط الخياطة والتطريز قائلة: الطالبات يقمن بدراسة أصول فن التطريز والخياطة؛ حيث يتم تقسيم المنهج بين الدراسة النظرية والتصميم العملى؛ وفى كل فرقة دراسية نقوم بتدريب الطالبات على جزء معين من أصول هذا الفن، فيتم تدريب الطالبات على كيفية أخذ المقاسات ورسم الباترون؛ والطالبة تقوم باختيار أى موديل وتقوم بتصميمه ولو عجزت عن تصميم شىء منه تسأل فيه المسئولة عن النشاط فى الحصة التالية؛ كما يتم إعطاء الطالبات واجبات منزلية لتصميمها وتنفيذها فى المنزل؛ كما يتم إعطاء الطالبات غير القادرات على شراء الخامات جزءاً من هذه الخامات للتدريب عليها فى المنزل؛ وبعد التطوير المذهل الذى شهدته المدارس تم تزويدها أيضاً بالخامات من قماش وخيوط وماكينات؛ إلى جانب توفير المعامل التى تمارس فيها هذه الأنشطة. كما التقينا بمجموعة من الطالبات ممن يقمن بالنشاط المدرسى داخل مدرسة الأقصر الثانوية، وسهام حسام الدين والتى التقينا بها فى حجرة النشاط المنزلى فقالت لصباح الخير بعد أن قدمت لنا مشروب الكركريه والدوم، وتذوقنا المربى التى قامت بتصنيعها مع بعض زميلاتها، فقالت: أستغل حصة النشاط المنزلى مع المسئولة عن النشاط لكى أتعلم منها أصول الطبخ، وفى الوقت نفسه أتعلم كيفية عمل أكلات جديدة، ولا أترك يوماً غير لما أدخل فيه المطبخ هنا، واتفقت مع زميلاتى فى المدرسة إن اللى تعرف طبخة كويسة تعلمها للأخريات، ولما أرجع البيت بادخل مع ماما المطبخ عشان أساعدها، وأطبق الأكلات اللى اتعلمتها، وآخر حاجة عملتها كانت صينية «كيك بالبرتقال». وأضافت طالبة أخرى قائلة: أهم حاجة بالنسبة للبنت أنها تكون ست بيت ناجحة، وتكون بتعرف تعمل الأكل كويس جداً، لأن دا بيخلى البنت مننا رأسها مرفوعة، خاصة لو جوزها امتدح طريقة طبخها، وإحنا هنا بنتعلم طرق عمل أصناف من الطعام، وأضافت: فى البداية كنت لا أعتقد فى حصة الاقتصاد المنزلى وكنت بأقول لزميلاتى إن تعريفنا بأصول الطبخ مسئولية أمهاتنا، والأمهات بتهتم بالموضوع دا خاصة بعد خطوبة البنت، لكنى اكتشفت هنا إن فيه العديد من الأصناف اللى الأمهات متعرفش عنها حاجة، ومن يومها وأنا حريصة على حضور حصة الاقتصاد المنزلى. وأضافت سارة صالح قائلة أنها كانت لا تعلم الكثيرعنه هذا النشاط، وكانت تعتقد أن العمل المنزلى شىء خاص يعتمد على المهارات الخاصة لربة المنزل، وكنت أعتقد أنه عمل عادى تستطيع أى فتاة أن تقوم به، ولكن دون علم أو فن، وكانت المدرسة قبل التطوير لا تهتم بذلك، فكيف يكون الاهتمام بأعمال المنزل، والمدرسة تفتقد العديد من مقوماتها، فالمدرسة كانت تفتقد المقاعد ولا يوجد شبابيك، فكيف لنا بدراسة أعمال الطبخ أو الخياطة، ولكن بعد ذلك أصبح النشاط المنزلى حصة مهمة بالنسبة لى، وأضافت قائلة: أدعو الطالبات اللائى يتركن هذه الحصة بالحضور، وأقول لهن لن تخسرن شيئاً، ولكن سوف تستفدن منها ولن تتركنها بعد ذلك. وتقول هالة محمد حسن إحدى الطالبات المشتركات فى قسم الخياطة والتطريز: أحب الخياطة منذ الصغر، حيث تعمل أمى فى هذا المجال، ولكنها لم تكن تجيد التصميمات الحديثة أو الموضة الشبابية، وكانت أغلب زبائنها من السيدات كبار السن، ولكن بعد أن التحقت بقسم الخياطة والتطريز أتقنت العديد من التصميمات الحديثة، وتفصيلها بنفسى كما أننى علمت أمى العديد من هذه التصميمات، وأضافت هالة قائلة أنها قامت بتصميم بعض الموديلات الجميلة، وتم عرضها فى المحل الخاص بوالدتها، فأقبلت عليه البنات، وأصبح هذا الموديل موضة يطلبه العديد من بنات الأقصر نظراً لدقة التصميم وروعته، إلى جانب تماشيه مع روح البنت العصرية، وفى ذات الوقت لا يخرج عن التقاليد كما أن بعض البنات العاملات بالمحل مع أمى طلبن منى تدريبهن على هذه التصميمات.