كتب - محمد عاشور - تصوير - شريف الليثى لشباب الثورة وجهان، وجه ثوري كشفوا عنه خلال ال18 يوماً بميدان التحرير ووجه آخر إبداعي، وهو ما كشف عنه اللقاء الذي عقده قطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور أشرف رضا مع ما يقرب من مائة شاب وفتاة شاركوا في أحداث الثورة وقدموا فيه بعض الأعمال الإبداعية من شعر وغناء وموسيقي ومسرح كما طالب الشباب خلال اللقاء بعدم عزل الفنانين والمثقفين عن المشهد السياسي الموجود في البلد، وأن يتم تنظيم صفوف شباب الثورة بدلاً من الالتفاف عليها، كما ذكر الشباب في قصائدهم عدم إغفال البُعد الاجتماعي للثورة التي رفعت شعارات «العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية». ساعة ما أشوفك في المدي طايح بتهز جدران السكون بتهد ظلم الجبارين قلبي الصغير ينشرح وأنا بأسمعك ف.. تتفتح أبواب البيوت وتنكسر جدران السجون هذه الكلمات المعبرة كتبها الشاعر محمد سيد الشاعر من شعراء العامية، ويعمل مدرس لغة عربية بوزارة التربية والتعليم وأحد المشاركين في ثورة 25 يناير، والذي استمر 18 يوماً مقيماً في ميدان التحرير تاركاً منزله القريب الموجود بحي الدقي وزوجته وأبناءه الثلاثة محمود وميار وملك ويقول محمد الشاعر ل«صباح الخير»: ابني كان هو الدافع وراء خروجي للميدان لأبحث له عن الكرامة والحرية والكلمات السابقة جاءت ضمن قصيدة كتبها في ديوانه «خروج عن السطر». وقام محمد بتأليف عدة قصائد عن الثورة أثناء وجوده في ميدان التحرير منها قصيدة بعنوان «وأنا خارج للميدان» يقول فيها: وأنا خارج للميدان كنت شايف ياأمة صورتك كنت شامم ياأمة ريحتك زي وردة ع الميدان كنت حالف ياأمة أجبلك حقك، اللي سرقوه منك الحرامي والجبان وأنا خارج للميدان قابلني يا أمايا العساكر كنت شايل يا أمة علمك كنت راسم علي صدري صورتك داسوا ياأمايا عليا قلت اسمك.. داسوا أكتر وفي يميني هلال منور وفي شمالي حليب شهيد وقدم الفنان مصطفي رزق خلال اللقاء قطعة موسيقية من غنائه وتلحينه تشجيعاً للشباب الذي اشتعل حماساً قال فيها: اطلعي بقي من سكاتك أنت صوت الحق ونشيدي الحماسي صحصح العقل اللي ناسي، واطلعي بقي من سكاتك ياللي ساكتة من سنين، وارفعي بإيديك راياتك مهما كانوا منكسين مستحيل.. مين هيجري عكس مجراك الأساسي فيه تاريخ دايماً في صفك، والخطر بيزيد في صمتك ارفعي الخوف اللي حوطك واطلعي بقي من سكاتك ياللي زارعه الحب دايماً، تحت شبابيك الغلابة ياللي نازل من تاريخك شال محبة وقلوب طيابة افردي دراعك وضمي، لمي كل الخلق لمي واطلعي بقي من سكاتك. - «حواديت التحرير» وفي نفس السياق قام عدد من شباب الهيئة العامة لقصور الثقافة بتقديم عرض مسرحي علي مسرح منف بعنوان «حواديت التحرير» وقد دار العرض حول تجارب شخصية للشباب الذين شاركوا في ثورة 25 يناير وقام أعضاء الفريق بكتابة النص وإلقائه علي المسرح في نصوص تجمع بين العامية والفصحي، وتجسد صوراً حقيقية حدثت للشباب أثناء الثورة، وتناول العرض مشاهدات حية من ميادين القاهرة أثناء أحداث الثورة، واستخدموا في العرض نفس الشعارات المرفوعة في الثورة وأشهرها «الشعب يريد إسقاط النظام». وقد انقسم فريق العمل إلي قسمين نصفهم علي المسرح والنصف الآخر خلف الجمهور ليكونوا كورس يقوم بدور الموسيقي مرددين شعارات الثورة. وقد وقف الممثلون الشباب علي المسرح بشخصياتهم الأصلية وبأسمائهم الحقيقية لإضفاء روح الواقعية في تناول الحدث، وقرأ الشباب الأحداث بشكلها الحقيقي، وقد افتتح العرض بفتاة تحكي تجربتها من داخل منزلها، وراحت تصور معاناتها في إحساسها بالعجز عن عدم إمكانية مشاركتها في الأحداث، وردد الكورس خلفها «هانتحرك تاني لو البلد متغيرتش». ثم حكي شاب آخر عن مظاهر الوحدة الوطنية التي شعر بها في الميدان وذكر أن الفتنة الطائفية صناعة سياسية من جهات مشبوهة للسيطرة الأمنية علي البلد. وفي حركة منكسرة حكت شخصية ثالثة عن تجربتها مع الثورة وتعرض الشباب المتظاهرين للضرب والقذف بالطوب من البلطجية وقيامهم بالاعتداء علي الشباب بالأسلحة البيضاء وقنابل المولوتوف ثم ردد المشاركون في العرض مع فريق الكورس أسماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في هذه الثورة المجيدة.