حرب شرسة هى تلك الحرب التى شنتها القوى السياسية الليبرالية على حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.. والسبب إصرار مرشحى الإخوان على استخدام الشعارات الدينية فى الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية.. وعلى الرغم من أن الإخوان قد اعتادوا على مثل هذه الحروب فى كل الانتخابات البرلمانية التى خاضوها من قبل إلا أن هذا العام كانت أشد ضراوة عن الأعوام السابقة فما بين مؤيد للشعارات ومناهض له اختلفت الآراء.. فذهبنا إليهم لنتعرف على آرائهم فى هذا الصدد. يقول الأستاذ محمود غزلان المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين شعار الإسلام هو الحل هو شعار جماعة الإخوان المسلمين كان ولا يزال وسيظل بإذن الله.. بالنسبة للحزب، فقد أنشأناه ليصبح مؤسسة مستقلة ثم دخل هذا الحزب فى تحالف مع حوالى 01 أحزاب حيثما يرى الحزب والمتحالفون معه أن يستخدموا الشعار الذى يناسبهم ونحن لا نتدخل فى هذا الأمر، هذا وقد نفى غزلان أن يكون إصرار الحزب على استخدام شعار الإسلام هو الحل الضمانة للحصول على أصوات فى الانتخابات أو أن يكون بمثابة تحدٍ لقوانين اللجنة العليا للانتخابات وقد أكد قائلا هذا الشعار يعبر عن مبادئنا وعقيدتنا وبرنامجنا ومنهجنا باختصار شديد.. والناس لا يتخلون عن عقيدتهم أو مبادئهم أو منهجهم.. فإذا كان هنالك من يهدد فى اللجنة العليا للانتخابات بأن هذا غير قانونى ويتخذون إجراءات فى هذا الصدد فإن ما كان يحدث فى انتخابات عام 0002 و5002 و0102 وكذلك انتخابات المحليات من هجوم على هذا الشعار فليلجأ للقضاء ويرفع القضايا فى مجلس الدولة ونحن نملك العديد من الأحكام من محكمة القضاء الإدارى ما يفيد بأن الشعار مباح ولا يتعارض مع الدستور وأنه ليس شعاراً تميزيا أو طائفيا فنحن لدينا أحكام كثيرة بهذا المعنى. ويقول دكتور وحيد عبدالمجيد رئيس لجنة وضع البرنامج والدعاية الانتخابية للتحالف الديمقراطى من أجل مصر أن شعار «لنحمل الخير لمصر» هو شعار التحالف، أما شعار الإسلام هو الحل هو شعار جماعة الإخوان المسلمين الذى يعتزون به.. وهو شعار سياسى وليس شعارا دينيا.. فالشعار الدينى يكون على سبيل المثال إن الدين عند الله الإسلام، لكن الإسلام هو الحل ليس شعارا دينيا فهو حل مثلا للمشكلات السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية - فالإسلام ليس مجرد دين فهو أيضا منهج للحياة.. لكن مجرد رفع لافتة مثل إن الدين عند الله الإسلام يعتبر شعارا دينية يلغى الأديان الأخرى ولا يعترف بها ويميز بين الأديان.. فشعار الإسلام هو الحل ليس فيه ما يضايق غير المسلم.. ويضاف إلى ذلك أن هناك عدة أحكام قضائية صدرت بهذا المعنى. ويستطرد قائلا: لن يعتزم أى عضو من أعضاء التحالف رفع أى شعار دينى وسيلتزم الجميع بشعار التحالف لنحمل الخير لمصر والإخوان لهم شعارهم الإسلام هو الحل الذى يعتزون به ونحن نرى أن هذا ليس شعارا دينيا إنما شعار سياسى ومن حق مرشحى الإخوان استخدامه ومن يعترض عليه يلجأ للقضاء. يقول دكتور غنام محمد غنام عميد كلية حقوق جامعة المنصورة إنه يتعين أن يتم فرض جزاءات مالية وغرامات إدارية وليست جنائية على المرشحين المتجاوزين لقرارات اللجنة العليا للانتخابات بحظر استخدام الشعارات الدينية فى الدعاية الانتخابية، كذلك يتعين وجود لجنة تأديبية وإن اقتضى الأمر يكون هناك استبعاد المرشح، وتكون هناك سلسلة من الجزاءات عن عدم الاحترام.. أما إذا كان الأمر مجرد توصية فالأمر متروك للناخبين بتوعيتهم وإبعادهم عن إدخال الدين فى الحملة الانتخابية. ويستطرد قائلا: إصرار الإخوان على استخدام الشعارات لا يعد تحديا لقرارات اللجنة العليا للانتخابات إنما يسعى إلى كسب المزيد من الأصوات ببرنامجه الانتخابى فمن حقه أن يعرض برنامجه الانتخابى دون أن يكون ذلك تحريضا على الفتنة الطائفية أو استغلال عواطف الناس بإدخال الدين فى السياسة بطريقة غير سليمة. ويضيف: لكل شخص حرية التعبير عن رأيه، وهناك من يرد على ذلك مثلا بأن الدين الإسلامى يحكم العموميات وليس احترام الدين الإسلامى أن ندخله فى خلافاتنا اليومية بخصوص الانتخابات ولابد أن نقدره ونقدسه ونبعد الأديان عن مجال الانتخابات والأغراض الشخصية.. فلا يمكن ذلك أن يكون تحديا ولكن إذا كانت هناك إِثارة للفتنة الطائفية أو ضد الأديان الأخرى فلابد أن تكون هناك جزاءات متفق عليها أو صدرت بمرسوم بقانون وتكون متمشية مع المبادئ الدستورية العامة. ويكمل دكتور غنام قائلا يجب عدم إقحام الدين فى السياسة ويجب أن ننأى بالدين عن مجال الانتخابات.