"الهيب هوب" ليس مجرد موسيقي وحركات إيقاعية وملابس مميزة، لكنه يمثل فلسفة وأسلوب حياة. "الهيب هوب" حركة ثقافية فنية ظهرت في أمريكا مع هؤلاء القادمين من أفريقيا في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، أول من ابتكر إيقاعاته السريعة هو المهاجر الجاميكي والديجي "كول هيرك". وضع "هيرك" هذه الموسيقي مستهدفا الشباب والأطفال في الشوارع، في وقت انتشر فيه الفقر والبطالة والعنصرية ضد السود، ليحثهم علي الانضمام لفرق الغناء والرقص بدلا من الانضمام للعصابات وممارسة السرقة والعنف وتعاطي المخدرات. "الهيب هوب" هو تعبير جسدي بحركات إيقاعية علي موسيقي "الراب" يعبر بها الإنسان عن نفسه وشخصيته ومشاكله.. تتميز كلمات أغنياته بسمات خاصة ويهتم بقيم ومفاهيم السلام والتسامح واحترام الآخر ومقاومة العنصرية والعرقية. أثبتت الدراسات أنها ثقافة فنية تسمو بالنفس وتعبر عنها وأنها أفضل الطرق لإطلاق سراح التوتر والاكتئاب. تقول الأبحاث العلمية إن الحركة الإيقاعية مع الموسيقي ينتج عنها إفراز الكثير من الهرمونات المضادة للتوتر. في المؤتمر الدولي للعلاج بالرقص أشار الأطباء في مختلف فروع الطب إلي أن منافع الرقص الصحية عديدة، فهو يقي من تصلب الشرايين، ويساعد علي تخفيض الكوليسترول، ويحد من ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية والآلام المزمنة، وسرطان الثدي والربو والزهايمر، ويقلل من مشاعر العزلة لدي المسنين، حيث يتيح لهم العديد من العلاقات الاجتماعية ويرفع من المهارات الحركية. وإذا كان "الهيب هوب" يساعد المسنين ويفيد الشباب، فقد أكدت الدراسات أنه يعالج أيضا مرض التوحد عند الأطفال، ويساعدهم أيضا علي الخروج من دائرة العنف الذي يعيشون فيه ويحولهم إلي عصابات، فهل يمكن أن يكون "الهيب هوب" هو الحل؟!